المسارُ هذا يتمثًّلُ في نشاط مكثف في الوضع الداخلي في هذا البلد:
أولاً: تفكيك الجبهة الداخلية وإثارة النزاعات الداخلية والمشاكل الداخلية.
ثانياً: العملُ على إبراز قضايا ثانوية واهتمامات هامشية حزبية وفئوية تطغى على المشهد الداخلي وتحتل الاهتمامات والأولويات وتبرز إلى الصدارة وتستحوذ على كُلّ النشاط في الداخل، فينشغل الجميعُ بَعيداً عن الاهتمام في التصَدّي للعدوان وراء انشغالات ثانوية وهامشية وفئوية هناك وهناك، وينسى الجميعُ الجبهةَ وينسى الجميع التصَدّي للعدوان.
ثالثاً: العملُ على حشد ما استطاعوا حشدَه في هذا البلد تحت عناوينَ ثانوية، فالبعضُ يطلب منهم ويُرادُ لهم أن يتحولوا إلى وُسَطاء وأصحاب مبادرات، والبعض يراد لهم أن يُحشَروا تحت عنوان الحياد، وكأن هذا البلد لا يعنينا جَمَيعاً، وكأن استقلال بلدنا وحرية شعبنا أمرٌ غير مهم ولا تتعلق به مسؤولية على الجميع، ويمكن فيه الحياد، ويمكن أن يتحولَ الأغلب من الناس فيه هذا وسيط،وهذا صاحب مبادرة وهذا محايد، وهذا خائن، ولتُحاصر الفئة الصامدة الوفية الثابتة المدافعة عن هذا البلد، وليعملوا على محاصرتها ليس هذا فسحب، بل على تشويهها فيقال عن الثابتين الذين يبذلون أرواحهم وحياتهم في سبيل الله تعالى، وفي سبيل أن يبقى بلدنا بلداً حُرًّا، وشعبنا شعباً حُرًّا وبلدنا ويمنُنا مستقلاً، يقال عنهم بأنهم [أصحابُ مشاكل ومشاغبون وأنهم تجار حروب وأنهم… وأنهم…]، ويستمرُّ النيلُ منهم إعلامياً وسياسيًّا وفي النشاط المجتمعي ويعمل الآخرون على محاصرتهم، ثم تنشط الوسائل الإعلامية على تلميع وتضخيم وتبجيل من يتجهون الاتجاهات الأُخْرَى، فالذي يذهَبُ إلى الجبهة ليقاتلَ أولئك الآلاف المؤلفة من الزاحفين على بلدنا، من المرتزقة ومن القوى الأجنبية التي تسعى لاحتلال هذا البلد، من يذهب للتصَدّي لهم والوقوف أمامهم والعمل على الدفاع عن هذا الشعب يقال عنه الكثير من الأقاويل، [فهو مشاغب، وهو رجل مشاكل، وهو تاجر حرب، وهو وهو إلى آخره]، والذي يخون هذا البلد أَوْ يتآمر على هذا البلد، أَوْ يدخل في صفقات مشبوهة على حساب حرية واستقلال وكرامة هذا البلد [هو الحكيم، وهو السياسيّ، وهو المفكر، وهو وهو وهو… إلخ من عبارات التبجيل، والمديح المصطنع]، هذه المسألة يجب أن نلتفتَ إليها جَمَيعاً.
من خطاب السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي
في لقاء حكماء وجهاء اليمن 19-08-2017