مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر شعبان 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان (فضل شهر شعبان والأحداث التي فيه)
التاريخ: 6/ 8 / 1445ه‍
الموافق: 2024/2/16م
الرقم : (31)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً: نقاط الجمعة :
1-يجب علينا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان بإحياء شهر شعبان بالتوبة والإقبال على الله وردالمظالم لأهلها وصلة الرحم والإحسان للفقراء والصيام لأيامه والقيام في لياليه ولا سيما الأيام البيض منه وفوق ذلك كله الجهاد والمرابطة في سبيل الله.
2- في شهر شعبان كان اغتيال الأمريكيين للرئيس الشهيد صالح الصماد الذي كان رجل المسؤوليةورغم انشغاله ظل مرتبطا بهدى الله وقدم النموذج على عظمة المدرسة القرآنية التي تخرج منها وأن الإسلام دين ودولة ولم ينهب من مال الشعب ولا فلساً واحداً.
3-في ال11 من فبراير 2015م كان خروج آخرجندي أمريكي من اليمن وكان ذلك من بركات ثورة ال21 من سبتمبر وجميعنا يعرف كيف تدهورت أوضاع البلدفي كل المجالات بسبب التواجد الأمريكي.
4-لثلاثي الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بقيادة اللوبي الصهيوني نقول لن ترهبونا وستذوقون بأسنا وعلاجكم عندنا بإذن الله.
5- من المهم مواصلة دعم القضية الفلسطينية بحضور المظاهرات والفعاليات والدورات والمقاطعة ومباركةعمليات قواتنا المسلحة والالتفاف حول السيد القائد والتفويض له لإتخاذ كافة الخيارات.
➖➖➖➖➖➖➖➖

  • 🔹ثانياً:خطبة الجمعه

الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لا تعجزه ظلمات الليالي، والجبار الذي أرسى الجبال العوالي، لك الحمد في خفق الحياة وبشرها        وفي نبضات الكون وهو يمور
وفي حركات الكائنات وهمسها        وفي عنفوان الأرض حين تـثور
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين.
ربَّاهُ قرِّبْني إليكَ بتوبةٍ           فلقدْ رأيتُ البُعدَ دربًا مُظلِما
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    بلـغ العـلا بـكـمـالـه    كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله    صلوا عليه وآله
اللهم فصل وسلم وبارك وترحم وتحنن عليه وعلى آله الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار.
أما بعد/ عباد الله المؤمنين:
ها هو شهر شعبان المبارك قد دخل علينا، ونسأل الله سبحانه لنا ولكم ولجميع المؤمنين خير هذا الشهر وخير أهله وخير ما فيه وخير ما قبله وخير ما بعده، ونعوذ بالله جميعاً من شرّ هذا الشهر وشر أهله وشر ما فيه وشرما قبله وشر ما بعده.
هذا شهر شعبان الذي سمي بهذا الاسم لأنه يتشعب فيه الخير، أي: يكثر وتكثر أعمال المؤمن الخيرية فيه، وهو الشهر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي"، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر من الصيام فيه، ولم يكن هناك شهر من الشهور يصوم فيه رسول الله  غير شهر رمضان أكثر مما كان يصوم في شهر شعبان، وهذا الشهر المبارك هو بشير رمضان المبارك، فما هي إلا أيام معدودات، إلا ودخل علينا شهر الصيام والقيام والذكر والقرآن، ولذلك يجب علينا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان بإحياء شهر شعبان بالعبادة والذكر والإقبال على الله سبحانه وتعالى، والإحسان والمواساة للفقراء والمساكين، وبالصيام لأيامه والقيام في لياليه، ولا سيما الأيام البيض في هذا الشهر (الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر منه)؛ فهي أيام مباركة، وكذلك يومي الإثنين والخميس فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يصومها من كل أسبوع.
وكذلك إحياء ليلة النصف من شعبان فهي من الليالي المباركة والفضيلة والتي هي معدودة، والليالي الفضيلة في السَنة هي: ليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، وليلة عيد الفطر، وليلة عرفة، وليلة الجمعة وقد وردت الآثار في فضل إحياء ليلة النصف من شعبان.
أيها المؤمنون:
يجب أن نستقبل شهر رمضان المبارك بالتوبة والرجوع إلى الله والإقبال على الله سبحانه وتعالى، فها هو عام قد أوشك أن يكتمل منذ رمضان الماضي وإلى رمضان القادم، ويعلم الله وحده كيف كانت أعمالنا خلال هذه السنة، مما يستدعي أن نبادر بالاستغفار والتوبة، واستقبال الشهر الكريم بالرجوع إلى الله، وإرجاع المظالم إلى أهلها، ورد الحقوق لأصحابها، والتخلص من الظلم والمظالم والمال الحرام، والاهتمام بالمساكين والأيتام ولا سيما أيتام الشهداء الذين هم أمانة في اعناقنا جميعاً؛ فلا نسمح بظلمهم ولا بضياعهم، ولا نرضى عمن يأكل حقوقهم؛ فقد طالعتنا مؤسسة الشهداء بأن بعض أبناء الشهداء تؤكل حقوقهم ظلما من بعض أقاربهم وهذا لا يجوز فقد قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا

وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).
فاغتنموا شهر شعبان المبارك يا عباد الله، فشعبان هو ضيفٌ سريع الرحيل، وسرعان ما يدخل الشهر الكريم رمضان، وقد شاهدنا خلال عام كامل من الأحداث والمستجدات ما فيه عبرة وآية، فكم صام معنا في العام الماضي من أناس قد أصبحوا بين أطباق الثرى، وكانوا يؤملون البقاء عاماً بعد عام، ويعلم الله وحده من سيبلغ به المطاف إلى رمضان ومن سيغادر فجأة بدون إنذار إلى جوار ربه قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
كما أنّ من أفضل الأعمال: صلة الرحم، والإحسان إلى الفقراء والمساكين، وفوق هذا وذاك: الجهاد والمرابطة في سبيل الله قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها" وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لرباط يوم في سبيل الله خير من عبادة ستين سنة".
أيها المؤمنون:
في شهر شعبان حدثت أحداث جسام ستظل محفوظة في ذاكرة اليمنيين والتاريخ، ومن تلك الأحداث استشهاد الرئيس (صالح الصماد) الذي استشهد - في سبيل الله ودفاعاً عن هذا الشعب - بغارة أمريكية؛ من أجل كسر إرادة هذه الشعب، وإفراغ هذا الشعب من قادته العظماء؛ لأنهم يريدون أن يكون من يقود هذا الشعب مجموعة كأمثال العملاء والخونة التابعين لهم الذين ينفذون أجندتهم ومؤامراتهم من داخل البلد ضد بلدهم وشعبهم، وقد كان استهداف (الصماد) بالتزامن مع هجومهم للسيطرة على محافظة الحديدة التي نزل إليها الشهيد الرئيس ليشرف على معركة الدفاع عنها بنفسه، وليواجه الأمريكيين الذين كانوا يقودون هذه المعركة؛ فنزل شهيدنا الرئيس وقال لأبناء الحديدة وجنودها: (دماؤنا ليست أغلى من دمائكم وجوارحنا ليست أغلى من جوارحكم) فكان الفدائي لهذا الشعب، ولم يحصل مثل هذا في كثير من مراحل التاريخ: أن يقّدم رئيسٌ دمه دفاعاً عن شعبه، بل ما نراه هو أن تستشهد الشعوب دفاعاً عن رؤسائها مقابل أن يبقوا في سدة الحكم، أما شهيدنا الرئيس الصماد سلام الله عليه فهو من فدى شعبه بروحه وهو من قال: (دولة لخدمة الشعب وليس شعب للدولة)، وهو من وضع مداميك الدولة اليمنية الحديثة عندما وضع شعار المرحلة: (يد تبني ويد تحمي)، فكان هو اليد التي تبني واليد التي تحمي، وكان الشهيد الصماد هو تلميذ المسيرة القرآنية، وخريج هذه المدرسة العظيمة، التي أنجبت خيرة رجال اليمن الصادقين، وهو الذي قدّم النموذج الراقي على أنّ الإسلام (دين ودولة) بعد أن حاول الأعداء تشويه الصورة والادعاء بأن الإسلام لا يصلح أن يدير شؤون الحياة؛ فكان الصماد (مالك الأشتر) في هذا العصر، وقد شاهد وعرف الشعب اليمني رئيسه الصماد الذي كان الرئيس القرآني، والذي تمتلئ كلماته وخطاباته بالاستشهاد بآيات القرآن الكريم حيث كان يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب، وكان الرئيس الخطيب الذي شاهدناه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر في خطبة الجمعة في أكثر من مسجد ومن منبر الجامع الكبير بصنعاء، بينما الكثير من حكام العرب لا يستطيعون قراءة جملة أو آية من كتاب الله، كما عرفنا رئيسنا الصماد الرئيس النزيه والنظيف والزاهد الذي لم يستفد من رئاسة هذا البلد ديناراً ولا درهماً على حساب هذا الشعب، وقد أعلن بنفسه في لقاء عام أنه لو يستشهد فلن يجد أولاده بعد استشهاده منزلاً يأويهم، ونحن نعرف أنه كان في السابق يستطيع أصغر مسؤول بناء البيوت وانشاء الشركات والاستثمارات في خلال فترة وجيزة، لكن شهيدنا الصماد هو الذي قدّم لشعبه جهده ووقته وحياته ودمه وروحه، ولم يأخذ مقابل ذلك إلا الجزاء من الله سبحانه.
أيها المؤمنون:
لقد كان الشهيد الصماد وهو في ذروة انشغاله بأعمال الدولة، لا يترك الطاعات، وقراءة القرآن، والاهتمام بهدى الله بشكل دائم، ونحن ينبغي علينا ذلك من باب أولى؛ لأنه ليس لنا مشاغل مثلما كانت مشاغله، ولقد كان الشهيد الصماد رغم عظمة المنصب وأُبَّهَتِه محافظاً على روحيته الجهادية وتعلقه بالجبهات والمجاهدين، وهو الذي ترك القصر في يوم العيد ونزل إلى جيزان لمزاورة المرابطين، وقال لهم كلمته المشهورة التي تعكس روحيته الجهادية ونفسيته الإيمانية: (مسح الغبار من نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا كلها) إنها كلمة العارف بالله والواعي بعظمة الجبهات والمجاهدين، كلمة من يحمل الروحية الجهادية، ويحافظ عليها.
فمن واجبنا أمام الشهيد الصماد وشهدائنا العظماء جميعاً أن نكون أوفياء لتلك الدماء، وأن نكمل مشوارهم وأن نرفع راياتهم، وأن نسعى لتحقيق الأهداف التي من أجلها استشهدوا، ولا سيما فيما يخص الساحل الغربي الذي هو أمانة الشهيد الصماد، وكذلك بقية المحافظات التي لا تزال محتلة والتي استشهد الصماد والشهداء العظماء وهم يسعون لتحريرها من دنس الغزاة والمحتلين.

أيها المؤمنون:
كما أنه في مثل هذا الأسبوع في الحادي عشر من فبراير من العام 2015م خرج آخر جندي من المارينز الأمريكي الذين كانوا يعيثون في بلادنا فساداً، وكانوا يسعون لتأسيس قواعد عسكرية لهم في بلادنا، لكن ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر أفشلت مخططاتهم وقَضَت على أحلامهم، وكلنا يعرف كيف كانت الأوضاع في عهد السفارة والسفير الأمريكي الذي كان يحيك المؤامرات ويتصرف في بلادنا بطريقة فجّة واستفزازية؛ فكان هو رئيس الرئيس، حيث كان هو الحاكم الفعلي الذي يعطي التوجيهات، وكانت السفارة الأمريكية وجنودها هم المخططون والمنفذون لتدمير الدفاعات الجوية مع الخونة والمرتزقة، وكان السفير الأمريكي ينزل إلى أسواق السلاح الشعبية لسحب قطع السلاح من أيدي شعبنا، وكانت القاعدة تسرح وتمرح حتى بجوار السفارة الأمريكية، وكانت تنفذ جرائمها بحق المصلين في بيوت الله، واستهدفت أبناء الجيش والأمن في ميدان السبعين ووزارة الدفاع وباب كلية الشرطة وفي النقاط العسكرية، وشاهدنا سقوط الطائرات والمروحيات العسكرية في أجواء العاصمة في مؤامرة أمريكية، وكانت أمريكا وسفارتها هي من خططت للجرع الاقتصادية، وهي من سعت لإدخال اليمن تحت البند السابع، وهي من دمرت الجيش اليمني وهيكلته، ودمرت صواريخه وطائراته، واستهدفت ضباط الجيش والأمن بالتفجيرات والاغتيالات، وهي من سعت إلى فرض الأقاليم وتقسيم اليمن إلى كيانات صغيرة متصارعة علي أساس قاعدتهم الاستعمارية: (فرق تسد)، وهي من صنعت القاعدة وداعش وتبنتهم ودعمتهم، كما فعلت مثل ذلك في العراق وسوريا وليبيا، وهي من خططت للفراغ السياسي من أجل إشعال حرب أهلية، وهي من أُعلن من عاصمتها (واشنطن) العدوان على بلدنا، وهي من عادت اليوم عبر المرتزقة إلى قاعدة العند وحضرموت وعدن وسقطرى، وسيخرجون بإذن الله أذلة وهم صاغرون؛ فاليمن مقبرة الغزاة.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله:
لقد وفق الله شعبنا اليمني للقيام بالموقف الواجب عليه أمام الله مع غزة وفلسطين، الموقف الذي يرضي الله سبحانه ويدفع عنا غضبه وعقابه في الدنيا والآخرة.
وهذا هو المهم؛ لأن الإنسان المؤمن ينبغي أن يفكر بعواقب موقفه على مستوى الدنيا والآخرة، فنحن نستطيع أن نتحمل القصف والحصار من قبل الأعداء والأمريكان، ونستطيع أن نرد عليهم وأن نقصفهم، لكننا لا نستطيع أن نتحمل غضب الله وسخطه وعقابه فيما لو خذلنا إخوتنا في غزة وفلسطين فالله سبحانه وتعالى قال: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}.
ولا يوجد على ظهر الأرض مستضعفون مثل أهل غزة الذين خذلهم القريب والبعيد، وتفرج عليهم المسلمون جميعاً، وقد شاهدناهم وهم يأكلون أعلاف الحيوانات من الجوع، ويموت بعضهم جوعاً، ويُقتل الآلاف من النساء والأطفال، وتدمر منازلهم، وتُجرى العمليات الجراحية لقطع أطراف الأطفال من دون تخدير، وكلنا يعرف كيف يبكي الطفل الصغير عند شرب الدواء، وكيف يصنع أطفالنا عندما نضرب لهم إبرة، وأطفال غزة تقطع أطرافهم التي جرحتها الصواريخ الأمريكية والإسرائيلية تحت الأنقاض بدون تخدير، فما هو واجبنا نحوهم؟ وهل سيرضى الله عنا إن خذلناهم وتفرجنا عليهم؟.
أيها المؤمنون:
إنّ قضية غزة وفلسطين بين (وعد بلفور ووعد الآخرة)، فأما وعد بلفور فهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وهو وعد من بشر وعد به اليهود بعضهم بعضاً، وهاهم يسعون مع عملائهم من أنظمة العمالة والخيانة ومع دول الكفر مثل أمريكا وبريطانيا لتحقيق هذا الوعد واستمراره وتنفيذه، ومن أجل ذلك يقاتلون ويقدمون التضحيات.
أما وعد الآخرة فهو: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} ووعد الآخرة هو الذي سجله القرآن الكريم في قوله سبحانه: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} وهذا الوعد قادم لا محالة: (سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا).
والله سبحانه قد وضع لنا سنناً لتنفيذ وعده فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وهذا الوعد لا يزال قائماً وقادماً، وشرف القدس والمقدسات يأبى أن يشارك في تطهيره رواد المراقص والمجون، وقد اصطفى الله لذلك: الأخيار من هذه الأمة ممن وفقهم الله في أمتنا الإسلامية عامة، وفي بلادنا خاصة، حيث منّ الله علينا بقائد بحجم هذه الأمة التي حينما نرى في طولها وعرضها فلا نجد إلا هذا القائد يتصدر المعركة ويقبل

النزال مع الأعداء الذين يراهم قشة، هذا القائد الذي يقدم كلمته الأسبوعية كجزء من قيادة المعركة التي لأهميتها يكرر الخطاب؛ ليصنع الوعي، ويشحذ الهمم، ويقود المعركة، ويبين الواجب والمسؤولية، ويسعى لبراءة ذمتنا أمام الله وبياض وجوهنا أمام فلسطين والتاريخ.
ولا بد أن نكون بحجم المعركة ومستواها، وألّا نتراجع أمام أمريكا المثلية، أمريكا الإرهابية، أمريكا الربوية، أمريكا العجوز، أمريكا المحاربة لله ولرسوله ولدينه، ويجب أن نستمر في مناصرة أهلنا في فلسطين؛ لأن الخذلان كبير، وقد سمعنا في وسائل الإعلام عن الرئيس الأمريكي أنه سعى لإقناع الرئيس المصري لفتح معبر رفح، وكأن اليهودي الأمريكي يريد أن يقول أنه أرحم من المصري، وشاهدنا البيان السعودي الرسمي بالموافقة على التطبيع مع الصهاينة في هذه الظروف التي يقتلون فيها المسلمين في قطاع غزة، ونحن نستغرب أين علماء الأزهر؟ وأين علماء الحرمين الشريفين؟ وأين علماء الأمة؟ ولم نرَ إلا اليمن بقائدها وعلمائها وجيشها وشعبها؛ فيجب علينا أن نحضر في مسيرات هذه الجمعة وكل جمعة بدون كلل ولا ملل، فالحضور يعتبر جهاداً في سبيل الله، والذهاب إلى السبعين وبقية ساحات المسيرات هو مشاركة في المعركة ضد الأمريكان والصهاينة، وهو مما يبرئ الذمة أمام الله مع صلاح النية بإذن الله.
أيها المؤمنون:
كما يجب علينا الاهتمام بالمشاركة في الجيش الشعبي المُشكل رفداً لطوفان الأقصى، وحضور الدورات القتالية التدريبية استعداداً للجهاد في سبيل الله؛ لتحرير فلسطين ومواجهة اليهود الغاصبين فقد قال الله سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} ومن لا يهتم بالاستعداد والتدريب فهو أبعد ما يكون عن الجهاد في سبيل الله، وقد قال سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من مات ولم يغز أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق" وقد دعا الإسلام إلى تعلم المهارات العسكرية حتى للأبناء، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" كما ينبغي علينا الاستمرار في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، كما ينبغي مقاطعة ثقافة وأفكار أمريكا والغرب من الحلاقة والملابس ونمط الحياة، والحذر من الحرب الناعمة في وسائل الإعلام والتلفونات ومواقع التواصل الاجتماعي.
إخوة الإيمان:
في الوقت الذي تحث القيادة الثورية التوجه نحو الإكتفاء الذاتي وتخفيض فاتورة الاستيراد، وصدور قرار منع استيراد بذور البطاطس  الخارجية لايزال هناك من  يسعون إلى إدخال أصناف من بذور البطاطس المستوردة والتي مصدرها دولة هولندا وهي من الدول المسيئة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وللقرآن الكريم، رغم أن الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس استطاعت تحقيق الإكتفاء الذاتي من البذور وأصبحت بذور محلية 100% وبأيدي وخبراء يمنيين وتقنية حديثة ومتطورة، وتمتاز هذه البذور بإنتاجية عالية ومقاومة للأمراض أفضل من البذور المستوردة، فعلينا إخوة الإسلام  مقاطعة بذور البطاطس المستوردة، والتوجه نحو البذور المحلية، وهنا ندعو كافة الإخوة المزارعين إلى دعم المنتج المحلي، تنفيذاً لموجهات القيادة الثورية الحكيمة.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ

الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
----------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر