مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر شوال 1444هـ

العنوان:(أهمية العلم، ودروس من الأحداث } 

التاريخ: 15 / 10 / 1444هـ 

المــوافـق / 5 / 5 / 2023 م


الـرقــم: ( 45 )

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

أولاً: نقاط خـطـبـتي  الجمعة  

1-منذ أن خلق الله الإنسان قرن وجوده بالعلم والتعليم وخلق في الإنسان الوسائل التي تمكنه من التعلم 
2ـ بالعلم يستنير قلب الإنسان ودربه ويعرف الله حق معرفته وبه ترتقي الأمم وتنتصر على أعدائها
3ـمن أخطر الأشياء على الإنسان حالة الفراغ والعطلة تمثل فراغ للطلاب إما أن نملأه بهدى الله وإما أن يملأه الشيطان وأوليائه بالضلال والإفساد عبر كثير من الوسائل كالهواتف والقنوات ورفاق السوء 
4ـ على الآباء مسؤولية الدفع بالأبناء إلى المدارس الصيفية وعلى المتعلمين مسؤولية المشاركة فيها   
5ـ الصراع في السودان هو عقوبة إلهية لمشاركتهم في العدوان على اليمن والتطبيع مع إسرائيل ولو انتصر العدوان لرأيناه يرتكب في اليمن نفس ما ترتكب تلك المليشيات بحق بعضها
6ـ أمريكا تسعى لإفشال عملية السلام في اليمن فهي لا تريد الاستقرار لأي بلد وهي وراء كل الحروب ومصالحها في الحرب والفساد 
7ـ زيارة وفد قبائل أبين إلى صنعاء وتعامل القيادة معهم ومع الأسرى كان صفعة للعدوان وشاهد على أن اليمنيين يستطيعون حل خلافاتهم بأيديهم وبدون تدخل أجنبي.

▪️ ثانياً: نص الخطبة 

(الخطبة الأولى)

بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ العليِّ عن شَبَهِ المخلوقين، الظاهِرِ بِعجائبِ تدبيرِهِ للناظرين، والباطِنِ بجلالِ عِزَّتِهِ عن فِكْرِ المُتَوَهِّمِين، القائلِ في كتابه العزيز: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ . اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ونَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
منذ أن خلق الله الإنسان ليكون خليفة على الأرض قرن استخلافه بالعلم والتعلم، ولا يمكن أن يترك اللهُ الإنسانَ جاهلاً؛ لأنه بجهله لا يحقق الاستخلاف كما يريد الله، وقد علَّم الله أول إنسان خلقه وهو آدم (عليه السلام) فقال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}، وخلق في الإنسان الوسائل التي تساعده على اكتساب العلم والمعرفة من سمع وبصر وفؤاد فقال تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فالعلم نور يستنير به قلب الإنسان ودربه، ويجعل الإنسان زاكياً راقياً حراً كريماً، وبالعلم يستطيع الإنسانُ السيرَ في دربٍ ثابت وطريقٍ تؤدي إلى الجنة كما قال النبي صلوات الله عليه وآله: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة)، والعلم نجاة من الضلال كما قال الإمام علي (عليه السلام): (النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ، أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَلَمْ يَلْجَؤوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ)، وبالعلم الرباني يسمو الإنسان ويتميز وتصبح له المكانة العظيمة عند الله وعند الناس كما قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، وبالعلم يعظم الله في نفسية الإنسان ويصغر ما سواه فلا يخشى ويخاف إلا من الله كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}، وبالعلم يمتلئ قلب الإنسان تقديساً وتعظيماً وخشوعاً لله وتصديقاً بوعوده كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً . وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً . وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} وبالعلم يتميز الإنسان عمن لا يعلم كما قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}، وبالعلم يتحقق الإيمان بكتاب الله وهديه كما قال تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} وقال تعالى: {وَيَرَى

الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، وبالعلم يكون القرآن تبياناً وفرقاناً في صدور الذين أوتوه كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} وبالعلم تتحقق للإنسان معرفة الله والشهادة بعدله وكماله كما قال تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ}، وكما يستنير الإنسان بالعلم في الدنيا؛ فإنه تتحقق له بالعلم النجاة يوم القيامة كما قال تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ} وبالعلم ينجو الإنسان من أهواء الظالمين وضلالهم كما قال تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} وبالعلم ترتقي الأمم وتبني حضارتها ومجدها، وتقدم الشاهد على عظمة منهجها وفكرها.
أيها المؤمنون الأكارم:
إنّ من أخطر الأشياء على الإنسان وخصوصا ابناؤنا وبناتنا في الحياة هي: حالة الفراغ التي تمثل فرصة للشيطان ولأولياء الشيطان ليستدرجوا الإنسان بخطوات متدرجة إلى ما يضره ويرديه، والإنسان بطبيعته لا يستطيع أن يبقى في الدنيا فارغاً، ولا بد أن يتحرك في طريق الحق أو طريق الباطل، ويحصد بذلك حسرة يوم القيامة كما قال الإمام علي (عليه السلام) عن ذلك وهو يوصي أحد أصحابه:  (وَاعْلَمْ أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ بَلِيَّةٍ لَمْ يَفْرُغْ صَاحِبُهَا فِيهَا قَطُّ سَاعَةً إِلَّا كَانَتْ فَرْغَتُهُ عَلَيْهِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، والعطلة الصيفية تمثل حالة فراغ خطيرة على أبنائنا الذين لو أهملناهم لما أهملهم العدو الذي أصبح يحاول تفعيل كل شيء من أجل مسخ هذه الأمة وإضلالها، وخاصة الجيل الناشئ الذي يمثل الحفاظ عليه من التضليل في هذا الزمن مسؤولية على الجميع، وأول مسؤولية تقع على الآباء الذين يجب عليهم الدفع بأبنائهم إلى المدارس الصيفية ليزدادوا علماً ونوراً وبصيرة، ولحمايتهم من الفراغ القاتل في هذا الزمن، الفراغ الذي مُلِئَ بالهواتف والألعاب والأفلام والمسلسلات ورفاق السوء، وسيُملأ بالضلال إن لم نملأه بالهدى والنور والعلم والمعرفة الصحيحة، فأيهما أفضل: أن يقضي الابن عطلته مع القرآن أم مع الهاتف المحمول؟ أيهما أفضل: أن يقضي الابن عطلته وهو يتعلم القراءة والكتابة ومعرفة الله وهويته اليمنية الإيمانية أم وهو يتعلم ألعاب البوبجي ويتفرج على أفلام الأكشن؟ إذا لم يكن إهمال الأبناء وتركهم مع وسائل التضليل والمسخ ضياعا فما هو الضياع؟
والمتعلمون مسؤولون أمام الله في المساهمة في إنجاح هذه المدارس التي تمثل تعويضاً عن النقص الذي أصاب الجانب التعليمي في المدارس بسبب التدمير والحصار والاستهداف من قبل العدوان، وعليهم أن يشاركوا في المدارس الصيفية وتحت الإطار الرسمي؛ لأن في ذلك الأجر العظيم من الله تعالى الذي يقول: {وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} والنبي صلى الله عليه وآله يقول: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
أيها الأخوة المؤمنون:
إنّ من ينزعجون ويضجون من المدارس الصيفية هم من قصفونا وحاصرونا ودمروا بنيتنا التعليمية على مدى ثمان سنوات، وهم الأعداء وأذنابهم الذين انزعجوا على مدى ثمان سنوات من صمود الشعب اليمني وثباته وانتصاراته، وهم من قصفوا مدارسنا وجامعاتنا ومرافقنا التعليمية في الشعب اليمني.
من يضجون في وسائل الإعلام اليوم من المدارس الصيفية هم من قتلوا أبناءنا الطلاب والمعلمين داخل مدارسهم، وهم من نقلوا البنك وقطعوا مرتبات المعلمين، وهم من يريدون لهذا الشعب أن يبقى جاهلاً فاقداً لهويته التي كانت أهم عوامل صموده وانتصاره، وهم من يريدون من اليمن أن يبقى حديقة خلفية للمعتدين.
من يقلقون من المدارس الصيفية هم من لا يريدون الحرية والكرامة للشعب اليمني، وقد تعللوا في الأعوام السابقة بأنه سيتم الذهاب بطلاب المدارس الصيفية إلى الجبهات، ولكن هذا العام ومع الهدنة ما هي دعاياتهم وأكاذيبهم التي سيتعللون بها؟ ولماذا لم نسمعهم يهاجمون ويشوهون حفلات الدعارة ومراقص اللهو والشذوذ التي تقام في دول العدوان كما يهاجمون مراكز تعليم القرآن الكريم وأمور الدين في الدورات الصيفية.

ولو لم يكن من عظمة المدارس الصيفية إلا أنها ستربي الجيل على هويته الإيمانية التي تجعله جيلاً عزيزاً قوياً حراً كريماً قرآنياً لا يخشى إلا الله:
فكل بلاد جادها العلم أزهرت     رباها وصارت تُنبت العزَ لا العُشبا
وهذا ما يخشاه الأعداء؛ لأن طلابنا في المدارس الصيفية يتربون على القرآن وثقافة القرآن، ويتعلمون العلم النافع، والأخلاق الحسنة، ويتعلمون أمور الدين وقيمه ومبادئه، ويتعلمون بعض المهارات النافعة لهم في الحياة، ويمارسون أنشطة متنوعة بدنية وذهنية في زمن يُراد لهذه الأمة أن تموت عزتها ودينها وإبداعها وتفكيرها، وتعمى بصيرتها وبصرها، وتفقد هويتها.
ولكن بفضل الله وبفضل وعي هذا الشعب وإيمانه وتنوير الله له، سينتصر شعبنا في جبهة العلم والوعي كما انتصر في جبهة الحديد والنار: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الأخوة المؤمنون:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} من خلال هذه الآية لو عدنا لنحلل الصراع الذي يحدث في السودان الشقيق، الصراع الذي يدور بين زعماء العسكر في السودان، الذين دفعوا بالآلاف من الجنود السودانيين للقتال في اليمن بأمر من أمريكا وإسرائيل، وطمعاً في المال المدنس، وارتُكبت أبشع الجرائم من قبل تلك المليشيات بحق أبناء الشعب اليمني في المناطق التي وصلوها، واغتصبوا نساء يمنيات في المناطق الساحلية، واليوم نراهم يتصارعون فيما بينهم، فأولًا تم إسقاط عمر البشير والإطاحة به رغم تعاونه مع دول العدوان والصهاينة، ثم ها هم شركاء اليوم يتناحرون ويجنون ثمار تطبيعهم مع الصهاينة لتتجلى لنا من خلال القرآن والواقع عدة دروس:
أولاً: أن هذه عقوبة من الله لأنهم تآمروا وشاركوا في ظلم شعب الإيمان والحكمة، وسترون أنه سيُضرب كل من شارك في العدوان على شعبنا، سواء كانوا أفراداً أو مكونات أو دول؛ لأن الله لا يرضى بالظلم ولا يحب المعتدين.
ثانياً: ما يحصل في السودان هو نتيجة من نتائج التطبيع وتولي تلك المليشيات التي لم تتفق إلا على تولي إسرائيل فالله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً} فهم تولوا إسرائيل وقاتلوا الشعب اليمني المؤمن، والتولي لليهود يفتح باب السخط الإلهي والضربات من قبل الله.
ثالثاً: نرى ما يحصل بين تلك المليشيات من جرائم القتل والسحل والتمثيل والتعذيب الوحشي بدون ذرة إنسانية، وفي ذلك درس للشعب اليمني أنه لو تمكن الغزاة من شعبنا لصنعوا بالشعب اليمني كما يصنع السودانيون اليوم ببعضهم بعض وربما أسوأ.
المؤمنون الأكارم:
إنّ مما يجب أن نفهمه أن أمريكا اليوم تعمل بكل وسيلة على عرقلة السلام في اليمن، وعرقلة كل الملفات: من تبادل الأسرى إلى دفع المرتبات وفتح المطارات إلى غيرها من الملفات؛ لأنها لا تريد السلام والاستقرار لأي بلد في العالم، ومن أكبر الأكاذيب في التاريخ أن تُنسب رعاية السلام إلى أمريكا الشيطان الأكبر وراعية الحروب والدمار التي ما قامت إلا على جثث مئات الملايين من الهنود الحمر، وارتكبت أبشع المجازر بحق الإنسانية عبر تاريخها الأسود، واليوم هي وراء الحروب والفتن من أوكرانيا وروسيا، إلى الصين وتايوان، إلى كشمير، إلى العراق وسوريا ولبنان والسودان وفلسطين واليمن؛ لأن مصالحهم هي في الحروب والإجرام، وهم لا يطفئون الحروب بل يشعلونها، ويسعون في الأرض فساداً لا صلاحاً كما قال الله تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
عباد الله:
رأينا في هذا الأسبوع وصول وفد قبائل أبين إلى أم اليمن وعاصمة كل اليمنيين صنعاء، ورأينا كيف تعاملت معهم القيادة تعامل الهوية الإيمانية القرآنية، تعاملٌ يعززالأخوة بين أبناء الشعب ويعزز التلاحم والتكاتف، وتم إطلاق سراح الأسير الذي جاءوا من أجله، والذي كان قائدا في صفوف العدوان، وهذا مما يبرهن على حرص القيادة على وحدة الشعب وأخوته وكرامته، ويبرهن على أن اليمنيين يستطيعون حل خلافاتهم بأنفسهم دون تدخل أجنبي من أمريكا ولا من الأعراب ولا من غيرهم، ولذلك

رأينا الانزعاج الشديد من العدو وأذنابه لهذه الزيارة؛ لأنهم لا يريدون لأبناء الشعب أن يتقاربوا ويتوحدوا، ولا يريدون أن تنكشف سوأة مشاريعهم التآمرية المستهدفة لوحدة الشعب اليمني ونسيجه الإيماني الموحد.
انزعجوا لتقارب الأخوة اليمنيين ولم ينزعجوا لمقتل أحد حراس خفر السواحل اليمنية في المهرة على يد القوات البريطانية المحتلة؛ لأنهم فقدوا الكرامة وباعوا الدين واستمرأوا الارتزاق وإباحة الأوطان للمحتلين، ولكن بإذن الله سينتصر شعبنا على كل المؤامرات: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر