الدور الشعبي حتمي بمستوى المشكلة، لطبيعة المشكلة، وأيضاً فعّال، الدور الشعبي هو دور فعّال، يشهد لذلك أشياء كثيرة، في مقدمة ما يشهد لفاعلية وحتمية ونجاح الدور الشعبي هو حركات المقاومة: حزب الله في لبنان، وحركات المقاومة في لبنان وعلى رأسها حزب الله، هو: تحرُّكٌ شعبيٌ من الوسط الشعبي، لكن هذا التحرك نجح في إلحاق الهزيمة بإسرائيل، وألحق أول هزيمة كبيرة ومدوية بإسرائيل، وحقق أول انتصارٍ عربيٍ حقيقيٍ كبيرٍ ثابت ومستمر على إسرائيل، تحرك شعبي نجح، انتصر، برغم الإمكانات المتواضعة، برغم الظروف والمعاناة الكبيرة، برغم المضايقات الكثيرة التي أحيطت بهذا التحرك الشعبي، من وسط المعاناة، من المؤامرات، من وسط التخاذل، من وسط المضايقات الكثيرة والكثيرة، بحجمٍ بسيط، بإمكاناتٍ متواضعة، لكن من مبادئ وقيم وأخلاق، وعناصر القوة الرئيسية الأخلاقية والقيمية والمبدئية والإنسانية، تنامى هذا التحرك، ونما، وتقوّى، ووصل إلى المستوى الذي تمكن فيه- بفضل الله تعالى- من الانتصار، وإلحاق الهزيمة بإسرائيل، وطردها من لبنان شيءٌ يسيرٌ جدًّا بقي الآن من لبنان.
حركات المقاومة في فلسطين كذلك، اليوم في الوسط الفلسطيني، في الشعب الفلسطيني من الواضح جدًّا ما تمثّله حركات المقاومة هناك من ثقل ومن تحدٍّ في وجه إسرائيل، ما الذي يقلق إسرائيل في الوسط الفلسطيني، ما الذي يمكن أن تحسب له ألف حساب في الوسط الفلسطيني، هل هي سلطة محمود عباس؟ |لا| بالتأكيد ما تقلق منه إسرائيل، وما ألحق الهزيمة بإسرائيل في غزة هي حركات المقاومة التي نشأت ونمت من الوسط الشعبي، وحققت انتصارات على العدو الإسرائيلي، وأصبحت شوكةً وقوةً في الداخل الفلسطيني، حينما اتجهت هذا الاتجاه، واختارت الخيار الصحيح في مواجهة العدو الإسرائيلي.
ولذلك نرى أنه بإزاء المسار الرسمي الذي شابه الإهمال في جانب، والانحراف في جانب آخر، ومبادرات السلام التي يعرضونها ليلاً ونهاراً، ويهتفون بها لإسرائيل، وهي تتعاطى معهم بكل سخرية وبلا مبالاة، وهم يتظاهرون بذلك أنهم يقدمون شيئاً للفلسطينيين، ما تقدمه الأنظمة العربية، سواءً مبادرات، أو حتى تعاون، مثلاً: بعض الأنظمة العربية تقدم القليل من التعاون، لا يتجاوز مستوى التعاون، أو نوعية التعاون الذي تقدمه أُوروبا وتقدمه حتى الولايات المتحدة الأمريكية، التعاون تحت الغطاء الإنساني والعنوان الإنساني: قليل قمح، قليل سكر، قليل أرز، قليل بقوليات، شيء من الفلوس في مجالات محدودة، دعم محدود لمنظمة الأونروا، أشياء بسيطة جدًّا، أرادوا بها كما أرادت أوروبا، وكما أرادت أمريكا، أن يغطوا على قبيح تقصيرهم، والبعض منهم على قبيح مؤامراتهم على الشعب الفلسطيني وعلى الأُمَّـة جمعاء، ولصالح الكيان الإسرائيلي، في مقابل أن يحظوا بعلاقة طيبة مع أمريكا، علاقة قبيحة وليست طيبة.
على كُلّ مستوى هذا التعاون هو لا يتجاوز مستوى التعاون الأوربي أو الأمريكي بنوعيته، التعاون الحقيقي هو التعاون مع حركات المقاومة بدعمها بالسلاح والمال اللازم، مع التعاون طبعاً مع الشعب الفلسطيني، على المستوى الإنساني لا بأس، ولكن ليس حصرياً، إذا أنت تريد فقط أن تطعم الشعب الفلسطيني فقط، لا تريد أن تدعمه بالسلاح، لا تريد أن تمنحه المقومات لبناء نفسه في المواجهة والصمود، أنت لا تفعل شيئاً حقيقياً وفعلياً لصالح قضيته، لصالح حريته، لصالح استقلاله، لصالح دفع الخطر عنه، ودفع الشر عنه.
فالدور الشعبي هو دورٌ فعال، ناجح، مؤثر، منتصر، هو خيار الأُمَّـة اليوم في مواجهة هذا التعاطي، أو هذا الواقع الذي تعاني منه الأُمَّـة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي 1437هـ.