يأتي بالتأكيد على تذكر النعم، وأن يظل الإنسان شاكرًا وهو يبني حضارة، لا بد حتى تكون هذه الحضارة إنسانية حقيقية، وتكون في مصلحة البشرية، أن يكون من يقوم عليها، وينهض بها، من هم دائمو التذكر بنعم الله سبحانه وتعالى، وينطلقون في شكره {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} متى ما ضاع هذا الشعور لدى الإنسان أصبحت تجارته بالشكل الذي يضر بالبشر، يتجر في الأشياء الضارة، يمارس في عملية البيع والشراء كثيرًا من المحرمات، يدخل في الربا، أليس العالم الآن غارقًا في الربا؟ العالم غارق في الربا، والعالم في حرب مع الله {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ من اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (البقرة: من الآية279).
وتجد من مظاهر هذه الحرب فسادًا تجاريًا، غلاء أسعار بشكل رهيب، هبوطًا حتى في مواصفات التصنيع من أجل مواكبة القدرة الشرائية لدى المستهلكين، ال منتجات الجيدة ألم تغب عن الأسواق؟ منتجات جيدة من الإلكترونيات وغيرها من الصناعات، والأقمشة، وكثير من الآليات، ألم تغب عن الأسواق؟ لماذا؟ ألم تهبط الصناعات، وتهبط المواصفات؟ تهبط وكل عام ترى الصناعات تهبط قليلًا قليلًا في مواصفاتها، في جودتها، لماذا؟ نزولًا عند رغبة المشتري، أو تبعًا لقدرته الشرائية؟
الربا هو ضرب الناس حتى ضرب الصناعات فأصبحنا بدل أن كنا نتمتع بكثير من الصناعات الجيدة، ذات المواصفات الجيدة، في مختلف المجالات، ها نحن تغلب على أسواقنا منتجات مواصفاتها رديئة، ومتى ما رأينا قطعة جيدة [أصلية] من أي منتج، ورأينا سعرها مرتفعًا ألسنا نخرج من المعارض؟ ونقول: هذا سعره مرتفع، الحقيقة أنها أصلي لكنها سعرها مرتفع، والآخر قال: جيدة لكنها غالي، والرَّجال صاحب المحل في الأخير لا يستورد منها، صاحب المصنع في الأخير لا يعد ينتجها، يحاول أن ينتج إنتاجا آخر يتمشى مع حالة الناس.
فنحن في حرب مع الله، والله في حرب معنا بسبب المرابين، بسبب التجارة التي تقوم على الربا؛ لأن أولئك المرابين ليسوا م من يتذكرون نعمة الله، وليسوا م من ينطلقون في شكره؛ لأن من يتذكر بأن ما يتقلب فيه من أموال التجارة هو نعمة من الله عليه، سيحاول أن يبتعد عن المحرمات في التعامل، سيبتعد عن الربا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله – نعم الله – الدرس الخامس
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن – صعدة