ما هو مهمٌ في هذه المناسبة، وما يأتي التأكيد عليه، والتذكير به، والحث عليه، هو: العناية بأسر الشهداء، أسر الشهداء هي كثيرة، كما قلنا: أصبحت دائرة العطاء والتضحية دائرة واسعة في أبناء شعبنا، الآلاف من الأسر أسر شهداء، أسر مضحية، معطاءة، صابرة، محتسبة، تدرك قيمة تضحيتها، وأنها في سبيل الله "سبحانه وتعالى"، وأنَّ أجرها العظيم على صبرها، على احتسابها، هو من الله "سبحانه وتعالى".
ما يمكن أن نقدِّمه كمسؤولية، كشعب، ما يمكن أن نقدِّمه على المستوى الشعبي والرسمي كمسؤولية، ليس هو ثمن لعطائهم، إنما الثمن الوحيد الذي يرتقي إلى مستوى عطائهم، هو: رضوان الله والجنة، هو رضوان الله والجنة، ما نقدِّمه هو ضمن مسؤولياتنا واجباتنا تجاه أسرهم، على مستوى التكريم المعنوي، والاهتمام العام، وعلى مستوى الاهتمام المادي مع الأسر الفقيرة، أمَّا الأسر الميسورة فهي لا زالت تعطي، لا زالت تقدِّم، ونحن نشاهد حتى في التلفزيون أنَّ بعض أسر الشهداء يقدِّمون باسم شهدائهم قوافل، قوافل من العطاء والكرم، يقدمونها للجبهات، الأسر الميسورة هي لا تنتظر العطاء المادي، هي لا تزال تحمل روحية العطاء، وهي تستمر في إسهامها، في عطائها، في تقدمتها في سبيل الله "سبحانه وتعالى" في الموقف الحق، في القضية العادلة، لصالح شعبها وأمتها.
ولكن بالنسبة للجانب المادي، هناك أسر فقيرة معانية، لها الحق، وعلينا المسؤولية في أن نلتفت إليها، وأن نهتم بها، إضافةً إلى التكريم المعنوي، الذي يعزز ترسيخ مفهوم الشهادة، وقيمة الشهادة، واعتبار الشهادة في مجتمعنا المسلم، مجتمعنا ذي الانتماء الإيماني، والهوية الإيمانية، (الإيمان يمان، والحكمة يمانية)، وهذا مهمٌ جداً.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1443هـ