{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا}، {إِلاَّ تَنفِرُواْ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}، يخاطب المؤمنين من البداية، يقول لهم أولاً: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ} ينذر بخسارتهم الكبيرة لرضا الله وجنته، ثم يتوعد، يتوعد بالعذاب ويتوعد بهذه الأمور الرهيبة جداً الاستبدال.
{إِلاَّ تَنفِرُواْ} إن لم تنفروا، إن لم تستجيبوا لله، إن لم تتحركوا في سبيله فالنتيجة هي ماذا؟ النتيجة هي ماذا؟ {يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} ولا صلاتكم ستحميكم من هذا العذاب وتدفعه عنكم، ولا صيامكم سيدفع عنكم هذا العذاب، ولا أي عبادة أخرى؛ لأن هذه الفريضة بها يقوم الإسلام بكله، بها يصبح للصلاة والصيام دوره وأثره وفاعليته ونفعه، الخطاب للذين آمنوا، المصلين الصائمين.. إلى آخره، الخطاب لهم، الله يخاطبهم، الله يناديهم، أنا وأنت كل من ينتمي إلى الإيمان.
أنتم{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} المصلين الصائمين.. إلى آخره {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} وهذا وعيد من الله سبحانه وتعالى على التخاذل والتثاقل عن الجهاد في سبيله، ووعيد كبير وخطير جداً، وعيد بعذاب الله سبحانه وتعالى، وبعبارة مطلقة توحي بأن هذا العذاب في الدنيا أيضاً وليس فقط في الآخرة، عذاب الله في الدنيا وعذابه في الآخرة، والمسألة خطيرة جداً.
يجب أن نرحم أنفسنا، أن نشفق على أنفسنا. من يتثاقلون عن الجهاد في سبيل الله ويتخاذلون عن الجهاد في سبيل الله نصيحتنا لهم من كل قلوبنا أن يرحموا أنفسهم، ماذا يقولون عن وعيد الله هذا {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}؟ عذاب، وعذاب الله شديد، وعذابه أليم. ولربما الأشياء الأشياء التي قد يخاف الإنسان منها فلا يجاهد في سبيل الله، ويتثاقل عن الجهاد في سبيل الله، ما تساوي في الواقع والحقيقة ما تساوي شيئاً أمام عذاب الله، أمام عذاب الله، عذاب الله هو الذي يجب أن نخاف منه، وأن نعمل بما يقينا منه ويدفعه عنا.
{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} وقد يكون من العذاب الأليم التسليط للعدو، وأشياء أخرى، جبروت الله وقدرته على كل شيء يمكن من خلاله أي عذاب، أي عذاب. {عَذَابًا أَلِيمًا} ومع هذا عقاب من نوع آخر {وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} وهذه مسألة خطيرة جداً مسألة الاستبدال، (اللهم لا تستبدل بنا غيرنا).
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(دروس من سورة التوبة - الدرس الرابع)
ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بتاريخ:13/ رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.