مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من جانب آخر كذلك الحركة الوهابية التي تتحرك داخل أوساط الأمة بين الشعوب تحمل العناوين الإيمانية، تشدد وتتشدد في شكليات ومظاهر من الإسلام، هذه الحركة الوهابية لا يمكن أبداً أن تعتمد عليها الأمة في تربية الأمة تربية إيمانية، وإن كانت تدَّعي الإيمان وتتظاهر بمظاهر وشكليات من الدين، فهي بعيدة عن القضايا الأساسية التي هي من أسس الإيمان، من أهم مظاهر الإيمان.. هم الحركة الوهابية تأخذ من الدين شكليات شكليات، بينما في الواقع في واقعها هي تضرب في الدين أشياء أساسية ومهمة وذات أهمية كبيرة.
من أبرز مظاهر الإيمان من أبرز مظاهر الإيمان هو الوقوف في وجه الكافرين بكل عزة، بكل صمود، بكل ثبات. كيف كان موقف الحركة الوهابية بالرغم من كل إمكاناتها الهائلة، الإمكانات المادية الهائلة، كثرة العدد والعديد، الإمكانيات المادية الضخمة، الاحتضان الحكومي من حكومات متعددة، النفط الخليجي. بالرغم من ذلك كله هم وقفوا بكل ذلة، بكل صغار، بكل استسلام، بكل عجز أمام الهجمة الأمريكية والإسرائيلية على الأمة. وقفوا بكل ذلة، بكل هوان، بكل عجز، بكل صغار أمام الكافرين، لم نرَ فيهم عزة الإيمان، ولم نرَ فيهم قوة الإيمان، ولم نرَ فيهم الاعتزاز بالله والثقة به، وهذا واقع، كلام قائم على أساس حقائق، ومثال واضح واقعهم في أفغانستان حركة طالبان الوهابية أصبح لها دولة هناك حكومة في بداية الأمر، وأصبح لها جيش قوي مكون من ثلاثمائة ألف مقاتل، وإمكانيات ضخمة ولكنها انكمشت عندما قامت أمريكا باحتلال أفغانستان والسيطرة عليها.
انكمشت حركة طالبان الوهابية بالرغم من إمكانياتها وكثرة عديدها وأبدائها التشدد أنها متدينة بشدة، وأنها ملتزمة بالإسلام بشدة، هكذا تتظاهر.. انكمشت من الميدان بسرعة دون أي نكاية بالأمريكيين، بطريقة مذلة ومهينة ومخزية دون أي موقف مشرف في مواجهة الأمريكيين، وتمكن الأمريكيون أن يطووا الأرض الأفغانية حتى وصلوا إلى كابول عاصمة أفغانستان، واحتلوا البلد بشكل كامل دون أن يلحق بهم أي نكاية، دون أن يقف الثلاثمائة ألف مقاتل من حركة طالبان الوهابية أي موقف، دون أن يخوضوا أي معركة مشرفة أو موقف يذكر، دون أن يقدموا أي تضحيات. انكمشوا، ذابوا، انهزموا، هربوا، تلاشوا بكل بساطة، وهكذا ظهر موقف الحركة الوهابية أمام أمريكا وإسرائيل، موقف من يتهرب من تبني أي موقف.
تحدثنا في الدرس الماضي في يوم الأثنين الماضي كيف كان موقفهم من أمريكا بعد الإساءة المشينة إلى رسول الإسلام، إلى نبي الإسلام، من خلال الفلم الأمريكي الذي نشر وخرجت الشعوب وتظاهرت، وتبنت مواقف هي أقل القليل، أما هم فلم يتبنوا أي موقف ولا أقل القليل، بل على العكس وقفوا مع أمريكا، تضامنوا معها، انتقدوا التظاهرات والمواقف الشعبية التي خرجت في كثير من الدول العربية والإسلامية ضد الإساءة الموجهة من الأمريكيين إلى نبي الإسلام، وقفوا هم ليتضامنوا مع الأمريكيين ولينتقدوا الشعوب، وليبسطوا من حجم الموقف الأمريكي والإساءة الأمريكية إلى نبي الإسلام، ولم يظهر منهم أي غضب ولا انفعال ولا استياء حقيقي تجاه ما عمله الأمريكيون في الإساءة إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مع أنها تضمنت إساءة إلى الصحابة، إلى أزواج النبي، إلى المسلمين عامة، إلى القرآن الكريم، إلى الإسلام جملة وتفصيلا، لم يظهر منهم أي موقف، ويظهرون هكذا تكشفهم الأحداث والمتغيرات.
على مدى أحد عشر عاماً تكشفت الكثير من الحقائق، لم يظهروا فقط بمظهر المنهزم والمتراجع والذليل أمام الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، لم يكن هذا فحسب على مدى أحد عشر عاماً تكشفت الكثير من الحقائق أمام الأحداث وأمام المتغيرات فظهر لهم ارتباط وتنسيق حقيقي مكشوف واضح بيِّن مع الأمريكيين والإسرائيليين.
كان من أبرز ما كشف تحالفهم وتنسيقهم وتعاونهم مع الأمريكيين والإسرائيليين الأحداث الأخيرة في سوريا، ظهروا في سوريا في جبهة واحدة على المستوى السياسي والإعلامي والعسكري مع إسرائيل أولاً ومع أمريكا ثانياً، إسرائيل تشارك في الحرب في سوريا تمدهم بالسلاح، تستقبل جرحاهم في مستشفياتها، تسندهم بالطيران، ونفذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية تقصف فيها مواقع للجيش السوري إسناداً للمليشيات الوهابية التي تقاتل على الأرض السورية، وقدموا لها الشكر، بعض المتحدثين منهم قدموا لإسرائيل الشكر واعتبروا هذه الخطوة نصرةً لهم.
كيف أصبحوا في جبهة واحدة هم والإسرائيليون؟! وتحدثوا بوضوح أنه لا يجوز الجهاد ضد إسرائيل، يقولون هكذا: لا يجوز الجهاد ضد إسرائيل، إنما ضد من تريده إسرائيل أن يحارب. من تريد إسرائيل أن يحارب، ومن تريد أمريكا أن يحارب يصبح الجهاد عندهم ضده واجباً شرعياً ومحتوماً ويغررون بالكثير من الناس، ويبذلون الأموال لدفع الكثير من المغرر بهم والمخدوعين والمضلَلين وقاصري الوعي ومنعدمي الإيمان وفاقدي الضمير وبائعي النفوس والمواقف، يدفعون بهم إلى الميادين ميادين الحرب، وميادين الصراع التي يقفون فيها حيث تريدهم أمريكا أن يكونوا، وحيث تريدهم إسرائيل أن يكونوا.
في سوريا ظهر الموقف الإسرائيلي والأمريكي والقطري والسعودي والمليشيات الوهابية والموقف التركي موقفاً واحداً إعلامياً وسياسياً وميدانياً، فكيف هذا الجهاد؟! كيف هو هذا الجهاد الذي تمدهم فيه إسرائيل ويقف فيه معهم اليهود يمدونهم بالسلاح، ويزودونهم بالعتاد، ويستقبلون جرحاهم في المستشفيات الإسرائيلية.. أي جهاد هذا تحت الراية اليهودية؟ من يزودهم بالسلاح الأمريكيون الإسرائيليون، أي جهاد هذا اجتمعت فيه فتاواهم وأوامر وتوجيهات زعماء الصهاينة وقادة اليهود؟! أي موقف هذا يستوي فيه فتوى القرضاوي وموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟! يصبح الموقف واحد هذاك باسم فتوى، وهذاك باسم موقف يعلنه، وموقف ينسجم فيه بوضوح وعلى العلن لا خفى في ذلك، لم تعد الأمور تجري كما يقولون تحت الطاولة، ولا في الخفى، ولا في الغرف المغلقة، أصبحت بوضوح، بعلن، أمر مكشوف، أمر بيِّن يكفي الإنسان أن يتابع، أو حتى الآن يستطيع الإنسان أن يستخرج من خلال الإنترنت أو القنوات الفضائية أو ما شابه، مواقع القنوات الفضائية كذلك يستخرج المواقف الإسرائيلية تجاه سوريا، المواقف الأمريكية تجاه سوريا، المواقف الوهابية تجاه سوريا، ليراها مواقف متطابقة وواحدة، وجبهة واحدة، يقفون جنباً إلى جنب، الصوت بالصوت، والكلمة بالكلمة، والسلاح بالسلاح، والنبرة بالنبرة، وعلى الميدان هم كذلك.
تدربهم وتشرف على تدريبهم المخابرات الأمريكية، بل كشف عن وجود خبراء إسرائيليين في تركيا يساعدون أيضاً في تدريب تلك المليشيات الوهابية.. أي جهاد هذا؟ أي إيمان هذا؟ مهما طالت لحاهم، مهما تشدقوا باسم الإسلام، مهما تظاهروا بالإيمان وهم دائماً ينفذون مؤامرات أمريكا، ويعملون ما تريده منهم أمريكا، ويعادون من تريد منهم أمريكا أن يعادوه فهم يعادونه، ولاءاتهم وعداواتهم ومواقفهم رهينة للموقف الأمريكي والإسرائيلي، أينما أرادت منهم أمريكا أن يكونوا عادة ما يكونون ويتقبلون ويتحركون، حتى في داخل الأمة يحاولون بكل جهد أن يُنسوا الأمة عدوها الحقيقي.
يحاولون في داخل الأمة ـ وهم دائماً يتحدثون ضد الشيعة، ضد إيران، ضد حزب الله، ضد أنصار الله، ضد كل الحركات والقوى الحرة التي لها موقف واضح ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ـ يحاولون أن يوجهوا دائماً من خلال وسائل إعلامهم كل الحالة التحريضية والعداء ضد هذه القوى الحرة التي تنطلق من الموقف الإيماني والحر والمشرف واللائق، ويحاولون أن يُنسوا الأمة الخطر الأمريكي والخطر الإسرائيلي.
عد الآن على مستوى وجودهم في اليمن، أحزابهم الإصلاح والرشاد، كذلك خطبائهم، علمائهم، محاضروهم، أنظر كم هي المساحة في داخل إعلامهم، في داخل محاضراتهم، في داخل كتبهم، كم هي المساحة المواجهة أو المضادة لإسرائيل ولأمريكا؟ لا شيء.. كم هي المساحة الموجهة ضد الداخل اليمني وخصوصاً ضد أنصار الله لموقفهم المعادي للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية والمناهض للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
لماذا.. لماذا يجعلون أعينهم عمياء عن كل ما تعمله أمريكا مهما كان ضد رسول الإسلام، نبي الإسلام، ضد القرآن، ضد معالم الإسلام، ضد المسلمين، احتلال لبلدان إسلامية، كل هذا هم تجاهه صمٌ بكمٌ عمي، بل ينطلقون دائماً لتبرير ما تفعله أمريكا، ورئيس حزب الإصلاح اليدومي برر القصف الأمريكي والغارات الجوية الأمريكية في اليمن، وقدمها أمراً طبيعياً بجنب ما تعمله أمريكا من أجل استقرار اليمن.. متى قدمت أمريكا أي شيء من أجل استقرار اليمن؟ متى فعلت ذلك؟.
فهم بدوا أمام ـ في كل هذه المرحلة ـ أمام الكثير من الأحداث والمتغيرات بدوا مكشوفين مفضوحين بعمالتهم بخدمتهم لأمريكا وإسرائيل بأنهم في واقعهم لا من خلال عقائدهم ولا بحقيقة الانتماء للإسلام والدين والإيمان ليسوا أبداً في مستوى أن يربوا الأمة تربية إيمانية، بل على العكس هم فعلاً يقدمون شكليات ومظاهر، إطالة اللحية عند البعض منهم والبعض قد اقتنعوا بحلق اللحية لم يعد عندهم مشكلة، لكن المتشددون منهم إطالة اللحية، تقصير الثياب، الاهتمام بالسواك، بعض مظاهر وشكليات، التكلم دائماً باسم الدين والإسلام، والافتراء افتراء الأكاذيب باسم الدين أيضاً، باسم الدين أيضاً.. لا يمكن أن تعتمد عليهم الأمة لتربيتها تربية إيمانية.

[الله أكبر/الموت لأمريكا /الموت لإسرائيل/اللعنة على اليهود/النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم


من ملزمة في ضلال دعاء مكارم الاخلاق - الدرس السادس عشر.
القاهاالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي / حفظه الله .

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر