ثم هو أيضاً من الإيجابيات المهمة التي حافظ عليها النزاهة، يعني هو لم يتأثر بموقعه في المسؤولية من حيث الجانب النفسي والمعنوي عندما يسمع الآخرين يقولون الرئيس الصماد فخلاص، لا، لم يتأثر على المستوى النفسي والمعنوي والوجداني والسلوكي، بقي ذلك الخاشع الخاضع لله المتواضع مع عباد الله، وذلك الذي يشعر بأنه واحد من أبناء الشعب اليمني، إن أُضيف شيء في واقعه فهي مسؤولية عليه يخشى الله في أن يفرّط فيها.
كذلك في جانبٍ آخر حساس ورأينا الآخرين كيف كانوا في جانب النزاهة والورع، الكثير من الناس ما إن يصل إلى منصب معين إلاّ وجعل من منصبه ذلك وسيلةً لجمع الثروة، يعني البعض لوما وصل إلى مستوى رئيس إلى مستوى مدير وإلا مسؤول بسيط، أي موقع البعض يحوله إلى متجر وسيلة لجمع الثروة من هنا و هناك وهذه مسألة معروفة بشكل كبير يعني كيف البعض مثلاً في كافة مستويات المسؤولية في بلدنا، يعرف الناس عنهم كيف جمعوا ثروات طائلة كيف امتلكوا الأراضي كيف امتلكوا القصور كيف امتلكوا الفلل كيف أصبحت لديهم أرصدة كبيرة في الداخل والخارج وفي مراحل متأخرة في الخارج بشكل كبير، كيف أصبحت لهم مؤسسات وشركات وتجارة ومال وثروة طائلة هائلة، هذه قصة معروفة.
أما أن يصل الإنسان إلى موقع أعلى في المسؤولية فيكون في موقع الرئاسة فهنا كذلك يعني أخطر موقع يمكن أن يستغله من لا يمتلك الورع من لا يمتلك القيم من لا يلتزم المسؤولية في كل آدابها وضوابطها وأخلاقها وقيمها، فيعمل وعمل البعض عمل البعض أصبح البعض لديهم مليارات من الدولارات وأصبح لديهم مؤسسات وشركات ومباني ومنشآت فخمة وضخمة ولا نحبّذ التفاصيل هنا لأن هذه اللمحة ستكفي، "الحر تكفيه الإشارة والعاقل اللبيب يكفيه التلميح" نعرف ما حصل عندنا في اليمن وعن قصص الماضي وحكاياته هذه المسألة معروفة لا نحتاج إلى الإسهاب.
الرئيس الصماد منذ أن تبوأ هذه المسؤولية ووصل إلى هذا الموقع في المسؤولية لم يكن همه ولم يسعى فعلياً وعملياً إلى أن يحصل من وراء هذا المنصب على أي مكاسب مادية، فلا هو أصبح صاحب أرصدة في البنوك ولا هو أصبح له مؤسسات وشركات تجارية، وليس له قصور ولا فلاّت ولا منشآت ترفيهية ولا أي شيء أبداً، بل لم يسعى لأن يمتلك من موقعه هذا في السلطة حتى منزلاً عادياً لأسرته وأطفاله، إلى هذه الدرجة، بل لم يسعى لأن يحصل على أي شيء، مرتبه البسيط المتواضع إن توفر ما يحصل له في واقع حياته في ما كان عليه من قبل أن يصل إلى المنصب ويكتفي بذلك، لم يذهب من هنا ومن هنا ومن هنا ويدبّر له الحيل والالتفافات والأساليب التي عملها كثيرون كثيرون.
وفعلاً له الشرف وله الفضل - وهو أبو الفضل هذه كنيته - له الفضل وله الشرف أنه لقي الله شهيداً نظيفاً عزيزاً سليماً لم يخن شعبه في فلسٍ واحد ولا في دولارٍ واحد، لم يسطو على الأراضي ولم يأخذ من هنا ومن هنا ومن هنا كما صنع الآخرون الذين يحاولون دائماً أن يفرضوا أنفسهم على هذا الشعب وأن يتمننوا حتى على هذا الشعب دائماً وأبداً، البعض منهم اليوم في صف العدوان يتحركون بكل ما يستطيعون وبكل ما أوتوا من قوة يسعون لفرض أنفسهم من جديد على هذا الشعب بعد أن عرف هذا الشعب ما وصلوا إليه من يوم وصلوا إلى السلطة وهم "مناتيف" في البداية فقراء يعني، يعرفهم أهالي مناطقهم ثم كيف أصبحوا الآن أصحاب ثروات هائلة وطائلة وممتلكات وقصور وفلاّت وأراضي والحكاية طويلة جداً عن ما قد حازوه واستأثروا به وحصلوا عليه.
الشهيد الصماد هو تشرّف وفاز وأفلح أن لقي الله نزيهاً لم يسرق على هذا الشعب لا فلساً ولا قطعة أرض ولم يجني من موقعه في المسؤولية أي مكاسب مادية على حساب هذا الشعب أبداً، هذا شرف وهذا هو النموذج الراقي، هذا هو النموذج الراقي الذي تقدمه المدرسة التي ينتمي إليها الرئيس الشهيد الصماد-رحمة الله تغشاه- مدرسة علي بن أبي طالب, مدرسة الإسلام المحمدي الأصيل التي لا تجعل للسلطة في أعلى موقع فيها قيمة الحذاء, قيمة النعل, إذا لم تكن وسيلة لإحقاق حق وإماتة باطل وخدمة الأمة التي ترى أن على المسؤول كلما كبرت مسؤوليته أن يكون أقرب في حياته حتى المعيشية من واقع فقراء بلده وفقراء أمته كي يستذكر على الدوام معاناتهم كي يعيش همهم وأوجاعهم و آلامهم كي لا تكتض به البطنة فلا يتذكر الآخرين أبداً, لا.
هذه المدرسة نموذجها الصماد الذي لقي الله شهيداً لم يأخذ شيئا من أموال الشعب لا في أرصدة و لا في تجارة و لا في مساكن و لا في عقارات و لا في مزارع و لا و لا و لا هذا نموذج راقي يفتخر به الشعب اليمني وهو النموذج الذي هو اليوم قدوة لكل المسؤولين, على كل المسؤولين اليوم في كافة مستويات المسؤولية في الدولة من أبسط مسؤولية إلى أعلى مسؤولية أن يحتذوا حذو الصماد, أن يحرصوا على أن يكونوا أوفياء مع شعبهم و أمناء على مسؤولياتهم وما بأيديهم وأن يكونوا نزيهين سليمين وبعيدين عن الفساد, هذا النموذج الراقي والمتميز يفتخر به شعبنا اليوم وسيظل في الوجدان الشعبي والذاكرة الشعبية موجوداً لا يُنسَى وقدوة وأسوة ومفخرة للشعب اليمني.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله
في تشييع الشهيد الرئيس/ صالح الصماد ورفاقه: 28-4- 2018