فالدور الأمريكي هو دور رئيسي وفعلي وأساسي في العملية العسكرية على بلدنا وضد شعبنا، وفي نفس الوقت يأتي الأمريكي مع كل مرحلة تصعيد جديدة، بعد أن يعد لها ويكمل الترتيبات اللازمة لها ليدشنها- كأسلوب للتدشين- بتصريحات برَّاقة، يتحدث فيها عن السلام، وهو يُعِدّ للحرب، وهو يدير الحرب، وهو يرتب ترتيباته الكاملة لأبشع الجرائم والانتهاكات، وهو يمثل الحامي والمدير والمباشر، المدير المشرف على هذه العمليات، من خلال إشرافه الكامل عليها تخطيطًا، وإعدادًا، وتنفيذًا، والآخرون هم أداة تنفيذية، السعودي أداة تنفيذية، الإماراتي أداة تنفيذية، أما خونة البلاد فهم تحت السعودي والإماراتي، يأتمرون بأمرهم، وينفِّذون في الميدان ليكونوا هم في المقدمة من يدفع ثمن هذا العدوان، فيما يتكبدونه من خسائر جسيمة في الأرواح وفي العتاد.
باتت نغمة الأمريكي عن السلام– كعملية تدشين لكل عملية تصعيد جديدة- باتت أشبه ما تكون بشفرة يستخدم فيها مصطلحات معينة، وعبارات معينة لها مدلول في الواقع يختلف كليًا، فهو يتحدث عن السلام، وفي المقابل تكون ترتيباته العملية مع حلفائه وأدواته ترتيبات عسكرية، عدوانية، إجرامية، فتساوي كلمة (السلام)- في مدلولها- بحسب الاستعمال الأمريكي تجاه الأحداث في اليمن: (الحرب والمعركة)، وتساوي مفردة (وقف إطلاق النار): (التكثيف على أقصى حد لإطلاق النار بكل الوسائل والأسلحة المتوفرة لدى أدواته وحلفائه)، واعتدنا على هذا، هذا تكرر، نحن- الآن- في العام الرابع، وقطعنا شوطًا كبيرًا في العام الرابع منذ بداية العدوان، كما قلت في أول ليلة من العدوان، وفي مراحل مرت بنا في هذا العدوان فعل الأمريكي نفس الشيء، تصرف بهذا التصرف: يرتب، يُعِدّ، يجهز، يدشن مرحلة تصعيد بتصريحات عن السلام، وهو فعليًا متورط- بكل ما تعنيه الكلمة- في هذا العدوان بكل ما فيه من جرائم، واستمرارية هذا العدوان مرهونةٌ بالموقف الأمريكي، لو أراد الأمريكي أن يتوقف هذا العدوان سيتوقف فورًا، يقول هذا حتى مسؤولون أمريكيون، وحتى أعضاء في الكونجرس الأمريكي يتحدثون بهذا ويقرون بهذا، وواضح طبيعة الدور الأمريكي، هناك أسلوب أمريكي، وهناك دور أمريكي، الأسلوب الأمريكي أسلوب يعتمد على الخداع، والاستغلال في نفس الوقت، والابتزاز تحت عناوين معينة، عبارات معينة، مصطلحات معينة، وهناك دور آخر يختلف كليًا عن تلك التصريحات والعبارات المخادعة، دور إجرامي، ودور وحشي، ودور رئيسي كان به هذا العدوان، ويستمر به هذا العدوان على شعبنا العزيز.
فإذًا، الأمريكي عندما أطلق تلك العبارات الفضفاضة والبرَّاقة عن السلام والحوار، وما بعد شهر، أو في غضون شهر، هو- بالفعل- يدشن هذا التصعيد العسكري الذي لن يكون إلا بضوء أخضر منه، بإدارة مباشرة، بإذن مباشر منه، بتدخل رئيسي منه؛ لأنه جزءٌ رئيسيٌ في هذا العدوان، ويلعب دورًا أساسيًا في هذا العدوان، وهذه مسألة مهمة جدًّا، نحن كنا نرقب خلال المرحلة الماضية طبيعة الاستعدادات والترتيبات على المستوى الميداني، وأنها لا تنبئ ولا تشير إلى أي استعداد لا للسلام، ولا للحور من أجل السلام، ولا للالتفات إلى هذا الموضوع أصلًا، الأمريكي يرى في هذا العدوان مصلحة له بشكل كبير جدًّا، حصل من وراء هذا العدوان على مكاسب كبيرة جدًّا– على المستوى الاقتصادي- من خلال صفقات هائلة للتسليح، ومن خلال استلام الثمن في كل شيء، والتبني الأمريكي للدور السعودي بالنسبة للنظام السعودي، والدور بالنسبة للنظام الإماراتي هو واضح، إلى درجة أن ترامب يقول هو- بنفسه- أنه لولا هذا الدور الأمريكي لما تمكن النظام السعودي من البقاء والاستمرار لأكثر من أسبوعين، أو لأسبوعين (بحسب النقل)، فإذا كان الأمريكي يقول هو، ويعبر هو أنه: لا السعودي، ولا الإماراتي أيضًا، أيٌ منهما يستطيع البقاء لأسبوعين لولا الحماية الأمريكية، لولا الدور الأمريكي، فما بالك في أن يكون النظام السعودي أو النظام الإماراتي مقتدرًا على ما هو أكثر من البقاء على لعب دور عدواني، دور غزو واحتلال لدول المنطقة من حوله، على لعب دور تخريبي كبير في هذه الدولة أو تلك من عالمنا العربي والإسلامي، فبالتأكيد- هذا هو أكثر من مسألة البقاء- يحتاج إلى هذا الدور الأمريكي.
فالأمريكي يتبنى الدور السعودي على مستوى حمايته للبقاء، وعلى مستوى إدارته في لعب هذا الدور العدواني والتخريبي والإجرامي، الذي ينفذه هو والإماراتي في اليمن وفي غير اليمن، ضد الشعب اليمني، وضد الشعب السوري، وضد الشعب العراقي، وضد الشعب الليبي، وضد بقية الشعوب في بلدان المنطقة، في البحرين… في غيرها. فهذا واضح، من يتابع الأحداث، من يتأمل وهو منصف، يتحلى بقدرٍ يسيرٍ من الإنصاف، يعني ما تحتاج المسألة أن تكون منصفًا بشكل كبير، ولو على مستوى بسيط من الإنصاف المسألة واضحة، لا التباس فيها، ولا غموض فيها، ولا خفاء فيها.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
عن آخر المستجدات لـ 7 نوفمبر 2018م