مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر رجب 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(المشروع القرآني)
التاريخ: 22/ 7 / 1445ه‍
الموافق: 2024/2/2م
الرقم : ( 29)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً: نقاط الجمعة   
1-بعد أحداث الـ11 من سبتمبر 2001م تحركت أمريكا للسيطرة المباشرة على منطقتنا وشعوب أمتنا وأمام هذا الخطر توجهت معظم الأنظمة العربية والإسلامية نحو الإذعان لأمريكا.
2-أمام هذا الواقع أدرك الشهيد القائد حجم المأساة وخطورة المرحلة وتحرك بالمشروع القرآني القادر على بناء الأمة في كل المجالات.
3-من مميزات المشروع القرآني أنه ينسجم مع الهوية الإيمانية الجامعة للأمة وأنه يمثل صلة بالله ويحصن الأمة ويساهم في حشد الجماهير والطاقات ويفعل الكل وهذا هو من أهم ما تحتاج إليه الأمة.
4-أنصار الله عنوان قرآني يعبر عن الاستجابة لتوجيهات الله وليس عنواناً مذهبياَ أوطائفياً لفئة محصورة وانطلق فيه الناس من مختلف المكونات.
5-من الدلائل الواضحة على جدوائية المشروع القرآني صموده في وجه التحديات رغم المؤامرات وقد شنوا الحروب العسكرية وتمكنوا من قتل الشهيد القائد لكنهم لم يتمكنوا من وأد المشروع وأتى من بعده السيد القائد ليواصل المشوار.
6-التأكيد على الاستمرار في حضور المظاهرات والمقاطعة والإلتحاق بالدورات الثقافية والعسكرية بلا ملل أو فتور.
➖➖➖➖➖ ➖
🔹ثانياً:خطبة الجمعه
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِ العالَمِينَ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} القائلِ في كتابه العزيز: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، كُل عزيزٍ غَيرُه ذليل، وكُلُّ قويٍّ غَيرُه ضعيف، ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أرسلَه بأمرهِ صادعاً، وبِذِكرهِ ناطقاً، فأدَّى أمِيناً، ومضَى رشيداً، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدَّمها مَرَقَ، ومن تَخَلَّفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أمـا بـعـد/ أيها المؤمنون الأكارم:
من المعلوم أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م حرصت أمريكا على توظيف هذه الأحداث، وجعلت منها غطاءً تتحرك من خلاله ضمن مرحلةٍ متقدمة ومخططٍ لها؛ للسيطرة المباشرة على منطقتنا الإسلامية وعلى شعوب أمتنا، وبعثرتها، وسحقها، والاستحواذ على مقدراتها وثرواتها وخيراتها، وإنهاء الكِيان الإسلامي بشكل نهائي. 
وأمام هذا الخطر الكبير توجهت معظم الأنظمة في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي نحو الإذعان والتسليم والاسترضاء لأمريكا، والاستعداد التام والطاعة المطلقة لتنفيذ السياسات والتوجيهات والأوامر الأمريكية أياً كانت، وكيفما كانت، وبكل ما يمكن أن يترتب عليها من نتائج، وبهذا الاستسلام والخنوع أصبحت شعوب أمتنا بلا عزة ولا منعة ولا قوة، وأصبحت مطمعاً ومغنماً، ومستباحةً لأعدائها، لا يخشاها أعداؤها، بل يطمعون في أن يسيطروا عليها بكل راحة، وبدون عناء، وأصبحت مسرحًا مفتوحًا تتداعى عليها الأمم من شتى الأقطار لاستعبادها، والتنكيل بها، والقهر لها؛ وتحقق في واقعها ما قاله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حينما قال: ((يُوشك أَنْ تَتَدَاعى عَلَيكُمُ الأُمَم، كَمَا تَتَدَاعى الأَكَلَةُ عَلَى قَصعَتِها، قَالُوا: أَمِن قِلَةٍ نَحْنُ يَا رَسُوْلَ اللَّه يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِير، وَلَكِنَكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْل، يُنزَعُ الوَهَنُ مِن قُلُوبِ أعْدَائِكُم، وَيُزرَعُ الوَهَنُ فِي قُلُوبِكُمْ)).
المؤمنون الأكارم:
لقد أدرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) ذلك الواقع على المستوى العالمي وعلى مستوى واقع الأمة، وأدرك حجم المأساة التي تعيشها أمتنا، وخطورة الوضع والمرحلة؛ فشخَّص المشكلة، وقدّم الحل في مرحلةٍ غلبت على أمتنا فيها حالة اليأس، وغلب فيها الإحباط والحيرة؛ فتحرّك بتوفيقٍ من الله سبحانه وتعالى بالمشروع القرآني الذي يمثل الهوية الجامعة للأمة الإسلامية التي يمكن أن يجتمع في إطارها كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم وبلدانهم، وتحرّك من منطلق قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} وقوله تعالى: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وعملاً بما ورد في الحديث الصحيح، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ "عَلَيْهِ السَّلَامُ" قال: قال رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ": ((أَلَا إِنَّها سَتَكُونُ فِتنَة. قُلتُ: فَمَا المَخرَجُ مِنهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: كِتَاب اللهِ، فِيهِ نَبَأُ مَنْ قَبَلَكُم، وَخَبرُ مَا بَعْدَكُم، وَحُكمُ مَا بَيْنَكُم، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالهَزلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ الله، وَمَنِ ابْتَغَى الهُدَى مِنْ غَيْرِهِ أَضَلَّهُ الله، وَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِين، وَهُوَ الذِّكْرُ الحَكِيم، وَالصِّرَاطُ المُسْتَقِيم، هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الأَهوَاءُ، وَلَا تَلتَبِسُ بِهِ الأَلسُن، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ العُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّد، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُه، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذ سَمِعَتْهُ إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَق، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَل، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم)). 
عباد الله:
لقد قدّم الشهيد القائد (رضوان الله عليه) للأمة من خلال القرآن الكريم وثقافته العظيمة وما يهدي إليه القرآن الكريم؛ مشروعًا عمليًا جهاديًا قيميًا أخلاقيًا نهضويًا تنويريًا بنَّاءً قادراً على أن يبني الأمة لتكون بمستوى مواجهة ما تواجهه من التحديات والأخطار على كل المستويات، وركّز بشكل أساسي على بناء الإنسان كمخلوق نفخ الله فيه من روحه وكرّمه وفضّله على كثيرٍ ممن خلق، وسخر له كل ما في السماوات والأرض، وأناط به مسؤولية عظيمة ومقدسة تتلخص في أنه خليفة الله في أرضه.
ولقد كان تحرك الشهيد القائد رضوان الله عليه بالمشروع القرآني هو التحرك الصحيح، وهو ما تحتاج إليه الأمة؛ لأنه مشروع عظيم له كل المميزات التي تحتاجها الأمة، ومن تلك المميزات أنه:
مشروع ينسجم مع الهوية الإيمانية للأمة بشكلٍ عام؛ لأنه مستوحى من كتاب الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه الذي قال الله عنه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، وقال عنه: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} وفيه الهداية الشاملة والكافية، وهو لكل المسلمين، فلا يخصّ مذهباً معيناً، ولا عرقاً معيناً، ولا فئةً معينة، ولا محافظةً معينة، ولا فئة اجتماعية معينة، بل هدىً للعالمين، وكلمة سواء يجتمع عليها المسلمون جميعًا.
كما أنه يمثل صلةً بالله تعالى، والتمسك به يجعل الأمة على صلةٍ بالله؛ فتحظى بتأييده، وبمعونته، وبنصره، وبرعايته، وبكل ما وعد به، كما أنّ له أهمية معنوية عالية، وهو مصدر لطاقة إيمانية هائلة، وهذا من متطلبات المواجهة للتحدي بهذا الحجم الذي يتحرك به الأمريكي والإسرائيلي، وبتلك الهجمة الشاملة والاستهداف الشامل للأمة.
أيها المؤمنون:
إن القرآن الكريم يحصن الأمة على كل المستويات من خلال ما يقدمه من الوعي والبصيرة وتزكية النفوس؛ فهو يقدم تربيةً على المستوى الأخلاقي راقية جداً، وتعبئة قوية جداً، والتحصين الداخلي للأمة هو من أكبر متطلبات الموقف، والقرآن يصنع هذه الحصانة القوية جداً، والتحصين الراقي جداً، وكذلك على مستوى الوعي، والأخلاق، والإحساس العالي بالمسؤولية.
ولقد كانت الخطوات العملية التي بدأ بها الشهيد القائد المشروع القرآني والمتمثلة بالصرخة في وجه المستكبرين (الله أكبر - الموت لأمريكا - الموت لإسرائيل - اللعنة على اليهود - النصر للإسلام) والدعوة إلى المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، كانت هذه خطوات عملية حكيمة ومؤثرة ومتاحة، حيث جمعت بين التحصين الداخلي، والتعبئة المعنوية، وفضح العدو في عناوينه المخادعة، وقدّم مع هذه الخطوات العملية من الثقافة القرآنية منهجاً متكاملاً لبناء واقع الأمة في كل شؤون حياتها.
فالمشروع القرآني مشروع يحشد الجماهير والطاقات، ويفعِّل الكل، وفيه مجال للجهود بكلها ولكل الناس، وهو الذي تحتاجه الأمة ويمثل الخلاص لها؛ لأنه يرسم مسارات واضحة ومحددة للنهضة بالأمة في كل المجالات، ويحول التحدي إلى فرصة للنهضة.
 الإخوة المؤمنون:
الشهيد القائد ـ بما اتُصف به، وبما منحه الله من مؤهلات القيادة والهداية ـ قدّم في المحاضرات وفي الدروس التي ألقاها خلال ما يقرب من ثلاث سنوات من انطلاقة هذا المشروع القرآني، قدّم الحديث عن كل المواضيع والأسس التي تقوم عليها النهضة على المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى السياسي، وعلى المستوى الإعلامي، وعلى كل المستويات، وقدّم المفاهيم القرآنية التي هي نفسها مفاهيم راقية لتبني حضارة وتبني أمة، وتمثل نهجًا تحرريًا ثوريًا قرآنيًا، وهذا المنهج هو الذي سارت عليه المسيرة القرآنية بقيادتها القرآنية المتمثلة في الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ومن بعده السيد القائد عبد الملك بدر الدين

الحوثي، وبهذا قدّمت الشهادة على عظمة المشروع الإلهي في واقع الحياة، ويمكننا هنا أن نجيب على سؤال: من هم (أنصار الله)؟ فنقول: 
(أنصار الله) ليسوا فئة محصورة أو مذهباً دينياً أو حزباً سياسياً، بل هم هذه الأمة التي تتحرك بثقافة القرآن الكريم وتعليماته، والشهيد القائد رضوان الله عليه عندما بدأ التحرك بالمشروع القرآني لم يفتح مراكز للتسجيل ليسجل الناس فيها كأعضاء ضمن كشوفات وسجلات وبطائق، ويعمل هيكلة وتأطيراً لهم، ويتحرك أشبه ما يكون بالتحرك الذي تتحرك به منظمات أو أحزاب سياسية.. لا، بل قدّم مشروعاً تتحرك فيه الجماهير، وكلٌ يتحرك بمستوى وعيه والتزامه وتفاعله، وبمستوى مصداقيته يتحرك في إطار المواقف التي تضمنها هذا المشروع العظيم، طبعاً مع وجود آليات تنظم العمل والتحرك في إطار هذا المشروع القرآني.
  المؤمنون الأكارم:
عنوان (أنصار الله) هو عنوان قرآني يعبِّر عن الاستجابة العملية لتوجيهات الله سبحانه وتعالى والتحرك وفق منهجية القرآن الكريم، التي منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ} (فأنصار الله) ليس اسماً حزبياً، ولا اسماً لمنظمة أو طائفة، بل هو عنوان قرآني، البعض قد يَصْدُقُ عليه؛ لأنه ينطلق بكل جدية ومسؤولية بمستوى وعيه وإيمانه ومصداقيته وتفاعله والبعض قد يختلف حاله عن ذلك، البعض قد يستمر والبعض قد يتراجع، البعض على درجة عالية من العطاء والتضحية والمصداقية والاهتمام، والبعض ليس بهذا المستوى، وهكذا حالات متفاوتة.
(وأنصار الله) هو عنوانٌ انطلق فيه الناس من مختلف المذاهب في بلدنا اليمن وفي غيره، ومن مختلف التوجهات السياسية، ومن مختلف الأحزاب، ومن مختلف الفئات المجتمعية والمكونات السياسية، ومن انطلقوا في هذه المسيرة القرآنية هم يفهمون أنها مسيرة قرآنية لكل مسلم، ليست محصورة بفئة، وأنّ (أنصار الله) عنوان لهذه الأمة في إطار مدلوله الإيماني الذي تعبر عنه الاستجابة العملية لله سبحانه وتعالى في التحرك وفق المنهجية القرآنية. 
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
من الدلائل الواضحة على جدوائية هذا المشروع ونجاحه هو: صموده وبقاؤه ونماؤه بالرغم من التحديات الرهيبة، والحروب الشديدة، والاستهداف الشامل منذ أن تحرك به الشهيد القائد؛ فقد تحركت أمريكا لمواجهته منذ البداية بالسجون والمضايقات لأتباعه، وبعد فشل هذه الوسائل اتجهت إلى الحرب العسكرية من خلال السلطة العميلة في اليمن التي شنّت على أمة هذا المشروع في منتصف العام 2004م حرباً عسكرية ظالمة لإسكات هذا الصوت وإطفاء هذا النور؛ فصمد الشهيد القائد ومن معه في مواجهة هذا العدوان لِما يَقرب من ثلاثة أشهر حتى لقي الله شهيداً صابراً ثابتاً، وترك لهذه الأمة هذا المشروع العظيم.
وهيأ الله لهذه الأمة من بعده قائداً وهادياً آخر هو السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) فكان على مستوى المسؤولية، وقاد أمة أنصار الله، واستمر في بناء الأمة على منهج الله القويم، وواجه التحديات بما فيها الحروب التي استمرت السلطة العميلة في شنّها على هذا المشروع القرآني وأتباعه إرضاء لأمريكا وطاعة لها، بما في ذلك الحرب السادسة التي دفعت أمريكا فيها بالنظام السعودي إلى المشاركة العسكرية المباشرة، وبالرغم من هذه التحديات إلا أنّ دائرة هذا المشروع القرآني اتسعت، وازدادت قناعة الكثير من أبناء شعبنا بعظمة وأحقية هذا المشروع العظيم، وخصوصاً بعد أن عرفوا مصداقيته وما يتملكه من حلول للمشاكل التي يمر بها بلدنا وأمتنا أثناء (الحوار الوطني والثورة الشبابية) وما بعد ذلك، وكانت أمريكا وأدواتها يقفون أمام أي حلول صحيحة تخدم البلد، وكانوا يعملون على جرّ البلد إلى حروب أهلية تأكل الأخضر واليابس؛ ليعززوا من هيمنتهم وسيطرتهم على هذا البلد.
وأمام هذه المؤامرات الرهيبة تحرك السيد القائد بهذا الشعب العظيم المجاهد لمواجهة كل هذه التحديات فقاد ثورة شعبية في مواجهة كل أنواع الوصاية على بلدنا حتى مَنّ الله على شعبنا بالانتصار الإلهي بانتصار ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، والتي تحرر بلدنا بموجبها من الوصاية الأجنبية وفي المقدمة التدخل الأمريكي الذي كان مسيطراً على بلدنا بشكل كامل، حيث خرج الأمريكي يجرّ أذيال الهزيمة والخسران، وخرجت معه كل أذياله؛ ليتنفس بلدنا بعد ذلك نسيم الحرية، ويعيش العزة والكرامة في أسمى معانيها.

وكان قد بدأ شعبنا العزيز بقيادة السيد القائد ببناء واقعه على أساس الحرية والاستقلال، إلا أن أمريكا ومعها إسرائيل وبريطانيا وأدواتهم في المنطقة وعلى رأسها النظام السعودي، وبقايا المنافقين والعملاء في بلدنا أغاظهم ذلك؛ فشكّلوا تحالفاً بقيادة النظام السعودي العميل، وبتوجيهات وإشراف وتخطيط الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني؛ لشنّ عدوان ظالم على هذا البلد استمر من 26 مارس 2015م حتى يومنا هذا، فواجه شعبنا هذه الحرب الظالمة، وقدّم التضحيات الجسيمة من خيرة أبنائه، وسطّر المواقف البطولية، وانتصر بعون الله على هؤلاء المعتدين، وحوّل هذه التحديات إلى فرص فارتقى في كل شؤون حياته حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم بفضل الله تعالى.
وأثبت هذا المشروع جدوائيته ونجاحه منذ انطلاقته، بالرغم من كل ما واجهه من تحديات، وبالرغم من أنه تحرك بالإمكانات المتواضعة والمتوفرة للذين ينطلقون في إطاره، وساهم هذا المشروع في إفشال مساعي الأعداء في السيطرة على بلدنا وعلى الأمة بكلها، والواقع والأحداث في كل يوم تثبت عظمة وأهمية هذا المشروع العظيم بمنهجه القرآني وقيادته الحكيمة، وأنه سبيل الخلاص لأمتنا المظلومة، وحجة الله على المسلمين بل على البشرية بكلها، وها هو الشعب اليمني العظيم اليوم بهذه الثقافة القرآنية وبهذا القائد القرآني وبأمة القرآن يقف بكل قوة وعزة مع قضايا الأمة، وفي مقدمتها: القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض للإبادة الشاملة، وقد وقف معه كجزء من مسؤوليته الإيمانية، وبكل ما يستطيع، وعلى كل المستويات حتى على المستوى العسكري، وها هو اليوم يخوض أقدس معركة في مواجهة الاستكبار العالمي والمتمثل في أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بشكل مباشر، ويواجه أكبر التحديات بعزة الإيمان وقوة الإسلام التي تربى عليها وسار على أساسها، ويرى في المواجهة مع هؤلاء المستكبرين والطغاة شرفا كبيراً وعزاً أبدياً خالداً، وصدق الله القائل: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
وفي الختام:
نؤكد على أهمية الاستمرار في المظاهرات والمسيرات، ومقاطعة المنتجات، والالتحاق بالدورات العسكرية والثقافية المفتوحة والمغلقة؛ لأن ذلك يعتبر من الجهاد في سبيل الله، وسنملأ ميدان السبعين يومنا هذا الجمعة بإذن الله وبقية الساحات في المحافظات بلا كللٍ ولا مللٍ ولا فتور؛ لنعبّر بالقول وبالفعل أننا مع فلسطين حتى النصر بإذن الله.                   
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبّت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
-----------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر