الطريق إلى الجنة، إلى الفوز بما وعد الله -سبحانه وتعالى- تبدأ من هذه الدنيا، طريقٌ رسمها الله من هنا، وبداية الرحلة فيها من هنا (من الدنيا)، طريقٌ مرسوم، إذا أردت أن تصل إلى الجنة فتبدأ رحلتك فيه من هذه الحياة، وتبدأ خطواتك فيه من هذه الحياة، ودعوة الله -سبحانه وتعالى- هي إلى الجنة، إلى المغفرة، إلى دار السلام، قال -جلَّ شأنه-: {وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} [البقرة: من الآية221]، قال -جلَّ شأنه-: {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ} [يونس: من الآية25]، وهي طريق مغرية وجذَّابة جدًّا، إعراض الإنسان عنها خسارة رهيبة، وضلال مبين، وغباء رهيب جدًّا، {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ} الجنة هذه التي يتحدث القرآن عنها حديثاً واسعاً طريقك فيها تبدأ عملياً بالاستجابة لله -سبحانه وتعالى- وهو يقول: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: الآية133]، (وَسَارِعُواْ) المفترض هو أن نسارع إليها مسارعة، أن نتحرك في طريقها بكل نشاط، وبكل رغبة، وبكل جد، وبكل إقبال، ما الذي يجعل الإنسان يتباطأ، يتخاذل، أو حتى يحاول أن يعرض وأن يتجه في طريقٍ أخرى توصله إلى النار، إلى عذاب الله وسخط الله -والعياذ بالله-؟
في هذه الطريق أنت في هذه الدنيا تعيش العزة والكرامة، وتحظى بالرعاية الإلهية، وتحس بمعية الإلهية -سبحانه وتعالى- أنك مع الله والله معك، وتلتجئ إليه في كل أمورك، وتحظى بالدعم المعنوي الهائل: بالسكينة، وبالطمأنينة، وبالربط على قلبك في مواجهة الكثير من تحديات هذه الحياة، وصعوبات هذه الحياة، وأخطار هذه الحياة، أما في عالم الآخرة في يوم القيامة، ومنذ أن يبعثك الله -سبحانه وتعالى- تتنزل الملائكة عليك، تبشرك وتطمئنك، وفي كل مراحل الحساب ترى البشارات الواحدة تلو الأخرى، عندما توزع الكتب والصحف تؤتى كتابك بيمينك كبشارة لك، تحاسب حساباً يسيراً، يبيض وجهك {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: من الآية106]، يجمع الله شملك بالمؤمنين والصالحين والأنبياء والصديقين والشهداء، كما قال -جلَّ شأنه-: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً} [النساء: الآية69]، في ساحة المحشر بعد عملية الفرز للخبيث من الطيب، ولأصحاب الجنة من أصحاب النار، ترى نفسك مع أولئك: مع أولياء الله من أنبيائه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده، يلتئم شملك معهم، نعمة عظيمة جدًّا، وهكذا تعيش البشارات الواحدة تلو الأخرى، وكم ستكون سعادتك عندما تطمئن الاطمئنان التام بعد اكتمال عملية الحساب، والبشارة النهائية لك بأنك من أصحاب الجنة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة السابعة:
الطريق إلى الجنة ولمحة عن نعيمها
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السابعة
مايو 20, 2019م