مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خـطـبـة الجـمعة الثانية شهر جمادى الآخرة / 1445ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: ( ((مصاديق قرآنية)))
التاريخ: 9/ 6 / 1445ه‍
الموافق: 22/  2023/12م
الرقم : ( 23)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🎙️أولاً: نقاط الجمعة

1-الصراع بين الحق والباطل لم يسلم منه حتى الأنبياء والمؤمنون يكونون ثابتين على الموقف ولديهم الصبر العملي (وكأين من نبي قاتل معه...) وقد تجلى ذلك في المجاهدين في اليمن وفلسطين والعراق ولبنان
2-عندما نقرأ في القرآن الحديث الواسع عن المنافقين كقول الله (بشر المنافقين بأن لهم...) فإننا نجد مصاديق ذلك في الأنظمةالعربية العميلة التي وقفت مع الصهاينة وخذلت شعب غزةوفلسطين
3-موقفنا من القضية الفلسطينيةهو موقف ديني وهوموقف الشعب بكله الذي يخرج في مختلف الساحات ونحن غير مكترثين بتهديدات الأعداء ومن نعم الله علينا أن موقف قيادتنا والجانب الرسمي والشعبي هو موقف واحد وهذا لايتوفر في أي بلد آخر
4-الأحداث كشفت الحقائق وندعو المرتزقة للعودة إلى جادة الصواب حتى لا تلحقهم لعنة الله والتاريخ والأجيال ولا بد من الاستمرار في المظاهرات والمقاطعة والإنفاق لصالح فلسطين والتصنيع الحربي
5-الحذر من استخدام الأسمدة الضارة التي تسبب الأمراض الفتاكة كالسرطان وعلى الجانب الرسمي والمزارعين أن يتقوا الله في حياة المواطنين.
🎙️ ثانياً: نص الخطبة 
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الذي أرسله الله {بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.  
أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ . وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) صدق الله العظيم.
هذه الآيات المباركة سجلها الله سبحانه في كتابه ليبين أنّ مواقف المؤمنين ثابتة وراسخة لا تتزحزح ولا تتراجع، كما بين الله سبحانه أنّ هذه المواقف يسجلها ويسطرها المؤمنون الربيون الذين وصل بهم الإيمان إلى أن ينسبهم الله إليه؛ فهم خاصته، وهم أولياؤه، وهم عباده، وهم صفوته من خلقه، وهذه المواقف حصلت مع الأنبياء عليهم السلام كما قال سبحانه (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ) أي أنه هناك أنبياء كثيرون حصلت لهم هذه المواقف، مما يعني أن الصراع بين الحق والباطل هو سنة من سنن الله الدائمة حتى على  الأنبياء عليهم السلام الذين سطّروا ملاحم البطولة والفداء والثبات والصبر؛ لأن أهل الباطل لم يتركوا حتى للأنبياء حالهم، بل آذوهم واعتدوا عليهم مما جعل الأنبياء عليهم السلام يتحركون للجهاد، وقدموا الشهداء من الربيين؛ فكيف كانت النتيجة؟ هل انهارت معنوياتهم؟ هل تراجعت مواقفهم؟ لا.. وإنما كما قال سبحانه وتعالى: (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) فلم يتطرق إليهم الوهن؛ لأن الوهن هو كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أصابكم الوهن) قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت) فمن هم هؤلاء الذين يصيبهم الوهن؟ هم الغثاء الذين هم كغثاء السيل الذين تتداعى عليهم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، وكأنهم (قصعة فول) لا قيمة لهم ولا غيرة عندهم، أما المؤمنون الربيون فهم كما قال سبحانه: (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) لماذا لم يهنوا؟ لأنهم كما قال الله: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)، وهم كما قال سبحانه لهم: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ

مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ) وهم كما وجههم الله سبحانه: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) فالوهن لا يمكن أن ينالهم لما أصابهم في سبيل الله، لأن ما أصابهم هو في سبيل الله، وقتلاهم في الجنة، وما أصابهم هو ثمن النصر وضريبة الثبات على الموقف، وهو طريقهم الى الانتصار بإذن الله، اما الآخرون فما أصابهم فهو عذاب من الله بأيدي المؤمنين، وفي الآخرة عذاب شديد، وهم مهزومون كما قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).
عباد الله:
هؤلاء الربيون الذين تحدث عنهم القرآن الكريم نراهم اليوم في المجاهدين في فلسطين الذين يقاتلون منذ أكثر من سبعين عامًا ضد الاحتلال الصهيوني ولم ينهزموا ولم تتراجع مواقفهم في الوقت الذي انهزم البعض أمام الهرج والوعيد الإعلامي، وانهزم أمام دعاية وتصريحات الأعداء، أما أولئك الأبطال في فلسطين فقد شاهدنا هذه الآيات الكريمة تتجلى فيهم، وشاهدناها أيضا في مجاهدينا المؤمنين في يمن الإيمان والحكمة، وشاهدناها في المجاهدين في حزب الله في معاركه ضد الصهاينة، وهؤلاء هم الربانيون الذين قال الله عنهم: (وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا) فلم يقبلوا بالظلم، ولم يخضعوا للأعداء، ولم يستكينوا، بل صبروا (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) الذين يصبرون في مقام العمل والتحرك والجهاد الذي عاقبته النصر؛ لأن النصر صبر ساعة، ومن صبر ظفر: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) ومع الصبر لا تضر مؤامرات الأعداء كما قال سبحانه: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) والربانيون أيضا هم على درجة عالية من الورع والحذر من الذنوب والوقاية من الحرام والخطأ والتفريط؛ ولذلك فإن أكبر ما يخافون منه هي الذنوب؛ لأن العدو قضيته محسومة، والخطر الحقيقي هو في ذنوبنا وتقصيرنا؛ ولذلك سجل الله سبحانه عن الربيين دعاءهم الذي كان أكثر ما تلهج به ألسنتهم، وأكثر ما تردده أفواههم طيلة الوقت في صورة تعكس وعيهم وزكاءهم كما وصفهم سبحانه: (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) فنصروا الله من أنفسهم بالتوبة من الذنوب، وطلبوا من الله المسامحة على ما قد يصدر منهم بدون قصد ولا إصرار، وطلبوا منه سبحانه النصر على الأعداء؛ فكيف كانت النتيجة؟ ولمن كانت العاقبة؟ ومَن الذين انتصروا في نهاية المطاف؟ قال سبحانه (فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا) ومن ثواب الدنيا: النصر، (فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
عباد الله:
عندما نقرأ في القرآن الكريم الحديث الواسع عن المنافقين؛ فأين نجدهم اليوم؟ وحينما نقرأ قول الله سبحانه: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) فأين نجد هذه الآية؟ وأين هي مصاديقها؟ أليست تصدق على أمثال أنظمة العمالة والخيانة الذين يغلقون معبر رفح، والذين يمدون اليهود بجسر جوي وجسر بري يمر عبر الإمارات والسعودية والأردن، والذين يشكلون تحالفًا لحماية اقتصاد اليهود وحماية سفنهم ولا يهمهم حماية أطفال ونساء فلسطين، ويضغطون لفك الحصار عن السفن الإسرائيلية ولا يتحدثون عن فك الحصار عن أهل غزة المظلومين، وها هو النظام السعودي يوقف مهرجان الرقص حدادًا على أمير الكويت ولا يوقف الرقص واللعب بالكلاب حدادًا على آلاف الشهداء والأطفال والنساء الذين يُقتلون في غزة وفلسطين.
ونحن عندما نقرأ قول الله سبحانه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) وكذلك قوله سبحانه: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) فإنّ هذه الآيات حينما نرى إليها ونتأمل في الواقع فإننا نجد تطابقا بينها وبين هذه الأنظمة التي تقف إلى جانب اليهود ضد

إخوانهم المسلمين وضد أبناء أمتهم؛ فهم بذلك يعتبرون منافقين، وهم من قال الله عنهم: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ)، وهم من جعلهم الله في الدرك الأسفل من النار؛ فهل عرفناهم كما عرّفنا الله سبحانه وكما عرّفتنا الأحداث؟ قال سبحانه: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
🎙️الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أيها المؤمنون:
نحمد الله سبحانه الذي شرف شعبنا بالقيادة الإيمانية وبالمواقف العظيمة الإيمانية التي يصدق بها على شعبنا قوله سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) وهذه المواقف هي واجب ديني علينا لا فضل لنا ولا منة على أحد، وإنما نحن بهذا الموقف نرضي ربنا وندفع عنا سخطه وعذابه؛ فلو تفرجنا على الصهاينة وهم يذبحون المسلمين كما تفرج المنافقون لعذبنا الله سبحانه في الدنيا والآخرة كما قال: (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) فهذا الموقف ليس ورطة، وإنما الورطة هي التورط بدماء الفلسطينيين يوم القيامة عندما نتخاذل فيسألنا الله عنهم، وهذا الموقف ليس اجتهادا من رؤوسنا وإنما هو امتثالٌ لأوامر الله الذي: المُلك مُلكه، والأمر أمره، والخلق خلقه، والقوة قوته، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}، {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} وهو مالك الكون والباقون عباد مقهورون، وإنّ موقفنا هذا هو موقف كل الشعب اليمني الذي خرج منذ اليوم الأول من عدوان الصهاينة على الفلسطينيين، والذي خرج في كل المحافظات وآخرها يوم الجمعة الماضية في ميدان السبعين بذلك الخروج المهيب؛ فهو موقف شعبنا بكله، والقيادة هي من هذا الشعب، والقوات المسلحة هي من أبناء هذا الشعب الذي تجلّى فيه الإيمان والحكمة، بخلاف دول العالم التي تعتبر الحكومات تظاهرات الشعوب ضدها، ويعتبرون الشعب دائما معارضة، بينما في يمن الإيمان والحكمة يخرج الشعب ليطالب القيادة؛ فتقوم القيادة لتلبية مطالب الشعب، وتخرج القيادة لتطلب من الشعب موقفا؛ فيخرج الشعب ليلبي القيادة الإيمانية في صورة تعكس الإيمان والحكمة وعظمة شعبنا وقائدنا المؤمن الشجاع الذي رفع اسم اليمن عاليًا في الدنيا والآخرة، وبين الأمم والحضارات والشعوب؛ فهذا هو الموقف والقائد الذي يليق باليمن، وهذا هو اليمن الذي يليق بالأمة والتاريخ.
أيها المؤمنون:
إنّ العالم الإسلامي اليوم أمام فرصة تاريخية لإزالة إسرائيل، وما يحصل الآن هو بداية فعلية للزوال النهائي؛ فهناك مئات الآلاف من الصهاينة غادروا بشكلٍ نهائي من الكيان المؤقت، وهناك من مزقوا جوازاتهم، وهناك من المؤرخين الصهاينة من تنبؤوا بالخراب الثالث حيث ذكروا أنّ الخراب الأول والثاني لم تدم فيه دولة اليهود لأكثر من ثمانين عامًا، وهاهم اليوم يقتربون من الزوال ويظهر عجزهم؛ فبالرغم أن الكيان المؤقت لديه ترسانة من الأسلحة المتطورة، ورغم الدعم اللامحدود من أكثر دول الكفر وفي مقدمتها أمريكا لكنهم عاجزون عن تحرير أسير واحد، وعاجزون عن القضاء على المقاومة في منطقة جغرافية محدودة، وقد سقطت دعاية الجيش الذي لا يقهر وأصبحت من دعايات الماضي، وسقطت مقولة إسرائيل من البحر إلى النهر، ورغم ما قد ألقاه الصهاينة على غزة من أسلحة تعادل قنابل نووية، ورغم الدمار الذي يفوق دمار ألمانيا في الحرب العالمية، إلا أنهم أمام مجاهدين أبطال ومقاومة شرسة لم يستطع الصهاينة أمامها تحقيق أهدافهم بعد أكثر من شهرين، وها هي تحالفاتهم تتفكك كما تفكك التحالف الذي تحالف علينا، وها هم المجاهدون في غزة واليمن وجنوب لبنان يقومون بأعمال بطولية وأسطورية، ويلقنون الصهاينة دروسا موجعة، ويجعلونهم يدفعون ثمنًا غاليًا. 
عباد الله:
إنّ هذه الأحداث تحمل في طياتها جوانب إيجابية؛ فقد كشفت لنا الكثير من الحقائق والمواقف، وعرّت كثيرًا من الأدعياء والخونة، وكفتنا الكثير من الشرح والتوضيح، وجعلت بعض المغرر بهم يعودون إلى صوابهم، ونقول للباقين من المغرر بهم والملتحقين بصفوف العدوان ومن لديه تواصل بهم أن يقنعهم وينقذهم من الخزي والعار في الدنيا والآخرة، ونقول لهم: أنتم

أمام فرصة كبيرة للعودة إلى جادة الصواب في إطار القضية الفلسطينية؛ حيث أنّ هذا المبرر سيحفظ لكم ماء وجوهكم إن كان لا يزال فيكم بقايا من خير، وكان لكم من الله لطف وعناية، وقد رأيتم من يدعمكم ومن يقود جبهتكم من الإماراتيين والسعوديين يفتحون خطًا بريًا لفك الحصار عن الصهاينة، ويفتحون جسرًا جويًا لدعم الصهاينة، ويتآمرون على غزة ويرقصون على معاناة أبناء غزة وفلسطين؛ فهل يشرفكم أن تكونوا في جبهة تقودها أمريكا وتصب في مصلحة إسرائيل وتدعمها السعودية والإمارات عملاء اليهود؟!
فيجب علينا أن نراجع المغرر بهم وأن نتواصل بهم ليرجعوا إلى جادة الصواب قبل أن تلحقهم لعنة التاريخ وعار الأبد.
عباد الله:
إنّ عمليات قواتنا البحرية في البحر الأحمر والبحر العربي ليست موجهة إلا ضد سفن الصهاينة والسفن التي تحمل الدعم لهم، أما بقية سفن دول العالم فهي آمنة بأمان الله وأمان قواتنا المسلحة، والمطالب المشروعة لشعبنا لفك الحصار عن تلك السفن هو فك الحصار عن غزة وفتح معبر رفح البري ليدخل الدواء والغذاء لأهل غزة المساكين المظلومين، ويمكن لتلك الدول أن تتجنب الدخول في تصعيد بفك الحصار عن المظلومين في غزة، وهذه مطالب مشروعة، وشعبنا اليمني مصرّ عليها وعازم على ذلك، ولا يمكن أن تخيفه تهديدات الأعداء، فماذا عسى أن يفعلوا بعد ما قد فعلوا في عدوانهم لتسع سنوات؟ وقد أصبح شعبنا بفضل الله سبحانه وبفضل القيادة المؤمنة يمتلك أسلحة القوة والردع التي تحمي مياهه وبرّه وجوه، وكما قال سبحانه: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
عباد الله:
إنّ من واجبنا: الاستمرار في المقاطعة الاقتصادية لبضائع الأعداء، وهذا واجب على تجار الجملة والتجزئة وعلى المواطنين المستهلكين، كما إنّ من واجبنا: الاستمرار في فضح الصهاينة والعملاء، والاستمرار في حملات الدعم لأهلنا في فلسطين وللقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والقوات البحرية، وهذا من الجهاد العظيم في سبيل الله، كما أنه يجب علينا الاستمرار في حضور المسيرات تضامنا مع أهلنا في غزة، خصوصًا وأنهم يشعرون بمرارة التخاذل العربي والإسلامي، ولا يخفف مرارتهم ولوعتهم إلا عندما يشاهدون يمن الإيمان؛ فيرون أنه لايزال هناك أمة إسلامية، ولا يزال هناك أوفياء للقدس وفلسطين، وهذا الخروج في المسيرات هو ممارسة جهادية في سبيل الله يُفرح المؤمنين ويغيظ اليهود والكافرين ويفضح ويحرج المطبعين، وكذلك علينا الالتحاق بالدورات العسكرية والجيش الشعبي الذي هو جيش تحرير المسجد الأقصى، وهو الجيش الذي سيكون بإذن الله كما قال سبحانه: (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا) {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا . وَنَرَاهُ قَرِيبًا}.
عباد الله:
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة: أمراض السرطان بسبب استخدام المبيدات الضارة والمهربة والممنوعة والتي بعضها إسرائيلي ويتم تهريبه للداخل لقتل الناس؛ فعلى تجار المبيدات والمزارعين أن يتقوا الله ولا يتحملوا بقتل الناس؛ فيكونوا عند الله قتلة للأبرياء ولا سيما في فصل الشتاء حيث يكثر استخدام هذه المبيدات في رشّ القات وغيره، كما نطالب الأجهزة المختصة بضبط من يبيع هذه المبيدات التي أصبحت فعلا مبيدات بشرية وليست حشرية؛ فالتجارة والزراعة بهذه المبيدات حرامٌ لما تسبب من أمراض السرطان والكبد وغير ذلك، ولا يمكن أن يربح أو يسلم من يستخدمها، والله المستعان.
هذا وأكثروا من ذكر الله ومن الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطاهرين، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد بن عبد الله، وعلى أهل بيته الطاهرين لا سيما من شملهم الكساء (علي وفاطمة والحسن والحسين) وعلى كافة الأنبياء والمرسلين، وملائكة الله أجمعين، ورضي الله عن الصحابة الأخيار المنتجبين. 
اللهم انصر المجاهدين في فلسطين وفي اليمن والعراق ولبنان وفي كل مكان، وثبّت أقدامهم وسدد رميهم واغفر ذنوبهم وأصلح أعمالهم ودبر أمورهم، اللهم عليك بآل سعود ومن ساعدهم، وعليك بأمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم، اللهم شتت شملهم، وفرّق جمعهم، واهزم جندهم، واجعل كيدهم في نحورهم يا رب العالمين، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
--------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر