مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

آنذاك كان البعض يناقش ويجادل ويقول: [كل أبناء الأمة يكرهون إسرائيل، وكل أبناء الأمة لهم موقف من إسرائيل]، مع أن المسألة كانت حتى آنذاك واضحة، لكن يوماً بعد يوم اتضح الواقع، وتجلى كيف أن البعض من أبناء الأمة يسعون إلى فرض حالة الولاء والتبعية لأمريكا، وحالة الولاء والتطبيع مع إسرائيل، حتى على أبناء الأمة بشكلٍ عام، اليوم لا يكتفي النظام السعودي، ولا النظام الإماراتي، ولا أتباعهم: آل خليفة في البحرين… أو غيرهم هنا أو هناك في هذا القطر العربي أو ذاك، لا يكتفون بأنهم هم في موقع الخيانة وفي مسار الولاء والتبعية لأمريكا وإسرائيل، وفي هذا التوجه المنحرف والخاطئ، لا يكتفون بذلك، إنما يحاولون أن يفرضوا هذه الحالة من التطبيع والولاء والتبعية لأعداء الأمة أن يفرضوه على بقية أبناء الأمة، ويسعون إلى أن يخضعوا كل الأمة لأعدائها معهم، هم أخضعوا أنفسهم، واتجهوا هذا التوجه الخاطئ والمنحرف، لكنهم لم يكتفوا بذلك، بل يحاولون أن يفرضوا ذلك بكل الوسائل والأساليب: بأساليب الترغيب لمن يتمكنون من شرائه بالثمن البخس والتافه، مقابل الخيانة، والبيع للمبادئ والقيم، والتنصل والتفريط في قضايا الأمة الكبرى. أو على مستوى الترهيب ومعاداة من يعادي إسرائيل، من يناهض أمريكا، معاداته بكل وضوح، وتكون هي المشكلة الرئيسية والجوهرية لهم مع غيرهم من أبناء الأمة، مثل ما هو الحال في عدوانهم على بلدنا، على شعبنا اليمني المسلم العزيز، والذي تعتبر المشكلة الرئيسية لهم مع هذا الشعب هو: أن هذا الشعب اختار الموقف المبدئي الذي يفرضه عليه إيمانه، هويته الدينية والإيمانية، انتماؤه للإسلام، فطرته، حريته، كرامته، فأراد أن يكون شعباً مستقلاً حراً متمسكاً بقضايا أمته الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة في فلسطين، ومناصرة الشعب الفلسطيني الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، ورفض هذه التبعية وهذا الولاء لأعداء الأمة، هذا الولاء المحرم شرعاً، هذا الولاء الذي يقول الله عنه في القرآن الكريم: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: من الآية51]، وبالتالي أصحبت هذه مشكلة رئيسية لهم مع هذا الشعب؛ لأن المطلوب من الجميع هو ماذا؟ الخضوع والخنوع والتبعية والاستسلام والطاعة، الطاعة لأمريكا، الطاعة لإسرائيل، الطاعة لمن يطيع أمريكا ويطبع مع إسرائيل.

 

وأتت الورشة التي أقامها آل خليفة في البحرين قبل أيامٍ قلائل أقاموها كخطوة من خطوات الخيانة الكبرى لهذه الأمة، وهي خطوة- إن شاء الله- فاشلة بإذن الله، ولكنها فاضحة وكاشفة، حصحص الحق وتجلت الحقائق بأكثر من أي زمنٍ مضى، يفترض للبعض من الناس الذين يعيشون الحالة البقرية: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} [البقرة: من الآية70]، حالة التلبيس على أنفسهم، يفترض بهم اليوم- وأكثر من أي زمنٍ مضى- أن يبصروا هذه الحقائق الواضحة، الجلية جداً، وأولئك يجتمعون عند استاذهم (كوشنر) وهو يقدم لهم ويرسم لهم الخطوات، ذلك الصهيوني اليهودي (كوشنر) يرسم لهم معالم صفقة الخيانة والعار التي بدأوا هم يعملون على تمريرها، يسعون لذلك خدمةً لمن؟ خدمةً لأمريكا، خدمةً لإسرائيل، وخيانةً لأمتهم، وخيانةً للشعب الفلسطيني، وخيانةً للمقدسات، خيانةً للأمة بكلها، خيانةً للمبادئ العظيمة لهذا الإسلام العظيم، بدون حياء، بدون تحرج يجتمعون ويتوجهون في هذه الخطوات، وهذا كله يثبت أنه لابدَّ من عمل في داخل الأمة، عمل يحصنها من الولاء لأمريكا، يحصنها من الولاء لإسرائيل؛ لأن هناك من يشتغل باستمرار في داخل الأمة، لماذا؟ ليصنع في هذه الأمة هذا الولاء لأمريكا وهذه التبعية لأمريكا، هذا الولاء لإسرائيل وهذا التطبيع مع إسرائيل، لدرجة أن تقدم مقدسات الأمة، ويضحى بشعوب الأمة، وتقدم أراضي هذه الأمة وبلدان ومناطق هذه الأمة هديةً لأعدائها؛ في مقابل الاسترضاء لأعداء الأمة والتودد إلى أعداء الأمة، وأن يقدم أعداء الأمة على أنهم هم الأصدقاء والأحباء، وأن تكون عملية التعاون معهم وهي الخيانة بذاتها، والتحالف معهم وهو الغدر للأمة والانقلاب على الأمة بعينه- أن تقدم على أنها هي الموقف الصحيح، والاتجاه الصحيح الذي يدفع إليه الناس دفعاً إن بالمال وإلا بالعصا.

 

في ظل واقعٍ كهذا أولا يظهر جلياً الأهمية القصوى لعمل في داخل الأمة نفسها، لتحصينها من هذا الولاء، لتحصينها من هذه التبعية؟ بلى.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

كلمة السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله

بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة

/24/ شوال1440هـ /30يونيو, 2019م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر