مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
(تربية الإسلام، وسنة الله في الفرز. )
خطبة الجمعة الثالثة من شهر شوال 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
التاريخ: 17/ شوال/ 1445هـ
26/ 4 / 2024م
الرقم: (42)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً:نقاط خطبة الجمعة
1-الإنسان بفطرته يحب الخير له ولأسرته ويسعى بكل جد لتحقيق ذلك الخير،وهوحمايتهم من مخاطرالضلال والإنحراف
2-أبناؤنافي المرحلةالذهبية لتشكل هدايتهم وسلوكياتهم، وحالة الفراغ خطيرة،وشعبنا بفضل الله لديه مشروع حضاري يملأ الفراغ،وبه يمثل القدوةللشعب المسلم المتحرر من هيمنةالأعداء
3-عملت بعض الأنظمةعلى تغييرالمناهج بما يخدم إسرائيل،بينما يربي العدو أبناءه منذ الطفولةعلى العداوة للعرب والمسلمين، والدورات الصيفيةتأتي على أساس الهويةالإيمانية التحررية
4-للإسلام مشروع حضاري يبني الحياةمن كافةجوانبها والإنسان محمل مسؤولية ذلك،ولا يقتصر وجوده على المعيشة،والغرب الكافر يسعى إلى شطب القيم ومسخ أخلاق البشرية
5-كان من أعظم نعم الله على الأمةهو النبي محمد بما آتاه الله من الكمال البشري والهدى الإلهي الذي أخرج به الأمة من أسوأ واقع إلى أمةرائدة بين الأمم
6-من سنن الله أن يجعل من الأحداث مايغربل ويفرز الناس،والقضية الفلسطينية اليوم تفرز واقع المسلمين بكل تنظيماتهم وتياراتهم بشكل كبير،وسنستمر في المظاهرات نصرةلشعب فلسطين.
........................................
ثانيا:نص الخــطبة
........................................
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله القائل في كتابه الكريم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ندّ له ولا مثيل، ولا خلف لقوله ولا تبديل، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أرسله بأمره صادعاً، وبذكره ناطقاً، فأدى أميناً، ومضى رشيداً، وخلّف فينا راية الحق، من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها زهق، ومن لزمها لحق، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار. 
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه القائل: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).
أيها المؤمنون:
كل إنسان في هذه الحياة هو فطريًا يحب الخير والسلامة والفوز والفلاح لنفسه ولأسرته، ونفسيًا يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم، وعمليًا يدفعه كل ذلك إلى السعي بكل جد للعناية بهم؛ فيكد ويتعب من أجلهم، ولأن المجتمع البشري مترابط فإن الإنسان يتحرك كمسؤولية اجتماعية ليبذل ما في وسعه للعناية بالمجتمع وتقديم ما يفيده؛ ولأن الدين هو دين الفطرة فإننا نجد لهذا الأمر موقعه في الدين، ونجد أنّ من المسؤولية الدينية أن يهتم الإنسان بأسرته وبمن حوله، ولهذا جاء النداء الإلهي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، وقد جعل الله في دينه برنامجًا رائعًا ومميزًا، رواده هم حلقة الوصل بيننا وبين الله من الأنبياء والهداة من أوليائه، وهم رواد العلم والمعرفة والهدى، وهذه الأشياء هي التي يحتاجها الإنسان ليتحرك حركة صحيحة في الحياة، ومن هنا ندرك أهمية الدورات الصيفية التي تتجه هذا الاتجاه التربوي والتعليمي.
عباد الله:
العمر فرصة قد تمر سريعًا ولا يدركها الإنسان، والوقت من أعظم نعم الله على الإنسان، وحالة الفراغ خطيرة على الإنسان، وإذا لم يكن لديه أنشطة تربوية موجهة ومضبوطة فإنه سيتجه ليملأ فراغ وقته بطريقة عشوائية قاتلة، وتكون هذه الحالة أخطر على الأبناء في المرحلة العمرية الذهبية التي تشكل هدايتهم وسلوكياتهم ومفاهيمهم حول الحياة وتعاملهم معها، وحينما نجد الكثير من الشعوب المسلمة اليوم في حالة فراغ عن المشروع الحضاري، ونجدها جامدة في نهضتها، ومستسلمة تابعة لأعدائها، فإننا نجد شعبنا اليمني المؤمن بفضل الله لا يعيش حالة الفراغ في المشروع، بل لديه مشروع حضاري منطلق من هويته الإيمانية، وقد أصبح في صدارة الأمة الإسلامية في هذا الزمن، قائدًا ورائدًا، ويجسد القدوة والنموذج للشعوب الحرة، والميزة للدورات الصيفية هي أنها تتجه هذه التوجه.

أيها المؤمنون الأكارم:
الشعوب العربية اليوم تعيش التبيعة الفكرية والثقافية لأعدائها، ومن الأمثلة على ذلك: السعودية والإمارات، الذين عدّلوا مناهجهم الدراسية على ركيزة استرضاء إسرائيل، ومسح كلما يمكن أن يجرح مشاعر اليهود من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، ويعملون وتعمل غيرهم من الدول العربية على غرس عقائد ومعارف وثقافات وعلوم تدجن الجيل الناشئ بأكمله للعدو الإسرائيلي، وهذا من أكبر الظلم للأجيال، ومن أسوأ ما يعملونه هو أنهم يقدمون رضا اليهود على رضا الله، ويحذفون آيات الله لكي يمهدوا للتطبيع مع اليهود، بينما الإسرائيليون لا يغيرون شيئًا في مناهجهم الدراسية، ولا في سياستهم التعليمية القائمة على تربية الأطفال لديهم على العداء الشديد للمسلمين، وتستمر تلك التربية على العداوة والحقد والكره منذ الطفولة وحتى الشيخوخة، وبحمد الله أنّ الدورات الصيفية في بلدنا تأتي على أساس الهوية الإيمانية ونهجها التحرري؛ لأن العنوان والهدف الأول للرسالة الإلهية هو تحرير الإنسان من العبودية لغير الله، وليس هناك مشروع آخر يحقق ذلك سوى المشروع الإلهي، في حين نجد أنّ مشروع الغرب الكافر قائمٌ على تعبيد الإنسان لغير الله، ويمارسون ذلك، ويربون على ذلك، ولديهم الكم الهائل من الانحراف عن مبدأ العبودية لغير الله، ولذا يجب أن يكون مبدأ التحرر من العبودية لغير الله من أول المبادئ التي يجب ترسيخها في المدارس الصيفية، وكذا يجب التركيز على ترسيخ أنّ لدى الإنسان مسؤولية حضارية يقوم بها وفق تعليمات الله في مسيرة حياته، ولم يخلقه الله لكي يأكل ليعيش ويعيش ليأكل؛ فقد استخلفه الله وأهدى إليه التعليمات الإلهية ليقوم بذلك الدور، ومسؤولية المسلمين أن يقدموا للمجتمع البشري النموذج الحضاري الإسلامي الذي يقوم على المبادئ والقيم الإلهية؛ لكي يعمر الأرض ويقيم العدل، ويتم تجسيد القيم والأخلاق، بعيدًا عما نراه في حالة الغرب الكافر، وحضارته الهمجية التي يغلب عليها الإجرام والاستباحة والشطب للقيم والأخلاق، وصولا إلى محاولتهم أن تتحول مسألة الشذوذ الأخلاقي إلى مسألة مقوننة، وسلوكا عاديًا في المجتمع البشري؛ رغم أن البشر جميعا يستنكرونها بفطرتهم.
الإخوة المؤمنون:
المشروع الإلهي مشروع متكامل، يسمو بالإنسان، ولا يحصر مطالبه واحتياجاته في الجانب المعيشي ويهمل الجوانب الأخرى، بل يبني الإنسان في جانب الدين والدنيا، وكلاهما مترابطان، ولو استقام الناس على الدين لاستقامت حياتهم الدنيا والأخرى، ولذا فقد جعل الله تعالى الرسالة الإلهية من أعظم النعم الإلهية على الناس، والمتمثلة في الكتاب والرسول صلى الله عليه وآله فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ. وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، فكانت منَّة الله العظيمة على العرب في مرحلة التاريخ الختامية برسول الله محمد صلى الله عليه وآله؛ لتكون رسالته خلاصة لما قبلها منذ بداية الوجود البشري، وأعطاه الله من الكمال البشري العظيم لأداء مهمته، وأعطاه أعظم كتبه وهو القرآن الكريم الذي حوى من المعارف والهدى إلى الدرجة التي قال عنه: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وبهدى الله وبتعليماته وبكتابه وبوحيه تحرك لتربية وتزكية وتعليم وهداية البشرية، بدءاً بالمجتمع العربي الذي أخرجه بذلك الهدى من واقع الخرافة والانحراف والظلم والتفرقة، إلى مجتمع موحد ومتوحد يتصدر كل الأمم على وجه الأرض، وتتساقط أمامه إمبراطوريات بأكملها، ويتميز بالتعليمات والمبادئ الإلهية، وأصبح الجميع في ذلك الزمن يرى أنه لا نجاة لهم إلا بذلك النور الذي جاء به محمد صلوات الله عليه وآله، ولذا من المؤمل أن ينشأ اليوم جيلٌ واعي حكيم راشد زاكي مؤمن حر عزيز، ويتجه لبناء حضارة إسلامية بتوجه جهادي، جيلٌ يريد أن تكون أمته قوية لا تعتمد على أعدائها، وتحمي نفسها وتنهض بمسؤولياتها المقدسة في أداء مسؤوليتها العالمية، جيلٌ محصن من الحرب الناعمة التي تتحرك بها الصهيونية العالمية وجنودها.
المؤمنون الأكارم:
لقد وصل الحال بالغرب الكافر في بعض الدول الأوروبية إلى أن ينتزعوا أطفال الأسر المسلمة التي تعيش هناك بالقوة، ثم يربونهم على الفساد والكفر والضلال، ووصل بهم الحال أن يربوا الأطفال في المدارس على الشذوذ الجنسي والفساد الأخلاقي؛ لأنهم متخلفون عن الإنسانية، وقد أصبحوا يعيشون حياة بهيمية أسوأ من الحيوانات، وهم بكل وسيلة وأسلوب يستهدفون مجتمعاتنا الإسلامية بحرب ناعمة على المستوى الفكري والثقافي

والمفاهيم والتصورات والمعتقدات، وبأساليب مدروسة تستهدف الشباب والرجال والنساء، ولذا لا بد من معرفة أهمية الدورات الصيفية، ولا بد من الاهتمام بها، والدفع بالأبناء إليها، والمشاركة فيها لكل من لديه القدرة التعليمية، وتشجيعها، وعدم التأثر بشائعات الأعداء تجاهها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
    🔹الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
من السنن الإلهية التي تجري في واقع الحياة هي: أنّ الله تعالى يجعل من الأحداث عامل فرز وغربلة وتمييز للناس، وقد جرت في كل زمن أحداث تميز الناس وتفرزهم؛ ففي زمن رسول الله كانت الأحداث تأتي ليكون أعظم ما فيها هو ذلك الفرز؛ ففي غزوة أحد تميز الناس في أرض الواقع إلى مؤمنين صابرين ثابتين، وضعاف إيمان ومنافقين، فقال تعالى عن ذلك: {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ. وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ}{وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}{وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء}، وفي كل هذه الآيات يتبين أنّ الله يريد فرز الناس من خلال الأحداث حتى يتميز الخبيث من الطيب، وفي أحداث غزوة الأحزاب يبرز الفرز الإلهي في الابتلاء للمؤمنين مع رسول الله؛ فيقول تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً}، وتبين تلك الأحداث المنافقين ويظهرون بمواقفهم المرجفة والمكذبة بوعود الله ورسوله بالنصر: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً}، ويتميز ضعاف الإيمان الذين تؤثر فيهم أراجيف المنافقين التي جعلتهم يتهربون عن الجهاد: {وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً}، ويتميز المؤمنون بثباتهم رغم صعوبة الأحداث: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}، وكما جرت سنة الله في الفرز والتمييز لمن قبلنا فستبقى جارية في زمننا هذا، واليوم ها نحن نشاهد الأحداث في غزة قد فرزت المسلمين بين من يستشعر المسؤولية فيدفعه ضميره وإنسانيته وإيمانه ليتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني وعلى رأس أولئك محور الجهاد والمقاومة، وبين متخاذلين متفرجين وهم الدائرة الأوسع في الأمة وعلى رأسهم الأنظمة، وبين متواطئ مع العدو الصهيوني ومساهم معه في عدوانه اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا، والبعض عسكريا، وهذه هي سنة الله في فرز الناس.
عباد الله:
كانت هناك تيارات تدعي الدين والتدين، وعلى رأسها التيار التكفيري الذي تحرك بعشرات الآلاف من المقاتلين تحت عنوان الجهاد؛ فنشروا الفتن الطائفية والمذهبية بين المسلمين، وقتلوا مئات الآلاف من أبناء الأمة، وشوهوا الجهاد، وقطعوا الرؤوس، وسحلوا الجثث، ولكن الأحداث اليوم بينتهم؛ فأين موقفهم مما يحدث من جرائم من قبل اليهود بحق الفلسطينيين والأطفال والنساء؟ ولماذا لا نراهم يتحركون ضد إسرائيل كما رأيناهم تحركوا في العراق وسوريا واليمن وغيرها؟
لم يتحركوا ضد اليهود عسكريًا بالمقاتلين، ولم يتحركوا بالانتحاريين، ولم يتحركوا حتى إعلاميًا ضد العدو الإسرائيلي، أليس ذلك مما يجلي الحقائق للناس؟ ويبين أنهم يدورون مع الأمريكي والإسرائيلي حيثما دار؟ وكم رأينا سابقًا من جهات وشخصيات تحركوا بأنشطة عدائية داخل الأمة، ولكن أين هم اليوم ضد العدو الصهيوني؟ ولماذا سكتوا وجمدوا حتى إعلاميًا؟ أليس ذلك مما يجلي الحقائق للناس؟ 
عباد الله:
إنّ مظلومية الشعب الفلسطيني واضحة وليس فيها لبس، وقضيته عادلة، ومعاناة الفلسطينيين واضحة، وهناك مقدسات الأمة كالمسجد الأقصى، وعلى الأمة مسؤولية دينية إيمانية أخلاقية في نصرة الشعب الفلسطيني الذي هو جزء منها، وأرضه جزء من بلاد المسلمين، وما يحدث اليوم من مواقف متباينة هي في إطار سنة الله في فرز الأمة، ليتبين للناس الإيمان المحمدي الأصيل، والإسلام الذي لا يضر أمريكا ولا إسرائيل لأنه صنيعتها.

ولذلك ندعوكم إلى حضور المسيرات عصر اليوم نصرة لغزة وفلسطين، فانصروهم ينصركم الله، واثبتوا معهم وآزروهم فليس لهم بعد الله إلا أنتم يا شعب الإيمان والحكمة؛ فالحضور في المسيرات هو من الجهاد في سبيل الله، وفيه الأجر الكبير عند الله. 
وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر