إن الله يعلم دينه كيف هو، وما هو، هو الذي نزله، فإذا جهلت أنا أن هذا ليس من دينه فالله ليس يجهل، الله لا يجهل، هو يعلم، ووعده مرتبط بمن نصر دينه، وعده مرتبط بمن نصر دينه.
وعندما يريد لعباده أن يتحركوا كمجاهدين في سبيله؛ لإعلاء كلمته، ليس فقط هو لمجرد ضرْب الآخرين، بل ليحملوا دينه للآخرين، فليكونوا على مستوى حمل دينه للآخرين، ومتى يكونون على مستوى حمل دينه؟ عندما يصححون أخطاءهم أولًا داخلهم {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} هذه هي نظرة القرآن: تصحيح الخطأ الداخلي، أن نصحح وضعيتنا أولًا حتى نعلم أن ما نعتقده، وما نسير عليه، وما نتحرك به، وما نقوله هو دين الله، وحينئذٍ يتحرك الناس، وحينئذٍ سيحظون بنصر الله سبحانه وتعالى.
ولاحِظوا، وأكرر أن هذا - فيما أعتقد - هو الذي قعد بالإمام علي عن المشاركة في الفتوحات، وأن تلك الفتوحات نفسها ألم تكن توسيعًا للدِّين على هذا النمط الذي نشكو منه؟ ألم تصبح الأمة هذه بكلها عبئًا على بعضها بعض؟ عبئًا على بعضها بعض، ملايين من البشر، وكلهم يقولون: يريدون أن يتحركوا على أساس إسلامي، وينصروا الإسلام، وكل من يتحرك سيتحرك على خطئه! ألم يصبحوا عبئًا على بعضهم بعض؟ أليس الآن المطلوب أمة تعود إلى نهج صحيح حتى وإن كان بعضًا من شعب واحد؟ وأن هؤلاء سيعملون عملًا كبيرًا، أمَّا بقية الأمة فإنما أصبح عبئًا؛ لأن تلك الفتوحات هي أوصلت الدِّين إلى تلك المناطق بشكل منقوص، وفيه الكثير من التشويه.
فما كان لمثل الإمام علي (عليه السلام) أن ينطلق ليشارك في فتوحات أو قتال هو إيصال لدين ناقص على هذا النحو، هو يعلم أن الصراع في الإسلام، أو أن الجهاد في الإسلام، أو أن القتال في الإسلام ليس هو ذلك الذي كان معروفًا عند العرب سابقًا، قتال لمجرد قتال، بل هو عمل لحمل رسالة، يجب أن تكون هذه الرسالة نظيفة، وأن من يحملونها هم يحملون تلك الرسالة النظيفة النقية، وإلا فهم أول من يعتدي عليها، وهم من سيكثرون الأخطاء بكثرة عدد من يعتنقونها، وهذا هو ما حصل وشهد على هذا أننا الآن كم! مليار ومائتي مليون مسلم؟ أليسوا الآن غثاء كغثاء السيل؟ هم غثاء كغثاء السيل، من أين؟ حينما اتسع الإسلام داخلهم بشكل منقوص، في عقائد باطلة تتعلق بالله، وتتعلق برسوله، وتتعلق بأعلام دينه، وبكتابه، وباليوم الآخر، وبالحياة، وبالأمة كلها، عقائد باطلة في كل مجال من المجالات.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
الوحدة الإيمانية
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن – صعدة