نريد أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى بجدية من خلال كتابه، وأن نهاجم الأخطاء باعتبارها معصية لله سبحانه وتعالى، وبالشكل الذي يوحي للآخرين أنه لا يمكن أن تجتمع كلمتنا بشكل صحيح يكون فاعلًا ومؤثرًا، بل لا يمكن أن نحظى بتأييد الله ونصره، إلا إذا تخلينا عن هذه الأخطاء.
أوَليس الناس كلهم، والطوائف كلهم يقولون: (إن المعاصي تؤثر فيما يتعلق بالحصول على نصر الله)؟ المعاصي المعروفة لدينا، وقد يكون أكبرها في الواقع يبدو هينًا أمام أخطاء رهيبة جدًا في اعتقادات كثير من المسلمين، هي المعصية الكبرى بعينها، وهذا ما أكده الإمام الهادي (عليه السلام) أن نسبة الفواحش إلى الله، نسبة القبيح إلى الله، نسبة الظلم إلى الله معصية تقريبًا لا أكبر منها، بل يقولون عنها: إنها أكفر الكفر، وأشرك الشرك.
إذًا فهل يمكن أن نثور على معاصٍ مُعيَّنة، ونترك المعاصي الكبرى التي تحول دون أيِّ تأييد من جانب الله، بل التي تكون سببًا لبقاء الانتقام الإلهي قائمًا ضد من يعتقدون هذه العقائد، أو ينظرون هذه النظرة؟
نصحح عقائدنا، نصحح أخطاءنا في ثقافتنا، وأن نعمل أيضًا على أن نكون بعيدين عن المعاصي بشتى أنواعها، حتى تكون هذه الأمة، وتكون هذه الفئة، أو هذه الطائفة جديرة بنصر الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله لا يخلف وعده {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} كيف تنصره؟ ألست تنصر دينه؟ نصرك لدينه، هل يعد ناصرًا لدينه من يعمل على إيصال العقائد الباطلة، أو الثقافة المليئة بالأخطاء إلى الآخرين؟ هل هو ينصر دين الله، أو يشوه دين الله؟ إن الله يعلم دينه كيف هو، وما هو، هو الذي نزله، فإذا جهلت أنا أن هذا ليس من دينه فالله ليس يجهل، الله لا يجهل، هو يعلم، ووعده مرتبط بمن نصر دينه، وعده مرتبط بمن نصر دينه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
الوحدة الإيمانية
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن – صعدة