مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة

قـطاع الإرشـاد

الإدارة العامة للخطباء والمرشدين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نـقـاط و خـطـبـة الجمعة

الرقــم / 42 

التاريخ / 1 / 8 / 1443ه‍ 

الموافق / 4 / 3 / 2022م 

 

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

أولاً : الـنـقـاط .

 

١-نحن أمةمستهدفة من قبل أعداء خطيرين جدا هؤلاء الأعداء هم اليهود والنصارى (أمريكا وإسرائيل في زماننا) وهذه حقيقة واضحة مهما تنكر لها عملاء أمريكا وإسرائيل وناقصو الوعي

٢-عداء اليهود لناولأمتنا الإسلامية هومعتقد ديني يؤمنون به وثقافةمعتمدة لديهم وقد أكدهذه الحقيقةالقرآن {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}

٣-عداء اليهود لناإستراتيجيةأساسية يبنون عليها مخططاتهم وبرامجهم العملية ويراد منا أمام ذلك كله أن نسكت عنهم وأن نتولاهم وأن نطبع معهم ولا نقف في مواجهتهم

٤-أمام كل ما مضى يتجلى لنا عظمة المشروع القرآني وأنه المشروع الصحيح في مواجهة الإستهداف ولولا هذا المشروع القرآني لسحقنا الأعداء منذ وقتٍ مبكر

وهذا يدعونا للعودة إلى قراءةوتأمل مشروعنا العظيم 

٥-لا بد من التفاعل مع حملةإعصار اليمن للتحشيد والإستنفار التي تم تدشينها في جميع المحافظات رسميا وشعبيا وهي تعني الإستمرار في مواجهةالتصعيد بالتصعيد والتحشيدورفدالجبهات وتعزيزكل عوامل الثبات والصمود على كل المستويات ولله عاقبةالأمور.

 

🎙️.ثـانـيـا : خطبة الجمعة 

(الخطبة الأولى)

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين.

أما بعد/ عباد الله الأكارم:

لا بد أن ندرك أننا أمةٌ مستهدفة من قبل أعداء خطيرين جدًا، هؤلاء الأعداء هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى (أمريكا وإسرائيل في زماننا)، وهذه حقيقةٌ واضحة مهما تنكر لها عملاء أمريكا وإسرائيل، ومهما تنكر لها أو تجاهلها ناقصوا الوعي من أبناء هذه الأمة.

الحقيقة الواضحة البيّنة أن أولئك هم أعداء بكل ما تعنيه الكلمة، وأنهم يسعون للسيطرة على أمتنا من خلفيةٍ عدائية، وبسياسةٍ عدائية، وبممارساتٍ عدائية، ولأهدافٍ عدائية، وعداؤهم لأمتنا ولنا كمسلمين، هو معتقدٌ دينيٌ يؤمنون به، وهو أيضاً ثقافةٌ معتمدةٌ لديهم، ورؤيةٌ فكريةٌ راسخةٌ عندهم، وهو أيضاً استراتيجيةٌ أساسيةٌ يبنون عليها مخططاتهم، ويبنون عليها برامجهم العملية التي يتحركون على ضوئها في واقع أمتنا.

ولنقف وقفات موجزة ومختصرة مع هذه العناوين، وقد عرفنا في البداية أنّ عداءهم لنا هو معتقدٌ دينيٌ لديهم، والمحرك الأساسي لاستهداف أمتنا هو اللوبي الصهيوني اليهودي في العالم، والكيان الإسرائيلي الذي اغتصب فلسطين واغتصب أجزاء أخرى من بلدان أمتنا وبلداننا العربية هو ذراعٌ من أذرع اللوبي اليهودي الصهيوني، واللوبي الصهيوني اليهودي هو الذي يحرك أمريكا، وهو الذي يحرك بريطانيا، وهو قد تمكن أيضًا من الاختراق الكبير للنصارى وللعالم الغربي، ووصل إلى مستوى التحكم في السياسات الغربية والتوجهات الغربية إلى حدٍ كبير، وصنع قناعات دينية لدى المسيحيين والمجتمع الغربي، وتمكن من القيام بعملية تحريف واسعة، وصناعة مفاهيم ومعتقدات دينية تتبنى في أساسها تعظيم اليهود وتقديسهم، وتتبنى العداء الشديد للمسلمين، وتتبنى أيضاً المصادرة لفلسطين وللمقدسات في فلسطين، والدعم للعدو الإسرائيلي من السيطرة التامة عليها، وتمكين العدو الإسرائيلي لبناء كيانٍ معادٍ ونافذٍ وقويٍ في أوساط أمتنا الإسلامية وفي قلب العالم العربي، وكل هذه الأمور أصبحت معتقدات دينية لدى اليهود، ويتشبثون بها مع تنكرهم للتدين والدين، لكنهم يحتفظون بالأشياء التي تخدمهم، والتي تمكن من نفوذهم، والتي تحافظ لهم على نمط معين يوظفونه لمصالحهم السياسية وأهدافهم السياسية على نحوٍ من أشكال الاستغلال، وهناك في كتبهم الدينية (مثل: التلمود) نصوص محرفة تبيح لهم استهداف المسلمين، وتعزز نظرة الكراهية إلى المجتمع البشري بشكلٍ عام، وإلى المسلمين بشكلٍ خاص.

وهذه الحقيقة لفت القرآن الكريم نظرنا إليها منذ البداية: أنهم أعداء، وأنَّ عداءهم شديد، كما قال الله جلَّ شأنه في القرآن الكريم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} فاليهود في المقام الأول هم الأشد عداءً، والذين تتجلى الشواهد على عدائيتهم لتجدها واقعًا، ولتجدها أيضاً سياسات، ومؤامرات،

 

وخطط، ومواقف، وجرائم، ولها شواهد كثيرة جداً في الواقع، وشيء ملاحظ، ومشاهد، وموجود، وحقائقه قائمة، ووقائعه حاضرة وكبيرة، وليست أمراً خفياً يصعب الإدراك له، والتنبه له.

والقرآن الكريم بيَّن لنا أيضًا أنهم يستبيحوننا دينياً: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} هذه بالنسبة لهم فتوى دينية، وأنَّ المسلمين وغيرهم من المجتمعات البشرية مباحون لهم، ولديهم نصوص كثيرة في التلمود وفي غير التلمود، تنص على استباحة غيرهم: على مستوى سفك الدماء، وعلى مستوى انتهاك الأعراض، وعلى مستوى مصادرة الثروات والحقوق، وعلى مستوى كل شيء.

وقد بيَّن لنا القرآن أيضًا ما هم عليه من الحنق، والعُقَد، والحقد الشديد الذي يمثل دافعاً كبيراً لهم إلى التآمر علينا كمسلمين، وإلى التحرك في خطط عدائية ضدنا كأمةٍ إسلامية، يقول الله سبحانه وتعالى عنهم: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} أي: أنهم يودون لنا كل ضر، وكل مشقة، وكل عناء، وهذه حالة شعورية لديهم، ورغبة عارمة جداً، ومودة شديدة في كل ما يمكن أن يشكل عناءً لهذه الأمة، وعنتاً لهذه الأمة، وضرراً لهذه الأمة، و شراً على هذه الأمة، ويترجمون هذه الرغبة الشديدة في إلحاق الضرر بأمتنا من خلال: سياسات، وخطط، وأعمال، ومواقف، وأنشطة عدائية، وبأسلوب مخادع في كثيرٍ منها.

كما قال عنهم أيضًا: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} حالة شديدة جداً من الحنق، ومن الغيظ، ومن الكره، ومن العداء الشديد لهذه الأمة، ولا يشفع لأحدٍ من أبناء هذه الأمة حتى لو أحبهم، وحتى لو تولاهم، وحتى لو خدمهم، وسيتعاملون معه كأداة يستغلونها، ولذلك يقول عن المحبين لهم: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}، مهما أحببتموهم، ومهما خدمتموهم، ومهما فعلتم لهم، ومهما نفذتم من مؤامراتهم وخططهم؛ فإنكم ستبقون بالنسبة إليهم مكروهين، ومحتقرين، وينظرون إليكم بالكراهية والاحتقار، وأنكم لستم سوى أدوات؛ لتنفِّذوا مخططاتهم، ولتقدموا خدمات لهم، وهذا شيءٌ واضح في طبيعة العلاقة التي نشاهدها ونراها في علاقة النظام السعودي والنظام الإماراتي بأمريكا وبإسرائيل، وهل يمكن أن نقول أنَّ النظام السعودي يحظى باحترام لدى الأمريكيين أو لدى الإسرائيليين؟ أو الإماراتي يحظى باحترام لدى الأمريكيين ولدى الإسرائيليين؟ أو آل خليفة في البحرين؟ أو أيٌّ من المطبِّعين والموالين والمتقدِّمين بالخدمات لمصلحة أمريكا وإسرائيل، هل هم يحظون بشيء من الاحترام والكرامة لدى أولئك؟! أم أنه من الواضح: حالة الاستهانة، والاحتقار الشديد إلى تلك الأنظمة، وأنهم لا يرون فيهم إلَّا أنهم مجرد عملاء ينفِّذون مخططات، ويقدِّمون خدمات، ويُستَغَلون كأدوات لا قيمة لها أبداً، ولا احترام لها، ولا كرامة لها، وهذا شيء واضح جداً، وقد عبَّر عنه الكثير من المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين في مقامات ومناسبات متعددة، وواضحٌ أنها علاقة ابتزاز، وإخضاع، وإذلال، وإهانة، والشواهد على ذلك كثيرة جداً.

أيها المؤمنون:

وفي مقابل كل ذلك يُراد منا نحن كأمةٍ مسلمة، أن نوالي ذلك العدو، في مقابل عدائه الشديد لنا، وفي مقابل كل جرائمه بحقنا، وفي مقابل كل استهدافه لنا، وفي مقابل كل ما يفعله بنا على كل المستويات: سياسياً، واقتصادياً، وما يستهدفنا به في ديننا ودنيانا، يراد منا أن نوالي ذلك العدو، وأن يكون ولاؤنا له معتقداً دينياً، وقد اشتغل العملاء مع الأمريكي والإسرائيلي ومع الغرب على هذه المسألة؛ فأتوا بالحديث عن النصرانية واليهودية والإسلام كديانات سماوية متساوية، وعملوا على أن يرسِّخوا لدى الكثير من المغفلين من أبناء أمتنا هذه النظرة، في تجاهلٍ تام لما وصل إليه اليهود والنصارى من انحراف تام عن الرسالة الإلهية، وتنكُّرٍ كاملٍ لمبادئها، وتحريفٍ شامل لمفاهيمها، وأتوا بعنوان القبول بالآخر، والتعايش مع الآخر؛ للقبول بأولئك الأعداء المحتلين، المستهدفين لأمتنا، المجرمين، القتلة، الناهبين لثروات أمتنا، الذين يسعون إلى استعبادنا وإذلالنا وقهرنا، والقبول بهم تحت هذا العنوان الذي لم يقبلوه في ساحتنا الداخلية كمسلمين.

ثم أكثر من ذلك: أتوا بعنوان الإبراهيمية، والتعاون وفق هذا العنوان، والاندماج بصبغة دينية، تحت عنوان الإبراهيمية، ويسمون اتفاق الخيانة، والتطبيع مع إسرائيل، والخيانة لهذه الأمة، والتحالف مع أعدائها، يسمونه بالاتفاق الإبراهيمي.

ثم يريدون منا أيضاً على مستوى الثقافة العامة، والمناهج التعليمية أن تحتوي على عناوين متنوعة، منها: عنوان السلام، الذي قدَّموا له مضموناً آخر؛ فيسمون الاستسلام للأعداء، والمصادرة للحقوق، والقبول بهيمنة أولئك الأعداء، يسمونه بالسلام، ثم يروِّجون للعناوين التي يأتي بها الغرب ولها مضمون آخر، كعنوان الحرية، الذي يأتي الغربي من خلاله ليستعبد أمتنا، وليفسد أمتنا بوسائل كثيرة تندرج تحت هذا العنوان.

 

على كلٍّ: هم يريدون منا أن يكون الولاء لأعدائنا معتقداً دينياً، وأن يكون ثقافةً في مناهجنا التعليمية، وفي أنشطتنا الثقافية، وفي نشاطنا الإعلامي، وأن يكون أيضاً سياسةً تُبنى عليها المواقف، وتُبنى عليها برامج العمل في كل شيء: الشؤون السياسية، والشؤون التربوية والتعليمية، والشؤون الإعلامية، والشؤون الاجتماعية، والمجالات الاقتصادية، والحديث عن هذا يطول ولا يتسع له المقام.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أما بعد/ عباد الله:

 في هذه المرحلة يتجلى لنا أهمية وعظمة المشروع القرآني، وأنه مشروعٌ صحيحٌ وعظيمٌ ومهم، لماذا؟ لأننا أمة مستهدفة على كل حال، والهدف من ذلك هو: السيطرة علينا بشكلٍ كامل، إنساناً، وأرضاً، وثروات، ومقدرات، واستعبادنا، واستغلالنا، وإذلالنا، وإهانتنا، ممن يعادوننا عداءً حقيقياً، وعداؤهم لنا - كما أسلفنا- هو معتقدٌ ديني، وهو ثقافة راسخة ومتَّبعة، وهو - أيضاً - استراتيجية تُبنَى عليها، وبُنِيَت عليها الخطط، ودوِّنت فيها بنود كلها مؤامرات على هذه الأمة، وكلها لإضعاف هذه الأمة، وكلها لاستغلال هذه الأمة، وكلها لقهر هذه الأمة، وكلها لتدمير هذه الأمة، وكلها في سبيل أن تبقى أمتنا أمةً مستضعفةً، ومقهورةً، ومفككةً، ومنهارةً، ومعذَّبةً في كل شؤون حياتها، وفي نفس الوقت هناك مسؤولية علينا باعتبار حقنا الفطري، وواجبنا الإنساني تجاه أنفسنا، وتجاه أمتنا، وتجاه أجيالنا: أن نتحرك للتحرر من تلك الهيمنة، ومن تلك الاستهدافات العدائية، ومن ذلك العدو الذي يسعى إلى أن يحكم سيطرته علينا إلى درجة ألَّا يكون هناك صوتٌ في داخل هذه الأمة يعارض هيمنته، أو تحركٌ جادٌ، وصادقٌ، ومخلصٌ، وصحيحٌ، وسليمٌ، وناجحٌ يعيق شيئاً من مخططاته ومؤامراته.

وهنا يأتي المشروع القرآني، الذي له ميزة أنه يستند إلى الحق - الذي هو حقٌ بإجماع المسلمين جميعاً - المتمثل بالقرآن الكريم، الذي هو هدى ونور، والذي يتضمن الرسالة الإلهية الحقة، ودَّون الله فيه التزاماتنا العملية بحكم انتمائنا الإسلامي والإيماني، ورسم لنا فيه الخير في هذه الحياة، وشخَّص لنا الواقع، والذي نستطيع من خلاله أن نقيِّم كل فئات المجتمع البشري بتشخيصٍ دقيق، وهو يساعدنا في مواجهة كل الحملات التضليلية، بما فيها الحملات التي يسعى الأعداء إلى أن يصبغوها بصبغةٍ دينية، وبعناوين دينية، وهكذا يأتي المشروع القرآني الذي أيضاً مع ما فيه من هدى ونور، يقدِّم الشواهد من الواقع، والشواهد العملية الواضحة، والوقائع والأحداث التي تمثل مصاديق قائمة في واقع حياتنا، ومتطابقةً مع النص القرآني.

وقد تحرَّك السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه" بالمشروع القرآني، في مواجهة كل تلك الحملات التضليلية الهائلة، والتي تجعل من الاستهداف أو من الاختراق لأمتنا الإسلامية، وتحريك أدوات من الداخل في واقع أمتنا الإسلامية، أسلوباً أساسياً يعتمد عليه أعداء هذه الأمة، والتي تسعى إلى ترسيخ الولاء لأعدائنا؛ بهدف تسهيل سيطرتهم علينا مع تقبل ذلك؛ فأتى المشروع القرآني كمشروع تحصين للأمة من الداخل؛ لأن هذه نقطة جوهرية وأساسية في الصراع مع هذا العدو، الذي يخترق هذه الأمة، ويشغِّل كل عملائه؛ ليحولوا هذه الأمة إلى موالية له، في الوقت الذي هو يعاديها، وأتى المشروع القرآني والمواقف المبنية عليه التي تحصِّن المجتمع الإسلامي من الداخل، وتنهض به، وتنير دربه في مواجهة كل تلك الحملات التضليلية، وكل تلك المؤامرات بكل أشكالها وأنواعها.

ولقد قدّم الشهيد القائد رؤيةً متكاملة؛ ركَّزت على ما ركَّز عليه القرآن الكريم، وتقدِّم الوعي والبصيرة كأول المتطلبات لهذا الصراع، وأول عوامل النهضة، وأول الوسائل الأساسية والسلاح الرئيسي الذي تحتاج إليه الأمة في المقدِّمة لفضح مؤامرات الأعداء؛ لأن نجاح الكثير من مؤامرات أعدائنا يعتمد على الاختراق لأمتنا من الداخل، أما بدون ذلك هم فاشلون، وبدون ذلك لا ينجحون في أكثر المؤامرات؛ فهم يستغلون إمَّا جوانب خلل في واقعنا الداخلي، أو عملاء يشتغلون لمصلحتهم في واقعنا الداخلي كأمةٍ إسلامية.

عباد الله الأكارم:

إنّ هذا المشروع القرآني، وهذا التوجه التحرري - الذي ينسجم مع أصالة شعبنا الإيمانية، والذي يتكامل فيه شعبنا مع أحرار الأمة - هو التوجه الصحيح بكل الاعتبارات، وهو الذي سيحفظ لنا كرامتنا الإنسانية، وهو الذي سيصل بنا إلى النهايات والنتائج العظيمة في الدنيا والآخرة التي نأملها من الله "سبحانه وتعالى"، وسنَعبُر هذه التحديات وهذه الصعوبات مهما كانت: على مستوى الحصار الاقتصادي، وعلى مستوى انعدام المشتقات النفطية، وعلى مستوى المعاناة الشاملة، وبقدر ما نكون أوفياء مع الله، وصادقين مع الله، وثابتين على مواقفنا، وقائمين بمسؤولياتنا وواجباتنا، فلن يخلف الله وعده

 

أبداً، هو "سبحانه وتعالى" القائل في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وهو القائل أيضًا: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} وهو القائل "سبحانه وتعالى" في القرآن الكريم: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.

يا يمن الإيمان: الثباتَ .. الثباتَ، مع الالتزام بكل عوامل الثبات كالأخوة والتعاون والتقوى والصبر والاكثار من ذكر الله والاستعانة به، ولتكن كل معاناتنا حافزاً إضافياً وعزماً جديداً في تحركنا القوي للقيام بمسؤولياتنا، وفي التصدي لهذا العدوان الذي تشرف عليه أمريكا، والذي اعتبرته إسرائيل جزءاً من مصالحها، ومن أهدافها، ومن رغباتها وآمالها ومخططاتها، وعوننا بالله "سبحانه وتعالى" هو نعم المعين، وهو مولانا {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}، ولنسعَ إلى أن نزداد وعياً في معركة الوعي، وأن نزداد ثباتاً في موقفنا، وأن نزداد جديةً في تحركنا في كل المجالات، باستشعارٍ عالٍ للمسؤولية، وبضميرٍ حيٍ، وبإيمانٍ صادق، وببصيرةٍ عالية.

وهنا نؤكد على ضرورة التفاعل الجاد مع حملة إعصار اليمن التي تم تدشينها رسميًا وشعبيًا في جميع المحافظات، ولا بد من الاستمرار برفد الجبهات بالمال والرجال، ومواجهة التصعيد بالتصعيد حتى يتحقق لنا ولشعبنا ولأمتنا: النصر والظفر بعون الله سبحانه وتعالى.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.

ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}...

......................................

🖋️ صادر عن الإدارة العامـة للخطباء والمرشدين

 بديـوان عـام الـوزارة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر