مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------                                             

العنـوان : 

الذين استجابوا لله والرسول

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

التاريخ / الجمعة 

الأخـيـرة من شهر ربيع الأخر 1443هـ

 الموافق : 

/ 2 / 12 / 2021م 

رقــم ( 26 ) لـسـنـة 2021م 

................ ..................... (الخطبة الأولى)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 الْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عِنِ الأبْصَارِ بِالْعِزَّةِ, خالِقٌ لا نَظِيرَ لَهُ، ووَاحَدٌ لا نِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْوَ لَهُ، وَفاطِرٌ لا شَرِيكَ لَهُ، القائلِ في كتابه العزيز: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، ونشهدُ ألَّا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بشيراً للمؤمنين، ونذيراً ومجاهداً ومحارباً للظالمين المجرمين المفسدين، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:

لقد جعل الله دينه أفضل نظام للحياة يستطيع أن يسود المجتمع البشري ويبنيه ويرتقي به، وأفضل نظام يرعى حقوق الإنسان ويحفظ كرامته، ومع ذلك تفضلاً منه تعالى جعل وراء تطبيقه والالتزام به والعمل به: الثواب العظيم والجزاء الكبير وهو الجنة والقرب منه تعالى، وكل الناس في الحياة ـ بما فيهم الأنبياء والأولياء ـ مطلبهم رضوان الله والجنة، ولكن الكثير من الناس يتصور أنه يستطيع أن يصل إلى الجنة من طريق خاصة به، ومن طريق ليست هي الطريق التي سلكها الأنبياء والأولياء والصالحون، وليست هي الطريق التي سلكها النبي محمد صلوات الله عليه وآله، والتي أُمرت الأمة أن تقتدي به، ومشكلة الكثير من الناس أنهم يتصورون بأنهم سيكونون أذكى من رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله، ويريدون أن يصلوا إلى الجنة بدون معاناة وصبر وجهاد وتضحية ومشاق، ويريدون أن يصلوا إلى الجنة بدون أن يفعلوا ما فعله النبي، وهذا التفكير إنما كان بسبب أخطاء وثقافات مغلوطة تراكمت على مدى مئات السنين، والتي جعلت الأمة لا تلتفت إلى كتاب الله الذي يقول: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}، ولا تقتدي برسول الله كما يريد الله بل كما تريد هي، ولو كانت الأمة متمسكة بالنهج الذي حمله النبي لتغير واقعها كما استطاع الإسلام الذي حمله النبي محمد صلوات الله عليه وآله أن يغير من واقع الأمة من الفرقة إلى الوحدة، ومن الذلة إلى العزة.

أيها الأخوة المؤمنون:

إن الله تعالى خلق الإنسان ليسعد في الحياة لا ليشقى، بينما الشيطان وأولياء الشيطان أرادوا للإنسان الشقاء والتعب والمعاناة بمختلف الوسائل التي تبدأ بحرف النفس عن الفطرة التي فطرها الله وتدنيسها وإفسادها، واستهدفوا فكر الإنسان ووعيه بكثير من الأمور التي تجعل الإنسان لا يفهم ولا يميز ولا يدرك حقائق الأمور، ثم حرك الشيطان جنده وأولياءه للعدوان على عباد الله السائرين في نهجه؛ ليظلموا ويفسدوا، ولكن الله جعل في الإسلام ما يحقق للإنسان السعادة في هذه الحياة، وجعل فيه التربية والتزكية للنفس البشرية، والتطهير لها من الرذائل والموبقات، وجعل في الإسلام بصيرةً ونورًا يتبين للإنسان من خلالها كل شيء: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ}، وجعل في الإسلام منهجاً عملياً يفرض الله على الإنسان أن يتحرك وفقه، وجعل أهم فريضة في ذلك المنهج هي: الجهاد، الذي جعله حماية لبقية الفرائض فقال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً} وجعل الجهاد فريضة تحمي الحياة كلها من الشيطان وأوليائه: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}، وفرض الله على المسلمين قتال الكافرين والمعتدين حيث قال: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً}، وأرسل رسوله محمدًا صلوات الله عليه وآله الذي كان معظم اهتمامه وتركيزه هو على

 

الجهاد في سبيل الله وقتال الكافرين: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ}، بل وأمره الله أن يربي الأمة على ذلك: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ}، ولو اكتفى الإنسان بالشعائر العبادية فقط دون الجهاد لما كان مقتدياً بالنبي صلوات الله عليه وآله. 

عباد الله الأكارم:

لأن الجهاد والقتال هو الحل الوحيد مع أولياء الشيطان الذين لا يفقهون غيره دعا الله المؤمنين أن يبيعوا أنفسهم وأموالهم منه على أن يقاتلوا في سبيله فيضمن لهم الجنة فقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، وحينما تشبهت الأمة الإسلامية باليهود الذين قال الله عنهم: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}وتشبثت بالحياة مثلهم؛ ذلت وقُهرت وسيطر عليها اليهود، وقد حكى النبي صلوات الله عليه وآله عما سيحدث في الأمة فقال: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلةٍ نحن يومئذٍ يا رسول الله، قال: أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، يُنزع الوهن من قلوب أعدائكم ويُلقى في قلوبكم، قيل: وما الوهن يا رسول الله، قال: حب الدنيا وكراهية الموت)، وقد عمل الأعداء على أن تسود ثقافة الخوف من الموت في أوساط الأمة حتى لا تجاهد؛ لأن الجهاد هو الشيء الوحيد الذي سيحرر الأمة من أعدائها. 

المؤمنون الأكارم:

رغم كل محاولات الأعداء لإبعاد الأمة عن الجهاد، ومحاربة ثقافة الجهاد، وتشويه الجهاد؛ بقي الجهاد وبقي المجاهدون يحملون الإيمان ويحملون الرجولة التي أرادها الله لأوليائه؛ فكانوا كما قال: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}، وبقي خط الجهاد والتجارة مع الله، وبقيت ثقافة الشهادة في سبيل الله هي التي تحقق للأمة أملاً في التحرر، وتزرع اليأس لدى أعدائها، وهي الثقافة التي جعلت شعبنا الرقم الأصعب أمام أمريكا وإسرائيل وعدوانهم، وأفشلت كل مؤامراتهم.

أيها المؤمنون:

في الأيام القادمة سنستقبل مناسبة ذكرى الشهداء، ذكرى أكثر الناس كرماً وبذلاً وعطاءً، أكثر الناس معرفةً بالله وخوفاً منه ورغبةً في عطائه، أكثر الناس قرباً من الله وطلباً لرضاه وبذلاً في تقواه وحباً وذوباناً في الله، الأولياء الأزكياء الأنقياء، داء الأعداء ورفاق الأنبياء؛ فالشهداء هم الذين قدموا الشهادة لله بدمائهم لا بأقوالهم، قدموا الشهادة لله على حكمته وعزته وقوته وعظمة هداه، قدَّموا الشهادة على عظمة الإسلام وعدم قابليته للهزيمة والانكسار، قدموا الشهادة لله وهم يواجهون بسلاحهم القليل الصغير أعتى أسلحة الطواغيت المتجبرين؛ فهزموها وكسروها وأحرقوا هيبتها، وواجهوا فراعنة هذا الزمن وطغاته فكان لهم الحق في مرافقة موسى وإبراهيم ومحمد وغيرهم من الأنبياء: {فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}، فهم لم يبالوا أن تُسفك دماؤهم وتُزهق أرواحهم ما داموا سيصنعون للأمة عزاً وللدين صرحاً وللمؤمنين كياناً؛ ولأنهم يضحون في سبيل الله الأقوى والأغنى والأكرم قال لهم: {فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، وهم على يقين من مسارهم وعلى بصيرة من أمرهم وعلى وعي من مآلهم، كما قال الإمام علي (عليه السلام): (هم والجنة كمن قد رأوها فهم فيها منعمون) فلم تشدهم وتجذبهم زخارف الدنيا الزائلة والمنتهية، ولم يطمعوا في ذهب ولا فضة ولا دولارات ولا ثروات ولا مناصب؛ ليقينهم بما وراء ذلك من الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، (وهم والنار كمن قد رأوها) فلم يبالوا بطائرات أمريكا وإسرائيل وأذنابهم، ولم يبالوا بالصواريخ والقنابل والدبابات؛ لأن قلوبهم امتلأت بأمثال قوله تعالى عن جهنم: {نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى . تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} وقوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ .

 

كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ}؛ فكيف لمن امتلأ قلبه بالخوف من الله أن يخاف من عبيد مثله لا يمتلكون جنة ولا نارًا، وأقصى ما يمكن أن يفعلوه هو أن ينقلوه من حياة فانية ـ الكل منها راحل عاجلاً أم آجلاً ـ إلى حياة باقية لا تنتهي، في أعظم نعيم وأرقى تكريم: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، وفهموا أن الفرار من الموت لا يمثل نجاة وقد قال الله موبخاً للهاربين من مواجهة العدو خوف الموت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ}؛ فالموت بيد الله وليس بيد سواه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, ونشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أما بعد/ عباد الله:

الشهداء هم أكثر الناس وعياً بالقرآن وتأملاً لآياته وتطبيقاً لتوجيهاته، وهم الذين وعوا قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}؛ فكانوا هم السائرين في ركاب الأنبياء وإن كان بينهم وبين الأنبياء آلاف السنوات، ولذلك حق لهم أن يرافقوهم، وهم من وقفوا أمام قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ}؛ فكانوا هم المستجيبين لله؛ نصرهً له ولدينه ولعباده المستضعفين، ووقفوا أمام قوله تعالى: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}، فكانوا هم الواثقين الصابرين المجسدين لتلك الآيات في أرض الواقع، وحينما شاهدوا الأمة تُظلم وتُقهر وتُستذل وتُقتل على يد أمريكا وإسرائيل في فلسطين والعراق وبورما واليمن وغيرها، وشاهدوا العدو يُضلل الأمة ويدمر مبادئها ويقضي على عزتها وكرامتها، ويسحق قيمها ويمسح حضارتها بل ويقضي على كيانها؛ لم يسكتوا ولم يقعدوا ولم يتخاذلوا، بل تحركوا يواجهون عدوان أمريكا وإسرائيل وأذنابهم بكل صبر وعزم وصمود، وثقة بالله ورغبة في رضاه، ورنَّت في أسماعهم كلمات النبي صلوات الله عليه وآله حين تحزب ضده الأحزاب فنادى: (من يبرز لعمرووله الجنة) فعلموا أن عمرو يمثل الطاغوت، وأنه سيستمر التحزب ضد نهج محمد، وسيستمر الطغاة يبرزون إلى ساحة الأمة، وسيستمر صوت رسول الله يدعو الأمة إلى أن تبرز لكل طاغوت، وها هي أمريكا تبرز، وإسرائيل تبرز، وأذنابهم يبرزون، ولا بد ممن يمثل عليًا (عليه السلام) أن يبرز؛ فكانوا هم من يبرزون لأمريكا وإسرائيل وأذنابهم؛ وكانوا لهم ولأمتهم ولدينهم: الغلبة والعزة والجنة.

المؤمنون الأكارم:

إنّ الحرب التي تشن على اليمن هي حرب أمريكا بكل حقدها وإجرامها، وبصمتُها في كل جريمة؛ فمن واشنطن أُعلن العدوان، ومنذ سبع سنوات وأمريكا تعلن تأييدها ودعمها للعدوان، وتمده بكل أنواع الأسلحة ولا زالت، والطائرات التي ضربت ولا زالت تضرب هي أمريكية، والسلاح الذي قتل أطفالنا ونساءنا هو أمريكي، ومن دمر مصانعنا ومدارسنا وطرقنا وكل بنيتنا التحتية هي أمريكا، ولولا أمريكا لما تجرأت السعودية على إطلاق رصاصة واحدة على اليمن، ولولا أمريكا لتوقف العدوان في غضون أيام، وشهداؤنا واجهوا أمريكا وطغيان أمريكا وطائرات ودبابات وصواريخ أمريكا وسقطوا بسلاح أمريكا؛ فكانوا هم شهداء الإسلام المحمدي والموقف الحق في مواجهة مشاريع أمريكا وإسرائيل في زمن الانبطاح، وعندما نحيي ذكرى الشهداء فإننا بذلك نريد أن تحيا في نفوسنا الإرادة والعزم والاستعداد للتضحية، ونحيي ذكرى الشهداء لنتذكر قداسة القضية وعظمة المشروع الذي ضحوا من أجله.  

عباد الله:

في هذه الذكرى ندعو المغرر بهم والذين لا زالوا في صف العدوان الأمريكي والصهيوني السعودي إلى أن يعودوا إلى رشدهم، وأن لا يبيعوا حياتهم في سبيل أمريكا كما باعها من سبقهم، وأن يتأملوا الواقع الاقتصادي والاجتماعي والأمني الذي أوجده الاحتلال في المحافظات المحتلة، وقد تحقق ما حكاه الله على لسان الحكيمة بلقيس وأكده بقوله: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}، فندعوهم إلى أن يراجعوا حساباتهم مع الله ومع آياته، ومع عروبتهم ونخوتهم ويمنيتهم قبل أن يندموا ولات حين مناص.

 

أيها المؤمنون:

كما أننا نشيد بما قامت به الهيئة العالمة للزكاة من عرس جماعي لـ(7200) عريس وعروس من الفقراء والمستضعفين؛ لما فيه من تحقيق العفة، والبناء للمجتمع الطاهر، وبذلك ندعو كل من وجبت عليه الزكاة إلى إخراج زكاته وتسليمها للهيئة لتصرف في مصارفها التي أرادها الله، وليشارك في مثل هذه الأعمال العظيمة التي ترضي الله تعالى. 

إخوة الإيمان:

إن الإهتمام بالزراعة يعتبر تحضراً وليس تخلفاً كما يزعم أعداؤنا ولكنهم يحاولون ترسيخ هذه الثقافة في أذهاننا حتى نصبح أمة مستضعفة مستهلكة مستوردة لكل احتياجاتها الغذائية بشكل خاص من عند أعدائها ولذا نجدهم هم من أكثر الدول إهتماماً بالزراعة وبتربية المواشي لذا يتوجب علينا أن ننسف محاولاتهم وثقافتهم ونعود جميعاً للإهتمام بالزراعة .

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

 

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

بديـوان عــام الــوزارة.

-----------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر