مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هذه المناسبة نرى فيها فيما يواجه شعبنا العزيز من تحديات وأخطار، مناسبةً مهمة، في تجذير وترسيخ الهوية الأصيلة لهذا الشعب، شعبنا اليوم يُستهدف في هويته، هذا بالتأكيد، هويته الإيمانية، بكل ما فيها من مبادئ، وبكل ما فيها من قيم، وبكل ما فيها من قيم ومن أخلاق، بكل ما لها من آثار تربوية، ونفسية وشعورية، ذلك أن الهوية الأصيلة لهذا الشعب لها تأثير كبير في مدى تماسك هذا الشعب في مواجهة التحديات والأخطار، هذا الشعب المسلم، من أهم ما في إسلامه تلك القيم والمبادئ العظيمة، أن يرفض الاستعباد لكل قوى الطاغوت، أن لا يقبل بأن يركع ولا أن ينحني ولا أن يخضع ولا أن يُستعبد إلا لله الواحد القهار، هذا مبدأ رئيسي ومبدأ أساسي، هذا هو المبدأ الذي يوحيه مبدأ (لا إله إلا الله)،أن لا ننحني ونخضع بالمطلق إلا لله، أن لا نركع ولا نستسلم، ولا نطيع الطاعة المطلقة إلا الله -سبحانه وتعالى- هذا مبدأ (لا إله إلا الله)، ثم ما في هذا الدين والقيم والأخلاق، من أهم ما في هذا الدين من قيم هي العزة، حينما نقول: الإيمان يمان، يجب أن نقول: إن هذا الشعب يجب أن يكون عزيزاً، في كل الظروف، في كل المراحل، في مواجهة التحديات والأخطار، لا يقبل بالذل أبداً أبداً؛ لأن العزة ملازمة للإيمان، لا يمكن أبداً أن يفارق هذا الشعب عزته إلا ويفارق إيمانه، وجوهر إيمانه، وقاعدة إيمانه، وأخلاق إيمانه، ما دام هذا الشعب مؤمناً لا يمكن أبداً إلا أن يكون عزيزاً، تلازم لا فكاك بينه ما بين العزة وبين الإيمان،{ [المنافقون: من الآية8]، والعزة هي عزة النفوس، عزة في النفوس تصنع في الشعور والوجدان إباءً وامتناعاً من القبول بالذل والقبول بالإذلال، والقبول بالهوان، والقبول بالاستعباد، مهما كانت الظروف، مهما امتلك العدو، مهما امتلكت قوى الطاغوت التي تسعى لاستعباد عباد الله، وإذلالهم والتحكم بهم، وفرض إملاءاتها وإرادتها عليهم، مهما امتلكت من قوة ومهما كان بطشها، ومهما كان جبروتها، ومهما كان حجم المعاناة من جانبها بحق عباد الله، فالمؤمنون بحكم انتمائهم وإيمانهم وعزتهم متماسكون، لأن عزتهم ذاتية بإيمانهم الذي ترسخ في وجدانهم، لا يمكن أن تكون عزتهم محكومة باعتبارات ظرفية، يعني هم أعزاء مثلاً إذا كانوا في وضع مرتاحين وكانت الأمور متيسرة، وليسوا في مواجهة تحديات، ولا يواجهون معاناة اقتصادية، والخير متدفق ووافر، فهم حينئذٍ أعزاء، أما لو واجهوا تحديات اقتصادية، أو تحديات عسكرية، أو صعوبات، أو كانت المسألة تستدعي تقديم تضحيات، حينها. |لا|، سيقبلون بالذل! |لا|، هذا ليس من الإيمان في شيء، العزة الإيمانية هي متأصلة ومتجذرة وتظهر وتتجلى بالأولى في مواجهة التحديات، في مواجهة الظروف الصعبة، أما الإنسان الذي لن يكون عزيزاً إلا إذا لم يواجه تحدٍ، أما إذا واجه تحديات أو صعوبات قَبِلَ بالذل والهوان، هذا حاله حال ليس من الإيمان في شيء، ليس مرتبطاً من الإيمان في شيء، {[الحج: من الآية11] فالحالة الإيمانية هي حالة تتجلى في أخلاقها العظيمة، في مبادئها وقيمها الأصيلة في مواجهة التحديات والصعوبات، أمام الاختبار الإلهي، { [آل عمران: من الآية179]الحالة الإيمانية الأصيلة الطيبة التي لها أثرها الطيب في نفسية الإنسان ومشاعر الإنسان ستترك أثراً عظيماً ومتميزاً في هذا الإنسان في ثباته ومبدئيته وصبره وتماسكه في المراحل والتحديات الصعبة وهذا أهم ما يمكن أن يتجلى إيمانياً، ويكون شاهداً حقيقياً للإيمان في الظروف والمراحل الصعبة، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[العنكبوت:1-2]، في المراحل الصعبة في التحديات، أمام الظروف والمعاناة أمام الظروف التي تحتاج إلى الصبر، أمام الظروف التي تحتاج إلى الثبات القوي، هنا يتجلى الإيمان الحقيقي، هنا تتجلى الهوية المتجذرة والراسخة والأصيلة للإنسان، هل هو صادق أم هو كاذب، هل انتماؤه انتماءً حقيقياً أم هو انتماء زائف؟ في أول مواجهة للتحديات والمعاناة سرعان ما يتلاشى، وسرعان ما يذهب وينتهي!

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة جمعة رجب 1438هـ / 5/ يوليو, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر