مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ومما نستفيده - وكما يُقال وبضدها تتميز الأشياء - الفارق الكبير بين علماء السوء والعلماء الأبرار، العلماء الأخيار وعلماء السوء وعلماء السلاطين والعلماء المنحرفين؛ لأنه من الأشياء المعروفة المؤكدة من الحقائق التي لا تقبل النقاش أن العلماء صنفين: علماء أخيار، وعلماء سوء أشرار، هذه قضية معروفة، معروفة في القرآن الكريم، معروفة أكدها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) معروفة في واقع الحياة، يشهد عليها واقع الحياة.

هذا من أهم ما تحتاج إليه الأمة في هذا العصر وحتى إلى مستوى كبير، وأهميته كبيرة جداً، ذلك أن الأمريكيين - أيها الإخوة الأعزاء - يجب أن نعي ذلك، الأمريكيون يعملون على اختراق جميع فئات المجتمع، يستهدفون تطويع كل المجتمع الإسلامي بكل فئاته، مسؤولون ومواطنون، علماء، متعلمون، مواطنون عاديون، في أي موقع، في أي مسؤولية، في أي مجال الجميع مستهدف للاختراق والتأثير والتطويع من جانبهم.

هذه سياسة أهل الكتاب، وهذا أسلوب خطير في استهدافهم للمجتمع المسلم، ويتحركون تحت كل العناوين، يُشغِّلون كل العناوين ويفعلونها ويطوعونها فتكون بالشكل الذي يخدمهم ويفيدهم، سياسة التطويع هذه، تحويل المجتمع إلى مجتمع مطيع، مطيع لأهل الكتاب، يتحرك بشعور أو بدون شعور، بإرادة أم بدون إرادة، وهو منتبه أو هو غير منتبه، يتحرك في خدمة أهل الكتاب في خدمة اليهود والنصارى، مُطوَّعاً لليهود والنصارى يلعبون به ويوجهونه, يدفعون به كيفما يشاءون ويريدون، هذه سياسة خطيرة توصل المجتمع الإسلامي - من يتقبل هذه السياسة من لا يكون منتبهاً متيقظاً حذراً - توصله إلى حالة الكفر والعياذ بالله، كما يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}(آل عمران: 100) {إِن تُطِيعُواْ}.

ولذلك - أيها الإخوة الأعزاء - من الأشياء التي يركز عليها اليهود والنصارى، يركز عليها الأمريكيون ليفعِّلوها في خدمتهم، ولها أثرها الخطير في واقع الأمة هي هذا المنفذ الخطير: علماء السوء، وما أدراك ما خطورة علماء السوء، حديثنا هنا ليس لغرض التجنِّي، ولا الإساءة إلى أشخاص معينين، لكنه تبيين، تبيين لقضية هامة يجب أن نعيها جيداً، وأن يفهمها الجميع حتى يكونوا حذرين، حتى لا يكونوا ضحية لهذا الجانب الخطير جداً جداً.

فالدور الأمريكي في استغلال العناوين والسعي الأمريكي للسيطرة على الخطاب الديني نفسه؛ لأن الأمريكيين يعرفون أن مجتمعنا مجتمع يتأثر بالخطاب الديني، بما يُحسب على الدين، بما يُقدم على أنه دين، كثير من أوساط مجتمعنا يتأثرون بذلك، يتقبلون ذلك.

ولذلك تحرُّك الأمريكيون في هذا الاتجاه - السيطرة على الخطاب الديني - معروف، من يعرف كثرة لقاءاتهم بما يسمى وزير الأوقاف والإرشاد، من يعرف مساعيهم للسيطرة على المناهج الدراسية، السيطرة على الخطاب الديني في القنوات الفضائية، السيطرة على الخطاب الديني في المناهج الدراسية، السيطرة على المساجد، على الخطاب الديني في منابر المساجد وما شابه ذلك، تحرك واسع يقومون به وهو معروف.

سعيهم في هذا الاتجاه عبر من سيكون؟ السيطرة على الخطاب الديني تكون عبر من يُحسبون على الدين، من يُعتبرون على أنهم ممثلون للدين كعلماء، وخطباء، ومرشدين، ومعلمين دينيين، عبر هؤلاء، عبر المنحرفين منهم، عبر المضلين منهم يمكن أن ينفذوا ويضلوا ويحرفوا مفاهيم الدين، ويضربوا بعض مبادئ الدين، وبعض الفرائض الهامة في الإسلام من خلال هؤلاء.

ولذلك يجب أن يكون لدينا وعي كبير تجاه هذه القضية، الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من أخوف ما كان يتخوفه على أمته [العالم الفاسق، والأمير المتسلط] كان يقول هكذا، على هذا المعنى: ((من أخوف ما أخاف على أمتي عالم فاسق، وأمير متسلط)).

العالم الفاسق كما الأمير المتسلط كلهم ظالمون، كلهم يلحق من خلالهم بالأمة الضرر الكبير، الضرر البالغ، الهيمنة للأعداء، النتائج السيئة في واقع حياة الناس، وفي دينهم، وفي دنياهم وآخرتهم.

أيضاً من الأشياء التي يجب أن نفهمها حتى نعرف مدى تركيزهم على العناوين المؤثرة، العناوين الدينية، أنهم لن يتحركوا عبر عناوين منفِّرة، هذا غير وارد أصلاً، من ينتظر منهم أن يأتوا ليقولوا إنهم مضلون وأنهم يريدون إهلاك الأمة، وتعالوا لنضلكم وتعالوا لنهلككم، وتعالوا ندفع بكم إلى جهنم فهو غبي! لن يقولوا هكذا! أهل الباطل، أهل الضلال، أهل الفساد، الظالمون، المضلون، المتجبرون كلهم يقدمون عناوين زائفة، وعناوين مخادعة، وعناوين مؤثرة، وعناوين مقبولة، لا يرفعون ويتحركون ضمن عناوين منفِّرة؛ ولهذا لا ينتظر منهم أحد أن يأتوا تحت العناوين المنفِّرة ليقدموها فيعرف أنه يجب أن يحذر منهم.

مثلما تُستخدم عناوين دينية كالإيمان مثلاً، ألم يحكِ الله سبحانه وتعالى عن المنافقين أنهم يتحركون حتى تحت عناوين إيمانية، تحت عناوين دينية؟ يتحركون بخداع {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} (البقرة: 8-9)، هكذا {آمَنَّا بِاللّهِ} تحت العنوان الإيماني، تحرك نفاق، تحرك ضرب للأمة، تحرك إفساد في واقع الأمة وفي واقع حياتها، وتحت هذا العنوان {آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} إنما للخداع للتضليل يخادعون الله والذين آمنوا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

كلمة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

في تأبين والده الراحل العالم الكبير

رباني آل محمد المجاهد السيد

بدر الدين بن أمير الدين الحوثي

رحمة الله عليه

بتاريخ: 22/ ذي الحجة/1431هـ.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر