أما الإنفاق في معصية الله فله أشكال كبيرة جدًّا، الآن الدول العربية والأنظمة العربية تنفق مليارات في معصية الله، مليارات، لدرجة أن النظام السعودي سمَّاه ترامب بـ (البقرة الحلوب)، ويتباهى بأنه باتصال واحد يحصل خمسمائة مليار دولار باتصال واحد، أليست هذه معصية لله؟ أليس من التبذير أن تذهب مليارات، بل مئات المليارات من الأموال لصالح أمريكا؟ وكثيرٌ منها لصالح إسرائيل؛ لأن إسرائيل تحظى بدعم أمريكي غير محدود، مفتوح يعني، وذلك الدعم من أين يأتي؟ مما تحصل عليه أمريكا من أموال المسلمين والعرب، ما يذهب إلى أعدائنا نسبة هائلة جدًّا من المال، نسبة كبيرة، وهذا من التبذير والمعاصي الكبيرة والفظيعة والشنيعة, ما ينفق في قتل الناس بغير حق من تمويل بعض الأنظمة الخليجية تمول بمليارات، تصل أحياناً كذلك إلى مئات المليارات لإثارة الفتن، لقتل الناس بغير حق، لإثارة العداوة والبغضاء والفرقة بين أبناء الأمة، لتمويل أنشطة تضليلية تغذي الفتن، تصنع الفجوة بين أبناء الأمة، تنشر العداء بين الناس، أنشطة تثقيفية وأنشطة إعلامية كلها تنفخ في أبواق الشيطان، تنفخ في أبواق الفتنة، في أبواق الضلال ما يثير الفرقة بين الأمة، وما ينشر حالة من الكراهية والبغضاء بين أبناء الأمة، وكم في أشكال كثيرة جدًّا الذي يتم انفاقه من كثيرٍ من الناس في الحرام لصالح الحصول على الخمر والمخدرات، والبعض كذلك لصالح الفساد الأخلاقي والفواحش والجرائم… عناوين كثيرة، نسبة كبيرة من الأموال في واقع الأمة تذهب في هذا التبذير، فيما هو حرام، أو في ما هو ضياع.
في ما هو ضياع أيضاً على مستوى الإنفاق أو على مستوى الاستهلاك في إطار الحق العام، الذين لهم أعمال مرتبطة بتموين من الحق العام في الدفاع، في الأمن، في مسؤوليات في الدولة، مسؤوليات عامة، وقد يتساهل البعض في التعامل مع الممتلكات والمقتنيات العامة: سيارة من الحق العام هي للدولة أو هي للأمة، هي ليست شخصيةً، ليست ملكاً شخصياً، وقد يتعامل بكل استهتار، قد يستهلك زيادة على ما لو استهلكه مما لو كان يدفع من جيبه، هذا كله يدخل تحت هذه التصرفات اللامسؤولة، واللامنضبطة، والمنفلتة، والبعيدة عن الرشد، وعن الحكمة، وعن المسؤولية، وعن الاتزان، {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً}، لربما من أكبر ما يمكن أن يكون رادعاً لكل إنسان بقي فيه ذرةٌ من الإيمان، أن يكون رادعاً له عن التبذير هو هذه الآية المباركة، ما الذي نريده أكثر من ذلك؟ الله يقول: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً}، إذا كنت من المبذرين معناه: أنت من إخوان الشياطين، يعني شيطان، أخو الشيطان شيطان، أنت تتجه في نفس الاتجاه الذي كان عليه الشيطان من الكفر لنعم الله، من عدم التقدير لنعم الله -سبحانه وتعالى- الحالة الإيمانية الصحيحة أن يقدِّر الإنسان نعم الله، أن ينظر إلى ما بيده من مال أو إمكانات أو قدرات إلى أنها نعمة من الله -سبحانه وتعالى- عليه أن يقدِّرها، وأن يشكر الله عليها، وأن يتعامل معها وفيها بمسؤولية، لا يستخدمها في معصية، لا يهدرها في غير منفعة، لا ينفقها في مضرةٍ أو مفسدة، هذه هي الحالة الإيمانية الصحيحة والراشدة والحكيمة والمتزنة للتعامل مع المال؛ أما حالة السفاهة، وحالة العشوائية، والحماقة، وانعدام الحكمة، وانعدام الرشد والتوازن هي التصرف العبثي اللامنضبط واللامسؤول.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
من المحاضرة العاشرة
التبذير وآثاره السلبية على كل المستويات
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة العاشرة
مايو 20, 2019م