أيضًا من الأسباب الخطيرة جدًّا، والمؤثرة بشكل سلبي: التحريف لهذه العناوين بتطبيقها على غير مصاديقها، وباستغلالها في غير مواضعها، كما هو الحال بالنسبة للتكفيريين، يرفعون عنوان (الجهاد في سبيل الله)، ولكن أين يتحركون بهذا العنوان؟ يتحركون به في غير مصاديقه، في نهاية المطاف يصبح الأمر في حقيقته: التحرك في خدمة أمريكا، هذا هو واقعهم، في مصلحة إسرائيل، هذا هو حقيقة ما هم عليه، ليس ما هم فيه جهادًا في سبيل الله، هو تحركٌ في خدمة أمريكا واسرائيل، واستهداف للأمة، وتوجهٌ نحو كل ما يمكن أن يساهم في تقويض هذه الأمة، والإضرار بهذه الأمة.
التحريف هذا ليس جديدًا، يعني: منذ زمن بعيد وهو يستخدم من فئات الضلال نفسها، ولكن المسألة ليست معقَّدة لتعرف هل يُستخدم هذا العنوان بحق أو بغير حق، ليست معقَّدة، المسألة يمكن أن تكون واضحة، لا تحتاج إلى أن تكون غامضة للغاية، مثلًا: هناك باطل من المؤكَّد أنَّه باطل، أمريكا باطل، أمريكا شر، إسرائيل شر وباطل، جهات كلنا نعرف أنَّها جهات على باطل، وأنَّ تحركها حتى في ساحتنا الإسلامية لا يمكن أن يكون لخيرٍ، ولا بخير، ولا لصلاح، ولا بحق، ولا لحق أبدًا، جهات نعرف جميعًا أنَّها جهات شر، جهات ضلال، جهات فساد، جهات طغيان، فاعرف أنَّ كل ما هو امتداد لها، ومرتبطٌ بها، ومتصلٌ بها: أنَّه لن يكون إلَّا شرًا، وفسادًا، وضلالًا، وباطلًا، مهما حمل من عنوان: سواء أتى بعنوان ديني، أو أتى بعنوان علماني، أو أتى بعنوان قومي… بأي عنوان، افهم أنَّه يكذب في عنوانه، وأنَّ العنوان الذي حمله، إنَّما حمله للخداع والتضليل للسذج والمخدوعين، والذين- أيضًا– يريدون أن تقدَّم لهم عناوين للتغطية على حقيقة ميولهم، وعلى طبيعة انحرافهم؛ لأن البعض من الناس تكون الصورة واضحة لهم، ولكن يرغب أن يكون للموضوع عنوان يتستر به، وهو يعرف أنَّه عنوان مزور، وأنَّه لا ينطبق على واقعه بأيِّ حالٍ من الأحوال.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
محاضرة السيد الثالثة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام للعام 1440هـ-