مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هذه العمليات، التي هي إلى عمق فلسطين المحتلة، لاستهداف العدو الإسرائيلي، إلى المدن والبلدات المغتصبة هناك، إلى معسكراته، إلى منشآته، لها دلالات مهمة جداً:

  • في مقدِّمتها: كسر عنصر التفوق الدفاعي لكيان الاحتلال الإسرائيلي:

العدو الإسرائيلي يمتلك- كما قلنا- ما لا يمتلكه أحد في المنطقة، بحوزته من وسائل الدفاع الجوي، والحماية، والمنظومات المتعددة: القبة الحديدية، مقلاع داود، السهم... وطبقات متعددة للحماية تلك، ولكنها بكلها فشلت، وهذا سبَّب قلقاً كبيراً لدى العدو الإسرائيلي، هو لأنه في نطاق محدود، قد تمكَّن أن يغطيه بالكامل لأنظمة الحماية تلك، ولكن يشاهد الجميع، من يتابع المشاهد الفيديو المصورة لنزول الصاروخ، وهو يتجاوز الصواريخ التي يطلقونها لاعتراضه، يمر بالقرب منها، وبتسديد الله تعالى ينزل وينزل ويتجاوزها، هذا المشهد مقلق جداً للعدو الإسرائيلي، ومشهد هزيمة للعدو الإسرائيلي، وفشل وإحباط بكل ما تعنيه الكلمة، وهذه مسألة مهمة جداً.

وهناك تعليقات لقادة العدو الإسرائيلي، من ضباط، من مسؤولين، ولوسائله الإعلامية، ولمراكزه البحثية، ومن ضمنها: ما صرَّح به القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي في سلاح الجو في كيان العدو، متحدثاً عن الصاروخ الذي أطلق فجر السبت، قال: [محاولة الاعتراض فشلت بشكلٍ قاطع]؛ لأنهم يحاولون أن يبرروا ما حدث من اختراق للمنظومة التي بحوزتهم، رغم تطورها، ورهانهم عليها، إلَّا أنها فشلت، حاولوا أن يقدِّموا عناوين ومغالطات أخرى، فهو يقول وهو من ذوي الاختصاص: قائد سابق لمنظومة الدفاع الجوي نفسها، قال: [محاولة الاعتراض فشلت بشكلٍ قاطع].

 أيضاً في وسائلهم الإعلامية يقولون: [ينبغي تعلُّم الدروس من العدو]، هذا المنطق تحدث به قبلهم الأمريكيون، كيف ينبغي الاستفادة والتَّعَلُّم من اليمنيين، تَعَلُّم الدروس، يعني: بتوفيق الله تعالى، بمعونته، الأداء المميز للقوة الصاروخية، والأداء المميز في الطائرات المسيَّرة، الأداء العسكري المتميز في الإنتاج والتكتيك، وفي العمليات نفسها، أصبح مدرسة انبهر منها الأعداء، بالرغم من كل ما يمتلكونه هم: من إمكانات، من وسائل، من دراسات، من تطور علمي، لكنهم مع ذلك يتحدَّثون عن تعلُّم الدروس من الجانب اليمني، والأداء اليمني، يقولون: [ينبغي تعلُّم الدروس من العدو]، يقصدون بالعدو اليمن يعني، [الجانب الآخر يتعلم ويستخلص الدروس، هناك عقول تجلس وتحاول تجاوز نظامنا]، يعني: هم يدركون ما يحدث عندنا، عند مجاهدينا في الجيش والقوات المسلحة، في القوات الصاروخية، وفي الطائرات المسيَّرة، والعمليات البحرية، والمراكز المعنية بالبحث والدراسة، أنها تدرس ما هناك من معوِّقات، ماذا يمتلكه العدو من وسائل، كيف يتم تجاوزها بتقنيات، بعمل إبداعي بكل ما تعنيه الكلمة بتوفيق الله تعالى.

يقولون: [من الواضح أنَّهم استخدموا نوعاً من الصواريخ المطوَّرة، حاولوا إنتاج صاروخ شبه أسرع من الصوت]، يعني: صَعُب عليهم أن يقولوا: أسرع من الصوت، فقالوا: شبه أسرع من الصوت.

  • الدلالة الثانية: هي فشل الردع:

العدو الإسرائيلي نفَّذ عدداً من عملياته العدوانية، التي استهدف بها بلدنا، واستهدف من خلالها في بلدنا منشآت، هي منشآت مدنية، يعني: في الحديدة عدة موانئ هناك ركَّز على استهدافها، في العمليات الأخيرة استهدف محطتي كهرباء في صنعاء، هدفه من تلك العمليات هي الردع؛ لكي نتوقف، ويتزامن مع تلك العمليات حملة دعائية وإعلامية من أبواقه؛ لتحقيق نفس الهدف الذي يسعى له العدو الإسرائيلي، وهو: الضغط بإيقاف تلك العمليات.

ولــذلك عندما نفهم أنَّ الهدف الرئيسي للعمليات العدوانية، التي ينفِّذها العدو الإسرائيلي ضد بلدنا، هو: الردع والمنع للاستمرار في عملياتنا التي نقوم بها كشعبٍ يمني، وجيشٍ يمني، وجهات رسمية وشعبية، ماذا يعمل الآخرون الذين يناصرون العدو الإسرائيلي، يوالونه، يعملون لصالحه، ويشتغلون معه في الدعاية الإعلامية كأبواق له؟! يعملون نفس العمل الهادف لنفس الهدف، وهو: الضغط بإيقاف تلك العمليات.

ولكن الإسرائيليين يدركون أنهم فشلوا في مسألة الردع، ولهذا يقولون: [هدف الحوثيين هو خلق حالة من عدم الاستقرار والقتال المستمر في إسرائيل، وهم يحققون هذا الهدف بلا شك]، فهم يدركون أنَّ عملنا مستمر، وفاعل، ومؤثِّر، ولم نتوقف.

يقولون أيضاً: [الضربات المباشرة للصواريخ البالِسْتِيَّة، التي انطلقت من اليمن، والتي عجزت منظومة الدفاع الجوي عن اعتراضها، تسببت بإحباط كبير لدى المسؤولين السياسيين والأمنيين في إسرائيل، وواشنطن أيضاً، وواشنطن].

يقولون: [العملية الهجومية لن تردع الحوثيين، ولن تضر بقدرتهم]، هم يدركون هذه الحقيقة، فلا هي تردعنا عن الاستمرار في مساندة الشعب الفلسطيني، ومجاهديه الأعزاء؛ لأن هذا موقف ديني، مبدئي، إنساني، أخلاقي، لن نحيد عنه أبداً، مهما كانت الضغوط، ومهما كانت الإغراءات؛ ولـذلك هم يدركون هذه الحقيقة، ويقولون: [لن تردع الحوثيين، ولن تضر بقدرتهم ونواياهم في مواصلة إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل].

ويقولون: [والأسوأ من ذلك]، ولاحظوا فيما يصفونه بالأسوأ، [أنهم سيستمرون أيضاً في إلحاق الضرر بالشحن التجاري والعسكري العالمي في البحر الأحمر، والأضرار الاقتصادية الهائلة، التي لحقت بنقل الطاقة، والتي تسببوا فيها لأكثر من عام]، يعني: العمليات البحرية، يصيحون منها جداً، التي لها تأثير كبير عليهم في وضعهم الاقتصادي.

يقولون أيضاً: [يجب النظر إلى الواقع بعيون مفتوحة، والقول بصوتٍ عالٍ: إسرائيل غير قادرة على التعامل مع تحدي الحوثيين من اليمن]، صحيح، هم عاجزون عن مواجهة هذا التحدي، وعن التخلص من هذا التحدي، تحدٍ يستند إلى الإيمان، إلى الوعي، إلى البصيرة، إلى الأخذ بالأسباب، إلى التوكل على الله والثقة به، فهم يقولون هكذا هم، في صحفهم، في وسائلهم الإعلامية، يعترفون بما يتنكر له عملاؤهم: [يجب النظر إلى الواقع بعيونٍ مفتوحة، والقول بصوتٍ عالٍ: إسرائيل غير قادرة على التعامل مع تحدي الحوثيين من اليمن، إسرائيل فشلت في مواجهة الحوثيين من اليمن، تأخرت كثيراً في مواجهة التهديد القادم من الشرق، وهي تجرُّ أقدامها بضعف في استجابتها لهذا التهديد].

يقولون أيضاً: [بعد انقضاء أربعة عشر شهراً من المواجهة المباشرة بين الحوثيين وإسرائيل، لابدَّ من الإقرار بفشل إسرائيل في إجبار الحوثيين على وقف إطلاق النار]، هذه اعترافات العدو الإسرائيلي في صحفه، ووسائله الإعلامية، ولدى مسؤوليه، ولدى شخصيات معنيَّة بالدراسات والأبحاث، يعترفون بالفشل.

يقولون: [إنَّ بقاء ميناء إيلات مهجوراً]؛ لأنه أصبح معطلاً بشكلٍ تام ومهجور، ولم يعودوا يستفيدون منه، وقد سرَّحوا عماله الآن، سرَّحوهم ونقلوهم إلى ميناء حيفا، وإلى ميناء سدود، [إنَّ بقاء ميناء إيلات مهجوراً، والقصف المتواصل من اليمن بالطائرات المسيَّرة والصواريخ، باتجاه إسرائيل، بما في ذلك منطقة غوش دان]، يعني: في ما يسمونه [تل أبيب]، [وليس فقط إيلات، كلها الشواهد على هذا الفشل]، وهذه نتيجة مهمة تحققت بتوفيق الله تعالى، بمعونة الله "جَلَّ شَأنُه"، بنصره، وهو القوي العزيز.

ها هم الاسرائيليون مهما كابر المجرم [نتنياهو]، وبعض من يسمونهم بوزراء معه، مهما كابروا، لكن الصورة واضحة لدى غيرهم، هي واضحة لديهم، وهم يكابرون، ولدى غيرهم ويعترفون، يعترفون بالفشل بكل ما تعنيه الكلمة.

أيضاً هم يصيحون من التحدي الاستخباراتي في اليمن، يعني: عن شح في المعلومات، وعن فشل في الحصول على المعلومات اللازمة، ومعنى ذلك: فشل في الاختراق الأمني والمعلوماتي، والعدو الإسرائيلي يتحدَّث عن عجز في الاستخبارات في اليمن، ونتيجةً لذلك تم الإعلان عن عرض لمن يجيدون اللغة اليمنية، يعني: اللهجة اليمنية، ويعرفون الثقافة الشعبية في اليمن، للالتحاق بالاستخبارات الإسرائيلية.

أيضاً مما يظهر أثره، هو أثر العمليات على المجتمع الصهيوني بنفسه، وتحدَّثنا عن الشواهد لذلك، منها يقولون: [مع كل عملية يمنية، تدوي على إثرها صفارات الإنذار، يدخل ملايين المستوطنين الصهاينة إلى الملاجئ، ويتم الإعلان عن إصابات بحالات القلق والصدمة، إلى جانب الإصابات أثناء التدافع].

أمام كل هذا الفشل الإسرائيلي، هناك إرباك واضح في واقع العدو الإسرائيلي، هم يطلقون التهديدات، وقد يحضِّرون لعمليات معينة، ويحاولون في تصريحاتهم أن يكابروا، هذا على مستوى [المجرم نتنياهو]، وبعض المجرمين حوله، ولكنَّ الإرباك واضحٌ جداً في تعاملهم مع الموقف؛ ولــذلك لجأوا- لغير العادة- إلى الاستنجاد بمجلس الأمن! يستنجدون بمجلس الأمن، ويطلبون منه أن يجتمع، وأن يدين هذه العمليات، وأن يسعى للضغط بهدف توقيفها، هذا من حالة الإرباك لديهم.

يطلبون من الدول الأوروبية وغيرها أن تقوم معهم بمساعدة سياسية، من خلال التصنيف بالإرهاب، وأعلنوا عن ذلك، ما يسمى بوزير خارجيتهم أعلن عن ذلك، وأنه سيطلب من بقية الدول أن تصنِّفنا في اليمن بالإرهاب.

والأظرف من ذلك، والأكثر سخافةً وغباءً، هو: تعليق بعضهم الآمال على المرتزقة، فالبعض قال: [لنتواصل بالذين في عدن]، يسمونهم هناك بالحكومة، يقصد المرتزقة الذين هناك، [ولنطلب منهم أن يقاتلوا، ولنحركهم ليقاتلوا]، وهذه حالة غريبة جداً! الإسرائيلي، الذي ينظر إليه المرتزقة بإكبار، بإعظام، والذي يرجفون لأجله، ويهوِّلون لأجله، بل يحاولون أن يكتسبوا شيئاً من العنتريات؛ من أجل ما يقوم به العدو الإسرائيلي، هو بنفسه يأمل منهم أن يفكوا عنه ما هو فيه من المشكلة، وأن يقفوا هم لحمايته، والحالة بالنسبة له ولهم، وبالنسبة للأمريكي أيضاً؛ لأن هذا سيأتي الحديث عنه فيما يتعلَّق بالموقف من جهة الأمريكي، كما يقال في المثل اليمني: [سقط مورم على منتفخ]، المرتزقة يعلِّقون آمالهم على العدو الإسرائيلي، ويتحدَّثون بإعجاب وتعظيم لما يفعله في سوريا، لما يفعله في لبنان، وما فعله في فلسطين، ويحاولون أن يقدِّموا عنه تلك الصورة التي سقطت من زمان، أنَّه: [العدو الذي لا يقهر]، ثم إذا به هو يعلِّق الأمل عليهم أن يقوموا هم بالدور بالوكالة عنه، والنيابة عنه؛ لكي يقوه ما قد عجز هو عن أن يقي نفسه منه، ولكنهم بكلهم فاشلون، هذا على المستوى العسكري.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة

الخميس 25 جمادى الآخرة 1446هـ 26 ديسمبر 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر