لكننا نقول بكل ثقة، والواقع سيشهد أن الذين انطلقوا من أبناء أمتنا في صف أمريكا، وفي صف بريطانيا، وفي صف إسرائيل، بغياً وعدواناً على أمتهم، جاءوا بعنوان السلام، ليجعلوا منه عنواناً لتحالفاتهم مع أعداء الأمة، ووقوفهم في صف أعداء الأمة، وواجهوا أمتهم، وأحرار أمتهم، وشعوب أمتهم، بالبطش، بالجبروت، بالوحشية والإجرام، بالبغي والعدوان، عاقبتهم هي الخسران، عاقبتهم هي الخسران، الأرض أرض الله، والعالم ملكوت الله، من يتصور، أو يتخيل، أنه باسترضائه لأمريكا، بتحالفاته مع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، أصبح في وضعية المنتصر، في وضعية المفلح، الفائز، الرابح، الظافر، الذي اختار لنفسه الاتجاه الصحيح، الذي ضمن مستقبله، فهو في ضلال، ومآله الحتمي إلى الخسران؛ لأن هذا وعد الله "سبحانه وتعالى".
كم من أبناء هذه الأمة من جربوا هذه التجربة، وقفوا في صف أمريكا وبريطانيا، والبعض كان لهم أيضاً علاقات قوية مع إسرائيل، ظاهرة، أو خفية، وخسروا في نهاية المطاف، من أجل توددهم إلى أمريكا وبريطانيا وإسرائيل قتلوا، أجرموا، ظلموا، اعتدوا، بغوا، فعلوا الكثير والكثير، في النهاية خسروا، انتهت أنظمة، سقط زعماء، وهم كانوا ممن بذلوا كل جهد في توددهم إلى أمريكا وإسرائيل.
ولذلك أنا أقول لشعبنا العزيز: مهما كان حجم العدوان، الغارات، القصف، الحصار، فنحن بتوكلنا على الله، بثقتنا بالله، بحجم هذه المظلومية، بمستوى هذا التحدي، عندما نثق بالله ونتحرك بكل جدية سننتصر، سنحظى برعايةٍ من الله أكبر، بمعونةٍ من الله أكبر، علينا أن نكون دائماً في ثبات، وأن نثق بالله على الدوام، ألَّا نرتاب أبداً، نهائياً، أن نستفيد من كل ما قد مضى منذ بداية العدوان وإلى اليوم، أحداث، مراحل تصعيدية كبيرة، العدو منذ بداية العدوان وإلى اليوم يعد لحملات تصعيدية، عسكرياً، اقتصادياً، إعلامياً، ويدخل في حملته، أحياناً يكون معها عناوين معينة، أو يكون لها شعارات معينة، حملات تصعيدية باسم اجتياح صنعاء والوصول إلى صنعاء، حملات تصعيدية على المستوى العسكري، على المستوى الإعلامي، على المستوى الاقتصادي والحصار الشديد، فشلت، حملات تصعيدية على الحديدة، حملات تصعيدية على حجة، على صعدة، على البيضاء، على الجوف، كم حملات تصعيدية، حملة تلو حملة، يعدون لها العدة، يحشدون لها كل طاقاتهم، كل إمكاناتهم، يرفقونها ويتزامن معها حصار شديد، حملات إعلامية دعائية كبيرة، وفشلت، والآن ستفشل الكثير والكثير من حملاتهم، نحن على ثقة بالله "سبحانه وتعالى"، مسألة تراجع في جبهة هنا، أو في مواقع هناك، هذا شيءٌ يحصل منذ بداية العدوان وإلى اليوم، فيما مضى قد حصل ما هو أكبر، كما قلنا اجتياح محافظات بأكملها، ما كنا لنتزعزع، بل على العكس.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1443هـ