قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[الروم:47] صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيم.
(وَلَّى زَمَنُ الهَزَائِم، وَجَاء زَمَنُ الاِنْتِصَارَات)، جُملةٌ هتف بها (شهيد الإسلام والإنسانية) السَّيِّد/ حسن نصر الله "رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ"، متوجاً بها انتصاراً إلهياً تاريخياً، في مرحلةٍ مهمةٍ جداً، وقالها من منطلق الثقة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أولاً، ومن منطلق الوعي بالسنن الإلهية، في أسباب النصر وأسباب الهزيمة.
عندما نشأت في لبنان أمةٌ مجاهدةٌ مؤمنة، تأخذ بأسباب النصر، تحقق الوعد الإلهي، الذي وعد الله به عباده المؤمنين، والله لا يخلف وعده، وَمَنَّ الله آنذاك بالانتصار العظيم، لتتحقق الانتصارات، فكان انتصار 2000، وبعده انتصار 2006، والآن منَّ الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بانتصارٍ تاريخيٍ عظيمٍ ومهمٍ جداً على العدو الإسرائيلي مباشرةً، ليضاف هذا الانتصار الذي منَّ الله به، إلى ذلك السجل من الانتصارات الكبرى، والتاريخية، والمهمة.
هذا الانتصار الذي منَّ الله به في هذه المرحلة الحساسة والمهمة، في مواجهة العدو الإسرائيلي، عندما شن عدواناً غير مسبوق على لبنان، واستهدف حزب الله استهدافاً غير مسبوق، باستهداف القيادات، والمنشآت، والكوادر... وغير ذلك، استهدافاً مدعوماً دعماً أمريكياً كبيراً جداً؛ ولــذلك يعتبر الأميركي شريكٌ في خيبة الأمل، كما كان شريكاً في العدوان والإجرام، بكل ما قدَّمه من دعمٍ كبير للعدو الإسرائيلي في عدوانه على لبنان، النصر الذي تحقق هو من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ثمرةً لجهود أولئك الرجال المؤمنين، الثابتين، وذلك المجتمع، وتلك الحاضنة الشعبية، أولئك الذين صبروا جميعاً، والصبر من أهم أسباب النصر، عندما يكون في إطار الموقف، والعمل، والتضحية، وتوكلوا على الله، ووثقوا به، واحتسبوا شهداءهم عند الله، {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا}[آل عمران:146].
كان العدو الإسرائيلي يراهن على ما قد ألحقه بحزب الله، من ضربات موجعة ومؤلمة، واستهداف للقادة، وعلى رأسهم سماحة الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيد/ حسن نصر الله "رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ"، كان العدو الإسرائيلي يراهن أنه بذلك قد هيأ الأرضية اللازمة لإلحاق هزيمةٍ كاملةٍ بحزب الله؛ ولـذلك كانت الأهداف التي أعلنها العدو الإسرائيلي لعدوانه على لبنان مرتفعة السقف، تُمَثِّل طموحاته، والأماني التي يتمناها ضد حزب الله، فهو يريد أن يُدَمِّر حزب الله بشكلٍ كامل، وأن يَنْزِعَ سلاحه، وألَّا يبقى للمقاومة الإسلامية أي وجود في لبنان، وألَّا يبقى للجهاد أي راية، فأراد أن يحسم الوضع على مستوى لبنان، وأن يفرض تغييراً سياسياً، من خلال الحملة التي أطلقها الأمريكي؛ لأن الأمريكي معه جنباً إلى جنب، في العدوان على لبنان، ويفرض متغيرات تكون كلها لخدمة العدو الإسرائيلي، وليس فقط على مستوى لبنان، بل كما تكرر في كلام [المجرم نتنياهو]: التغيير للوضع على مستوى ما يُعَبِّرون عنه بـ[الشرق الأوسط] بشكلٍ كامل؛ لأنهم يعتبرون جبهة حزب الله في لبنان أنها جبهة ذات أهمية كبيرة جداً، على مستوى واقع الأمة بكلها، فهي سدٌ منيع في مواجهة العدو الإسرائيلي، وتجاه مؤامراته التي تستهدف الأمة، كل الأمة، كل شعوب هذه المنطقة بأجمعها، ما يُعَبِّرون عنه بـ[الشرق الأوسط].
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 26 جمادى الأولى 1446هـ 28 نوفمبر 2024م