ولاحظوا؛ كان التحرك فعالاً، يُثبِتُ قدرة هذا الشعب على أن يقف بوجه التحديات والأخطار بدلاً من أن يستسلم لها؛ فيكون ضحيةً لاستسلامه، أن بمقدور هذا الشعب أن يقف في مواجهة التحديات، حتى لو كان الذين وقفوا بوجهه أولئك بأجمعهم؛ لأنه برز الدور الواضح والعلني والصريح لما سمي- آنذاك- بالدول العشر ضد تحرك الشعب، ضد التصعيد الثوري، وآنذاك كان تحركهم واضحاً ومفضوحاً ومكشوفاً، وبرزوا هم كطرف معني بإيقاف ذلك التصعيد الثوري ومواجهة ذلك التصعيد الثوري، آنذاك وجهوا- حتى- رسالة لي أنا، وهددوني، وطلبوا مني أن أسكت: [اسكت، ما عاد تتكلم، ولا تتخاطب مع هذا الشعب ليتحرك بمسؤولياته التي تفرضها عليه: إنسانيته، وهويته، وانتماؤه، وأصالته، وقيمه، وحريته، وعزته، وكرامته، ومصلحته]، وأرادوا مني أن أسكت، وهددوني آنذاك، وسَخِرْتُ من تهديدهم؛ لأني أنتمى إلى هذا الشعب، وأنتمى إلى الهوية وإلى الأصالة لهذا الشعب، أنا في هذا البلد أعيش إحساس اليمني، هوية الإنسان اليمني الأصيل، الذي يأبى العبودية لغير الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- هذا اليمني الذي تحرك بكل إباء، ولم يلتفت إلى كل تلك التهديدات، ولا إلى كل ذلك الضجيج الذي سعى العملاء في هذا البلد إلى جانب أولئك الأجانب- من خلاله- إلى التشويش على هذا الشعب إرجافاً، وتلبيساً للحقائق، وسعياً إلى إيقاف ذلك التحرك، وذلك التحرك العظيم، القوي، الفاعل، الجماهيري، المسؤول؛ سيبقى صفحةً بيضاء ناصعة لكل الأجيال الآتية، سيسجله التاريخ لهذا الشعب، وما أعظم تلك الملاحم البطولية العظيمة، وما أجمل ذلك التحرك الذي عبّر عن عزة اليمنيين وكرامة اليمنيين، فعلاً أربك كل تلك الدول العشر، أُربِكَت، في الأخير أصبحت متحيرة [ماذا تفعل؟].
تحرك جماهير هذا الشعب، وكان في طليعتهم (الأهالي في أمانة العاصمة، وفي محيط صنعاء، ومن بقية محافظات الجمهورية الأحرار والشرفاء) تحركوا إلى المخيمات، وتحركت- أيضاً- قوافل العطاء والكرم، يعني: تصعيد ثوري لم تموله أي دولة أجنبية، تحرك يمني أصيل بما تعنيه الكلمة، القبائل اليمنية قدمت بكل سخاء وكرم- بذلك الكرم الذي عُرف به أهل اليمن- القوافل تلو القوافل: قوافل العطاء والكرم التي كانت تصل تباعاً ويومياً إلى المخيمات، وذهب الكثير إلى المخيمات، واحتشدوا إلى الساحات بحضورٍ فاعلٍ ومسؤولٍ، وبتصميمٍ وعزمٍ ليس فيه تراجع، واستمرت خطوات التصعيد الثوري، وصولاً إلى يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، حصل ما حصل- مما عرفنا به جميعاً- من اعتداءات، من استباحة للدماء، وسفك لدماء المتظاهرين في شارع المطار، وأيضاً في المظاهرات التي اتجهت نحو مجلس الوزراء واعتُدِيَ عليها في الطريق، وحوادث متعددة حصلت.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في ذكرى الهجرة النبوية وثورة 21 من سبتمبر 28ذوالحجة 1438هـ /9/ يوليو, 2019م.