{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ}،{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} هذا تحقق في عصر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) انتصارات كبيرة مع ضعف في الإمكانيات وقلة في العدد لكن كان نصراً من الله؛ لأن الله وعد بالنصر {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}(الحج:40)،{إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُم}(محمد:7)، عندما تتحرك الأمة مجاهدة في سبيل الله سبحانه وتعالى ولا تتأثر بأي أشياء أخرى لا ولاءات ولا ارتباطات مادية أو أي أشياء أخرى فتتحرك في سبيل الله واثقة بالله معتمدة عليه فالله ينصر وهو خير الناصرين، وهو المقتدر الغالب القاهر العزيز.
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} الانتصارات التي تتحقق وانتصارات كثيرة في معارك وحروب كثيرة يجب أن تعزز الثقة بالله سبحانه وتعالى، وأن ترسخ الثقة بالله سبحانه وتعالى؛ لأنها إلى جانب الوعد الإلهي شاهد من الواقع على صدق الوعد الإلهي.
ولنأتي بغير بغير مراجعة زمان السيوف مثلما يقول في البعض: يقول البعض من قليلي الثقة بالله قالوا صح كان يأتي انتصارات أيام كانت سيوف، يعني كأن الله أصبح ضعيفاً في هذا العصر، لنقول حصلت انتصارات وتأييدات إلهية كثيرة في واقع المسلمين في هذا العصر تعزز الثقة بالله تعزز الثقة بالله، وهي حجة لله على عباده.
انتصارات حزب الله في لبنان على الإسرائيليين ومن يقف مع الإسرائيليين ومن يدعم الإسرائيليين، في:(2006) في حرب تموز:(2006) وقف معظم العالم وقفوا مع إسرائيل، أمريكا فتحت كل مخازن سلاحها في المنطقة لإسرائيل، ووقفت بكل ثقلها السياسي والعسكري بكل أشكال الدعم لإسرائيل، الأوربيين كذلك، العرب معظم العرب وقفوا مع إسرائيل وساندوها إعلامياً وساندوها استخباراتياً والله أعلم بأي أشياء أخرى ساندوها بها، ومع هذا انتصر حزب الله على إسرائيل، ولم يكن أول انتصار لكن كان انتصار كبير في ظرف محدود وفي ظرف حساس، وإلا كم انتصر حزب الله حزب الله على إسرائيل في معارك كثيرة.
في غير حزب الله نأتي إلى واقعنا نحن في تجربتنا في مسيرتنا القرآنية في مواجهتنا للظالمين المعتدين علينا الذين حاولوا إطفاء نور الله، وحاولوا أن يفرضوا علينا حالة الصمت، وحاولوا أن يفرضوا على الشعب اليمني الولاء لأمريكا، وأن يمنعوا أي موقف يخالف هذا التوجه، في حروبهم على هذه المسيرة بكل ثقلهم، بكل إمكاناتهم العسكرية، ومعهم أيضاً الدعم الدولي والاقليمي على المستوى السياسي، وعلى المستوى الإعلامي، على المستوى المالي، وصولاً إلى ما حصل في الحرب السادسة.
مواطن كثيرة، معارك كثيرة، مواجهات كثيرة، حروب كثيرة منَّ الله فيها بالنصر لعباده المؤمنين، مثل هذا يفترض أن يعزز الثقة بالله، أن يعزز الثقة بالله، والإيمان بالله، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، مسألة مهمة جداً، وأن الاعتماد على الله والثقة به والتحرك في سبيله بناءً على ذلك بالاعتماد عليه، بالتوكل عليه، بالرهان عليه، بالثقة به، بالثقة بوعده الصادق الذي لا يتغير ولا يتبدل أنه رهانٌ في محله نتيجته النصر ونتيجته التأييد الإلهي والغلبة الإلهية.
ثم يقدم الله سبحانه وتعالى في هذه الآية درساً مهماً درساً كيف تكون نتيجة الضعف في الاعتماد على الله والاغترار بأشياء أخرى وعوامل أخرى. البعض من الناس حتى من المسلمين كثير من المسلمين لم يصل في مستوى إيمانه إلى درجة أن يكون لديه يقين وثقة بالله وبنصر الله حتى لو كانت ظروفنا صعبة، حتى لو كانت إمكانياتنا قليلة، حتى لو كانت أعدادنا قليلة بجنب أعداد الأعداء، بجنب كثرة عددهم، وكثير عدتهم، ووفرة عدتهم. البعض لازال يعتمد على العوامل المادية، يعني أن الأقوى هو الأكثر عدداً والأكبر عدةً، وأن من لديه المال الكثير والعتاد الحربي الهائل والأعداد الكبيرة من الجنود هو الأقوى. العوامل المادية ليست هي الأساسية في النصر الحاسم، فيما يتعلق بالمؤمنين يمكنهم بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى أن ينتصروا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(دروس من سورة التوبة - الدرس الثالث)
ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بتاريخ: 12/ رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.