مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}[الأنفال: 7-8]، الطائفتين: (طائفة العير) القافلة التجارية التي كان على رأسها أبو سفيان ومعه عددٌ معه، والطائفة الأخرى: الجيش المسلح الذي خرج من مكة يقوده أبو جهل؛ بهدف القضاء على المسلمين عسكرياً، الله وعد المؤمنين إحدى الطائفتين (الظفر بإحدى الطائفتين)، فكانت رغبتهم تتجه في أن يظفروا بـ(غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ)، يعني: غير الطائفة المسلحة، يعني القافلة التجارية التي على رأسها أبو سفيان ومعه عددٌ معه من المشركين، ومعنى هذا أنهم كانوا يرغبون بالحصول على تلك القافلة التجارية ومن معها، كان أبو سفيان- بنفسه- هدفاً مهماً بالنسبة للمسلمين؛ باعتباره أحد القيادات البارزة والأساسية للأعداء، ومعه البعض ممن معه، وكانوا لا يرغبون بالاصطدام العسكري، كانوا لا يرغبون بالدخول في المعركة العسكرية، ولكن إرادة الله -سبحانه وتعالى- أن يلتحموا عسكرياً، وأن يكون الظفر بالجيش المسلح الذي خرج للقاتل من جانب العدو؛ لأن تحطيم قوة العدو العسكرية كان الأهم، والأكثر نتيجة من مسألة الظفر بالطائفة غير المسلحة، التي هي طائفة القافلة التجارية (أبو سفيان ومن معه).

 

{وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}؛ لأن إحقاق الحق يكون بتحطيم قوة العدو العسكرية، وبإفشاله عسكرياً؛ هذا الذي يحق الحق في الواقع العملي؛ لأن الحق يبقى عنواناً، ما لم يأتِ التحرك به في الواقع العملي، وإزاحة كل الباطل من أمامه في الواقع العملي، إحقاق الحق يأتي بالتضحية، يأتي بالموقف، يأتي بالعمل، يأتي بالجهاد في سبيل الله وفق التعليمات والتوجيهات القرآنية، لو كنت صاحب حق ومظلومية ولا تريد أن تتحرك، ولا تريد أن تضحي، ولا تريد أن تنهض بهذه المسؤولية؛ فلن يتحقق لك هذا الحق، سيبقى مجرد عنوان، {وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}، يعني: عن طريق توجيه ضربة قاضية لتلك القوة العسكرية التي خرجت.

 

{لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ}، ليحق الحق في الواقع، يتحول إلى حالة قائمة، حالة سائدة في الواقع، وليس مجرد عناوين؛ إنما عملياً من خلال انتصار لهذا الحق ولأهله، فيتحول إلى حالة قائمة في الساحة ولو كره المجرمون. {وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ}، يبطل الباطل كذلك بضربه، وبتحطيم قوته وما يستند إليه وما يعتمد عليه؛ حتى يزاح من الواقع.

 

 

 

 

لكي يحق الله الحق لا بد من التحرك.

 

 

{وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}، ولو كرهوا وترتب على كرههم هذا كل ما يستطيعونه، وكل ما يحيكونه من مؤامرات ومكائد؛ لأن تحت عنوان (كَرِهَ) كل ما سيفعلونه من أعمال، وما سيخططون له من أعمال، وما يكيدون له من مؤامرات، فكل مؤامراتهم ستبوء بالفشل، عندما تتحرك الأمة بجد، بصدق، بتوكلٍ على الله -سبحانه وتعالى- وفق التعليمات والتوجيهات الإلهية، بصلاح ذات البين، بالتعاون، بالالتزام بهذه التعليمات والقيم، الله -سبحانه وتعالى- يحق الحق، وفعلاً هذا ما حصل، أحق الله الحق، وانتشرت راية الإسلام، وثبت الإسلام، واستقوى أمره، استقوت الأمة الإسلامية ونمت وعظمت، وكانت هذه المعركة بداية السقوط لقوى الشرك والاستكبار آنذاك، حتى اضمحلت وتلاشت وانتهت، وهزمت هزيمةً نهائية، وحتى أتى يوم الفتح الذي فتح الله به مكة، وانتشر به الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية كافة، فإذاً لا بدَّ من التحرك.

 

عندما نتأمل مثلاً في نماذج كثيرة في واقعنا المعاصر، مثلاً: في مظلومية الشعب اللبناني، كان الحق هو خروج إسرائيل من لبنان، وطرد إسرائيل من لبنان، من الذي أحق هذا الحق، هل مجلس الأمن؟ هل الأمم المتحدة؟ هل الجامعة العربية؟ من الذي أحق هذا الحق؟ الله أحق هذا الحق بجهود وتضحيات المجاهدين اللبنانيين في حزب الله وحركات المقاومة، عندما تحركت، عندما قاتلت، عندما اعتمدت على الله، عندما توكلت على الله، عندما جعلت من المنطلقات الإيمانية منطلقات تتحرك بها في الواقع العملي، ووثقت بالله -سبحانه وتعالى-؛ في نهاية المطاف أحق الله هذا الحق عملياً، ودحر إسرائيل، وطردت.

 

ما الذي أحق الحق في غزة؟ ما الذي أحق الحق يوم طردت أمريكا من العراق؟ ما الذي أحق الحق في ثبات شعبنا اليمني إلى اليوم؟ إلا أن يتحرك الناس وفق توجيهات الله -سبحانه وتعالى-، من هذه المنطلقات الإيمانية العظيمة التي تمثل وقوداً عظيماً، وتمثل طاقةً هائلة في مواجهة التحديات مهما كانت.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

يوم الفرقان (2)

الركائز الأساسية للمسيرة الجهادية

المحاضرة الرمضانية الثامنة عشرة: 1441هـ

 

 

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر