وللبراءة أهميتها للمباينة لأعداء الله أهميتها الكبيرة في الحفاظ على كيان الإسلام والمسلمين من الداخل، عندما تكون مسألة العداء لأعداء الإسلام مسألة أساسية في واقع الأمة، هناك يتضح ويتجلى موقف بعض المشبوهين والعملاء والمنافقين الذين لا يلتزمون بهذا الموقف الذي فرضه الله سبحانه وتعالى، والذين لهم ارتباطاتهم وعلاقاتهم وولاءاتهم لأعداء الإسلام، ارتباطات وولاءات على ضوئها يتحركون في داخل الأمة لتخريب واقع الأمة من الداخل، يتحركون في داخل الأمة بما يخدم أعداء الأمة، وبما يضر بالأمة يضر بها في قوتها، في عزتها، في وحدتها، في تماسكها. فإن تصبح البراءة كموقف إيماني ديني فرضه الله سبحانه وتعالى موقفاً أساسياً تتبناه الأمة هذا يساعد على الحفاظ على الأمة وعلى تماسكها وعلى قوتها في مواجهة أعدائها.

ولا تكون الأمة في واقعها في حالة مفتوحة أمام العدو، حالة مفتوحة، يتدخل فيها العدو بكل سهولة، يؤثر في داخل الأمة في واقع الأمة كما يشاء ويريد، ويسهل على ضعاف الإيمان، وعلى الذين ارتباطهم بالإسلام ارتباط ضعيف يسهل عليهم أن يدخلوا في ارتباطات وعلاقات وولاءات وتحالفات مع المشركين والكافرين بكل سهولة، وهذا للأسف ما تعاني منه الأمة.

عندما ضيعت الأمة الإسلامية مفهوم البراءة ولم تعد تحرص على الحفاظ على هذا المفهوم وهذا المبدأ المهم في الإسلام، وتجعل منه موقفاً أساسياً ومبدأً أساسياً، ضيعت هذا فماذا كانت النتيجة؟ أصبحت الأمة في حالة أمام الأعداء حالة مكشوفة، يتدخل العدو المشرك والكافر في شئونها الداخلية بكل بساطة، ومن داخل الأمة حكومات وأحزاب وأنظمة شخصيات اتجاهات تدخل في علاقات وولاءات وارتباطات وتحالفات مباشرة معلنة صريحة مع المشركين والكافرين بدون تحرج ولا حياء ولا قلق، وكأن المسألة عادية جداً.

سيتضح لنا من خلال سورة التوبة، من خلال سورة براءة كم سوء هذا العمل، كم فضاعته، كم خطورته، كم أثره أثره السلبي على واقع الأمة، وكم هو ذنب عظيم يهدم إيمان الإنسان. أن يكون للأمة من داخلها علاقات وتحالفات وارتباطات مع من؟ مع من؟ مع أولئك الأعداء بكل شركهم وكفرهم وحقدهم وعداوتهم الشديدة للإسلام والمسلمين.

الآن الحكومات العربية تدخل في علاقات وتحالفات مع أمريكا مكشوفة معلنة صريحة واضحة، لا تحرج، ولا خجل ولا حياء أبداً، بل تصبح لديهم محل اعتزاز، محط فخر ومحل تباهي. الحكومة التي لها علاقة أكبر بأمريكا وهي أكثر عمالة لأمريكا تفتخر على بقية الحكومات، ثم تحاول أن تتعالى على شعبها، وأن تقسو على شعبها، وأن تجعل من علاقتها بأعداء الإسلام الكافرين المشركين تجعل من علاقتها تلك سنداً لها ومحل قوة تستند إليها وتعتمد عليها في الشدة على شعبها والتنكر لشعبها، وممارسة الظلم والعدوان على شعبها.

هذه الحالة عندما ضيعت الأمة مبدأ البراءة من أعداء الإسلام أتاحت الفرصة لأعداء الإسلام للعمل المباشر في داخل الأمة، لهدم الدين، لتضييع معالمه، لتضييع أخلاقه، لتضييع أسسه، لضرب مفاهيمه المهمة من واقع المسلمين من داخل المسلمين. هذه الحالة من العمالة وتضييع مفهوم البراءة ومبدأ البراءة وموقف البراءة أعطى للمشركين الكافرين هذه الفرصة، التدخل أو العمل من داخل من داخل الأمة الإسلامية من داخل المسلمين لضرب الإسلام، لمحاربة الإسلام، محاربة الإسلام في مفاهيمه المهمة، وفي أسسه المهمة، وفي أخلاقه المهمة، وفي مبادئه المهمة التي لها أهميتها الكبيرة في تقديم الإسلام بالشكل الصحيح وأثره العظيم في واقع الحياة والتي يرى فيها أعداء الإسلام خطورة حقيقية عليهم، على باطلهم، على كفرهم، على فسادهم، على إجرامهم، على طغيانهم.

لذلك نرى الأمة في هذه المرحلة أحوج ما تكون إلى أحياء هذا المبدأ المهم من مبادئ الإسلام مبدأ البراءة من الكافرين والمشركين، مبدأ المباينة لهم والعداء لهم بشركهم وكفرهم وطغيانهم وعدوانهم وإجرامهم ومؤامراتهم ضد الإسلام والمسلمين، واعتداءاتهم التي لا تنفك أبداً على المسلمين في معظم أقطار الإسلام.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من سرة التوبة / الجزء الثاني.

ألقاها السيد

عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

الدرس الثاني

بتاريخ: 6/رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة.