مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ما هو عذر ثلاثمائة مليون في التنصل عن الجهاد؟؟!!

 

الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" عندما يقول في القرآن الكريم: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التوبة:39]، كم في القرآن الكريم من وعيد.

والذين كانوا يتَّخذون مثل هذه الخيارات في عهد رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ": خيارات التنصل عن المسؤولية، التخلي عن الجهاد، عدم التحرُّك مع رسول الله ومع المؤمنين، لحمل هذه الرسالة الإلهية كمسؤولية وجهاد، ماذا كان موقف القرآن الكريم منهم؟ وكيف كان موقف رسول الله منهم؟ كان القرآن يوبِّخهم، كان يجعل من موقفهم في التخلف، والتخاذل، والتنصل عن المسؤولية، والتباطؤ، ومحاولة تخذيل الآخرين، وتثبيط الآخرين، كان يجعل من ذلك دلالةً تفضحهم في مدى مصداقيتهم في الانتماء للإيمان، وكان يهاجمهم، وكان يصنِّفهم تصنيفات متنوعة:

فكان يُصَنِّف البعض منهم بالمنافقين، ممن كان لديهم اختلال في ولائهم، في ولائهم لله، وللإسلام، ولرسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم"؛ بينما كانوا يوالون الكفار، كان يسميهم بالمنافقين، ويتوعَّدهم بأشد الوعيد، إلى درجة أن يقول الله في القرآن الكريم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}[النساء:145].

المنافقون فئة مرتبطةٌ في ولائها بالكافرين؛ بينما هي تنتمي للإسلام، لكنها تلعب دوراً تخريبياً في أوساط المسلمين، تخذِّلهم، تقدِّم خدمةً للأعداء، من خلال التخذيل، والإرجاف، والتثبيط، وإثارة الفتن، والسعي لإعاقة المسلمين عن الجهاد في سبيل الله، وعن التصدي لأعداء الله.

وكان أبرز دور للمنافقين هو هذا الدور: دورٌ يرتبطون فيه بالكافرين، بتقديم خدمةٍ لهم، من خلال السعي الدؤوب لإعاقة المسلمين عن الجهاد في سبيل الله تعالى، بالتخذيل، والتثبيط، والإرجاف، والتهويل... وكل الوسائل التي يحاولون من خلالها أن يعيقوا الناس عن التحرك في سبيل الله، يعيقونهم عن الاستجابة لله ولرسوله.

كانت آيات القرآن الكريم تتنزل، تأمر الناس بالجهاد في سبيل الله، والتحرك مع رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وفيها الأوامر الصريحة بالجهاد، والنفير في سبيل الله، الجهاد بالنفس وبالمال، فكانوا هم من يخذِّل، من يرجف، من يهوِّل، من يثبِّط، من ينشر الدعايات المسيئة، من يحاول أن يصرف الناس بكل جهد، وكان ذلك الدور التخريبي، الهدَّام، السيء، مما يسبب لهم، مقت الله تعالى إلى هذه الدرجة: أن يتوعَّدهم بأن يكونوا {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}[النساء:145].

وكان القرآن الكريم يصنِّف البعض أيضاً بالذين في قلوبهم مرض، الحالة الوجدانية والنفسية لديهم، وما في قلوبهم، هي حالة غير سليمة، غير صحيحة، غير إيجابية، هم لا يعيشون حالة الثقة بالله تعالى، هم لا يحملون السَّلامة الفكرية والنفسية، والزكاء الإيماني، الذي يجعل الإنسان متَّجهاً للاستجابة لله تعالى، واثقاً بالله "جَلَّ شَأنُهُ"، منطلقاً برغبة وزكاء نفس في سبيل الله تعالى.

وكان القرآن الكريم يصنِّف البعض الآخر، أو كعنوانٍ شامل لكل الفئات بـ (المخلَّفين)، يوبِّخهم، يسخر منهم، بل يصدر على بعضهم أحكام شديدة، ومواقف شديدة جداً، {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ}[التوبة:83]، يعني: استأذنوك لأن يخرجوا معك في مرة أخرى، في جولة أخرى من جولات الصراع، في موقف آخر، {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}[التوبة:83-84]، هكذا كان يفرز المجتمع المسلم، في مدى تفاعله واستجابته فيما يتعلق بمسألة الجهاد في سبيل الله تعالى.

ولــــذلك الخلل في هذا الجانب في واقع الأمة، عندما تفقد الروحية الجهادية تماماً، وكأنه ليس من فرائضها ولا من التزاماتها الدينية والإيمانية فريضة الجهاد في سبيل الله، وترى هذه الأمة في طولها والعرض، وهي تحتل رقعةً جغرافيةً كبيرةً ومهمة على وجه الأرض، وتراها بمئات الملايين، هل يمكن أن تلتمس العذر لمئات الملايين؟! هل يمكن أن نقف في ساحة القيامة يوم الجزاء، يوم الحساب، ثلاثمائة مليون عربي، لنقول لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": [اعذرنا يا الله؛ لأننا لم نجاهد في سبيلك]، ثلاثمائة مليون ماذا سيعتذرون به يوم القيامة؟!

عندما كان سكَّان المدينة برجالهم ونسائهم خمسة آلاف نسمة، لم يكن لهم عذر في ترك الجهاد في سبيل الله، سكَّان المدينة المنورة لم يكن لهم عذر في أن يتركوا الجهاد في سبيل الله، وهم برجالهم ونسائهم، وكبارهم وصغارهم وشبابهم (خمسة آلاف نسمة)، واليوم ثلاثمائة مليون عربي يتنصَّلون عن الجهاد في سبيل الله، يتفرَّجون على إخوتهم المسلمين في فلسطين وهم يقتلون بكل وحشية، يبادون إبادةً جماعية، يُقتَّل الكبار والصغار، والأطفال والنساء، تنتهك الأعراض، تحرَّق المصاحف، تدمَّر المساجد، يجوَّع الملايين، وهم يتفرَّجون دون موقف، دون موقف! هذه حالة معناها إخلال كبير في الانتماء الإيماني والديني.

الموقف القرآني، والرسول "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، كان حاسماً في أنَّ هذه الحالة من فقدان الروحية الجهادية، ومن التنصل التام عن الموقف في سبيل الله تعالى، تعتبر خللاً في الانتماء الإيماني، خللاً كبيراً في القيم والأخلاق، تراجعاً في الإيمان، بل فقداناً للحالة الإيمانية، فقداناً للحالة الإيمانية؛ ولهــذا هناك خطر حقيقي.

ومن أهم ما في الأحداث الكبرى، والاختبارات المهمة: أنها تفرز للناس كل شيء، بما يمكِّنهم من تقييم واقعهم تقييماً شاملاً كاملاً؛ ولــذلك يمكن للإنسان أن ينعى حالة الكثير من أبناء أمتنا، أنها حالة خطيرة عليهم في دينهم، في إيمانهم، ومعنى ذلك: أنَّ الإنسان يتَّجه للهلاك يوم القيامة، هناك خسارة كبيرة عندما يخسر الناس إيمانهم، صدقهم مع الله تعالى، عندما تكون الخسارة في القيم، والأخلاق، والمبادئ، والالتزامات الإيمانية، فهي خسارة فادحة جداً، خطيرة جداً في علاقة الناس بالله تعالى، وفي مستقبلهم يوم القيامة، الوعيد من الله تعالى المتكرر في القرآن الكريم بالعذاب، هو وعيدٌ صادق، والله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قال لعباده، ويقول لهم مجدداً يوم القيامة: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[ق:29]، فهي حالة خطيرة جداً على هذا المستوى.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

حول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 2 ربيع الأول 1446هـ 5 سبتمبر 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر