من أبرز ما يعنينا في بداية هذا العام، وفي هذا العام بشكلٍ عام في بلدنا، وضمن اهتماماتنا ومسؤولياتنا، هو: العمل على تشكيل الحكومة، وكذلك الانطلاقة في تصحيح وضع القضاء:
كُنَّا أعلنا هذه المسألة في كلمتنا في ذكرى المولد النبوي الشريف، ولكن طرأ من بعد ذكرى المولد النبوي ما طرأ من الأحداث: طوفان الأقصى، وتطورات الوضع في فلسطين، فاتَّجهنا بأولويتنا للاهتمام بذلك، في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس)، وهي أولوية تستحق منَّا، بحسب أهميتها الدينية، والإنسانية، والأخلاقية، تستحق منَّا أن نعطيها الاهتمام، ومع ذلك بقي ضمن اهتماماتنا الأساسية التحضير المستمر في عملٍ مستمر للتغيير الحكومي، وكان العمل في عدة مسارات أساسية:
- منها مراجعة هياكل ونُظُم الحكومة، ووزاراتها، ومؤسساتها، وتشخيص مكامن الخلل، والتضخم، والتداخل فيها، ومن ثَمَّ إعادة تصميم الهياكل، والأهداف، والمهام من جديد، وهذا المسار تطلَّب جهداً ووقتاً، مع استقبال أيضاً المقترحات والأفكار الكثيرة التي وصلتنا، من كثير من الشخصيات والجهات، ومراجعتها، والتدقيق فيها، والاستفادة منها.
- المسار الثاني: كان هو استقبال الترشيحات، والاقتراحات المتعلِّقة بمسألة التعيينات، والمسؤولين، والموظفين، ودراستها، وإخضاعها للتدقيق، والفحص، وللتقييم وفق مجموعة من المعايير، وبالمناسبة وصل إلينا الآلاف من الأسماء المقترحة، والمرشَّحة.
- والمسار الثالث: هو إعداد موجِّهات برنامج عمل الحكومة؛ لضبط مسار عملها بعيداً عن الشتات، وبما يساعدها على تحديد أولوياتها وفقاً لذلك.
هذه كانت ثلاث مسارات تأخذ جزءاً أساسياً من الوقت والاهتمام، وبشكلٍ مستمر، مع الشواغل الأخرى، ومع الأولوية الكبرى فيما يتعلَّق بـ (معركة الفتح الموعود والجهات المقَّدس)، وهناك تفاصيل كثيرة سنتحدث- إن شاء الله- عنها مع إعلان الحكومة، في كلمة مخصصة لذلك، مع نقاط أخرى مهمة تتعلق بهذا الموضوع إن شاء الله، هذا ما سنحرص عليه- إن شاء الله- في بداية هذا العام، خلال شهر محرم وشهر صفر، كذلك فيما يتعلَّق بوضع القضاء.
طبعاً قد يرى الكثير من الناس أنَّ تشكيل الحكومة تأخر من بعد الإعلان عن هذا الموضوع، في كلمة ذكرى المولد النبوي الشريف، وفعلاً تأخر، لكن لمجموعة أسباب، كما قلنا: في مقدِّمتها دخولنا في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس) نصرةً للشعب الفلسطيني، ولأن المسألة لم تكن فقط مجرد مسألة عدة أشخاص ليأخذوا هذا الدور، وليكونوا في هذه المسؤولية، مسار كان لابدَّ فيه من عمل مستمر، ويحتاج أيضاً إلى عمل مستمر، ومواكبة مستمرة، وبما في ذلك: السعي لتطهير مؤسسات الدولة؛ لأن وضع الوزارات ومختلف الجهات الرسمية هو ملغم بالعناصر التي تعمل على الإفشال، على الإخفاق، على الإعاقة، وتعمل أيضاً على الإفساد للأمور، ودورها يخدم أعداء هذا الشعب، وأعداء هذه الأمة، وإن شاء الله يستمر العمل في ذلك بكل ما يلزم له بإذن الله تعالى، ولا يقتصر الأمر على هذا، نحن- إن شاء الله- مع استكمالنا للموضوع الحكومي، ثم الاستكمال كذلك للموضوع القضائي، نتَّجه- بإذن الله تعالى- إلى بقية الجهات والمؤسسات، التي تحتاج إلى عمل، وإن شاء الله بوتيرة تكون أسرع بإذن الله.
هذا لابدَّ فيه أيضاً من التعاون الشعبي، ومن التفاهم الشعبي؛ لأننا نعمل في ظروف معقَّدة، الأعداء يحاربوننا بكل الأشكال، يعني: هناك عدوان أمريكي وبريطاني، ومواجهة مع الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وهناك أعوانهم، الموالون لهم من العرب، ومن البلد، الذين يعملون ضد شعبنا العزيز في كل المجالات.
الحرب ليست فقط مجرد حرب عسكرية، بل هي في الجانب الاقتصادي بأكبر منها في الجانب العسكري، وهي كذلك في بقية المجالات: حرب في المجال السياسي، حرب في المجال الاجتماعي... حرب بكل الأشكال، وعدوان شامل، واستهداف كامل، فلابدَّ من التعاون والتفهُّم للمتطلبات اللازمة لمسار التصحيح والتغيير، وأيضاً للمعوقات، وكيفية معالجتها بحكمة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة ألقاها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية
الأحد 1 محرم 1446هـ 7 يوليو 2024م