يعتبر الشّعار مهماً جدّاً في تنمية السّخط في نفوس المسلمين, وتعريفهم بأعدائهم, ودفعهم لتبنّي المواقف الحكيمة والصّحيحة في مواجهتهم, كما أنّ له دوره وأثره الكبير في جمع كلمة المسلمين, وتوحيد صفوفهم, ويسهم إسهاماً فاعلاً في بناء الأمّة ثقافيّاً, وعلميّاً, واقتصاديّاً, وهذا هو ما يعمل اليهود والأمريكيّون على تفاديه, ويدفعون المليارات من الدّولارات لمسحه وإزالته من نفوس النّاس, يقول السّيد: (ما هو هذا الأثر؟ السخط، السخط الذي يتفاداه اليهود بكل ما يمكن، السخط الذي يعمل اليهود على أن يكون الآخرون من أبناء الإسلام هم البديل الذي يقوم بالعمل عنهم في مواجهة أبناء الإسلام، يتفادون أن يوجد في أنفسنا سخط عليهم، ليتركوا هذا الزعيم وهذا الرئيس وذلك الملك وذلك المسئول وتلك الأحزاب - كأحزاب المعارضة في الشمال في أفغانستان - تتلقى هي الجفاء، وتتلقى هي السخط، اليهود هم أولئك الذين يدفعون مبالغ كبيرة لبناء مدارس ومراكز صحية, وهكذا ليمسحوا السخط, إنهم يدفعون المليارات من أجل أن يتفادوا السخط في نفوسنا, إنهم يعرفون كم سيكون هذا السخط مكلفا, كم سيكون هذا السخط مخيفا لهم, كم سيكون هذا السخط عاملا مهما في جمع كلمة المسلمين ضدهم, كم سيكون هذا السخط عاملا مهما في بناء الأمة إقتصاديا, وثقافيا, وعلميا, هم ليسوا أغبياء كمثلنا يقولون ماذا نعمل؟ هم يعرفون كل شيء, من خلالهم تستطيع أن تعرف ماذا تعمل إذا كنت لا تعرف القرآن الكريم ماذا تعمل ضدهم؟
والقرآن الكريم هو الذي أخبرنا عنهم، وكيف نعمل ضدهم، فحاوِل أن تعرف جيداً ما يدبره اليهود والنصارى؛ لتلمس في الأخير إلى أين يصل، ولتعرف في الأخير ماذا يمكن أن تعمل) الصرخة في وجه المستكبرين.
ويؤكد السيد على ضرورة الإستمرار في رفع الشعار حتى يترسخ في نفوسنا, ويترسخ في أوساط الشعوب, فيقول: (سنلعن اليهود والنصارى, سنلعن أمريكا وإسرائيل, سنلعن أوليائهم حتى تترسخ في أوساطنا في أوساط الشعوب, في أوساطنا نحن اليمنيين, ومالنا وللآخرين صرخوا أو لم يصرخوا) الصرخة في وجه المستكبرين.
ويؤكّد السّيد على ضرورة التمسّك بشعار الصّرخة في وجه المستكبرين, وأنّه لا يمكن السّماح لوسائل الإعلام, ولا للدّولة, ولا لأحد بأن يعزّز الهزيمة في نفوسنا, وأن يسكتنا عن ترديد هذا الشّعار, ورفع هذه الصّرخة, وأنّه لا يوجد أيّ مبرر لذلك على الإطلاق, فيقول: (لا نسمح لوسائل الإعلام أن تعزز الهزيمة في أنفسنا من خلال ما تعرضه, لا نسمح ولا للدولة لنفسها أن تطلب منا أن نسكت فنسكت, لا يجوز أن نسكت, لا يجوز أن نسكت أمام الله, وليس هناك أي مبرر إطلاقاً, ليس هناك أي مبرر ديني، وأتحدى.. أتحدى من يمكن أن يخلق أيّ مبررٍ ديني في وضعية كهذه للسكوت أمام ما يحصل) الصرخة في وجه المستكبرين.
ويؤكّد السّيد على الصّلابة والاستمرار في هذا الموقف أمام الله, وأمام ديننا, وشعبنا, وأنّه لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن نقبل بمن يروّضنا على السكوت, ويدجنّنا لليهود, فروحيّتنا هي روحيّة جهاديّة لا تقبل بالظّالمين والمستكبرين على الإطلاق, فيقول: (سنصرخ أينما كنا, نحن لا نزال يمنيين, ولا نزال فوق ذلك مسلمين, نحن لا نزال شيعة, نحن لا نزال نحمل روحية أهل البيت التي ما سكتت عن الظالمين, التي لم تسكت يوم انطلق أولئك من علماء السوء من المغفلين الذين لم يفهموا الإسلام فانطلقوا ليدجنوا الأمة للظالمين, فأصبح الظالمون يدجنوننا نحن المسلمين لليهود) الصرخة في وجه المستكبرين.
ويؤكّد السّيد أنّنا في عصر كشف الحقائق, وسقوط الأقنعة, العصر الذي تجلّت فيه الحقائق على أرقى مستوى, لهذا لا يجوز لنا أن نسكت أمام هذه الحقائق والتجلّيات, ويدعو السّيد لأن نكون سبّاقين في إعلان براءتنا من أعداء الله, وإعلان موقفنا من اليهود والنّصارى, وعلينا أن ندعوا الآخرين لأن يصرخوا بهذا الشّعار العظيم, ويرددوه في كلّ جمعة, وفي كلّ اجتماع, حتّى تتبخّر كلّ محاولات تكميم الأفواه, فيقول: (أليس هذا الزمن هو زمن الحقائق؟ أليس هو الزمن الذي تجلى فيه كل شيء؟ ثم أمام الحقائق نسكت؟! ومن يمتلكون الحقائق يسكتون؟! لا يجوز أن نسكت, بل يجب أن نكون سباقين, وأن نطلب من الآخرين أن يصرخوا في كل إجتماع في كل جمعة.. الخطباء, حتى تتبخر كل محاولة لتكميم الأفواه, كل محاولة لأن يسود الصمت ويعيدوا اللحاف من جديد على أعيننا, لقد تجلى في هذا الزمن أن كُشفت الأقنعة عن الكثير، فهل نأتي نحن لنضع الأقنعة على وجوهنا، ونغمض أعيننا بعد أن تجلت الحقائق، وكُشفت الأقنعة عن وجوه الآخرين؟! لا يجوز هذا، لا يجوز) الصرخة في وجه المستكبرين.
ويبيّن السّيد أنّ منطق القوّة, والمواقف القوّيّة هي الّتي ستحقّق للنّاس السّلام, والأمن, والأمان, وإذا كان النّاس يريدون أن يسلموا من شرّ أمريكا, وإسرائيل, واليهود, وعملائهم فليصرخوا جميعاً في وجوههم, فيقول: (إذا كنت تريد أن تسلم أولئك فامش على قاعدتهم هم، هم الذين يقولون: [إذا أردت السلام فاحمل السلاح] هذا مثل أمريكي [إذا أردت السلام فاحمل السلاح].
عرفات ألم يبحث عن السلام؟ هل وجد سلاماً؟ متى فقد السلام؟ ومتى فقد الفلسطينيون السلام؟ يوم القوا بأسلحتهم وانطلقوا على طاولات المفاوضات، مفاوضة بعد مفاوضة، مفاوضات طويلة عريضة ثم بعد فترة تتلاشى كلها وتتبخر. هل حصلوا على سلام؟ إن هذا هو منطق الأمريكيين أنفسهم: [إذا كنت تريد السلام فاحمل السلاح].
إذا كان اليمنيون يريدون أن يسلموا شر أمريكا فليصرخوا جميعا في وجهها, وليتحدوها, وليقولوا ليس هناك إرهاب داخل بلادنا) الصرخة في وجه المستكبرين.
وعندما ننطلق في هذا الشّعار, ونلعن اليهود فهو من منطلق أن نحصّن أنفسنا من شرّ وضلال اليهود, حتّى لا يردّونا بعد إيماننا كافرين, كما قال الله عنهم, يقول السّيد: (عندما نلعن اليهود, اليهود هم متجهون إلى أن يحولونا إلى كفار, فإما أن نلعنهم وإلا فسيحولوننا هم إلى ملعونين عند الله, إذا أليس الأفضل نلنعنهم من قبل, ومن خلال لعننا لهم سنكون نلعنهم كما لعنهم الله ونحصن أنفسنا من ماذا؟ من أن يحولونا إلى كفار, إذا لم تلعنهم سيحولوك إلى كافر يلعنك الله ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً﴾[الأحزاب:64]) سورة البقرة الدرس السادس.
ويعتبر السّيد أنّ رفع الشّعار عملاً دينيّاً في سبيل الله, لا يحمل عنواناً مناطقيّاً, ولا مذهبيّاً, ولا قوميّاً, ولا سياسيّاً, وهذا هو الذي أزعج الأعداء, وأثّر عليهم, يقول السيد: (لاحظ الآن عندما انطلق الناس في هذا الموضوع هذا الشعار الذي يبدو عملا سهلا أزعجهم جدا لأنه عمل ديني, ولأنه في سبيل الله, قال السفير الأمريكي: [إن بلاده لا تريد أن يتحول عداء الشعب العربي إلى عداء ديني] ما هو العداء الديني؟ يعني: لا نريد أن تتحولوا في مواجهتنا تحت عنوان: في سبيل الله. هم عارفون بأنهم سيهزمون في الأخير هم، يعنون: أنه اعملوا لكم عناوين أخرى قولوا: قتالاً من أجل الوطن، أو دفاعاً عن الوطن، أو بعبارات من هذه!) سورة البقرة الدرس العاشر.
وعندما كان المجاهدون يصرخون بالشّعار في الجامع الكبير في صنعاء, ويتعرّضون للاعتقالات والسّجون, ومع ذلك يستمرّون في صمودهم, وترديدهم للصّرخة كلّ أسبوع, يؤكّد السّيد أنّ هذا كلّه بفضل الله, وببركة القرآن الكريم, لأنّه يربّي النّاس على القوّة, والمواقف الصامدة, وعلى الثّبات مهما كانت النّتائج, ويوضّح السّيد أنّ هذا الشّعار يعتبر عملاً كبيراً في مواجهة الأمريكيّين والإسرائيليّين بما يحمله من وعي وثقافة تحصنّ الأمّة من شرّ وخطر أهل الكتاب, لهذا يجب أن نعمل على نشره وتوسيع دائرته, فيقول: (القرآن هو يبني النفوس بتوفيق الله على هذا النحو، أن تظهر مثلاً فئة صادقة، يسجنوا ولا يبالوا، يكبروا، ويسافروا إلى هناك يكبروا، قد أصبح الجامع الكبير أشبه شيء بعبارة عن ميدان، فيما بين الناس، وفيما بين الأمريكيين، مواجهة، هذه المواجهة لها آثار فيما يتعلق بالجوانب النفسية، والجوانب التي يسمونها: الجوانب السياسية، والمعنوية، لو لم تكن مواجهة مسلحة.
هؤلاء يكبرون، وكل جمعة وهم أكثر، وكل جمعة ما توقفت على الرغم من أنهم يسجنون، وكل أسبوع يسجنون عدداً منهم، بلغ في بعض الجمع إلى أن سجنوا ثماني عشر شخصاً، وبعد كل جمعة يكون عندهم خلاص، يمكن أنهم قد نجحوا، أو ربما قد توقفوا، وتضعضعوا، وأيسوا! ورأوهم مكبرين، وسجنوهم، ورأوهم ثاني جمعة مكبرين، وهكذا، وهكذا.. هذا في الأخير يعني: أن هذه أمة صامدة، وأنه هكذا يكون الناس إذا ساروا على هدى الله.
في نفس الوقت، عندما يكون عملهم مثلما نقول دائماً: يجب أن يكون في سبيل الله، وأنه بسبب أننا على هدى الله؛ لأن هذا هو البديل الوحيد أمام الناس، البديل الوحيد أمام الناس، يعطي ثقة للآخرين بأنه متى ما سار الناس على هدى الله سيكونون أقوياء، وسيخاف منهم العدو، وسينتصرون على العدو إذا ساروا على هدى الله.
فالشعار نفسه في حد ذاته عمل كبير، أن نعمل على توسيع دائرته، أن نعمل على نشر ملازم، نعمل نحن [ونتحرك في الساحة] هكذا يحاول واحد على ضوء ما يسمع، وعلى ضوء ما ينزل، يعني: العمل معناه: أن نعمل بالحاصل. هذه هي القضية الصحيحة، يكون عندك استعداد عملي أن تعمل، وتشتغل بما حصل، في المسيرة العملية [نعمل بهدى الله] ولا ندري نحن كيف الخارطة أمامنا لكن عندنا ثقة بالله سبحانه وتعالى أن نسير على هداه، وكيفما كانت النتيجة بالنسبة لنا شخصياً كيفما كانت) سورة البقرة الدرس العاشر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرات السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.