مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------

خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي القعده 1445ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: (الذكرى السنوية للصرخة) 
التاريخ: 1/ ذي القعده/ 1445هـ 10/5/2024م
الرقم: (44)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً:نقاط الجمعة
1️⃣ تطل علينا ذكرى الصرخة التي شهدت الأحداث بأهميتها وأثرها وهي تجسيد للبراءة التي أمرنا الله بها وقد سجل القرآن الكثير من المواقف في مواجهة الطغاة لأن الدين مواقف ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ) 
2️⃣هتف الشهيد القائد بالشعار من منطلق المسؤولية في مواجهة الهجمة الأمريكية اليهوديةبعد أحداث11سبتمبر وحطم جدارالصمت وهو يحصن الأمة من الاختراق والتجند لصالح العدو
3️⃣الشعار ليس خاصا بمذهب أو دولةبل هو عالمي بعالمية القرآن وعلى كل إنسان أن يتفاعل مع هذا المشروع وأن يبتعدعن العوائق التي تعيقه عن ذلك
4️⃣الصرخة نقلت من هتف بها نقلة نوعيةعلى المستوى النفسي والعملي وتحولت إلى طائرات مسيرة وصواريخ بالستية تقض مضاجع الأعداء وقدفضحت أدعياءالحرية وهاهم يقمعون المظاهرات الطلابيةفي دولهم
5️⃣الاهتمام بالمدارس الصيفية وخروج المظاهرات والإشادة بدور الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة في ضبط الجواسيس الذين باعوا أنفسهم لمن يرتكب المجازر في غزة وخانوا شعبهم لأنه ناصر القدس والحث على الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة فالأمن مسؤولية الجميع.

➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً:خطبة الجمعة:
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله، اللهم صل عليه وآله الطاهرين، وارض عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أوصيكم بتقوى الله سبحانه والعمل بطاعته والاجتناب لمعاصيه والاستعداد للقائه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
أيها المؤمنون:
تطل علينا الذكرى السنوية للصرخة وشعار الحرية وهتاف البراءة وكلمة الحق التي انطلقت قبل أكثر من عقدين من الزمن، وقد أكدت كل هذه السنوات وأحداثها صوابيتها وجدوائيتها وأهميتها وأثرها وفاعليتها، وأنها كانت تجلياً من تجليات الإيمان والحكمة.
وقد كانت الصرخة مثالاً للكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} وكانت نموذجا للقول الثابت: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، كما أنّ الصرخة كانت براءة من أعداء الله كتلك البراءة التي ذكرها الله في سوره التوبة في قوله سبحانه وتعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وقوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}، وكانت بركة من بركات الارتباط بكتاب الله وأهل البيت الذين قال عنهما الرسول صلوات الله عليه وعلى آله: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي ابداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليا الحوض)، كما أنّ الصرخة كانت موقفاً حكيما وموفقاً بتوفيق الله، والمواقف هي التي ترفع صاحبها أو تضعه.
وقد ركزت آيات القرآن الكريم على أنّ الإيمان بدون مواقف صادقة لا قيمة له، قال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا}  وقال جل شأنه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}  وقال جل شانه: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ

رَحِيمٌ . إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
فالإيمان مواقف والدين مواقف، وقد سجل الله موقف نبيه إبراهيم في وجه قومه، قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} ولما اتخذ هذا الموقف استطاع أن يقف موقفاً أكبر وأن يحطم الأصنام، قال تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} وكذلك وقف في وجه الطاغية النمرود كما قال تعالى: {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
وهكذا سجل الله موقف موسى أمام فرعون حين دعاه للإيمان برب العالمين، قال الله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ . قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ . قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ . قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ . قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ . قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ . قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} وهكذا موقف مؤمن آل فرعون، وموقف السحرة أمام فرعون عندما هددهم بالقتل والصلب؛ فحددوا موقفهم: {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}، وهكذا موقف أصحاب الكهف: (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)، وهكذا مواقف الأنبياء عليهم السلام أمام أقوامهم، وموقف الرسول صلوات الله عليه وعلى آله أمام قريش، وموقف الإمام علي (عليه السلام) في بدر وأُحد والأحزاب وخيبر، وموقف الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، ومواقف المصلحين الصادقين عبر التاريخ، وهكذا الصرخة وهتاف الحرية وشعار البراءة كانت ولا تزال وستظل سلاحا وموقفا ضد أكبر باطل في هذا الكون (باطل أمريكا وإسرائيل) فراعنة الزمان وطغاة العصر.
أيها المؤمنون:
لقد كانت الصرخة بدايةً لموقف كبير، وجزءًا من مواقف أخرى رافقتها وتزامنت معها، وجزءًا من مشروع متكامل لبناء الأمة، وهذا الموقف لم يأت صدفة بل جاء من رحم المعاناة ومن منطلق الشعور بالمسؤولية، وذلك عندما أعلنت أمريكا حربها على الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ فجاءت الصرخة والمشروع القرآني ردًا على تلك الهجمة الشرسة، وكانت الصرخة موقف الحق أمام الضلال، وتعكس وعياً سياسياً وشاملاً تجاه الأعداء ومؤامراتهم، وكانت موقفاً مسؤولاً في زمن التفريط والتخاذل، وكانت تحصيناً للأمة من الاختراق والوقوع في العمالة، وكانت حرباً نفسية أقضّت مضاجع الأعداء، وكانت سلاحاً فعالاً في متناول الجميع، وقد فضح هذا الشعارُ الأمريكيين وعملاءهم المتشدقين بحرية التعبير وحرية الرأي والرأي الآخر، حيث لم يطيقوه بل توجهوا لمحاربته.
كما افتضح النظام الأمريكي والدول الأوروبية هذه الأيام في مواجهة الاحتجاجات الطلابية المناصرة لغزة وفلسطين في البلدان التي تزعم أنها مصدرة الحريات وراعية الديمقراطية، حيث يتم الاعتداء بوحشية على المتظاهرين السلميين من الطلاب والطالبات والأكاديميين والأكاديميات.
أيها المؤمنون:
إنّ المتأمل في تاريخ الصرخة وبداياتها وإلى اليوم يرى كيف بدأت، وكيف أصبحت الشعوب اليوم تهتف بها وتصدح بها حناجر الملايين من الجماهير، ويهتف بها الأحرار في الشعوب الأخرى، ونرى الذين حاربوها كيف أصبحت مواقفهم متماهية مع الأمريكيين والصهاينة، وكيف أصبحوا جزءًا من مشروع الأعداء، وكيف أصابهم الخزي وظهروا على حقيقتهم: (صهاينة الهوى والهوية) وجرفتهم الصرخة إلى مزبلة التاريخ.
عباد الله:
إنّ الصرخة هي موقف ديني نابع من القرآن الكريم، وليست شعاراً مذهبياً ولا حزبياً، والمسيرة القرآنية ليست حزباً ولا طائفة ولا مذهباً بل هي مسيرة القرآن ومسيرة الإسلام ومسيرة الهدى والهداة، وكل مسلم معني بأن يتفاعل مع هذا الموقف وهذا المشروع القرآني، وعلينا أن نتسبب لنيل بركة هذا المشروع العظيم والمواقف الكبيرة، وألا نحرم أنفسنا من هذا الخير والهدى والنور بسبب الـتأثر بشائعات الأعداء ودعاياتهم، ومن ينظر إلى المسيرة والشعار على أساس مذهبي أو

حزبي يضع العوائق أمام نفسه، ويحول بينه وبين الاستفادة من هذا الهدى العظيم وهذا المشروع القرآني المبارك، وتعيقه تلك النظرة الضيقة عن المشاركة في المواقف الكبيرة التي يمكن أن تملأ صحيفة حسناته يوم القيامة وتبيض وجهه، ولربما أنّ تلك التصورات المعكوسة والخاطئة سببها: حملات التشويه التي شنها الأعداء ولا يزالون يشنونها للتشويه والتشكيك والسخرية من المواقف التي بتنا نراها اليوم واقعاً، ونراها هي الموقف الأبرز على مستوى الأمة الإسلامية والعالم في نصرة المستضعفين في غزة وفلسطين.
أيها المؤمنون:
إنّ تبني هذا الموقف أهّلَ المؤمنين الذين رفعوا الصرخة لاتخاذ المواقف الكبيرة، وقد شاهدنا كيف أنّ من رفعوا شعار الصرخة أصبحوا اليوم يرفعون الصواريخ المجنحة والبالستية، ويصنعون الطائرات المسيرة، ويقفون أكبر المواقف في وجه أمريكا وإسرائيل، ومن لم يقم بهذا الموقف البسيط لا يمكن أن يرتقي إلى المواقف الكبيرة، وها هو شعبنا اليمني اليوم يقف مواقف العزة، بينما الشعوب الأخرى لا تخرج للتظاهر ولا للتبرع ولا للجهاد ولا للمقاطعة، بل ويحكمها العملاء والخونة.
أيها الأكارم:
إنّ الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نتبرأ من أعداءه، وأنّ نُعد لهم ما نستطيع إعداده في مواجهة المعركة الشاملة: عسكرياً واقتصادياً ونفسياً وسياسياً وإعلامياً وغير ذلك.
وقد رفع هذا الشعارَ عظماءُ البلد ورجالُه الأوفياء وشهداؤه العظماء في جبهات العزة والرجولة، وفوق مدرعات الأعداء، وعند تطهير المواقع، وعند إطلاق الصواريخ والمسيرات تجاه العدو، ورفعه الشعب اليمني في مسيراته المليونية، وكفى بذلك مقنعاً لأن يرفع الإنسان ما رفعه أشرف الناس وأعظمهم قدراً عند الله، وماذا عسى الإنسان أن يقول أمام تكبر أمريكا وغطرستها إلا: (الله أكبر)، وماذا يمكن أن يعبر الإنسان أمام آلة القتل الأمريكية والصهيونية، وأمام حرب الإبادة والمجازر إلا: (الموت لأمريكا - الموت لإسرائيل - اللعنة على اليهود)، وماذا يمكن أن نقول أمام حربهم على الإسلام إلا: (النصر للإسلام).
أيها المؤمنون:
لقد أرشدنا القرآن الكريم في مواجهة اليهود والنصارى إلى عدة مهام وأعمال على المسلمين القيام بها، ومنها: ترسيخ العداوة الشديدة لليهود كما قال سبحانه وتعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ } وقال تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} وقد دعانا الله لعداوتهم كما قال في الشيطان: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} وأمام هذه العداوة يجب الإعداد لهؤلاء الأعداء كما قال سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} وقد علمنا أنّ أبانا آدم وقع في الابتلاء حينما لم يأخذ العداوة بمحمل الجد ولم يتخذ خطوات عملية، قال سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} والعداوة لا بد فيها من مواقف علنية وواضحة.
كما دعانا الله سبحانه وتعالى لإثارة السخط ضدهم والتحريض عليهم كما يفعلون تجاهنا في مواقف عملية عسكرياً واقتصادياً، ودعانا للبراءة من إجرامهم ومواقفهم وحربهم على الله وعلى الإسلام وعلى الأخلاق والفضيلة؛ ولذلك كانت الصرخة بمثابة التحريض عليهم وإعلان السخط ضدهم والبراءة من جرائمهم ومواقفهم، كما أنّ الصرخة تحصن الأمة من الوقوع في فخ العمالة لهم؛ لأن من يرفع شعار البراءة لا يمكن للأعداء أن يطمعوا في استقطابه إلى صفهم لأنه قد حدد موقفاً منهم وأظهر وعياً بمؤامراتهم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.

أما بعد/ أيها المؤمنون:
يجب الاستمرار في دعم الدورات الصيفية من رجال المال والأعمال والموسرين، وتشجيع الأبناء على الاستمرار فيها؛ فأبناؤنا أمانة في أعناقنا، والدورات الصيفية تعلمهم القرآن الكريم وأمور الصلاة والعبادة وثقافة القرآن، وتصنع منهم رجالاً، وتحفظهم من قرناء السوء ومن الفراغ القاتل، وتحصنهم من خطورة التلفونات وخطورة الألعاب الالكترونية المدمرة.
عباد الله:
كما يجب علينا الاستمرار في نصرة المظلومين في قطاع غزة والتضامن معهم حتى ينصرهم الله ويفرج عنهم؛ فالقدس أمانة في أعناقنا، ويتعرض أهل غزة لحرب إبادة وأكبر مجزرة في التاريخ الحديث والمعاصر وهم مسلمون يجب علينا نصرتهم والدفاع عنهم، وقد شاهدنا وسمعنا موقف قيادتنا المشرف في تدشين المرحلة الرابعة من التصعيد إن لم يتوقف العدوان والحصار على غزة وفلسطين،  وإن توقف العدوان والحصار فسنُعد للمعركة الكبرى حتى تحرير كل شبر من فلسطين المحتلة، وهذا هو كلام القائد العظيم المؤمن، كلام الواثق بالله، المؤمن بوعود الله، المتوكل على الله سبحانه وتعالى، الشجاع الذي لا يخشى إلا الله، وقد شاهدنا وسمعنا كلام قواتنا المسلحة، وكيف أصبحت اليمن في ظل القيادة الربانية قوة ضاربة تصل يدها الطولى إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وتقوم بالمهمة التي عجزت عنها جيوش 57 دولة إسلامية؛ لأن قائدنا مؤمن شجاع وشعبنا مجاهد عظيم. 
ولكم أن تقارنوا - وإن كانت المقارنة لا تصح - ولكن لتعرفوا الفرق بين موقف شعبنا وقيادتنا وبين موقف الأنظمة العربية والإسلامية الخانعة والذليلة والمطبعة والعميلة، والتي أحسن موقف فيها هو الذي يقوم بدور الوساطة بين الفلسطينيين والصهاينة، بينما الأمريكي والبريطاني هو من يقود المعركة ويديرها ويدعم الصهاينة.
أما عن موقف النظام السعودي فقد سمعتم وشاهدتم الأخبار أنه في ظل هذه المجازر بحق أهل غزة؛ فإنه سيطبع مع اليهود، وسيعقد معهم صفقة عمالة وخيانة وتطبيع، وفي الحقيقة هم عملاء منذ فترة طويلة ولكن ستظهر الآن إلى العلن، وسيتم فتح سفارات وتجارات واستثمارات وزيارات.
ومثل هذه الخطوة تؤكد أنّ النظام السعودي غير مؤتمن على الحرمين الشريفين وعلى المقدسات؛ فمن يخون المسجد الأقصى ليس أهلاً لولاية مكة والمدينة، قال تعالى: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
وفي الختام:
نشيد بيقظة الأجهزة الأمنية وقواتنا المسلحة الذين تمكنوا من إلقاء القبض على خلية تابعةٍ للأعداء، وفي هذا السياق نحن نتعجب من حال الجواسيس المخزي الذي أوصلهم إلى خدمة الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني الذي يرتكب المجازر في فلسطين؛ فما أقبحهم! وما أسوأ حالهم! حينما يواجهون شعبنا اليمني؛ لأنه تحرك في مناصرة القضية الفلسطينية، وهنا نحن نحث على الجميع على تفعيل الحس الأمني، والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة تخدم أعداء الأمة؛ فالأمن مسؤولية الجميع.
كما يجب علينا أن نقاطع بضائع الأعداء، وأن نحضر في مسيرات اليوم نصرة لغزه وفلسطين حتى يكتب الله النصر بإذنه تعالى، فندعوكم بدعوة الإسلام ودعوة الأخوة في الدين ودعوة المظلومين المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال في غزة للحضور الفاعل بلا مللٍ أو فتور.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
-------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر