مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وفي نفس الوقت هناك مسؤولية كبيرة على الأمة الإسلامية في العالم العربي وفي غيره:

  • تجاه المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وهذه المظلومية الكبيرة، وهو جزءٌ من هذه الأمة، عليها مسؤولية والتزام إيماني وإنساني وأخلاقي، في مساندته، ونصرته، ودعمه، والوقوف معه بشكلٍ كامل وصحيح.
  • وأيضاً تجاه هذا الثبات، هذا الصمود، هذا الصبر، هذه الفاعلية في أداء المجاهدين في قطاع غزة، ليس هناك مجال لأن يقول العرب: [إلى من نُقَدِّم الدعم، ليس هناك من هو صامد، من هو ثابت؛ لكي نُقَدِّم له الدعم؟!].

أولئك المجاهدون لو قدَّم لهم العرب الدعم الحقيقي، ولو بنسبة محدودة في مقابل ما تقدمه أمريكا وبريطانيا والدول الغربية للعدو الإسرائيلي، مع إمكاناته من غير ما يقدمونه له، ولكن لو يُقَدِّم العرب، لو يُقَدِّم المسلمون بشكلٍ عام الدعم للمجاهدين في فلسطين، الدعم لأهالي غزة، الدعم للشعب الفلسطيني بشكلٍ عام؛ لكان هو بما يقدمونه له، وباعتماده على الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قبل ذلك، وبصبره وتضحياته وجده، وهذه الفاعلية التي لاحظناها بالرغم من الخذلان، بالرغم من الإمكانات المحدودة، بالرغم من النقص الحاد في العدد والعدة، لكن لكانت الفاعلية مضاعفة، ولتمكَّن الشعب الفلسطيني- بمعونة الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" وتأييده ونصره- من حسم المعركة مع العدو الإسرائيلي.

ولذلك هناك سؤال كبير، من أهم ما نستفيده أمام هذه الأحداث، أمام هذه المأساة، التي يشاهدها كل من يتابع الأحداث يومياً، هناك سؤال كبير: لماذا أمتنا الإسلامية وبلداننا الإسلامية في الوطن العربي وغيره أمة مكبلة، ومستوى دعمها للشعب الفلسطيني الذي هو جزءٌ منها لا يكاد يذكر، في مقابل الدعم المفتوح والتعاون الكبير من الأمريكي ابتداءً، وقبل غيره، وأكثر من غيره، ومن البريطاني والدول الأوروبية للعدو الإسرائيلي؟!

هذا من أهم ما ينبغي دراسته، والاستفادة من الأحداث، والنظرة إليها؛ لأنه وضع غير طبيعي، وغير سليم بالنسبة للمسلمين، ما الذي يجعلهم على هذا النحو؟! هل هذه تربية الإسلام؟! هل هذه تربية القرآن؟! هل هذا شيءٌ يمكن أن يكون حاصلاً لأمة تصدق في اقتدائها واتِّباعها لرسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"؟! لماذا هذه الحالة مع المظلوم منهم، الشعب الفلسطيني، الذي ينبغي المساندة له والمساعدة له؟! هذه مسألة مهمة جدّاً.

المسار العربي تجاه القضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي مسار تراجع واضح، بالنسبة للعرب هو مسار تراجع واضح، عندما نتأمل على مدى الأعوام الماضية، في كل المراحل الماضية، منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، نجد أن هناك تراجع وصل إلى درجة التوجه لبعض الأنظمة إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وتصفية القضية الفلسطينية بشكلٍ كامل، والعمل على إخراجها من دائرة الاهتمام نهائياً.

المسؤولية على المسلمين، وفي مقدمتهم العرب، تجاه القضية الفلسطينية، هي مسؤولية بكل ما تعنيه الكلمة مسؤولية إنسانية، ودينية، وأخلاقية، وأيضاً لها ارتباط تام بأمنهم القومي، بمصالحهم الحقيقية، قضية تعنيهم بكل الاعتبارات: بالاعتبار الديني، بالاعتبار الإنساني، بالاعتبار الأخلاقي، باعتبار أمنهم، باعتبار مصالحهم، قضية تعنيهم، لا يمكن أن يتنصلوا عنها، وأن يحاولوا أن يعفوا أنفسهم من هذه المسؤولية وتنتهي المسألة، لذلك تبعات خطيرة عليهم في الدنيا، وفي الآخرة أيضاً، قضية مهمة جدّاً، والخطر عليهم كبيرٌ من ذلك، فكيف لا يهتمون كما يهتم الأمريكي، وكما يهتم البريطاني، وكما يهتم الأوروبي، الذي يساند العدو الإسرائيلي من آخر الدنيا، العرب في وطنهم، في أوطانهم، في بلدهم، في الوطن العربي بشكلٍ عام فلسطين جزءٌ من هذا الوطن العربي، في محيطهم القريب، في جوارهم، في جزءٍ من بلادهم، خطر يتهددهم، يستهدفهم في كل شيء، يُشَكِّل خطورةً شاملةً عليهم، وجزءٌ من الشعب العربي المسلم، جزءٌ هو الشعب الفلسطيني جزءٌ منهم، ثم لا يقفون معه بمثل ما يقف الأمريكي من هناك، من البعيد، من آخر الدنيا مع العدو الإسرائيلي، يأتي الدعم الأمريكي من هناك (من أمريكا) ليسافر- والمسافة بعيدة جدّاً- ليصل إلى العدو الإسرائيلي، وهؤلاء وهم يجاورون فلسطين، وفلسطين جزءٌ من هذه الأمة، جزءٌ من بلاد العرب، جزءٌ من بلاد المسلمين، لا يقدمون له الدعم، لماذا هذا التخادل؟! لماذا هذه الحالة في واقع العرب، في واقع المسلمين، في معظمهم، باستثناء القلة القليلة منهم؟!

أين هذا من تربية وقيم وتعاليم الإسلام؟ أين هذا من القرآن الكريم؟ أين هذا من التأسي والاقتداء برسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، الذي أعلن النفير العام للمسلمين في حادثة تم فيها من اليهود تعرية لامرأة مسلمة، وقتل لمسلمٍ واحد، فتحرك رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وأعلن النفير العام، واتخذ الموقف الحاسم، وغزى بني قينقاع، اليهود الذين استهدفهم بعمل حاسم، لم يسمح للمسألة إلى أن ينتظر لهم ليبيدوا كل المسلمين، أو ليكون هناك مسرح كبير لجرائم يومية من الإبادة الجماعية، في حادثة تعرية لامرأة مسلمة، وهتك لعرضها، وقتل لمسلمٍ واحد، كان ذلك كافياً في إعلان النفير العام، وفي اتخاذ موقفٍ عسكريٍ حاسم، أين المسلمون من هذا التوجه، من هذه التربية، من هذه الروحية، التي تُعَبِّر عن روحية الإسلام الحقيقية؟!

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 19 شعبان 1445هـ 29فبراير 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر