والمشكلة الكبيرة أن هناك بعضاً من الأمور قد يتغافل الناس عنها، ويتساهلون فيها، وهي خطيرةٌ عليهم، لربما من أخطر ما هو من ضمن ذلك على المسلمين على الأمة الإسلامية، هي النظرة التجزيئية إلى الدين، والتطبيق المنقوص لدين الله -سبحانه وتعالى- للإسلام، لتعاليم الله -سبحانه وتعالى- هذه مشكلة كبيرة جداً، وخطيرة للغاية.
الكثير من أبناء الأمة يتجهون في عملية التطبيق لتعليمات الله -سبحانه وتعالى- على نحوٍ مقطعٍ ومجزأٍ ومنقوص، وهذه الحالة يعبر عنها القرآن: بالإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض، ويقول عنها: {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ}[البقرة: من الآية85]، هذه حالة خطيرة جداً، وهذا مما كان يمثِّل إدانةً لبني إسرائيل عندما سلكوا هذا السلوك، وتعاملوا مع دين الله بهذه الطريقة: يطبِّقون ما يناسب أهواءهم، ويتوافق مع رغباتهم، ويتركون من الدين ما لا يرغبون به، ما لا تهواه أنفسهم، ما يرون فيه مشقةً عليهم… أو لاعتبارات أخرى، فهذه الحالة كانت سلبيةً جداً، وخطيرةً جداً، وعليها وعيدٌ شديدٌ من الله -سبحانه وتعالى-.
كثيرٌ من المسلمين فصلوا جانب المسؤولية عن التزامهم الديني: المسؤولية في الجهاد في سبيل الله، في الأمر بالمعروف، في النهي عن المنكر، في الإنفاق في سبيل الله، في الاهتمام بأمر الأمة، بأمر المسلمين، بالقضايا الكبرى، بالعمل على إقامة العدل، بالعمل على التصدي للظلم، بالاعتصام بحبل الله جميعاً، بالوحدة والألفة والأخوة الإيمانية على الحق… أشياء كثيرة ومهمة جداً في تعليمات الله -سبحانه وتعالى- وأوامره وتوجيهاته، فنبذوها وراء ظهروهم، واتجهوا لتطبيقٍ منقوصٍ محكومٍ بالمزاج النفسي، وبالرغبات الشخصية، وهذه قضية خطيرة جداً؛ لأن الإنسان إذا فعل ذلك لم يعبِّد نفسه لله كما ينبغي، بل كان محكوماً بهوى النفس، وخاضعاً لرغبات النفس، وهذه حالة خطيرة يجب الحذر منها، والإنابة إلى الله منها؛ لأن جزءاً من الذنوب هو من خلال التفريط والتقصير في مسؤوليات وواجبات أمرنا الله بها، هناك نوعٌ من الذنوب هو بالتعدي لحدود الله، بالمخالفة فيما نهانا الله عنه، في الارتكاب للجرائم والفواحش والموبقات، وهناك جانبٌ آخر يعود إلى التفريط فيما أمرنا الله به؛ لأننا نتلقى التعليمات من الله -سبحانه وتعالى- وفيها الأوامر وفيها النواهي، نهانا عن أشياء، وأمرنا بأشياء، فإذا جئنا للالتزام بترك ما نهانا عنه، فلا يكفي، علينا أيضاً أن نمتثل أمر الله -سبحانه وتعالى- فيما أمرنا به، وأن نعمل بما وجَّهنا إليه، فهذه مسألة مهمة جداً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الرابعة1441 هـ
حسم مسألة الحساب.. وتقرير المصير.