من المهم جدا أن نحرص على ألا نكون ممن قال الله عنهم :(إِنَّ الَّذِينَ حقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦)' 'وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٩٧) [سورة يونس] وقوله (حقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ) معناه أنه وجب عليهم ما حكم الله به على من زاغ عن الحق وعصى الله باتباع الباطل 

(كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٣)' [سورة يونس] وفسقوا تعني أنهم نسوا الله وماوجه به فلم يمتثلوا لأمره بسبب فلان أو بسبب الفريق الفلاني .. فنسوا أو تناسوا الله وأصروا على ألا يستجيبوا له بسببهم وهو نفس مافعله إبليس 'وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (٥٠)' [سورة الكهف] فتأمل قوله تعالى ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبه) فلماذا فسق عن أمر ربه بسبب آدم نسي الله الذي له الأمر واهتم بآدم وهذا هو مصير المترفين من السعوديين والخليجيين ومن اتبعهم من الخونة والمرتزقة (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (١٦)' [سورة الإسراء] والله نهى عن الفساد ونهى عن الظلم ونهى عن العدوان ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وهم فعلوا كل مانهى الله عنه وأمر بالعدل والإحسان فلم يفعلوا ما أمر .. أليست هذه حقائق يعلمها الجميع لكن هناك من اليمنيين مَن تابعهم وذهب إليهم رغم فسوقهم وانحرافهم وإن لم يراجعوا مواقفهم اليوم فقد ينتهي بهم الحال إلى مثل من أخبرنا الله عنهم بقوله (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩)' [سورة المؤمنون] وإلى قوله عنهم (قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (١٠٦) 'رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (١٠٧) 'قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (١٠٨) 'إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠)' [سورة المؤمنون] (قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُون) لأنهم في الدنيا ما أكثر ماتكلموا بالباطل وجادلوا وكذبوا ونسوا أن الله يعلم سرهم ونجواهم ويعلم مايبدون وماكانوا يكتمون ولم يحسبوا ليوم القيامة أي حساب نسوا الله بل وكذبوا على الله بما يجادلون به من كلام كثير وهم يتجاهلون كل المظالم العظيمة والجرائم الفضيعة التي يمارسها التحالف.. وينسون آيات الله التي تنهى عن كل ذلك ويسعون ليقفوا مع تحالف المترفين والمجرمين إذن (اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُون) لأنهم كانوا يسخرون ممن يقف في وجه هذا الطغيان والفجور ويسخرون ممن يدعوا لمواجهة تلك المنكرات والشرور ويسخرون وهم يشاهدون بيوت المسلمين تقصف ودماءهم تسفك ويسخرون وهم يشاهدون أشلاء الأطفال والنساء والأبرياء تتناثر بفعل القصف الشيطاني من أول ليلة فنهض لمواجهتهم المؤمنون فوقفتم مع الظالمين الفاسدين المعتدين وخذلتم المظلومين فذكروكم ودعوكم إلى الكلمة السواء وهي كلمة الله (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ) وهي وضعية خطيرة يصير البعض إليها بعدم امتثالهم لما وجه الله به فلماذا صاروا بهذا الشكل الذي ذكره الله ؟! الجواب هو العناد والإصرار على تجاهل الحقائق الواضحة والدلائل البينة لأنهم لايريدون التسليم للآيات ولا الاعتراف بالحقائق الواضحة بسبب فلان أو الفريق الفلاني.. لذلك يلجأون إلى الجدل والهروب من الحق كما فعل إبليس والجدل سلوك سيئ ذمه الله في القرآن قال جل وعلا :( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (٥٤) 'وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (٥٥)' [سورة الكهف] وقوله (..وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) شبيه بقوله تعالى:(وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا ) في قوله

(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (٤١)' [سورة الإسراء] وكذلك يشبه قوله سبحانه ٍ (...فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إَِّا كُفُورًا ) وذلك في قوله جل شأنه

(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٨٩)' [سورة الإسراء] أليست الآيات تبيّنُ بعضها البعض وجاءت بصياغة واحدة متشابهة كل آية تشهد وتؤكد حقيقة واحدة وهي الجحود والنفور والإعراض عن الحق من قبل كثير من الناس وسنة الأولين هو مادأب عليه الناس مِن تجاهل الشواهد والأعلام والحقائق وإنكارها وتكذيبها والعمل على كتمانها بالجدل والمعاندة الشديدة إلى أن يحق عليهم قول الله سبحانه (وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢)' [سورة السجدة] ولايمكن الرجوع بعد فوات الأوان :(..وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٧)' [سورة الأحقاف] وهي حقيقة قرآنية أن المعاندين يوم القيامة يوم يرون العذاب يستوعبون( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ) لكنهم اليوم لايستوعبون هذه القضية فيستمرون في الجدل إلى حد يصيرون به أمام الله مجرمين كما في قول الله تعالى (وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (٨٩)' [سورة هود] ومعنى قوله (وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي ..) وهذا ماقاله نبي الله شعيب لقومه أي لاتدفعكم معارضتي بمجادلتكم لي إلى حد تكونون فيه مجرمين (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (٩٠)' [سورة هود] المجال مفتوح للتوبة والعودة والرجوع إلى الله فلم يغلق الأبواب أمام عباده الذين أسرفوا على أنفسهم بل أعطاهم فرصة كبيرة للرجوع إلى رحمته الواسعة .. إلا أن أكثر مايدفع الناس إلى الجدل لجحود الحقائق وإنكارها وقد أيقنوا بها هو إما :-

#الكراهية لأهل الحق ولذلك يذكرنا الله ويعلمنا بقوله ( 'وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٧) 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (٨)' [سورة المائدة] 

# وآخرون يجانبون العدل في قولهم من أجل القرابة ولولا بُعد المسلمين عن هدى الله مانسوا توجيهات الله وإرشاداته لهم وماوصاهم به من تحري العدل في القول ( ...وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١٥٢)' [سورة الأنعام] 

#والبعض لايستجيبون للحق ولايخضعون لسلطانه الساطع وبرهانه القاطع ودليله الناصع وذلك ٱتباعا للهوى كمن قال الله عنهم ( 'فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥٠)' [سورة القصص] إذن أهواؤهم هي التي تمنعهم من الاستجابة وتجعلهم ينكرون مالا سبيل إلى إنكاره ويجحدون مالا يصح جحوده ، ويمعنون في جدلهم وتقديم شواهد باطلة يستشهدون بها من قول الزور فمثلا مانعيشه اليوم في مواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي هناك حقائق تدل على أن هذا التحالف السعودي الأمريكي :- 

#ارتكب جرائم كبيرة في حق اليمن أرضا وإنسانا

#ونشر الخراب والدمار #وارتكب المجازر البشعة بحق الأبرياء

# وفرض حصارا خانقا وظالما على شعب بأكمله

# وقام بإجراءات نقل البنك إلى عدن 

# وقام بإجراءات أخرى ضمن الحرب الاقتصادية

# وأن ال 400 مليار ريال التي طبعت في روسيا باتفاق بين البنك المركزي اليمني في صنعاء وبين تلك الشركة فتم تجاهل الاتفاق وسُلمتْ ل عبدربه وزعموا حينها أنهم ما سلموها له إلا بشرط تسليم مرتبات الموظفين في شمال الوطن وجنوبه وأن ذلك تم برعاية الأمم المتحدة ومع ذلك حرموا الموظفين من حقوقهم .. فهل هذه وغيرها من الحقائق غير حقيقية؟! هل هي افتراء وتلفيق ؟! 

لا .. لا بل هي من أوضح الواضحات التي أبصروها وسمعوها واستيقنتها أنفسهم لكن يلجأ البعض إلى الجدل بالباطل ليجحدوا ما هو ماثلٌ أمام العيون

ــــــــــــــــــــــــ

بقلم / محمد القعمي