مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خـطـبـة الجـمعة الأولى من شهر جمادى الآخرة / 1445ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: ( (سنة الله في النصر))
التاريخ:2/ 6 / 1445ه‍
الموافق:2023/12/15م
الرقم : ( 22)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🎙️أولاً: نقاط الجمعة
1-الحق دائما منتصر والباطل مهما طال الزمن مهزوم فها هو نوح بعد 950 سنة (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر..) كما نصر الله إبراهيم وموسى وهود وصالح وباقي الأنبياء ونبينا محمد
2-الله سبحانه وعد عباده بالنصر عندما يتحركون ويبذلون الأسباب التي بوسعهم (ولينصرن الله من ينصره) 
3-النصر بيد الله ولم يجعل ذلك بيد أحد ولا حتى للملائكة (وما جعله الله إلا بشرى..) ولو كان النصر بيد البشر لكان الحق قد انتهى منذ القدم
4-النصر قد يتأخر ليبتلي الله المؤمنين وليتميز الصادق من الكاذب ولتكشف الحقائق (ما كان الله ليذر المؤمنين..)
5-بيان كم هو الفرق بين موقفنا كشعب يمني مناصر للقضية الفلسطينية والذي يخرج في المظاهرات وبين الذين خذلوا القضية الفلسطينية ومنعوا حتى المظاهرات في الوقت الذي يقيمون حفلات الرقص ومهرجانات حتى للكلاب
6-وقوف شعبنا وقيادته مع فلسطين هو موقف ديني (وإن استنصروكم..) ولو قصرنا في هذا الواجب لتعرضنا للعقوبة من الله والإشادة بعمليات القوات المسلحة والتي كان من آخرها استهداف السفينة النرويجية التي تدعم إسرائيل..
➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: نص الخطبة 
       بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين ولي المؤمنين وناصر المستضعفين ومذل المستكبرين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الغالب على أمره، والقاهر فوق عباده، والفعال لما يريد، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله بأمره صادعًا وبذكره ناطقًا، أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فصلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين. 
أما بعد/ أيها المؤمنون:
لقد سجّل القرآن الكريم في ثناياه نماذج من صراع الحق والباطل؛ ليكون في ذلك عبرة وعظة لأهل الحق عن كيف يكون الصراع؟ وكيف تكون نتائجه في الدنيا والآخرة؟ وقد أكدت الآيات القرآنية في أكثر من سورة وقصة أنّ: (الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ) (أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) كما أكدت الآيات القرآنية أنّ المجرمين والظالمين والمستكبرين عاقبتهم الهلاك والهزيمة والخسران، وأنه لا يمكن أن تتحقق لهم أهدافهم وآمالهم مهما كان إجرامهم، ومهما كانت إمكاناتهم، ومهما كانت المتغيرات والمستجدات، ومهما طال الزمن؛ ففي كل جولات الصراع بين الحق والباطل يُهزم الباطل وتفشل مشاريعه؛ فهذا نبي الله نوح عليه السلام بعد صراع مع المستكبرين من قومه لحوالي ألف سنة إلا خمسين عامًا رأينا كيف كانت النهاية (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ . فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ . وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) فكانت العاقبة هي نجاته هو والمؤمنين وهلاك أهل الباطل، وهذا نبي الله موسى بعد صراع طويل وإجرام كبير من قبل فرعون وجنوده كانت النتيجة هلاك الطغاة والمجرمين واستخلاف المستضعفين، وهكذا نبي الله لوط وقومه، ونبي الله هود وقوم عاد، وهكذا في قصة طالوت وقومه مع جالوت وجنوده عندما التقى الفريقان وتراجع ضعاف الإيمان من أصحاب طالوت الذين (قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ) وهكذا مع سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله في يوم بدر وبعد استضعاف ونداء لأكثر من ثلاث عشرة سنة جاء النصر وهم قليل كما قال الله سبحانه: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) وهكذا يوم الأحزاب وقد حشد الأعداء كل إمكاناتهم وظنوا أنهم سيقضون على دولة الإسلام كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ

جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا . إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا . هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا).
أيها المؤمنون:
إنّ الله سبحانه وعد عباده بالنصر عندما يتحركون ويبذلون الأسباب التي بوسعهم كما قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) وقال سبحانه: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ) وقال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) وقال سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وقال تعالى: (يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) وقال سبحانه: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) وهذه الوعود الإلهية وراءها الله الذي هو على كل شيء قدير، وبقية الخلق هم ضعاف أمام قوة الله القاهر: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) وقد قال لأهل الباطل في كتابه: (وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ) (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) وقال سبحانه وتعالى للمرتابين في نصره وفرجه: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ).
عباد الله:
إنّ النصر هو أمر حصري بيد الله وحده، ولم يجعل لأحد فيه صلاحية ولا تدخلا حتى للأنبياء عليهم السلام، وحتى الملائكة ليس بيدهم النصر كما قال سبحانه عندما أنزل الملائكة مع الرسول صلى الله عليه وآله يوم بدر: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) فإذا لم يجعل النصر بيد الملائكة فهل سيجعله سبحانه بيد الكفار وأمريكا؟! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وقد جعل الله النصر بيده ليستجيب المؤمنون لدعوته بالجهاد وهم واثقون أنه معهم مهما كانت الفوارق في الإمكانات والعتاد فيكونون متوكلين عليه: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) وقد جعل الله النصر مظهرًا من مظاهر ألوهيته وقدرته وجبروته حتى لا يستعبد العباد بعضهم بعضا، وأمر عباده بالجهاد حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله وكما قال سبحانه: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) وقد وعد عباده بالنصر إن تحركوا كما قال سبحانه: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) ولا يمكن أن يترك سبحانه عباده لوحدهم ولا أن يترك أهل الباطل ليحققوا أهدافهم قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) (وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا) (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا).
عباد الله:
لوكان النصر بيد البشر لكان الحق قد انتهى وانمحى منذ القِدم ولكنّ النصر بيد الله ينصر من يشاء، ولوكان النصر يُصنع في المصانع لكان الأعداء قد استطاعوا صناعته بما أُوتوا من إمكانات، ولو كان يُباع في الأسواق لكانوا قد اشتروه بأموالهم؛ فالنصر لا تحققه الجيوش، ولا يُشترى بالأموال، وإنما هو بيد الله، والإيمان بهذا الأمر هو من الإيمان بالله الذي قال عن نفسه: (بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ)، وهو من الإيمان بالغيب الذي يتصف به المؤمنون؛ لأن الإيمان بالنصر يكون قبل وقوعه وهو في عالم الغيب، أما بعد حصوله فلا فضل للإنسان في الإيمان به؛ لأنه عند ذلك سيؤمن به المسلم والكافر، ولحكمة الله سبحانه في الابتلاء فإنه لا يأتي النصر إلا بعد اكتمال الفرز والتمييز قال تعالى: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ

لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ)، وقد حدد القرآن موعد النصر عندما تشتد الأمور ويضيق الخناق ويكتمل الفرز كما قال سبحانه: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) وقال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) وقال سبحانه: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) والنصر قد لا يأتي في الأيام الأولى للمواجهة وإنما قد يتأخر لتُكتشف حقائق الناس ومواقفهم، وليظهر كل واحد على حقيقته، ثم يأتي نصر الله كجزاء للمؤمنين على ثباتهم وصدقهم.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
   🎙️.( الخطبة الثانية)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين. 
أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:
لقد وقف شعبنا اليمني المؤمن وقيادته المباركة مع المسلمين في فلسطين انطلاقًا من واجبنا الديني أمام الله سبحانه وتعالى القائل: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) والقائل سبحانه: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ) وامتثالًا لقول الرسول صلوات الله عليه وآله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وقول الرسول صلوات الله عليه وآله: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) وقوله صلوات الله عليه وآله: (ما من امرئ مسلم يخذل امرأً مسلمًا في موطن تُنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موضع يحب نصرته) فموقفنا المناصر لفلسطين هو واجب ديني كوجوب الصلاة والصيام، ولو فرطنا فيه لعذبنا الله  على ذلك كما قال سبحانه (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) وقال تعالى: (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ) وقال سبحانه: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) وهذا هو الموقف الطبيعي لنا كأمة مسلمة، والموقف الغير طبيعي والغير إنساني هو حالة التخاذل الذي نرى عليه بقية الأنظمة والحكومات التي تتفرج على اليهود وهم يرتكبون المجازر بحق المسلمين في غزة وكأنه لا وجود لعرب ولا لمسلمين، بينما نحن في يمن الإيمان نحمد الله على نعمة القيادة الإيمانية التي وقفت بنا هذه المواقف التي تبيض الوجه وتُبرئ الذمة وتدفع عنا سخط الله وعذابه يوم القيامة؛ لأن الله لا شك سيسألنا يوم القيامة عما قدمنا للمظلومين في غزة، ولولا قيادتنا الإيمانية وشعبنا المجاهد الذي أيّد وبارك هذه المواقف؛ لما كان لنا ذلك، وقد شاهدنا كيف استطاع شعبنا أن يدعم غزة، وأن يمنع كل السفن من أي دولة كانت من إيصال الدعم إلى الصهاينة، وحينما تمادت السفينة النرويجية تم استهدافها في عرض البحر، وكل ذلك كان بعد أن افتضحت أمريكا باستخدام الفيتو لمنع وقف العدوان على غزة؛ لتسقط شعارات أمريكا باسم حقوق الإنسان وحقوق المرأة والسلام والحريات أمام فضائحها ودعمها للصهاينة.
أيها المؤمنون:
إننا حينما نشاهد موقف قيادتنا وشعبنا ومواقف الآخرين فإننا نجد مصداق قول المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وقوله (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن)، فكم هو الفرق بين قيادة تحاصر الصهاينة في عرض البحر وبين من يحاصر الفلسطينيين في معبر رفح؟َ! وكم هو الفرق بين من يرسل صواريخه لقصف اليهود وبين من يرسل صواريخه لحماية اليهود ويمنع وصول الصواريخ إليهم؟! وكم هو الفرق بين من يخرج شعبه للتظاهر مع غزة وبين من يجمع شعبه لمسابقة الكلاب؟! وكم هو الفرق بين من يسجل المواقف مع غزه قولا وعملا وبين من يبيع الكلام لفلسطين ويدعم اليهود؟! وكم هو الفرق بين من يتحالف مع أهل غزة وبين من يتآمر مع الصهاينة على أبناء

غزة؟! وكم هو الفرق بين قيادة تدعوا إلى المظاهرات مع غزه وبين قيادات تمنع المظاهرات مع فلسطين؟! وكم هو الفرق بين قيادة ترسل الصواريخ لقتل اليهود وبين قيادة تبيع الغاز للصهاينة وتمنع الدواء والغذاء على غزة؟! وكم هو الفرق بين قيادتنا الإيمانية التي لا تخاف إلا من الله وبين تلك القيادات التي ترتعد فرائصها من أمريكا وإسرائيل؟!.إنما نعيشه أيها المؤمنون هو توفيقٌ من الله وفضلٌ من الله علينا، ولن يحدث لشعبنا إلا كل خير، ومع ذلك نحن مستعدون لكل الخيارات؛ فدماء شعبنا ليست أغلى من دماء الفلسطينيين، والعدوان علينا ليس جديدًا؛ فهو قد شُنّ علينا من قبل تسع سنوات، ومن قبل أن نرسل صاروخا ضد الصهاينة، ولا يوجد ما نخسره إلا آخرتنا التي إن فرطنا في غزة فلن تسلم لنا دنيانا ولا آخرتنا (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ). 
وفي الأخير وفي ظل ما يتعرض له أبناء غزة من مجازر وحشية من قبل قوات الإحتلال الصهيوني الغاصب، جاء قرار الحكومة بمقاطعة البضائع الأمريكية وكذا من منتجات  الشركات الداعمة للكيان الصهيوني وهذه المقاطعة الإقتصادية تعد سلاحاً إستراتيجيا دعاء إليه الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه ) قبل أكثر من عشرين عاماً، وهو ما يتوجب علينا جميعاً التفاعل مع هذا القرار ، وأن نتوجه لشراء المنتجات المحلية ومنها المنتجات الزراعية والصناعات التحويلية من عصائر وبسكويتات وكيك وغيرها، فهناك الكثير من منتجات الأسر اليمنية والتي باتت تتواجد في معظم السوبرات والمحلات التجارية، ومنها ما يتوفر كل خميس في سوق الخميس بميدان التحرير بالعاصمة ،فالمقاطعة الإقتصادية فرصة للتوسع في  الإنتاج المحلي، ومنها القطاع الزراعي والصناعي، فالكل معني والكل مسؤول، فكل ريال تشتري به منتجات أمريكية وصهيونية يتم به شراء رصاصة تقتل مواطن في غزة.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله امتثالًا لقول الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين. اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرّجته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسّرتها يا أرحم الراحمين، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا يا الله على أمريكا وإسرائيل وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في فلسطين، وانصرهم نصرًا عاجلًا يا قوي يا عزيز، اللهم ارحم الشهداء في سبيلك واجزهم عنا خير الجزاء، واشفِ جرحانا، وفرّج عن أسرانا، واكشف عن مصير مفقودينا، وانصر وأيّد واحفظ قائدنا بحفظك.{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}عباد الله:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
--------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر