مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر رمضان 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: ((ختام رمضان وأهمية إحياء يوم القدس العالمي))
التاريخ: 26/ رمضان/ 1445هـ
5/ 4 / 2024م
الرقم: (38)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً:نقاط الجمعة:
1-يجب علينااستغلال ما تبقى من أيام وليالي الشهر والتقرب إلى الله بقضاء حوائج المحتاجين والحفاظ على مكاسب الشهر ومن أهمها التقوى والصلاة وتلاوة القرآن والدعاء والعلاقة بالله وإخراج زكاة الفطر والاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة خصوصا مع انتشار الإسهالات المائية
2-اعتاد شعبنا اليمني مع بقية الأحرار في العالم على إحياء مناسبة يوم القدس العالمي في هذه الجمعة لرفع حالة الوعي وإعلان الجهوزية 
وهي مرحلة استثنائية
3-لقد أثبتت الأحداث جدوائية إحيائنا ليوم القدس حيث وفقنا الله لمواقف أكبر ومساندتنا للأقصى لم تكن من بداية طوفان الأقصى وإنما من بداية المشروع القرآني حيث كانت أولى محاضرات الشهيد القائد هي يوم القدس العالمي
4-مهما كانت الأحداث فإن هناك حتميات ثلاث هي هزيمة العدو وخسارة الموالين له وغلبة المؤمنين الموالين لله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى
5-لن ننسى معاناة إخواننا في غزة وسنخرج اليوم خروجا مليونيا أكثر من الجمع الماضية استجابة لداعي الله ورسوله والمسجد الأقصى والمظلومين في فلسطين.
▪️ثانياً نص الخطبة.
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله، اللهم صل عليه وآله الطاهرين، وارض عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله سبحانه وتعالى القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} فتقوى الله هي غاية الصيام وثمرته، وقد مضى معظم أيام رمضان ولم يبقَ منه إلا القليل جداً فكيف تزودنا من التقوى خلال هذا الشهر؟ وهل صرنا من المتقين؟ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فالمقبولون في رمضان هم المتقون قال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} والجنة {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.
فيجب أن نقيَّم كيف كان إحياؤنا لهذا الشهر المبارك؟ ويجب أن نغتنم الأيام والليالي القادمة حيث بقي لنا بعض ليالي القدر، والليلة القادمة هي ليلة السابع والعشرين من رمضان، وبقي أيضاً الليلة الأخيرة من رمضان التي هي قبل ليلة العيد، وهي الليلة التي يعتق الله فيها مثلما أعتق من اول الشهر الى آخره، وبقي ليلة العيد التي هي ليلة الجائزة، وهي الليلة التي يغفل فيها كثير من الناس.
وهذه الأيام المباركة المتبقية يجب ألا نفوتها أو نضيعها في الأسواق، والقيل والقال، ومتابعة الشاشات والتلفونات، بل يجب أن نعوض ما فاتنا في هذا الشهر بإحياء ما تبقى منه بالعبادة، والإنابة، والتوبة، والدعاء، والإحسان إلى الفقراء والمساكين، والجهاد والمرابطة في سبيل الله سبحانه وتعالى.
عباد الله:
إنّ من أفضل الأعمال الصالحة وأعظم القربات عند الله: قضاء حوائج المحتاجين، والسعي في مُساعدة المسَاكين، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم "من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
والله سبحانه وتعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} ويقول سبحانه: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ} ويقول سبحانه: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ويقول جل شأنه (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ . فَكُّ رَقَبَةٍ . أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ . يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ . أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ).

وفي هذا الشهر الكريم تُضاعف الحسنات، والصدقة تعدل فريضه في أجرها، والفريضة تعدل سبعين فريضة، وهذه الأيام والليالي هي ليالي العتق من النار وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" والصدقة في هذه الأيام مضاعفة، وهي قرضة بيد الله سيردها إليك دون شك ولا ريب قال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} وقال سبحانه: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}.
وقد حثَّ الإسلام على الصدقة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (الصدقة تطفئ غضب الرب)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (الصدقة تدفع سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص) وقال صلى الله عليه وآله: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء).
فيا من تبحث عن رضا الله وعن العتق من النيران.. ستجد ما تبحث عنه في بيوت المساكين، وفي قضاء حوائج المحتاجين، وعندما تسعى لمدّ يد العون للفقراء والمحتاجين، ولا سيما أولئك الذين لا يتم الالتفات إليهم: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}، وقد قال صلى الله عليه آله وسلم: (ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
عباد الله:
هذه الأيام والليالي هي خاتمة رمضان، وهي أشبه بخاتمة عمر الإنسان، والعبرة بالخواتم، فاختموا هذا الشهر بالتضرع والدعاء والإنابة والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى والإقبال عليه.
كما ينبغي أن نجعل من هذه المحطة الرمضانية نقطة تحول في علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى؛ لنسير وفق منهجه، ونطيع أوامره، ونجتنب نواهيه، ولا بد أن نستمر فيما بعد رمضان بالعبادة والطاعة والإنابة، ولذلك قال صلى الله عليه آله وسلم: (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر).
كما أنّ علينا ألا ننسى زكاة الفطر عن كل نفس ومقدارها: (صاع من أي طعام) وهو ما حددته الهيئة العامة للزكاة بمبلغ وقدره (550) ريالاً عن النفس الواحدة لمن يملك قوت عشرة أيام يخرجها الإنسان قبل العيد، وفي يوم العيد، ويستحب أن يكون إخراجها قبل الصلاة فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (أغنوهم في هذا اليوم عن السؤال).
عباد الله:
دعت وزارة الصحة العامة للاهتمام أكثر بالنظافة الشخصية والعامة، وتغطية آنية المياه، والبعد عن المستنقعات؛ للوقاية من الإسهالات المائية التي انتشرت في الفترة الأخيرة بسبب مخالفة ذلك.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

     ▪️الخطبة الثانية▪️
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
اعتاد شعبنا اليمني المسلم العظيم في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام على إحياء يوم القدس العالمي مع بقية أحرار العالم من أجل أن تبقى قضية فلسطين حية في قلوب المسلمين، ومن أجل أن يكون هذا اليوم هو يوم يقظة الشعوب، ومن أجل أن تبقى القضية الفلسطينية حية في قلوب ومشاعر المسلمين وفي نفوسهم، ومن أجل رفع وعي الأمه بقضيتهم المركزية وعدوهم التاريخي الذي حدده الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وهم اليهود.
ويأتي يوم القدس العالمي هذا العام في ظرفٍ استثنائي، ومرحلة خطيرة تمرّ بها الأمة عامة والمسلمون خاصة وقطاع غزة بشكلٍ أخص، وشعبنا يحيي يوم القدس العالمي منذ أول يوم في طوفان الأقصى وفي كل جمعة من كل أسبوع على مدى أكثر من ستة أشهر، لم يكل ولم يمل ولن يتوقف أبداً حتى يتوقف العدوان والحصار على قطاع غزة وكل فلسطين.
أيها المؤمنون:
لقد أثبتت الأيام والأحداث جدوائية وصوابية إحياء يوم القدس العالمي، حيث أنّ إحياء شعبنا له في السنوات السابقة خلق وعياً عالياً بالقضية الفلسطينية، ووفقنا الله معه لأن نرتقي لمواقف أكبر، وها نحن نشاهد أنّ مَن كان ينادي بإحياء هذا اليوم هو من صدق في موقفه مع غزة وفلسطين، ومن كان يقلل من أهمية إحياء يوم القدس العالمي أو لا يحييه أو يحارب إحياءه، شاهدناهم وهم يتفرجون على قطاع غزة وأهلها يُذبحون من الوريد إلى الوريد والله المستعان.

أما شعبنا اليمني فالقضية الفلسطينية حاضرةٌ في كل اهتماماته، وقد أعز الله شعبنا وهداه بالمسيرة القرآنية المباركة وقيادتها الإيمانية التي أنعم الله بها علينا بدءاً بالشهيد القائد الذي كانت أولى محاضراته هي: (يوم القدس العالمي)، ولولا هذه المسيرة لَمَا كان لنا هذه المواقف المشرفة؛ فالقضية الفلسطينية حاضرةٌ في شعار البراءة، وفي سلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، مما يعني أنّ هناك صحوة مبكرة، وأنّ هناك أصالةً وسبقًا في الاهتمام بالقضية الفلسطينية ليس من بداية طوفان الأقصى وإنما من بداية المشروع القرآني، وما جاء موقفنا في طوفان الأقصى إلا تصديقًا لتلك المبادئ والقيم، وتجسيدًا لذلك الوعي والإيمان، وتتويجًا للمواقف الأولى، والعجب هو ممن يشاهد تلك الأحداث والمتغيرات والمواقف ولم يسجل موقفا؛ فلم يقاطع، ولم يرفع شعار البراءة من الأعداء، ولم يحضر مسيرة، ولم يتبرع لأهل غزة أو للقوة الصاروخية.
عباد الله:
إنّ إحياء يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان هو: عبادة لله وممارسة جهادية، وإنّ الحضور في ساحات المظاهرات والمسيرات اليوم هو من الجهاد في سبيل الله، ولا سيما في هذه المرحلة الخطيرة، وفي ظل هذا التخاذل الكبير لأهل غزة وفلسطين من قبل القريب والبعيد.
وها هو رمضان يوشك أن يكتمل، والعدو ما يزال يرتكب مجازره وجرائمه بكل صلف ووحشية، وبدون مراعاة لحرمة طفل أو امرأة، وأهل غزة في هذا الشهر الكريم يفطرون بدمائهم، ويتقربون إلى الله بإشلاء أطفالهم ونسائهم وأطلال منازلهم المدمرة في ظل صمت لأكثر من ملياري مسلم، ولم يبق لهم بعد الله إلا أنتم يا شعب الإيمان والحكمة؛ فيجب أن نخرج اليوم، فهذا يوم من أيام الله، والحضور فيه من الجهاد في سبيل الله، وإذا كان الشعب يخرج بالملايين في كل جمعة منذ بداية طوفان الأقصى فإنّ جمعة اليوم هي يوم القدس العالمي، وسيخرج المسلمون الأحرار في كثير من دول العالم؛ فيجب أن يكون خروجنا اليوم بإذن الله لا يساويه أي شعب آخر، ولا بد أن نخرج أكثر من أي جمعة سابقة، وأن نوصل صوتنا لأهل غزة وفلسطين بأننا لم ولن نخذلهم، وسنثبت للعالم أجمع أننا شعب الإيمان والحكمة، وسنؤكد لرسول الله صلوات الله عليه آله أننا على خط جدنا الأنصار الذين ناصروه وناصروا الدين في بدايته وسننصره في خاتمته بإذن الله، وسنقول لرسول الله صلوات الله عليه آله وسلم أنّ بركات دعائه لأهل اليمن عندما قال: (اللهم بارك في يمننا وشامنا) لا تزال تؤدي ثمارها ونلمس بركاتها، وأنّ ظنه فينا لن يخيب إن شاء الله، ولعل الله يريه منا ما تقرّ به عينه.
أيها المؤمنون:
ومهما كانت المستجدات والتطورات في هذه المعركة فإن هناك ثلاث حتميات وقضايا محسومة لا يمكن أن تتبدل لأنها سنن إلهية:
الحتمية الأولى: هي هزيمة العدو الإسرائيلي والأمريكي ومن وراءهم من اليهود والصهاينة، وهذا وعد الله الذي لا يخلف وعده قال سبحانه وتعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}، وكلما زاد إجرامهم وطغيانهم فانهم يستعجلون العقوبة من الله وحلول الهزيمة بهم؛ لأن النهاية الحتمية لهذا الإفساد وهذا الطغيان والإجرام هو السقوط والهزيمة قال تعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}.
أما الحتمية الثانية: فهي خسارة وخيبة آمال المنافقين والمطبعين والذين في قلوبهم مرض الذين ظنوا أنهم سيسلمون وستسلم لهم عروشهم بموالاة اليهود، بينما القرآن الكريم يؤكد لنا أن تصوراتهم خاطئة، وأنّ رهاناتهم فاشلة، وأنّ النتائج ستكون عكس ما يتوقعون قال سبحانه وتعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
أما الحتمية الثالثة: فهي نصر الله للمجاهدين، وغلبة المؤمنين المتوكلين على الله، الموالين لله ولرسوله وللمؤمنين قال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
فهذه الحتميات الثلاث هي حتميات الصراع ومآلاته مهما كانت المتغيرات والأحداث؛ لأنها وعود الله في القرآن الكريم الذي: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ووعود الله الذي هو على كل شيء قدير: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

عباد الله:
هذا يوم القدس العالمي، هذا يوم فلسطين، هذا يومٌ من أيام الله، ويومٌ من أيام الجهاد في سبيل الله، وفلسطين تناديكم، وغزة تستغيث بالله وبكم، وتستنصر بكم، وتنتظر نصرتكم وصوتكم. 
فندعوكم بدعوة الله، ودعوة رسوله، ودعوة كتابه الكريم، ودعوة الأقصى الشريف، ودعوة القدس وفلسطين، ودعوة أهل غزة المستضعفين المظلومين، ندعوكم إلى الخروج لإحياء يوم القدس العالمي نصرةً للمظلومين، واستنكاراً في وجه الظالمين، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر) وهل هناك سلطان جائر أعظم من أمريكا الإجرامية؟! وقد قال سبحانه وتعالى {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} وهل هناك مستضعفون أكثر من أهل غزة؟!.
ندعوكم للخروج اليوم لإحياء يوم القدس العالمي بما يبرئ ذمتنا أمام الله، ويبيض وجوهنا يوم نلقى الله سبحانه وتعالى.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللَّهُمَّ إِنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الَّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ، ووَفَّقْتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ، حِينَ جَهِلَ الْأَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ، وحُرِمُوا لِشَقَائِهِمْ فَضْلَهُ. أَنْتَ وَلِيُّ مَا آثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وهَدَيْتَنَا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ، وقَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وقِيَامَهُ عَلَى تَقْصِيرٍ، وأَدَّيْنَا فِيهِ قَلِيلًا مِنْ كَثِيرٍ.
اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ إِقْرَاراً بِالْإِسَاءَةِ، واعْتِرَافاً بِالْإِضَاعَةِ، ولَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ، ومِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الِاعْتِذَارِ، فَأْجُرْنَا عَلَى مَا أَصَابَنَا فِيهِ مِنَ التَّفْرِيطِ أَجْراً نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِيهِ، اللَّهُمَّ ومَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِي شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إِثْمٍ، أَوْ وَاقَعْنَا فِيهِ مِنْ ذَنْبٍ، واكْتَسَبْنَا فِيهِ مِنْ خَطِيئَةٍ عَلَى تَعَمُّدٍ مِنَّا، أَوْ عَلَى نِسْيَانٍ ظَلَمْنَا فِيهِ أَنْفُسَنَا، أَوِ انْتَهَكْنَا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنَا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ، واعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ، ولَا تَنْصِبْنَا فِيهِ لِأَعْيُنِ الشَّامِتِينَ، ولَا تَبْسُطْ عَلَيْنَا فِيهِ أَلْسُنَ الطَّاعِنِينَ، واسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً وكَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتِي لَا تَنْفَدُ، وفَضْلِكَ الَّذِي لَا يَنْقُصُ.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر