ولكن لاعتبارات كثيرة، يعني: تعود بالدرجة الأولى إلى معاصٍ كبيرة في الأمة، في واقع الأمة العربية والإسلامية (العرب بالذات)، معاصٍ كبيرة جدًّا: تَخَلٍ عن مسئوليتهم الدينية والإسلامية، وأشياء كثيرة جدًّا، واعتبارات كثيرة… وصلوا فيها إلى ظروف غريبة جدًّا من: الشتات، وانعدام الوعي، وفقدان الإحساس بالمسئولية، والتخاذل، والضعف، والوهن… حتى رأى أعداء الأمة في الغرب، ورأت بريطانيا- آنذاك- وهي في نشاطها الاستعماري في العالم، ورأى اللوبي اليهودي أن الظروف مواتية، هنا في المنطقة العربية بالتحديد، لزرع هذا الكيان، ولاعتبارات –أيضاً– مستقبلية بالنسبة لحسابات الأعداء تجاه هذه الأمة، فهم وإن كانوا يرون فيها -في مرحلة معينة- أنها في حالة ضعف ووهن، فهم يعرفون أنه يكمن فيها عناصر القوة التي يمكن أن تبعثها من جديد، وأن تحييها من جديد، وأن تقيمها من جديد.
فعلى كُلٍ، كان هناك تحرك بجد كبير من جانب اليهود وهم في الشتات، أنفقوا الكثير من الأموال، حتى يمولوا هذا المشروع في النقل إلى فلسطين، بعد الحصول على وعد بلفور من بريطانيا، ويبدؤوا بتشكيل هذا الكيان، وزرعه في فلسطين.
اليوم، الكثير من أبناء الأمة يبخل بالإنفاق بأي مبالغ مهما كان حجم القضية، يعني: سواءً لدعم مباشر للقضية الفلسطينية، أو لإحياء الشعور بالمسؤولية في واقع الأمة، وإعادة استنهاض الأمة من جديد؛ لمواجهة الخطر الإسرائيلي والأميركي في فلسطين وسائر بلدان المنطقة، البعض يبخل، يعني: لم يصل بعد -يا أيها المسلمون، يا أبناء أمتنا- لم يصل اهتمام الكثير من أبناء أمتنا بقدر ما كان يحمله اليهود من اهتمام؛ فتفوقهم في مستوى الاهتمام والجدية في التحرك، ساعدهم لينجحوا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي 1438هـ.