مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر رجب 1445هـ 
العدوان: (الإيمان والتصديق )
التاريخ: 8/ 7 / 1445ه‍
 الموافق: 2024/1/19
 الرقم : ( 27)

الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليم الخبير، القائل في كتابه الكريم: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، وأشهد أنّ سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله خاتم النبيين، أرسله الله رحمة للعالمين، صلوات عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين. 
 أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
إنّ لكل أمة هوية تتميز بها عن بقية الأمم، ونحن في اليمن هويتنا: الإيمان والحكمة، وهذا الشيء هو أعظم ما يكتسبه الإنسان ويحصل عليه في حياته؛ لأن الإيمان هو العلاقة والرابط بيننا وبين الله سبحانه؛ فهو ربنا ونحن عباده، والحكمة هي الخير الكثير التي قال الله فيها: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} ونحن - بفضل الله - قد شَهِدَ لنا بذلك الرسول المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله عندما قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وهذا وسام على صدور اليمنيين، وتاج على رأس كل يمني؛ لأنها شهادة ممن قال الله عنه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).
أيها المؤمنون:
إنّ الإيمان ليس مجرد دعوى؛ فالله لا يقبل مجرد الادعاء للإيمان، وقد قال سبحانه عن أناس: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} فكذّبهم في ادعائهم بقوله سبحانه: {قالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} وقال عن أناس: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} وهذا النوع من الإيمان غير مقبول عند الله سبحانه، ولا يرضى به، ولا يُنجي صاحبه من عذاب الله يوم القيامة؛ لأن الذي يريده الله سبحانه هو الإيمان الحقيقي الذي هو إيمان التصديق وإيمان اليقين الراسخ الذي قال عن نماذج منه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} وقال عن المؤمنين الحقيقيين: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} وقال عن نوعية عظيمة منهم: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}.
عباد الله:
الإيمان هو التصديق واليقين بالله وبعظمته وبقوته وبجبروته وبملكه وقدرته، والإيمان بوعده ووعيده، وليس مجرد المعلومة والثقافة؛ فكم هناك من أناس يقولون: (الله أكبر) وفي نفوسهم من هو أكبر من الله من الدول كأمريكا مثلا، وكم أناس يعرفون أنّ الله هو القاهر المتجبر المهيمن المتكبر، ولكنهم في واقعهم يرون الدولة الفلانية هي القاهرة والمهيمنة، وكم هناك من أناس يعرفون أنّ الله ينصر المؤمنين ويهزم الكافرين، ولكنها مجرد

معلومة لم تصل الى مرحلة اليقين وفي نفسوهم شك وريب في مسألة أنّ الله سينصر المؤمنين على أمريكا، أو سينصر المؤمنين على الصهاينة في غزة وفلسطين، ولذلك لا يتحرك للجهاد؛ لأنه غير ضامن للنتيجة وغير مصدق بالنصر في النهاية: (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) فالإنسان المؤمن هو الذي يسعى إلى أن يرتقي في إيمانه وزكائه ويقينه وعلاقته بالله القوي المتين كما علّمنا الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دعائه: (اللهم بلغ بإيماننا اكمل الإيمان)؛ لأن الإيمان الكامل هو الذي يؤهل الإنسان للمواقف الكبيرة والقوية، أما الذين يضعون لأنفسهم خطًا معينًا لا يتجاوزونه في إيمانهم فهم الذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا تحت ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن الحقيقي.
أيها المؤمنون:
إنّ الإنسان في إيمانه يتعرض لابتلاءات تبين مصداقيته من عدمها قال سبحانه: {الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} وقال سبحانه: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} فهذه الآيات تبين أنّ على الإنسان المؤمن أن يستعد ويتهيأ للابتلاء والتمحيص الذي سيرفعه الله به عندما يصدق، وبذلك تظهر عظمة المؤمنين في مواقفهم وثباتهم وصدقهم وعزمهم وانحيازهم للحق ومواجهتهم للباطل؛ لأن الصراع بين الحق والباطل لا يمكن أن يتوقف ما دامت الحياة؛ فالإنسان المؤمن يظهر في هذا الصراع واقفا شامخا كالجبال، ولا يزيده الابتلاء إلا عزما وثباتا، ولا يهمه إلا أن يكون في الموقف المحق، أما غير المؤمن فهو يتراجع وينهزم ويستسلم ويضعف ويتراجع: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ}. 
أيها المؤمنون:
إنّ اليهود والكافرين يعرفون أّن نقطة قوتنا هي في إيماننا، وأنّ الله لن ينصرنا عليهم إلا  بإيماننا كما قال سبحانه: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وهم يعرفون أنّ الله لن يكون معنا إلا عند إيماننا كما قال سبحانه وتعالى: {وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} ولذك فإنّ اليهود الكافرين يسعون لنزع نقطة قوتنا منا، وفصلنا عن إيماننا وسلخنا عنه؛ لكي يتمكنوا من هزيمتنا حين لا يكون الله معنا كما قال سبحانه محذرًا لنا منهم ومبينًا لنا مخططاتهم نحونا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} وكما قال سبحانه: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} وكما قال سبحانه: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء}  ولذلك يستخدم الكفار هذه الأيام وسائل الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التي أنشؤوها لنشر الفساد الأخلاقي وتدنيس النفوس عبر القنوات والتلفونات، ومن خلال التطبيقات التي تربي الأطفال والشباب والرجال على العنف والتوحش والقتل، ومن خلال المواقع الإباحية والاختلاط الفوضوي والمراسلات غير الشرعية بين الذكور والإناث، ومن خلال كسر حاجز الحياء ونشر المقاطع الماجنة والصور الخليعة والمواقع المشبوهة التي تدعوا إلى الرذيلة وتحارب الفضيلة، وقد زاد البلاء بسبب التلفونات التي أصبحت في كل جيب، والبعض قد وفّرها في بيته حتى للطفل الصغير وللمرأة المسكينة وللبنت الشابة وللولد المراهق، وأصبح البعض يتأثر ويتعلم من الكفار ثقافتهم، وأصبح بعض الشباب يتشبه بالكافرين في ملابسهم وحلاقتهم، ويستهلك كل ما يأتي منهم، وهم يسعون لنشر الفاحشة الشنيعة والفساد الأخلاقي مما يهدد إيماننا وزكاءنا، وهنا يتحتم على أولياء الأمور وشبابنا الواعي والأمهات المربيات أن نحذر جميعًا من هذا الغزو الذي دخل البيوت والجيوب والعقول، وأن نتصدى له بالوعي والحفاظ على الضوابط والإقلاع عن الإدمان على هذه الأجهزة الهدامة والسلاح الخطير؛ لأن الأعداء إذا تأثرنا بثقافتهم فإنهم سيتمكنون من هزيمتنا والسيطرة علينا، وقد زادت المواد المنحرفة التي يروجونها في هذه الفترة منذ بداية طوفان الأقصى حتى لا نتفاعل مع مظلومية الشعب الفلسطيني، وحتى يكون الواحد منا غارقا في شهواته وانحرافاته، والرسول المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله يقول: (عفوا تعف نساؤكم) ويقول الله سبحانه: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ

ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} والرسول صلوات الله عليه وآله يقول: (المولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه) ويقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

  • الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي العزيز، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار.         
أيها المؤمنون:
لقد تورطت أمريكا وبريطانيا في العدوان على شعب الإيمان والحكمة الذي عرفه التاريخ أنه مقبرة الغزاة، وقد أراد الله سبحانه أن يكون خلاص البشرية من شر أمريكا والغرب المستكبر على يد هذا الشعب المؤمن المجاهد، وهذه سُنة من سنن الله في هلاك المستكبرين أن يكون على يد المستضعفين الواعين، فحينما أراد الله إهلاك فرعون لم يرسل له جيشًا ولا ملكًا قويًا وإنما أرسل إليه طفلا ليربيه ويريه مكر الله وقوته التي يجعلها في أضعف خلقه، وعندما أراد الله إهلاك ثمود أرسل إليهم نبيه صالحًا الذي كانوا يقولون له: {إِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} وهكذا كان فرعون وكبار قومه يقولون: (إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ . وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ) فكان الجواب الإلهي: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} فهلاك أمريكا لن يكون على يد الصين ولا على يد روسيا كما يتصور البعض؛ لأن الله ينصر عباده المؤمنين، ولأن النصر من عنده فهو ينصر عباده المستضعفين كما قال سبحانه: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
أيها المؤمنون:
لقد حاربتنا أمريكا وبريطانيا عبر عملائها ووكلائها منذ فترة طويلة، وكانت تتحاشى أن تواجهنا بنفسها حتى استهلكت كل عملائها ووكلائها؛ فجاءت بعدوانها على اليمن لأنها تريد أن تستمر إسرائيل في جرائمها بدون أن يزعجها أحد أو يعترضها أحد، ولكننا وقفنا هذا الموقف مع أهلنا في غزة وفلسطين استجابة لأمر الله القائل: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}، واستجابة لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (انصر اخاك ظالما أو مظلوما) وقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وقد دفعنا بموقفنا هذا عن أنفسنا سخط الله وعذابه ونقمته والخزي يوم القيامة التي هي الخسارة الكبرى، وبإذن الله أنّ المواجهة مع أمريكا لن تكون أصعب من التي سبقت مع عملائها ومرتزقتها، ولا سيما وهم أحرص الناس على حياة، ولديهم حساباتهم الاقتصادية وغيرها، وأمريكا ليست (إلها)، وليست (على كل شيء قدير)، وأمريكا اليوم هي في أضعف مراحلها، وهي (قشة) يمكن ضربها وهزيمتها، وقد هُزمت في أفغانستان والعراق وفيتنام، فما بالك بـ (يمن الإيمان) الذي - بإذن الله - سيكون خلاص العالم من شرّ أمريكا على يد هذا الشعب المجاهد المؤمن مصداقًا لقول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: (إني لأجد نفس الرحمن من قِبل اليمن) وأمريكا اليوم هي مُثقلة بالديون ومثقلة بالجرائم والفضائح والذنوب التي تؤهلها لأن تُضرب وأن تُهزم، وهي التي تحارب الله بالربا، وتحارب الله بنشر الزنا والفساد الأخلاقي والفاحشة الشنيعة، وهي التي تنشر الفساد الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي والبيولوجي وكل أنواع الفساد في العالم، وكل تلك الجرائم تستحق بها أن تُضرب وأن ينزل عليها عذاب الله القائل: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}. 
عباد الله:
إنّ الواجب علينا اليوم هو التوحد والطاعة للقيادة الإيمانية ولولي الأمر الصادق المؤمن؛ فقد كان يقال لنا في الفترات الماضية عن طاعة ولي الأمر وهو ظالم وعاص لله، أما اليوم فلدينا ولي الأمر الصالح والشرعي الذي يقف بنا المواقف التي تُبرئ ذمتنا يوم القيامة وتبيض وجوهنا في الدنيا والآخرة.

اليوم لدينا ولي أمر صالح وصادق ومجاهد ومؤمن يطيع الله، بينما الآخرون من ولاة الأمر يعصون الله ويطيعون أمريكا، لدينا ولي أمر يُقدم لنا القرآن والهدى، والآخرون لديهم ولاة أمر يضلونهم ويقدمون لهم مسابقات الكلاب ومهرجانات الرقص والدعارة؛ فيجب أن نحمد الله على نعمة ولي الأمر الصالح المؤمن، وأن نلتف حول هذه القيادة الإيمانية، وأن نحذر من مخالفة ولي الأمر والتقصير في نصرته وعدم الاستجابة له؛ لأن ذلك من محبطات الأعمال، قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} كما يجب علينا الوعي أمام مؤامرات الأعداء وشائعاتهم وأزماتهم المفتعلة التي يريدون بها الضغط على شعبنا للتراجع عن موقفه المؤيد لفلسطين فقد قال سبحانه: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}.
أيها المؤمنون:
لقد اتضحت الحقائق بعدوان أمريكا وبريطانيا على شعبنا، ولم يعد هناك مجال لمقولة وشائعة (يمني يقتل يمني) بل يمني يقتل أمريكيا ويهوديا والعكس، ولم يعد هناك مجال لمقولة ودعاية (مسلم يقتل مسلم) بل أصبحت المعركة بين الإسلام والكفر؛ فلا يتعذر أحد كما كان يردد البعض في الفترة الماضية ويقول: أنها فتنة أو صراع على السلطة بل هي معركة بين الحق والباطل، ولتكن الأحداث هذه كفيلة بتعليمنا وتعريفنا بالحق وأهله والباطل وأهله، ولا شك أن من ينصر القدس وفلسطين وغزة ويحارب اليهود هو الحق وأهله، وأنّ من يخذلها ويتآمر عليها هو الباطل بعينه. 
عباد الله:
إنّ من الواجب علينا الاهتمام برفد الجيش الشعبي الذي تشكل لدعم طوفان الأقصى، والواجب رفد الجبهات ودورات ومعسكرات التدريب؛ للاستعداد للجهاد ضد أمريكا؛ فالله قد وعدنا بالنصر عليهم ولكن بشرط: أن نجاهد وأن نضحي وأن نصبر، والنصر حليفنا بإذن الله، وكما انهزم التحالف السعودي الأمريكي الإماراتي في السابق؛ سينهزم التحالف الأمريكي البريطاني، ونحن قد جرّبنا أنهم كلما حاربوا مسيرة شعبنا؛ فإنه كلما تقوينا وتوسعنا أكثر بفضل الله سبحانه، كما يجب علينا الاهتمام والاستمرار في حضور المسيرات بدون كلل أو ملل كلًا في محافظته؛ فالحضور في المسيرات هو من الجهاد في سبيل الله، والذهاب إلى المسيرات كالذهاب إلى الجبهات؛ لأنه يُرعب أمريكا وإسرائيل، وفي حضورها تأكيد على أنّ أمريكا تواجه شعبا بأكمله، وأنّ موقف شعبنا بالكامل هو مع أهلنا في غزة، وأنّ شعبنا خلف قيادته القرآنية: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
ولدينا اليوم مسيرة ينبغي علينا حضورها؛ لأن حضورها يُعتبر مشاركة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
عباد الله: 
في هذا اليوم وأمثاله أكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله امتثالا لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.
ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
--------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر