فهذا التوجه الإيجابي المبدئي الصادق من شعبنا اليمني في عدائه لإسرائيل، في موقفه تجاه القضية الفلسطينية، ونصرته للشعب الفلسطيني، في تأييده ووقوفه مع حركات المقاومة، سواءً حزب الله، أو حركات المقاومة في فلسطين، هذا الموقف هو موقف ثابت ومبدئي، لن يصدنا عنها أحد كشعبٍ يمني، ولن نكترث للآخرين، مهما قالوا، مهما كان حجم ضجيجهم وصراخهم لن نكترث لذلك أبداً، هم يقولون عن هذا التوجه أنه تعبير عن النفوذ الإيراني، انعكاس للنفوذ الإيراني، هذا كذب، هذا افتراء، هذا موقف مبدئي يُحسب لإيران شرفاً، فخراً، عزاً، وفاءاً، صدقاً، كرامةً، مبدئيةً، أنها تقف هذا الموقف، ولكن موقفنا ليس عبارة عن تأثر بالنفوذ الإيراني، هذا إيماننا كشعبٍ يمني، هذا مبدؤنا كشعبٍ يمني، هذه قيمنا كشعبٍ يمني، هذه أخلاقنا كشعبٍ يمنيٍ مسلم، لنا هذه المبادئ، لنا هذه الأخلاق، إيران يُحسَبُ لها ذلك، ولكن أنتم فعلاً تحسنون إلى إيران من حيث تظنون أنكم تسيئون؛ لأنكم تجعلون أي تحرك إيجابي في هذه الأُمَّـة، صادق في هذه الأُمَّـة، واعٍ لهذه الأُمَّـة إنما هو تأثرٌ بها، هذا إحسان إلى إيران، تمجيد لإيران من حيث تظنون أنكم أسأتم.
ولكن نقول لكم: نحن نقدّر لإيران هذا الموقف، نعتبره موقفاً عظيماً ومبدئياً ومشكوراً، وتمدح عليه ولا تذم، وتبجل به ولا تحتقر، ولكن نحن كشعبٍ يمني لنا هذا الموقف بالأصالة، نابعٌ من مبادئنا، من قيمنا، من أخلاقنا؛ لِأَن الإخوة في إيران إنما انطلقوا من هذه المبادئ، من المبادئ القرآنية، من القرآن الكريم، من الإسلام العظيم، إسلامهم هو الذي فرض عليهم أن يكون لهم الموقف المعادي لإسرائيل، والمناصر لفلسطين، والمناصر للبنان، والمناصر لشعوب المنطقة، فليست مذمة، ولا سلبية.
ونحن في مسارنا هذا بشعارنا (شعار البراءة من أمريكا وإٍسرائيل)، وهتافنا المشهور بالمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية التي نتبناها، ندعوا إليها، نحرّض عليها، نحث عليها بالليل وبالنهار، بثقافتنا القرآنية، بوفاء شعبنا لمبادئه، ولأمته، ولشعب فلسطين، ولمُقّـدساته، نحن على هذا التوجه، لن نحيد عنه أبداً، لن يصدنا عنه أحد، لا الصادون، ولا المكذبون، ولا المرجفون، ولا المطبّلون، ولا أياً كان… ومهما قالوا عنا، لدينا ما نقول عنهم، من يغضب علينا، من ينبزنا بالألقاب، من يتهمنا، من يعلي صوته بالضجيج والصراخ والانتقادات والصياح، ويستهدفنا عسكرياً وأمنياً لهذا الموقف، لهذا التوجه، نقول له: أنت أيضاً، لدينا ما نقول عنك، أنت إٍسرائيلي الهوى، أنت صهيوني الولاء، لماذا تغضب لصالح إسرائيل؟ لماذا تُعادي من يعادي إسرائيل؟ لماذا تغتاظ من أي صوت حُر في هذه الأُمَّـة؟ أنت لدينا ما نقول عنك، أنت في الموقف الخطأ والموقف المشبوه، أنت من يجب أن تراجع كُلَّ حساباتك، نحن يمنيون مسلمون عرب، لنا هذا الموقف المبدئي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي 1437هـ.