قال عليه السلام: [فمهمة المؤمن يجب أن ترقى بحيث تصل إلى درجة تستطيع أن تجتاح الباطل وتزهقه من داخل النفوس، ومتى ما انزهق الباطل من داخل النفوس انزهق من واقع الحياة، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: من الآية11)].
من مهامنا الإيمانية والجهادية في ميدان عملنا، أن نكون على درجة عالية من الوعي في أنفسنا، ومن القدرة على تقديم هذا الحق, هذا الهدى, هذا الدين, بالشكل المؤثر في الناس. بالشكل المؤثر في الناس الذي نتمكن من خلاله من إزهاق الباطل، وسيأتي الحديث عن قوة الحق، عن جاذبية الحق, الحق قوي في منطقه, في مضمونه, والحق يزهق الباطل, والباطل بنفسه مفضوح وركيك, وإذا كان لدى الإنسان القدرة على استيعاب الحق بالشكل المطلوب، والفهم له بالشكل المطلوب، ثم المؤهلات اللازمة لتقديم هذا الحق إلى الناس فبالإمكان التأثير الكبير في الواقع, إزهاق الباطل من داخل النفوس، ويترتب على هذا إزهاقه من واقع الحياة.
تقدم لنا في الدرس الماضي الإشارة إلى أشياء مهمة في وسائل وأساليب تقديم الحق، سواء من خلال الإمكانيات والوسائل المعروفة، القناة, الإنترنت, من خلال أيضاً الصحف, من خلال الخطابة, من خلال المحاضرات, من خلال الجلسات, من خلال الاجتماعات, المجالس, حتى في مقايل القات, من خلال الالتقاء بالناس, بقدر ما تكون أنت مستوعباً للحق متأثراً به بقدر ما ستستطيع أن تقدمه للناس بطريقة مؤثرة, بطريقة مقنعة, لأن الحق من أصله ينسجم مع الفطرة الإنسانية, ويؤثر على الإنسان, لكن هناك المشكلة تتعلق بماذا؟ بمن يستطيع أن يستوعب ويفهم الحق بالشكل المطلوب ويتأثر به ثم يقدمه للناس بطريقة مؤثرة ومفيدة.
قلنا عندنا قصور في هذا الجانب، حتى على مستوى الخطباء، الخطباء المتقنين لدينا قلة قليلة، وليس هناك اهتمام كبير بتطوير هذا الجانب لا لدى معظم الخطباء ولا لدى معظم المجاهدين، القدرات في تقديم الحق من خلال كتابات في صحف أو ما شابه كذلك، حتى من خلال الحديث العادي، وتقديمه بطريقة مؤثرة، المسألة الأولى استيعاب الحق, أن تفهم الحق أنت, تفهمه بشكل جيد, تستوعبه بالشكل المطلوب. وهذه مسألة ليست مسألة يوم أو يومين أو مرحلة محدودة هي مرحلة أو واقع ومسيرة تستمر عليها باستمرار.
[وأنت جندي تنطلق في سبيل الله سترى كم ستواجهك من دعايات تثير الريب تثير الشك في الطريق الذي أنت تسير عليه، تشوه منهاجك وحركتك أمام الآخرين، دعايات كثيرة، تضليل كثير ومتنوع ومتعدد، وسائل مختلفة ما بين ترغيب وترهيب].
أهم سلاح يعتمد عليه الأعداء، يعتمد عليه أهل الضلال، كل فئات الضلال والباطل، اليهود، النصارى، الفرق المضلة الموالية لأعداء الإسلام وتحسب نفسها على الإسلام، مثلما حال الوهابية, مثلما حال من يسمون أنفسهم بالإصلاح, فرق وفئات كثيرة, تعتمد بشكل أساسي في مواجهة الحق على الدعايات, الدعايات المتنوعة, الدعايات الباطلة, الدعايات المشوهة, الدعايات المشككة.
بيعتمدوا اعتماد رئيسي وأساسي على الدعايات لغرض التشويه، ولغرض التشكيك، ولغرض الحرب النفسية وحالة الإرباك، نحن الآن في هذه المسيرة نواجه نواجه بشكل رئيسي بحرب دعائية لا تتوقف أبداً. يعني: من يعرف كيف بينشطوا الأعداء في المحافظات الأخرى؟ على سبيل المثال في تعز هذه الأيام سيارات محملة بمنشورات فيها أكاذيب، دعايات، أباطيل، تنزل وتوزع تلك المنشورات بين الناس، في صنعاء، في المحافظات الأخرى، آلاف الكتيبات المطبوعة والمزينة المليئة بالأكاذيب تنشر, أكاذيب ودعايات تشوه, بعضها تحت عناوين مذهبية, بعضها تحت عناوين سياسية, بعضها افتراءات متنوعة, فواحدة من الوسائل منشورات ومطبوعات يقومون بنشرها في المحافظات الأخرى.
أيضاً على مستوى القنوات، على مستوى مواقع على الإنترنت، على مستوى كل الوسائل التي بأيديهم صحف وغيرها، نشاط مكثف لتشويه هذه المسيرة، وخصوصاً مع قلق الأعداء من انتشار وتوسع العمل، فهناك جهد كبير للتشويه في الواقع، ليجعلوا من عملية التشويه المسبقة في كثير من المناطق عائق كبير أمام انتشار هذه المسيرة وتوسعها أكثر، هذا جانب.
في نفس مجتمعاتنا هناك استهداف كبير من خلال نشر كثير من الدعايات، سواء حتى من خلال النشاط الاستخباراتي، عناصر تشتغل بشكل مباشر، ليس فقط الاكتفاء مثلاً بقنوات فضائية أو مواقع أو صحف، عناصر، وأشخاص، تنتشر بين أوساط الناس وحتى بين أوساط المجاهدين، بين أوساط كثير من المجتمعات لنشر دعايات معينة، واستغلال لأي ثغرة, لأي تصرفات يمكن أن تستغل لأنها تصرفات مشوهة, أو فيها خلل يمكن أن تستغل, هذه قضية أساسية.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(في ضلال دعاء مكارم الأخلاق - الدرس الثاني)
ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ: 15/ربيع ثاني/1434هـ
اليمن – صعدة.