العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران، وبغض النظر عن حجم الأضرار الناتجة عن ذلك، فهو انتهاكٌ للسيادة، وهو اعتداء بكل ما تعنيه الكلمة، وهو محاولةٌ من العدو الإسرائيلي، ومعه الأمريكي، شريكه في كل جرائمه واعتداءاته، على فرض معادلةٍ جائرةٍ ظالمة، يستهدف بها كل أمتنا الإسلامية، وهي: معادلة الاستباحة، أن يكون للعدو الإسرائيلي أن يضرب أينما شاء وأراد، في أيِّ بلدٍ مسلم، من العالم العربي وغيره، ويستهدف ما أراد ومن أراد، وبأي مستوى من الاعتداء والإجرام، وألَّا يرد عليه أيُّ بلدٍ استهدف، ولا أي جهة تستهدف، ولا أي شعبٍ يستهدف، هذا ما يسعى له العدو الإسرائيلي، وكان ظاهراً حتى في الشروط التي يشترطها لوقف إطلاق النار، ولوقف العدوان على لبنان، يشترط هذا النوع من الاشتراطات، وهو يريد كذلك تجاه كل دول المنطقة بكلها، يريد أن يفرض له هذه المعادلة: أن يكون مستبيحاً لبلدان وشعوب أمتنا بكلها، وأن يستهدف ما أراد، سواءً أهدافاً بشرية، أو منشآت (سواءً عسكرية، أو مدنية)، في أيِّ بلدٍ يريد، يريد ألَّا يكون لأيِّ بلدٍ من بلدان أمتنا أي استقلالية، ولا حُرِّيَّة، ولا سيادة، أن تكون هذه الشعوب ومنشآتها، وحتى سيادتها مستباحةً، من أجله هو، ومن أجل أن يفرض نفوذه وسيطرته في هذه المنطقة، التي يسميها الغرب بـ [الشرق الأوسط].
العدوان الإسرائيلي استهدف منشآت عسكرية، وانتهك السيادة الإيرانية، ونتج عن ذلك أربعة شهداء، ودم المسلمين ليس رخيصاً، والمعادلة التي يسعى لها العدو الإسرائيلي هي معادلة جائرة، وظالمة، وباطلة، وفي نفس الوقت هي تشكِّل خطورةً على أمتنا الإسلامية بكلها، في أيِّ بلدٍ مسلم؛ لأن ذلك يعرِّض شعوب هذه المنطقة بكلها، شعوب أمتنا الإسلامية بأجمعها، للخطر، عندما تكون سيادتها مستباحة، ودماؤها مستباحة، وحقوقها مستباحة، هذا امتهان للكرامة، وهذا استرخاص للأمة، وإذلالٌ ما بعده إذلال، عندما تقبل الأمة بهذا النوع من المعادلات الجائرة والظالمة.
ولذلك الأمريكي طلب عدم الرد من الجمهورية الإسلامية، ألَّا ترد على الاستباحة، وعلى الانتهاك للسيادة، وعلى إسالة الدم الإيراني، طلب منها عدم الرد، الغرب على نفس المنهج، وعلى نفس السلوك، الكل يطلبون من إيران عدم الرد، أن تترك المجال للعدو الإسرائيلي ليضربها، ولا ترد عليه، وهذا ما يريدونه من كل البلدان في هذه المنطقة كما قلنا، وما سبق للعدو الإسرائيلي من القيام به في ما مضى ضد كثيرٍ من بلدان أمتنا، ولاسيَّما البلدان العربية، كان له في ما مضى قديماً عدوان في العراق دون رد، عدوان على تونس، عدوان في السودان، وعدوان متكرر ومستمر لا يكاد ينفك أسبوعياً على سوريا... وهكذا اعتداءات على كثيرٍ من بلدان أمتنا، ويريد أن يوسِّع هذه الدائرة؛ لتكون كل المنطقة مستباحةً له، هذه المعادلة لا ينبغي أبداً أن تقبل بها أي دولة مسلمة، أو عربية، أو حرة، في العالم أبداً.
الأمريكي طلب بشكلٍ صريحٍ وواضح- كما هو حال الدول الأوروبية- من الجمهورية الإسلامية في إيران عدم الرد، وكذلك حذَّر من سوء الفهم، وهذا من غاية الوقاحة، وقاحة عجيبة جداً، يجرؤ عليها الأمريكي ومعظم الدول الأوروبية، ويتخاطبون بهذه اللغة مع أمتنا فقط، ويراد لهذه اللغة أن تكون لغة يُتَخاطب بها مع المسلمين: [ألَّا تردوا أيها المسلمون على من يستبيحكم، من يقتلكم، من ينتهك سيادتكم، من يستذلكم، من يدمِّر منشآتكم، لا تردوا عليه عندما يكون هو الإسرائيلي، أو يكون هو الأمريكي، أو يكون هو ذراعاً من الأذرعة الصهيونية، لا تردوا عليه، اخنعوا، استسلموا، اخضعوا، اسكتوا، كونوا في غاية الاستسلام والذلة والهوان]! وهل يرضى حرٌّ في هذا العالم لأن تفرض عليه مثل هذه المعادلة التي يتبناها الأمريكي، هي رؤية أمريكية تجاه كل العرب، وليس لها استثناءات في أيِّ بلدٍ عربي، الكل مستباح؛ ولـذلك كان من الجيد أنَّ الكثير من الدول أصدرت بيانات كان فيها إدانة صريحة وواضحة لذلك العدوان؛ لأنه تأسيس لمعادلة يريدون أن يثبِّتوها على الجميع بلا استثناء، مع أنَّ البعض من الدول العربية لم تكن جريئة لأن تصدر إدانةً واضحة، هي بعد لم تصدر إدانة واضحة تجاه ما يعمله العدو الإسرائيلي في فلسطين، وما يرتكبه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني.
الأمريكي الذي يطلب من الجمهورية الإسلامية في إيران عدم الرد، وألَّا تسيء الفهم، وأنَّ عليها أن تقبل بالاعتداءات الإسرائيلية دون رد، ويريد هذا من كل أمتنا،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 28 ربيع الثاني 1446هـ 31 أكتوبر 2024م