مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع الإرشاد

الإدارة العامة للخطباء والمرشدين

--------------------------------

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

التاريخ / 4 / 11 / 1443هـ

المـوافـق / 3 / 6 / 2022م 

الـرقــم / ( 61 ) 

(الخطبة الأولى)

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين.

أمـا بـعـد/ أيها المؤمنون:

ما زالت الفعاليات والأنشطة مستمرةً بالتزامن مع ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين، هذه الصرخة التي لها أهداف كثيرة، ومن أهمها فضح مؤامرات الأعداء، وكشف الكثير من مخططاتهم ومؤامراتهم، وفي مقدمة هؤلاء الأعداء: (الأمريكي والإسرائيلي).

فالأَمريكي هدفُه في المقدمة أن يسيطر بشكل كامل على كُلّ مقدرات وثروة الأمة؛ لأن هذه الأُمَّــة لها ثروات هائلة، أولاً بحكم موقعها الجغرافي الحساس في على وجه الكرة الأَرْضية، ثم ما في هذه الرقعة الجغرافية من ثروات هائلة حيث يوجد أَكْبَر احتياطي للنفط في العالم ومصالح حيوية أُخْرَى.

والأَمريكي لا يهمه أبداً أن يقتصر على ضمان الحصول على مصالحه بالقدر المشروع وبالقدر المعقول، وإنما يريد السيطرة المباشرة عليها ويريد الاستئثار بها ويريد الاستغلال لها؛ لأن الأَمريكي طماع، وبالتأكيد أطماعه كبيرة ولديه النزعة الاستعمارية، وهذه مَسْــألَـة مؤكدة وواضحة.

 وأيضاً نقطةٌ مهمةٌ جداً في طبيعة التَّـحَـرُّكِ الأَمريكي أن الأَمريكي له موقفٌ عدائي من هذه الأُمَّــة، في مبادئها وقيمها الإسْـلَامية، وطبعاً المبادئ الأصيلة التي تُعبر عن حقيقة الإسْـلَام والقيم الحقيقية غير المزيّفة ولا المحرَّفة التي تعبر عن قيم الإسْـلَام؛ لأنه يرى أن فيها عائقاً أمَامَهُ، وأنه بالإمْكَـان من خلال الاستناد إليها والتأثر بها: بناء أُمة قوية متحررة، وأمة عزيزة لا تقبل بالعبودية للطواغيت.

وهو يرى أن من أهم ما يضمن له السيطرة الكاملة على إمْكَـانات ومقدرات وثروة وبلدان هذه الشعوب وهذه المنطقة هو تقويض أي كيان متحرر داخل هذه الأُمَّــة، وتفكيك هذه الأُمَّــة وبعثرتها، وتمزيق نسيج هذا المجتمع؛ فيضمن أن يكون الذي هو قائم في هذه المنطقة، هي: أُمّةٌ وصلت في النهاية إلَـى مجاميع بشرية لا كيان لها ولا هُوية لها، وحينئذ يمكن أن يستغلَّهم لمحاربة أي قوى أُخْرَى.

 

مشروع كهذا بكل تأكيد هو مشروع خطير جداً جداً، وأي إنْسَـان ضمن هذه الأُمَّــة يدرك ذلك ثم لا يستفزه ذلك ولا يحرِّكُ فيه أيَّ إحساس بمشاعره الإنْسَـانية، ولا تتحرك فيه مشاعر الغضب ولا مشاعر الاستياء ولا مشاعر الاستفزاز ولا مشاعر الإحساس بالمسؤولية ولا أي مؤثِّر من مؤثرات القيم والمبادئ التي ننتمي إليها؛ فهذا هو إنْسَـانٌ فَقَدَ مشاعره الإنْسَـانية وقد أَصْبَـح على بُعد كبير عن فطرته الإنْسَـانية.

والخلاصة أن الأَمريكي يريد منك كمسلم وعربي: أرضَك لأهميتها الجغرافية بالنسبة له، ويريد ثرواتك الهائلة، ويريدك عبداً مجرداً من الإرادة والهُوية، وهو بالتأكيد مستفيد من واقع الأُمَّــة السيء باستثناء حالات اليقظة والوعي التي بدأت تتنامى في أوساط الأمة.

أيها الأكارم المؤمنون:

إنّ قوى الشر وفي مقدمتها أَمريكا (الشيطان الأَكْبَر) تسعى إلى إغراق هذه الأمة أَكْثَر وأَكْثَر، وإبعادها أَكْثَر وأَكْثَر، وتخديرها أَكْثَر وأَكْثَر، والعمل على إماتتها أَكْثَر وأَكْثَر حتى لا تحيى من جديد، وحتى لا تعودَ لتاريخها العظيم، وحتى لا تستفيق من ذلك السبات وتحيى من ذلك الممات؛ فهم حريصون على إبعادها إلَـى حدّ الهلاك، ثم هم حريصون على استغلالها، وما أسوأ هذا أن تتحول المجاميع البشرية إلَـى أشبه بقطعان من الحيوانات تلعب بها أَمريكا وإسْرَائيْل كيف ما تشاء وتريدُ.

وأيُّ متمرد يتمرد على الإرَادَة الأَمريكية أَوْ على الأَطْمَـاع الأَمريكية؛ فيمكن لأمريكا بدلاً من أن تخسر من جنودها، وبدلاً من أن يكلفها ذلك في مالها واقتصادها؛ فبإمكانها أن تستفيد من مال هذه الأُمَّــة، ومن ثروات هذه الأُمَّــة، ومن الكائنات البشرية العمياء الصماء البكماء في هذه الأُمَّــة لتضرب بها من تشاء وتريد.

 

والأَمريكي يتَـحَـرّك بطريقة مدروسة، وهو يخشى يقظة الأُمَّــة ويخشى أن يتَـحَـرّك بطريقة يستفز فيها الأُمَّــة، وهو يحسب هذا الحساب ولا يخشى شيئاً مثلما يخشى أن تستفيق هذه الأُمَّــة وأن تعيَ وأن تتَـحَـرّك كما ينبغي؛ فلذلك هو تَـحَـرّك وهو يأخذ بعين الاعتبار كُلّ هذه الأمور فاعتمد أولاً على اختلاق الذرائع وصناعة المبررات، أي: يخلق ذريعة معينة يجعل منها العنوان الذي يزحف به على المنطقة، والذي يتغلغل من خلاله إلى داخل كُلّ بلد من بلدان هذه المنطقة، وأن يتَـحَـرّك على كل المستويات: سياسياً وعَسكرياً وأمنياً وحتى اقتصادياً وإعْـلَامياً؛ فأتى من ضمن هذه العناوين عنوان: الإرْهَـاب، وعنوان مكافحة الإرْهَـاب والقاعدة.

 هذا العنوان من الذي اختلقه؟!، من الذي صنعه؟!، من الذي يستثمر فيه؟!، من الذي يوظفه؟!، من هو أَكْبَر مستفيد منه؟!، بشكل تلقائي ومن دون تكلّف: الأَمريكي بالتأكيد هو الذي يستغل هذا العنوان ويستفيد منه للوصول إلَـى أيَّة بقعة في العالم الإسْـلَامي، ويفرض له قواعد عسكرية، وينفذ عمليات عسكرية جوية أَوْ برية، وينفذ عمليات تحت عنوان عمليات أمنية، ويتغلغل في الموضوع الاقتصادي، ويتَـحَـرّك في خطوات كثيرة لضرب الشعوب، ويتَـحَـرّك حتى على مستوى التحكم في الإعْـلَام، والتحكم بالمناهج المدرسية، والصناعة للثقافة وللفكر وللرأي العام، ويشتغل في كُلّ الاتجاهات، وأمامه هذا العنوان: (مكافحة الإرهاب).

والبيئة القائمة لدى معظم الشعوب في الواقع العربي والعالم الإسْـلَامي؛ قابلة لأَن تخدع؛ ولأَن تتقبل هذه العناوين؛ ولأَن تتفاعل معها لمصلحة الأَمريكي نفسه؛ ولذلك لاحظوا أن الأمريكي يحرص دَائماً على أن تبقى هذه الحالة حالة متفاقمة.

وإذا جئنا بكل بساطة إلَـى استقراء هذه المرحلة الماضية منذ إعْـلَانه لحملته لمحاربة ما يسمى بالإرْهَـاب ومكافحة ما يسمى بالقاعدة، وَإلَى اليوم ترى أن المَسْــألَـة غريبة، الأَمريكي يأتي إلى المنطقة، ويحشد كُلّ قواه، ويتَـحَـرّك بكل إمْكَـاناته، ويحرك معه الآخرون، ومع كُلّ ذلك لم تزدَدْ هذه المَسْألَة إلا تعقيداً وتفاقماً.

الأَمريكي بدأ يتَـحَـرّك وكان يقول: هناك في الـيَـمَـن خمسة إرْهَـابيين وهناك في العراق كذا، وهناك في ذلك البلد عشرة وفي ذلك البلد ثمانية، ثم بدأت هذه الظاهرة تتنامى برعاية من الأَمريكي وبدعم من كُلّ أَدَوَاته، والكل يعرف أن ما لدى هؤلاء القاعدة وداعش وأخواتهم وبناتهم وما إليهم من تشكيلات تفرعت عنهم: أنها لديها من الإمْكَـانات والتمويل ما يُقدر اليوم بمليارات الدولارات وأن هذه المليارات تأتي إليها من دول معينة.

ومن الأمثلة على ما قلنا: أنه قبل أشهر من العدوان علينا، عندما تَـحَـرّكت اللجان الشَّـعْـبية وطردت القاعدة من 8 محافظات يمنية غضبت أَمريكا جداً، وغضبت الدول الأوروبية جداً، واحتجوا أشدَّ احتجاج، وغضبت دُماهم وأَدَوَاتهم الإقْليْمية كذلك أشد الغضب؛ لأنهم هم يدعمون هذا الانتشار، ثم يدخلون من خلال هذا الانتشار إلَـى البلدان، وبتلك الأَيَـادِي الإجْـرَامية يضربون هذه الشعوب وينكلون بها تحت عناوينَ طائفية وعناوين أُخْرَى فتنوية لتمزيق الأُمَّــة وضربها وتمزيق نسيجها الاجتماعي وتفكيكها بالكامل.

لذلك: قناعتنا أن أمريكا هي أم الإرهاب ومنبع الإرهاب، وقبل أن يكذبوا على شعوبنا أنهم أتوا إلينا لمكافحة الإرهاب؛ فعليهم أولًا أن يكافحوا الإرهاب والعنصرية والجريمة الموجودة لديهم؛ فكم هناك من الجرائم التي تحصل في أمريكا في الساعة الواحدة، وقد كان من الجرائم التي حصلت مؤخرًا في أمريكا هو ما أقدم عليه ذلك الفتى الذي قتل جدته وقتل حوالي أكثر من 16 طفلا في إحدى المدارس، وهذا نموذج واحد من آلاف الجرائم التي تحصل عندهم.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم: {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أما بعد/ أيها المؤمنون:

شعوبُنا أَمَـامَ كُلّ ذلك من استهداف الأعداء هي بين خيارين: إما الاذعان والاستسلام أمام هذه المخاطر، وإفساح المجال للأَمريكي وأَدَوَاته ليشتغلوا شغلهم في الأُمَّــة، وليعملوا ما يريدون بحق الأُمَّــة دون أية عوائق ولا مطبات أَمَامـهم حتى يصلوا إلَـى النتيجة التي يريدونها، وهي أَسْـوَأ نتيجة؛ لأن ذلك معناه: خسارة الدنيا والآخرة، أَوْ أن تتَـحَـرّك الأُمَّــة، وأن تعتصم بالله سبحانه وتعالى، وأن تعود إلَـى مبادئها العظيمة وَإلَى قيمها الأصيلة وَإلَى فطرتها الإنْسَـانية، وأن تتَـحَـرّك تَـحَـرّكاً مسؤولاً، وأن تعي مسؤوليتها أَمَـام نفسها وأمام الله سبحانه وتعالى الذي لا يرضى لها الإذعان والخنوع

 

والاستسلام وأعداؤها يسحقونها ويرتكبون بحقها أبشع الجرائم ويسعون إلَـى القضاء عليها وإنهاء كيانها ووجودها بكل ما يعنيه هذا الوجود.

والخيار الصحيح الذي تقتضيه الفطرة الإنْسَـانية وتفرضه المبادئ ويفرضه الدين والقيم والأَخْلَاق هو: أن تتَـحَـرّك هذه الأُمَّــة لتدفع عن نفسها تلك الأَخْطَـار، وأن تتَـحَـرّك بشكل شامل بقدر ما يتَـحَـرّك الأَعْــدَاء بشكل شامل، وأن تحرص على كُلّ ما يعطيها القوة في الموقف وأن تتَـحَـرّك على كُلّ المستويات.

فالأُمَّــة بأمس الحاجة إلَـى الوعي، والشعوب نفسها معنية بالتحرك بحكم الفطرة الإنْسَـانية، وبحكم الدين والمسؤولية الدينية؛ لأن الله يأمرنا بأن نتحرر من الطواغيت، ولا يريد أن يستعبدنا أحد أياً كان وبأي عنوان كان، والله سبحانه وتعالى يريد لنا العزة ولا يرضى لنا أن نقبَلَ بالذلة والهوان، وهو القائل، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )، والله يريد لنا الكرامة ولا يريد لنا أن نظلم ولا أن نقبل من الآخرين بأن يظلمونا أبشع الظلم وبكل أشكال الظلم عَسكرياً واقتصادياً وسياسياً وتحت كُلّ العناوين، (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ)، (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ).

وبالتالي نحن لنا الحق في أن نتَـحَـرّك وأن لا نكترث لكل أولئك الآخرين الذين يريدون أن تكون شرعية التَّـحَـرُّك لأَمريكا، ويجعلون لها الحقَّ المطلق في أن تتدخل في كُلّ شؤون هذه الأُمَّــة، ثم يقولون لك: ليس لك الحق في أن تتَـحَـرّك للدفاع عن نفسك، ويقولون: أنت متمرد أَوْ انقلابي أَوْ إرْهَـابي أَوْ أي عنوان، وليس لك الحق في أن تتَـحَـرّك لما تقتضيه فطرتك ومبادئك ودينك وثقافتك وأَخْلَاقك، وليس لك حق الحرية، ويجب أن تبقى خانعاً لهم ومستسلماً لهم ومذعناً لسياساتهم وتوجهاتهم.

ولذلك: الخيار اليوم بين أن تكون عبداً لربك الله أَوْ أن تكون عبداً لأعدائك؛ فيستعبدونك فيما فيه إذلال لك وقهرٌ لك وإهانة لك وتدمير لك وخسارة لك في الدنيا والآخرة، أما الله: فاستعباده لك هو استعبادُ رحمة ورعاية وفضل وتكريم وسعادة وعزة وخير في الدنيا والآخرة.

عباد الله:

ما الذي يريده أعداؤنا من شعبنا؟ إنّ ما يريدونه من شعبنا الـيَـمَـني هو الاستسلام، وهذا هو المستحيل الذي لا يمكن أَبداً، يأبى الله لنا ذلك، تأبى لنا فطرتنا الإنْسَـانية، يأبى لنا شرفنا الإنْسَـاني، تأبى لنا قيمنا ومبادئنا الدينية وانتماؤنا للإسْـلَام وعروبتنا الأَسَـاسية والأصلية تأبى لنا أن نستسلمَ لأي أحد.

واللهِ وبالله وتالله: لأَن نتحوَّلَ إلى ذرات تُبعثَرُ في الهواء: أشرفُ لدينا وأحبُّ إلينا وأرغبُ إلينا من أن نستسلمَ لكل أولئك الأنذال المجرمين المفسدين في الأَرْض الطواغيت المتكبرين الذين لا ينبغي أن يقبل إنْسَـان بهم في إدارة فندق أَوْ مطعم أَوْ بقاله أَوْ أي شيء؛ فما بالك أن يسلّم لهم نفسه وسلاحه وبلده ورقبته، هذا هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون.

وفي هذا السياق، ومما يؤكد على موقفنا ذلك هو ما شاهدناه في قنواتنا الوطنية من الملاحم البطولية ومن الصبر والثبات الذي عبّر عنه مجاهدونا الأبطال في مدينة الدريهمي، وشاهدنا تلك الآيات العجيبة التي تجلّت على يد أولئك العظماء من المجاهدين، وهذا هو ما عليه الشعب اليمني بإذن الله سبحانه وتعالى.

وهنا نحن نؤكد على أننا جاهزون لأي حل يقوم على أَسَـاس الإنصاف، أما الاستسلام فهو المستحيل؛ فنحن لا يقلقنا شيء ولن نندم على أي شيء مهما حصل، ومستعدون أن نضحي مهما كان حجم التضحيات؛ لأَن أَكْبَر وأخطر وأسوء ما يمكن أن يضحي به الإنسان هو أن يضحّي بكرامته، وأن يضحي بحريته وأن يضحي بإنْسَـانيته، وهذا النوع من التضحية لن يكون منا أَبداً.

نحن حاضرون أن نضحي بحياتنا ونعاني مع الحرية ومع الكرامة ومع الحفاظ على قيمنا وديننا ومبادئنا، أما أن نضحي بالقيم والحرية ونُستعبد لأنذال مجرمين هذا هو المستحيل الذي لن يكونَ.

أيها المؤمنون الصابرون:

انتهت مدة الهدنة المعلنة، ولم يتحقق منها سوى الشيء القليل، وسواءٌ تم تمديد الهدنة أم لا؛ فيجب أن نعلم أن الهدنة مهما طالت فهي مؤقتة، وأعداؤنا يشتغلون في كل المجالات؛ فلا بد أن نكون مستعدين، وأن نبني أنفسنا في كل المجالات.

 وهنا نقول لشعبنا: تَـحَـرّك فأنت شعبٌ عظيمٌ، أنت شعب أثبتّ حريتك وصمودك وثباتك على مدى كُلّ هذه الفترة من العدوان برغم همجيته، تَـحَـرّك يا شعبنا ولا يجوز لأحد أن يتخاذل، ولا ينبغي لكل حرٍ أن يتخاذل؛ لأنك مستهدف في حريتك؛ ولأنك مستهدف في مبادئك الإيمانية وقيمك الإيمانية، ونحن حينما نتَـحَـرّك فهذا هو الذي سيفيدنا.

 

وفي الختام: 

علينا أن نتجه للزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، قبل أن يقاطعونا هم؛ لأنهم بعد فشلهم عسكريًا سيركزون على الحرب الاقتصادية المنهكة، وسيعملون على مواصلة الحرب الاقتصادية حتى لو توقف العدوان؛ فإذا لم ننتبه لذلك فسنموت جوعًا أو نعاني بشكلٍ قوي؛ لكن باستعانتنا بالله، وتحملنا لمسؤوليتنا سنمنع كل ذلك بإذن الله سبحانه وتعالى، ونقول لشعبنا: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.

إخواني المؤمنين :

إننا كشعب محاصر إقتصادياً من دول تحالف العدوان يستوجب علينا أن نتعامل مع هذا الحصار بمسئولية أمام الله سبحانه وتعالى بإعتمادنا وتوكلنا على رب العالمين وأن نعتمد على ما حباه الله تعالى لهذا الشعب من أرض طيبة وأن نصل بأنفسنا إلى الإكتفاء الذاتي في توفير أمننا الغذائي وعلى وجه الخصوص أهم المحاصيل التي يحتاجها شعبنا اليمني القمح خاصة وأن هناك متغيرات عالمية وأن سعر القمح قد إرتفع عالمياً بنسبة 60٪ في الأسواق العالمية وكون معظم الدول العربية تستورد القمح من روسيا وأوكرانيا وبسبب الحرب سترتفع أسعار هذا القمح إلى أضعاف مضاعفة مما يزيد من معاناة شعوب الدول العربية ومنها اليمن 

فيتوجب علينا أن نسارع إلى زراعة القمح في مناطقنا خاصة أننا على أبواب موسم زراعته وأن نترك زراعة أي محاصيل أخرى مؤقتاً لنستثمر الأرض بزراعة القمح ليتوفر ولنساهم جميعنا من التخفيف من معاناة شعبنا اليمني العظيم الذي يطبق العدو خناقه على شعبنا المحاصر براً وبحراً وجواً

ولنصل بشعبنا إلى إكتفاءه الذاتي في أهم غذاء وهو القمح .

وهنا نحن ندعو إلى الخروج الكبير والمشرف في مسيرات اليوم بمناسبة الصرخة في وجه المستكبرين؛ لنعلن عن موقفنا الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، وخصوصًا في هذه المرحلة التي يتعرض فيها المسجد الأقصى للتدنيس من قبل اليهود الصهاينة.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.

ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}...

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.

--------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر