لاحظوا في واقع حياة الناس كم تكون للخسائر الجزئية في مختلف أمورهم، وفي مختلف شؤونهم من تأثير سلبي على الإنسان في نفسه، في حياته، كم تمثِّل إزعاجاً له إلى حدٍ كبير، التاجر الذي يخسر صفقته، أو يخسر حتى ماله، رأس المال والربح مثلاً، كيف سيكون ندمه، حزنه، امتعاضه، ألمه، البعض يصاب بجلطة، البعض يصاب بالجنون على صدمة في هذه الحياة يخسر فيها شيئاً عزيزاً عليه، يخسر قريبه، أو يخسر ماله، أو يخسر شيئاً مهماً لديه، أو يخسر منصبه، أو يخسر وظيفته، أو يخسر... الخسارة في واقع الحياة يعيشها الإنسان تجربةً واقعية، ويتفاعل معها، ويتأثر بها إلى حدٍ كبير، لكل إنسان تجربته في هذه الحياة، أن يخسر أشياء معينة عزيزةً عليه، أو مهمةً له فيشعر بالحزن والأسى والندم، وكلما كبرت الخسارة؛ كان الندم أكبر، وكانت الحسرة أكبر، وكان الحزن أشد، يعني: هناك فرق مثلاً بين أن تخسر الربح فقط الزائد، وبين أن تخسر أيضاً رأس المال بكله، بين أن تخسر شيئاً محدوداً، أو أن تخسر أحياناً مثلاً منزلك ومالك، أو كل ممتلكاتك، كلما عز الشيء عليك، وكلما كان مهماً لديك؛ كلما كانت الحسرة والندامة والألم أشد.
وطبعاً نعرف جميعاً أنَّ للخسارة أسبابا وللربح أسبابا، وهذا ما يحصل هنا أيضاً، هذه الخسارة الحتمية التي يقسم الله -سبحانه وتعالى- عليها بالنسبة للإنسان، هي خسارة رهيبة جدًّا، هي الخسارة الحقيقية، هي الخسارة الكبرى، تبدأ من هنا، حيث تكون أنت في حياتك هذه في حالةٍ من الخسارة الرهيبة، لماذا؟ قد تكون في هذه الحياة تخسر جهدك، تخسر شبابك، تخسر عملك، تخسر سعيك، جهدك هذا الذي تبذله في هذه الحياة؛ لأنك في نهاية المطاف إنما تكسب منه الوزر، مقياس الخسارة هذه التي نتحدث عنها وهو مقياس لأي خسارة في الدنيا، هي تقاس بما يفوت الإنسان، أو بما يقع فيه،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية العاشرة 1441هـ.