مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
اليوم تاريخ الأمة في مراحله الممتدة عبر الأجيال الماضية ممتلئ بالمظالم، تاريخ معروف الحقبة، الأموية الحقبة العباسية وما تلاها من الحقب، تاريخ مليء بالمظالم مليء بالمآسي، وأيضا حالة التضليل وحالة التحريف بالمفاهيم الإسلامية والدينية، ما شاب هذا التاريخ من مظالم ومفاسد وتضليل أمر جدير بالتأمل جدير بالمراجعة، للاستفادة وللتصحيح فيما بقي للأمة في حاضرها ومستقبلها، هذا التاريخ الممتلئ بالظلم والمآسي بكل ما فيه أيضا من ويلات ومحن وكوارث على الأمة، من المهم لنا أن نتأمله لماذا مع وجود دين عظيم ننتمي إليه، دين يأمر بالعدل والإحسان يأمر بإيتاء ذي القربى، ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، دين فيه مبادئ عظيمة تبني الأمة بناء صحيحا وسليما، تؤسس لواقع قائم على العدل والخير، فلماذا كل هذا الظلم الذي رأينا فيه كل الجرائم المهولة كل الفظائع الرهيبة جدا تجاه الأمة، تجاه مقدساتها تجاه رموزها الأخيار، أعلامها الهداة، أمر مؤسف لكن حصل هذا، حصل تحريف للإسلام في مفاهيمه ضمن نشاط كبير في أوساط الأمة فقدمت مفاهيم محسوبة على الإسلام، تدجن الأمة تقول للأمة إذا حكمكم طغاة يحملون قلوب الشياطين في جثامين الإنس والبشر عليكم أن تطيعوهم، هذه الثقافة قُدمت للأمة وصيغت لها أحاديث كذبت على رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، قيل لهذه الأمة في كل ماضيها أن عليها أن تطيع الأمير وإن قصم الظهر وأخذ المال، وإن كان لا يهتدي بهدى ولا يستن بسنة، قيل لها هذا النوع من الحكام عليكم أن تطيعوهم وأن تخضعوا لهم وأن لا تخالفوا لهم أمرا وأن تخنعوا لهم، على النحو الذي هيأ الأرضية لاستحكام قبضة الطغاة والظالمين والمجرمين، ثم إذا بنا في هذا العصر نحن هذا الجيل نرى هذا النموذج من الطغاة في واقعنا اليوم في موقع السلطة والحكم، في موقع التمكن والتأثير في واقع الأمة بكل ما في واقع الأمة، ثم رأيناهم كيف كانوا أداة طيعة في يد أمريكا وفي خدمة إسرائيل، وكانوا أيضا نموذجا معاصرا للطغيان الأموي، هذا النموذج الذي لا يهتدي بهدى ولا يستن بسنة، هذا النموذج الذي يحمل قلوب الشياطين في جثمان إنسي، هذا النموذج الذي يعتمد على الغلبة والسطوة والجبروت ويعتبر نفسه غير ملتزم ولا مقيد ولا منضبط بأي ضوابط لا شرعية ولا أخلاقية ولا دينية. اليوم نحن في واقعنا، في شعبنا اليمني المسلم العزيز نرى ما يفعله العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا هو نموذج من ذلك الطغيان المتشابه في كل زمن، الذي هو عبارة عن سلوك متشابه وسلوك ونمط يتكرر عبر كل زمن، المسؤولية على الأمة أمام واقع كهذا أن تتحرك، لا يجوز في الإسلام السكوت ولا المداهنة ولا الخنوع ولا الاستسلام أن تستسلم الأمة لهذه النماذج من الطغاة المضلين المجرمين الذين يستبيحون كل شيء، مسألة خطيرة جدا، منكر من أكبر المنكرات ديننا يفرض علينا النهي عن المنكر، ومفسدة تفوق كل المفاسد، بل تتحول على منبع للمفاسد الأخرى، لأن الطغاة المجرمين المضلين المفسدين حينما يكونون هم في موقع السلطة والحكم يتمكنون من ممارسة جرائمهم وإفسادهم وضلالهم بحق الأمة بكلها ويصبحون هم مصدرا لإنتاج الفساد لإنتاج الضلال، فيعم ضلالهم وينتشر باطلهم بما لا يمكن أن يكون أي طرف آخر في أوساط الأمة في واقعها الشعبي مثلا، المسألة كانت خطيرة جدا، ثم تعاني الأمة، تعاني بشكل كبير، لأنهم يتمكنون من واقع الحكم والسلطة والقوة، يتمكنون من إلحاق الظلم بالأمة بما لا يتمكن أي طرف آخر، كانت المسألة خطيرة يفرض الإسلام في دينه في تعاليمه في تشريعه في أحكامه التصدي لها والقيام ضدها باعتبارها من المنكر، باعتبارها من الفساد باعتبارها من الباطل، باعتبار الطاغوت يشكل عائقا عن إقامة المشروع الإلهي الذي يمثل الخير للبشرية بما فيه من مبادئ بما فيه من قيم، فيما فيه من أخلاق، فيما فيه من تعاليم فيما فيه من كرامة فيما فيه من عدالة، فيما فيه من نهج للحياة بكلها، لهذا قال الله تعالى في كتابه الكريم: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ} فإذاً المسؤولية الدينية هي تحتم النهوض، تحتم الموقف، وواحد من التزاماتك كمسلم تجاه هذا النوع من الطغاة الذين يستهترون بالأمة الذين يصبحون وبالاً على الأمة وشراً على الأمة ويمارسون الطغيان ويعملون في عباد الله بالإثم والعدوان واحد من واجباتك الدينية أيها المسلم أن تتحرك ضدهم تسعى لمنع طغيانهم، أن تقف في وجه ظلمهم وإجرامهم وأن لا تبيح نفسك لهم، ألا تخنع لهم أن لا تمكن لهم بممارسة الطغيان بحقك من الظلم لك، أن لا تمكنهم منك ومن أمتك ليفسدوا ويظلموا ويمارسوا هوايتهم بالجبروت وممارسة الإثم والعدوان، هذا جانب أساسي فيما أكد عليه الإمام زيد عليه السلام وتحرك بمقتضاه في أوساط الأمة وخاطب الأمة به وذكر الأمة به وعمل على استنهاض الأمة من خلاله أن يا هذه الأمة دينكم مبادئكم قيمكم أخلاقكم تفرض عليكم أن تنهضوا أن تتحركوا أن لا تبقوا في حالة الإذعان والاستسلام والخنوع للظلم للطغيان للإجرام للطغاة المجرمين الظالمين، يظلمونكم بكل أشكال الظلم، بالإفساد للقيم بالنهب للمال العام بالتعذيب والاضطهاد والقمع والإذلال والاستعباد والإهانة، ليس لكم عندهم أي قيمة ولا لرموزكم ولا لمقدساتكم وهذا جانب يجب أن يترسخ في أوساط الأمة لأنه غُيّب في حالة التثقيف الديني والخطاب الديني والتعليم الديني حتى أصبح غريبا عند الكثير من المسلمين، بمعنى أن اليوم الكثير من المسلمين لا يفهمون ولا يعرفون أن المسؤولية جانب أساسي في الإسلام وجزء أساسي من مبادئه من قيمه من تعليماته من توجيهاته ويرون في الإسلام أنه مجرد الجانب العبادي الروحي، يصلي ويصوم وما بش حاجة "بتجي" أبدا، لو يذبحوا الأمة من شق وطرف لو يحصل على هذه الأمة ما وقع لو امتلأت الساحة الإسلامية ظلماً وجورا وطغيانا وفسادا وضلالا، لو حصل ما حصل يعتبر نفسه غير معني، لا، لا يصح ذلك أبدا في دين الإسلام، إذا أنت تنتمي إلى هذا الإسلام اقرأ قرآنه، اقرأ نوره وتعاليمه، كيف أنه يفرض عليك جانب المسؤولية، كونوا قوامين بالقسط، أن تسعى دائما لإقامة العدل، الانتماء إلى هذا الإسلام انتماء تعرف فيه تعاليم هذا الإسلام تلتزم بها تعمل لإقامتها وتتصدى لأولئك الذين يحاربونه، يسعون لإبعاد الأمة عنه وإحلال ظلمهم وباطلهم وطغيانهم بديلا عنها، وضلالهم وباطلهم بديلا عنها. [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] دروس من هدي القرآن الكريم من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله. في ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام 1439هـ.

  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر