{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}(آل عمران:100) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} أليس يخاطب المؤمنين أنفسهم؟ {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} ماذا يعني هذا؟ أنهم يعملون بجد على أن يجعلونا كافرين على أن يجعلونا كافرين بالله كافرين بدينه، سواء كافرين قولاً وجحوداً أو واقعاً.
هم كانوا وراء الشيوعية كما عرف ذلك، وتقريباً كل من تحدث عن الشيوعية, وكل من كتب عن الشيوعية, كلهم يؤكدون بأن الشيوعية كان ورائها اليهود.
ألم يعملوا من خلال الشيوعية على أن يجعلوا البشر كافرين ملحدين بالله سبحانه وتعالى؟ وانتشر هذا الكفر داخل البلاد الإسلامية، فكانت الأحزاب الشيوعية في كل بلد حتى في اليمن كان الجنوب في اليمن يحكمه حزب شيوعي اشتراكي مُلحد ملحد فعلاً، امتداداً للشيوعية في روسيا, ووصلت الشيوعية إلى مناطق وبلدان كثيرة {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}.
هذا فيما يتعلق بتوجههم نحو الإضلال, نحو الفساد, نحو تلبيس الحق بالباطل كما قال عنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً}(المائدة: من الآية64) نحو عملهم الجاد على أن يحولوا المسلمين إلى كافرين.. هذا شيء مما حكاه الله سبحانه وتعالى عنهم.
ذكر أيضاً فيما يتعلق بواقعهم هم أن الله قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}(البقرة: من الآية61)، {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية112) وهذا من الأشياء العجيبة أن هذه الطائفة التي قد ضربت عليها الذلة, وضربت عليها المسكنة, وباءت بالغضب من الله أصبحت إلى هذا المستوى الذي هي عليه اليوم, وفي هذا التاريخ الحديث، وعلى مدى قرنين من الزمن على أقل تقدير أصبحت إلى هذا المستوى الذي هي عليه من أن تحكم العالم، تحكم العالم, اليهود هم الذين يحكمون العالم فعلاً.
من أين جاء هذا؟ من أين جاء هذا على الرغم مما هم عليه في واقعهم؟ ولماذا أصبح المسلمون - وبين أظهرهم كتاب الله سبحانه وتعالى - أصبحوا أذلاء لمن قد ضربت عليهم الذلة؟ ومستكينين لمن قد ضربت عليهم المسكنة, وتحت رحمة من قد باءوا بغضب من الله! كيف وصل الأمر إلى هذه الدرجة؟ هذا شيء غريبٌ جداً, هذا شيء يجب أن يهتم كل مسلم بالفعل بفهمه, وبمحاولة أن يتعرف أنه لماذا وصل الحال إلى هذه الدرجة؟.
يقول عنهم سبحانه وتعالى فيما يتعلق بالعداوة التي نفهمها أيضاً من نفس الآيات السابقة بأنهم ما يودون لنا أي خير، بأنهم يودون أن نكون كفاراً، بأنهم يودون أن نكون ضالين. أليس هذا يعني عداء؟ هي نفس الصفة الشيطانية التي حكاها الله عن الشيطان، الشيطان هو معادي، ألم يذكر الله في كتابه الكريم عن الشيطان أنه عدوٌ مبين لبني آدم؟ وفي ماذا تجلت عداوته؟ أليست في الإضلال؟ فهم عندما يتجهون لإضلالنا إنما لأنهم أعداء الِِدَّاء شديدي العداء لنا.
يُصرح أيضاً في آية بهذه العداوة فيقول سبحانه وتعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}(المائدة: من الآية82) وهنا يقول أن اليه هم أشد الناس عداوةً للمؤمنين، والمؤمنون هنا في هذا التعبير هو بمعناه اللغوي، المؤمنون المنتمون إلى هذا الدين, والمحسوبون لهذا الدين, والذين يدينون بالإسلام, ويقرون بالله وبرسوله وبالقرآن، الإيمان بالمعنى اللغوي وهو كثير ورد استعماله في القرآن الكريم. ناهيك عن عداوتهم الشديدة للمؤمنين الحقيقيين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة من ملزمة يوم القدس العالمي
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 28/9/1422هـ
اليمن- صعدة