المساعي أَيْضاً بتفكيك الجبهة الداخلية هي اليوم في مرحلة خطرة، وفي مستوى يجبُ التنبُّهُ له، والحذرُ منه، والسعيُ للحد منه؛ لِأَن هناك أنشطة كبيرة ويساعد عليها أمران:
الأمر الأول: الاختراق الكبير لبعض المُكَوّنات السياسيّة، فداخلَها البعضُ من القيادات والناشطون إعلامياً، ومجتمعياً، ممن قد تمكن العدو من شرائهم، وأصبحوا يستلمون فلوساً من العدو ومبالغَ مالية في سبيل أن يؤدوا دوراً مرسوماً لهم مع بقائهم في الداخل، مهمتهم العمل على النيل من المُكَوّنات الأُخْرَى، وشَقّ الصَّفّ الوطني، وإبراز عناوينَ تطغى على العنوان الرئيسي الذي يُفترَضُ أن له كُلّ الأولوية وهو التصَدّي للعدوان، واهتمامات وانشغالات أُخْرَى يدفعون بالمُكَوّنات إليها دفعا، بَعيداً عما له صلة بالمسؤولية.
جانب آخر: أَيْضاً هناك تماهٍ إلى حَدٍّ كبير بالتركيز على الاهتمامات التي هي ذات طابع فئوي، أَوْ طابع حزبي؛ لِأَن تكون هي الرئيسية، الاهتماماتُ التي تطغى على كُلّ الاهتمامات الأُخْرَى، التي تحتلُّ كُلّ الأنشطة، وتسيطر على كُلّ التفكير وعلى كُلّ العمل، تسيطر على الإعلام، تسيطر على النشاط المجتمعي، تطغى على كُلّ شيء، في مرحلة من أهم المراحل.
مسؤولية واحدة، وَهَمٌّ مشترك: ملامسةٌ للواقع وتدخٌّلٌ في الإشكاليات.. لا متفرجين
فإذن اليوم يؤملُ فيكم أَيُّهَا الأعزاء أَيُّهَا الشرفاء، أنتم أَيْضاً من كُلّ المُكَوّنات، أنتم اليوم الحاضرون في هذا المكان، وأيضاً الغائبون الذين لم تتح لهم فرصة الحضور وما كان المكان أَيْضاً ليتسع للجميع، الصالة ضيقة، لكن الكل، حُكَمَاء اليمن هم من كُلّ المُكَوّنات، وهم المعروفُ عنهم وعن أكثرهم الحرص والاهتمام بهذا البلد، والحرص على مصير هذا البلد، وعلى مستقبل هذا البلد، وعلى حاضر هذا البلد، أنا اليوم لا أتكلم معكم لا شاكي ولا باكي، أنا اليوم أتكلم معكم على أساس أنكم جنباً إلى جنب معي، مع كُلّ الأَحْرَار في هذا البلد، احنا كلنا أصحاب مسؤولية واحدة، احنا كلنا أصحاب هَمٍّ مشترك، والشيء الطبيعي أن يكون لكم حضور، وملامسة للواقع، وتدخل في الإشكاليات، ومعالجة لبعض المشاكل، وألا تكونوا مجرد متفرجين على الأحداث، ما تنتبهوا وهذا اتجه له من اتجاه وذاك اتجه له من اتجاه، لا، أنتم في هذا البلد مَن هم موجودون اليوم ومَن هم لا يزالون في بقية المناطق، أنتم لكم دورٌ رئيسي، ولكم أهميّة كبيرة، سواء في الوضع السياسيّ، أَوْ في الموقف العام، أَوْ في التصَدّي للعدوان.
من خطاب السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي
في لقاء حكماء وجهاء اليمن 19-08-2017