مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الخامسة من شهر رجب 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(في رحاب الشهيد القائد ) 
التاريخ: 29/ 7 / 1445ه‍
الموافق: 9 / 2 / 2024م
الرقم : ( 30)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🎙️أولاً: نقاط الجمعة  
1-تمرُ بنا ذكرى مسرى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله ) 
وذكرى استشهاد الشهيدالقائد الذي كانت قضية القدس والمقدسات القضية المركزية لديه 
2-في مثل هذه الأيام استشهد الشهيد القائد على يد السلطة الظالمة استرضاء لأمريكا لأنه تحرك للدفاع عن الأمة تجاه الهجمةالأمريكية وأطلق  الصرخة ودعا للمقاطعة كأقلِ موقف يخرج الناس من حالة الصمت ويحميهم من التولي لأعداء الأمة
3-دعا الشهيد القائد الأمة للعودة إلى القرآن وحملها مسؤوليتها تجاه الدين والأحداث ومن القرآن عمل على ترسيخ معرفة الناس بالله والثقة به والتصديق بوعوده والجهاد في سبيل الله ضد أمريكا وإسرائيل 
4-أمام حركة الشهيدالقائد تحرك النظام بحملات بدأت بالاعتقالات وانتهت بالحروب الشاملة وكآية من آيات الله كلما حورب هذا المشروع انتصر وانتشر، وبذلك الهدى بنى الشهيد القائد أمة تهزم كل الباطل
5-لولا فضل الله علينا بالشهيد القائد لكنا في اليمن اليوم لا نجرؤ أن يكون لنا موقف تجاه ما يحدث في غزة
6-يجب أن نستمر بلا كللٍ ولا مللٍ في المظاهرات والمواقف الجهادية بكل أشكالها لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
🎙️نص الخـطبة
          الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِ العالَمِينَ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} القائلِ في كتابه العزيز: {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ} ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، كُل عزيزٍ غَيرُه ذليل، وكُلُّ قويٍّ غَيرُه ضعيف، ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أرسلَه بأمرهِ صادعاً، وبِذِكرهِ ناطقاً، فأدَّى أمِيناً، ومضَى رشيداً، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدَّمها مَرَقَ، ومن تَخَلَّفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، ففي شهرِ رجبٍ المحرم، شهر الهويةِ الإيمانيةِ لشعبنا اليمني، تمرُ بنا ذكرى مسرى رسول الله صلوات الله عليه وآله، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، هذه الحادثة التي خلَّدَها القرآنُ الكريم والتي رَبَطَتْ بين مسجدينِ هما من أهم مقدسات الأمة الإسلامية، المسجد الأقصى الذي يتعرضُ للتدنيسِ من قِبَلِ اليهود الغاصبين على مدى عشرات السنوات، والمسجد الحرام الذي يسيءُ إليه الأعرابُ بما يرتكبونه من جرائمٍ بحق أبناء الأمة وبخدمتهم لليهود؛ فالمسجد الأقصى والمسجد الحرام الذي رَبَطَ القرآنُ بينهما يواجهان اليوم التدنيسَ من اليهود، وطعنات الغدر والخيانة من أولياء اليهود، كما يذكرنا شهر رجب المحرم أيضاً بذكرى أليمةٍ، وفاجعةٍ كبرى أُضِيْفَتْ إلى سجلِ نكباتِ الأمةِ في عظمائها، ونكساتها عبر التاريخ، تلك الذكرى هي ذكرى استشهادِ علم الهدى الشهيدُ القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي (رِضوانُ اللهِ عليه)، مؤسس المشروع القرآني الذي كانت قضية القدس والأقصى (القضية المركزية) لديه، وفي ذكرى استشهاد الشهيد القائد يجبُ أن نقفَ وقفةً جادةً لنتأمل ونبحث في حياة ذلك القائد العظيم، الذي وقف في أصعب الظروف في وجه أمريكا، ونتأمل فيما قدمه للأمة؛ لأننا نرى هذا المشروع اليوم برَزَ كأقوى مشروعٍ استطاع أن يقف في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني، ويهزم أمريكا، واستطاع أن يجعل من شعبِ الإيمان والحكمة شعبًا عزيزًا يقف موقفًا مشرفًا، ويحمل عزةً عجزت عنها الأمة كلها، ويقف موقف الإسلام بدلا عن كل أمة الإسلام، وينتصر على أمريكا ويكسر غرورها.
وفي مثل هذه الأيام قبل عشرين عامًا استشهد الشهيد القائد على يد السلطة الظالمة استرضاءً لأمريكا؛ لأنه تحرك مدافعًا عن الأمة والإسلام، ولإدراكه بأن أمريكا تريد اختراق الشعوب وتخويفها لتسود حالة الصمت، وترويضها لتتولى وتخضع لهم، وقد تحرك بثقافة القرآن ونوره لينشره بين الناس، وأطلق الصرخة في وجه المستكبرين ليكسر حالة الصمت التي يريد الأمريكي أن تسود، ولينقل الناس من حالة اللاموقف إلى حالة الموقف، ودعا إلى المقاطعة

الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
الإخوة المؤمنون:
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تحركت أمريكا بحرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين بهجمة كلها شر مطلق، وكان موقف الحكومات العربية المسلمة هو الخنوع والخضوع لأمريكا، وقد تمثل برنامج أمريكا في اليمن في بناء قواعد عسكرية، وخنق الشعب اقتصاديا، ومنع الإنتاج، وتسليط التكفيريين، واستثمار المشاكل، وبعثرة المجتمعات، وتحركت فكريا وثقافيا بتزييف فكر الأمة وتضليلها، وتغيير المناهج والسيطرة على الإعلام والخطاب الديني، وأخلاقيا بحرب القيم والأخلاق، ونشر الرذيلة والتبرج والاختلاط الفوضوي والخمور والمخدرات، وسيطروا على القضاء وتحكموا في كل شيء؛ فتحرك الشهيد القائد تحركا قرآنيا إيمانيا يجسد الموقف الصحيح والرؤية الحكيمة لمصلحة الأمة وإنقاذها، ولكي تكون محصنة من التولي والاختراق، وفاضحة للعدو فيما يدعيه من ديمقراطية وحرية تعبير، وتوجهت حركته ضد العدو، وراعى ألّا يكون في خطواته العملية ما يشكل مبررًا للأمريكيين ولا لعملائهم.
عباد الله:
لقد تحرك الشهيد القائد ليدعو الأمة إلى أن تعود إلى القرآن وليس إلى أي كتاب آخر؛ فالقرآن هو الكتاب الوحيد الذي يمكن أن تتوحد حوله الأمة، وهو الكتاب الموجود والمقدس لدى كل أبناء الأمة مهما كانت انتماءاتهم الحزبية والمذهبية، وهو الكتاب الذي تتفق عليه الأمة كلها، وهو الكتاب الذي يمكنه أن يبني أمة قوية متوحدة، وعزيزة واعية، وهو الكتاب الذي يرسم للأمة الطريق الذي يوصلها إلى خير الدنيا والآخرة. وتحرك الشهيد القائد ليُحذر الإنسان المسلم من أن يتفرج على الأحداث ويتفرج على جرائم أعداء الأمة بحق أبنائها في فلسطين وغيره دون أن يكون له موقف، وأنّ على كل مسلم أن يستشعر مسؤوليته في إحياء الدين، وإنقاذ المستضعفين، ومواجهة المستكبرين؛ فلا عذر للجميع أمام الله.
وتحرك الشهيد القائد ليدعو الناس إلى معرفة الله معرفة حقيقية تدفع إلى العمل في إعزاز دينه ونصرته، ووضع منهجا قرآنيا لمعرفة الله من خلال القرآن وعبر ترسيخ معنى لا إله إلا الله لتتحرر الأمة من كل من يجعل من نفسه في الدنيا إلها من دون الله، ومن خلال تذكر نعم الله لينشد الإنسان ذهنيا ووجدانيا إلى الله، ومن خلال ترسيخ عظمته ليصغر كل من سواه في أنفسنا، ومن خلال ترسيخ صدق وعد الله ووعيده حتى نصدق وعود الله لنا بالنصر والعزة والتمكين، ووعيده بالذلة والخزي والهزيمة للمعرضين، وعلى رأس كل أولئك أمريكا التي تريد من العالم كله وتريد منا كمسلمين أن نخافها ونثق بها، وأن نرغب إليها أكثر من الله، وتريد أن نعظمها وننصاع لأوامرها أكثر من الله، وتريد أن نخشى عذابها أكثر من خوفنا من نار جهنم، لكنه بكل ما حمله من معرفة لله في نفسه، وبترسيخه لتلك المعرفة في قلوب المؤمنين أصبح الشعب اليمني كله اليوم يرى أمريكا (قشة) أمام ملك الله وقوته.
وتحرك الشهيد القائد ليدعو الأمة إلى أن تعرف عدوها من خلال القرآن، وتعرف تضليله وخداعه ومكره وفساده وإفساده، وأن تثق بتشخيص الله لعدوها في القرآن الذي يقول: {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً}.
وتحرك الشهيد القائد ليدعو الأمة إلى الجهاد في سبيل الله الذي هو مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وبيّن أنّ الأمة ضاعت يوم ضيعت هذه الفريضة العظيمة.
المؤمنون الأكارم:
أمام حركة الشهيد القائد تحرك النظام السابق - بتوجيهات أمريكية - بحملة مواجهة للمشروع القرآني، وبدأت بحملة اعتقالات تعسفية لكل من يهتف بالشعار، وأغلقوا بعض المدراس، وفصلوا البعض من وظائفهم، وعملوا على نشر الدعايات المضللة والمشوهة، وفي كل ذلك فشلوا، فتوجهوا إلى عدوان عسكري، واتجهوا بجيش جرار نحو بيت الشهيد القائد وبيوت المواطنين المستضعفين، وشنوا حربا ظالمة على منطقة مران، وتم استخدام الطيران فيها من أول يوم، وارتكبت فيها أبشع الجرائم لما يقارب من ثلاثة أشهر حتى استشهد الشهيد القائد مع مائتين من أصحابه، وظنت أمريكا أنها قد قضت على المشروع القرآني، ولكنه بقي ببقاء الحق، واستمرت الحروب العدوانية ضد هذا المشروع، وكان من آيات الله التي تتجلى لكل الناس انتصار هذا المشروع وانتشاره بعد كل حرب.
عباد الله:
المشروع القرآني لم يكن له أجندة خارجية، بل هو تحرك أصيل بأصالة الهوية الإيمانية، مشروع كان تحركه متوجها نحو أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل واللوبي اليهودي ومن يتحرك في فلكه، مشروع لم يكن عنصريا ولا فئويا ولا مناطقيا ولم يكن هناك ما يبرر استهدافه، مشروع ينطلق من القرآن، ومن رؤية القرآن المستندة إلى مبادئ الأمة الإسلامية التي تتبنى قضايا الأمة، مشروع يبني وعي الأمة وثقافتها ووقعها السياسي والاقتصادي والعسكري لتكون بمستوى المواجهة لأعدائها.

ولقد كان الشهيد القائد إنسانا استثنائيا في ظروف استثنائية؛ فكيف لرجل لا يمتلك من الماديات إلا القليل النادر أن يتحرك ضد أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل في زمن تدار فيه أكبر المؤامرات من قبلهم على الأمة؟! وقد حمل معرفة بالله جعلت الله أمله ومبتغاه ووجهته، ولم يثنه عن مشروع القرآن ترهيب وتهديد بالقتل، ولم توثر فيه والمغريات والماديات، وقدم هدى يبني الأمة من كل جوانبها، واستطاع من خلال ذلك الهدى أن يبني أمة عزيزة قوية متوحدة واثقة بالله، وأصبحت اليوم أملا لكل الشعوب المستضعفة. وحمل من الأخلاق ما جعله يسمو إلى مراتب عظيمة من التواضع والكرم والوفاء ودماثة الأخلاق، وحمل من الاهتمام بهداية الآخرين ما جعله يتحرك في أصعب مرحلة وأكثرها خطورة، وحمل من العلم والبصيرة ما جعل الشعب اليمني أكثر شعوب الأمة وعيا وبصيرة تجاه الأحداث والمؤامرات، وحمل من العزة ما لم يقبل معه الخضوع إلا لله، وحمل من الحكمة ما جعله يضع حدا فاصلا للعلاقة بين الأمة الإسلامية وبين أمريكا وإسرائيل، وحمل من الشجاعة ما جعله لا يبالي بكل الحشود التي جُمعت لمواجهته في الحرب الأولى، ولا يبالي بكل التهديدات التي وجهوها له ليكف عن توعية الناس بالقرآن، وإطلاق شعار البراءة من أمريكا وإسرائيل.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
    ✒️الخطبة الثانية▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
عباد الله:
الأمريكيون والبريطانيون هم أذرع اللوبي الصهيوني الذي يحمل راية الشيطان، ويتحركون اليوم بمشاريع عملية ضد أمتنا المستهدفة من قبلهم منذ قرون، واللوبي اليهودي هو من اتجه ليزرع في خاصرة أمتنا الإسلامية (إسرائيل) بعد أن سيطر على المجتمعات الغربية وسخرها لصالحه، واليوم يريد السيطرة التامة على أمتنا، ولا يرى اليوم عائقا أمامه إلا الإسلام القرآني الحقيقي، وقد استطاع هذا اللوبي أن يوصل أمتنا إلى حالة سيئة من الضعف؛ فحفنة من اليهود احتلوا فلسطين ويعذبون الشعب الفلسطيني أمام أكثر من خمسين دولة لها إمكانات هائلة، أمة يوجد منها أكثر من مائة وخمسين ألفا مقابل كل يهودي في فلسطين لكنها لا تحرك ساكنا، أمة لها أهم موقع جغرافي وموارد اقتصادية هائلة لكنها لا تستطيع أن تستخدم ذلك لنصرة قضاياها، أمة يخاف زعماؤها وجيوشها وشعوبها من كلمة تهديد من قبل الأمريكي أو الإسرائيلي. ولكن حال شعبنا اليمني أصبح يختلف عن حال الأمة، فلماذا الطفل اليمني والمرأة والرجل لا أحد يخاف من أمريكا؟ ولماذا ضمير شعبنا يرفض أن يتفرج على غزة دون أن يكون له موقف؟؛ لأن هناك نقلة كبيرة تحققت في واقع شعبنا وهي أنه وثق بالله وتوكل عليه ووثق بوعوده.
المؤمنون الأكارم:
لولا الشهيد القائد بعد الله، ولولا مشروعه القرآني؛ لكانت اليمن اليوم قد طبَّعت العلاقات مع الصهاينة، ولرأينا الصهاينة اليوم في صنعاء كما هم في الإمارات ولا أحد يتجرأ أن يعترض عليهم، ولولاه لكنا اليوم نرى ما يحدث في غزة دون أن نجرؤ أن نقف محتجين، ولكان ممنوعًا علينا الخروج حتى في مظاهرة من أجل غزة، ولولاه لما رأينا موقفنا اليوم لا يختلف عن  موقف رسول الله في محاربة أئمة الكفر، ولولاه لما أغلقنا باب المندب في وجه إسرائيل، بل ربما كان نظامنا اليوم أكبر حامٍ وداعم لإسرائيل وأمريكا في جرائمهم على إخواننا في غزة، وبفضل ما قدّمه من هدى أصبح الشعب اليمني يمتلك من الوعي القرآني بالأحداث والمتغيرات ما يفتقده أبناء الأمة، ويدرك ما لا يدركه غيره، وبفضل مشروعه أصبحنا منقذين لغيرنا من المستضعفين، وفي شدة الحصار علينا نحاصر الظالمين، وفي أكبر الإجرام علينا نحقق أكبر النصر؛ فالشهيد القائد اليوم لا زالت دماؤه تتحرك لتجرف الظالمين، وقد أصبحت ملازمه وصرخته صواريخ وطائرات مسيرة تضرب اليهود إلى داخل فلسطين المحتلة، وتغلق باب المندب لتحاصر الصهاينة المجرمين، وتواجه أمريكا المعتدية الظالمة، وتهزمها وتكسر جبروتها، حتى أنها تحتاج إلى أن تموه سفنها وترفع عَلَم دولة أخرى.
الإخوة المؤمنون:
يجب علينا أن نواصل تحركنا ونصرتنا لإخواننا في فلسطين، فقد حبانا الله لنكون أنصارا لدينه وللمستضعفين، فلا كلل ولا ملل، ولا تراجع عن جهادنا؛ فالعدو يقتل في غزة كل ساعة، فكيف نكسل عن أن نخرج للمظاهرة كل جمعة، والإنفاق في سبيل الله، والمقاطعة لأعداء الله، والعدو يتحرك في الباطل ومع الشيطان بكل نشاط؛ فكيف نكسل عن التحرك مع الحق ومع الله بنشاط، والصبر والصمود مفتاح النصر، ونحن شعب الإيمان وجند الله ومن العيب أن يرى الله جنوده في حالة من التهاون والكسل.

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان
عــام الــوزارة.
--------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر